شهدت الشهور القليلة الماضية توسع عدد من شركات الأدوية المصريةومن ضمنها «مالتى فارما» و«فاركو» و«إيفا فارما» بالسوق السعودية، وأعلنوا ضخ استثمارات بقيمة387 مليون دولاربالمملكة،وهى الخطوة التى اعتبرها البعض تصب فى مصلحة الاقتصاد الوطنى وتعزز من تواجد تكنولوجيا الصناعة المحلية، فيما تساءل آخرون عن جدواها لاسيماوأن السوق المحلية لديها أزمة تتعلق باختفاء عدد من الأصناف؟.
وحدد خبراء فى مجال صناعة الدواء الدوافع وراء الخطوة والتى جاءت بسبب التسهيلات التى تقدمها المملكة سواء فى عمليات التأسيس أو تمويل المشروعات بفائدة قليلة، علاوة على رؤية الشركات بأن السعودية ستفتح الباب للدخول للسوق الخليجية.
وقال الدكتور على عوف رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية إن ضخ عدد من شركات صناعة الدواء المصرية استثمارات فى السوق السعودية يعتبر خطوة مهمة،وتصب فى صالح القطاع.
وأضاف «عوف» فى تصريحات لـ«المال» أن توسع الشركات خارجيًا خاصة فى المملكة العربية السعودية سيفتح الباب أمامهم للدخول بقوة إلى السوق الخليجى بشكل كامل.
وأشار إلى أن الاتفاقات التى تمت خلال الفترة الأخيرة تضمنت التوسع فى استخدام التكنولوجيا، بما يعنى أنها ستنتقل للسوق المحلية المصرية بشكل أكبر.
واستنكر اعتراض البعض على عمل شركات مصرية فى أسواق خارجية، مشيرًا إلى أن كافة الاستثمارات فى أى دولة لديها خطط توسعية للانطلاق لأسواق جديدة، كما أن هذا هو نهج الشركات الكبرى.
ولفت إلى أن السوق السعودية تعتبر من الأسواق التى تقدم حوافر للمستثمرين سواء المحليين أو الأجانب، مضيفًا أنه بطبيعة الحال تبحث الشركات عن الفرص الاستثمارية المختلفة بغرض تعزيز مكانتها دوليًا.
و قال الدكتور محمد حافظ رئيس شركة تعافى للرعاية الصحية إن اتجاه رجال الأعمال المصريين للاستثمار فى المملكة العربية السعودية يعد من الخطوات الإيجابية حاليًا.
وأضاف «حافظ» فى تصريحات لـ«المال» أنه لا يمكن بحال من الأحوال أن تتجه شركة للاستثمار فى دولة أخرى دون أن تمتلك قدرات أو إمكانيات تؤهلها للعمل فى السوق الجديدة.
وأشار إلى أن صناعة الدواء تعد من القطاعات المهمة فى أى دولة، مضيفًا أنه فى المملكة العربية السعودية لا يُسمح بتأسيس شركات دواء دون أن تكون على قدر عال من الاحترافية، وبالتالى فإن تواجد الشركات المصرية هناك مؤشر جيد على قوة قطاع الرعاية الصحية المصري.
وتوقع أن تعود هذه الخطوة بالنفع على الاقتصاد المصري، بجانب تطور تكنولوجيا الدواء.
فيما أكد الدكتور بيتر مهنى رئيس شركة جلوبال نابى للأدوية أهمية تواجد الشركات المصرية فى السوق السعودية، لاسيما وأنه أحد أهم الأسواق الصاعدة خلال المرحلة المقبلة.
وأضاف مهنى أن العديد من الشركات التى لديها خطط توسعية تنظر لسوق الدواء السعودية باهتمام.
وحول تواجد «جلوبال نابي» فى السوق السعودية قال «مهنى» إن شركته تدرس حاليًا أكثر من فرصة للتواجد هناك، متوقعًا أن يجرى الإعلان عن تفاصيل خطتها الاستثمارية هناك قريبًا.
و مختلفًا عن الآراء السابقة، قال محمود فؤاد رئيس المركز المصرى للحق فى الدواء إن السوق المحلية تشهد أزمة فى عدد من الأصناف الدوائية الـشعبية ، وهى التى يكون عليها سحب كبير من المواطنين.
وتساءل فؤاد: هل غطت الشركات المصرية السوق المحلية حتى تذهب للاستثمار فى الخارج؟.
وطالب الشركات بأن تعمل بكافة طاقتها الإنتاجية؛ مشيرًا إلى أن أغلبها يعمل منذ فترة بطاقة لا تتعدى الـ%70وفقًا لقوله-.
وكانت شركة مالتى فارما المملوكة للدكتور أحمد العزبى صاحب سلسلة صيدليات العزبي، أعلنت سابقًا تواجدها فى السوق السعودية من خلال إنشاء مصنع لإنتاج الأدوية بالمملكة.
وبلغت القيمة الإجمالية للاستثمار بما يقدر بـمبلغ 127.4 مليون دولار، على أن تكون حصة العزبى %80 و%20 لمستثمر سعودي.
ولم تكن مالتى فارما الوحيدة التى قامت بهذه الخطوة، لكن أعلنت شركة فاركو تأسيس مدينة لصناعة الأدوية فى المملكة باستثمارات تتجاوز 150 مليون دولار، بشراكة مع مجموعة عجلان السعودية.
وأكدت «فاركو» حينها أنه تم إسناد أعمال الإنشاءات لشركة المقاولون العرب، مشيرة إلى أن تمويل إنشاء المدينة سيكون %60 منه من خلال بنك التنمية الصناعية السعودي.
وتصدر فاركو منتجاتها لأكثر من 50 دولة، كما أنها تنتج أكثر من 2 مليون عبوة دواء يوميا، وتعتزم رفع صادراتها من %15 إلى %25 كما تعتزم تصنيع خامات دوائية من مشتقات البترول، لمجابهة أى نواقص محتملة فى سلاسل الإمداد.
وأعلنت أيضًا شركة إيفا فارما توقيعها اتفاق مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» لتأسيس مصنع على مساحة 50 ألف متر مربع، علاوة على مجمع بحثي.
وتضمن الاتفاق إنتاج 990 مليون وحدة دوائية سنويا، بالإضافة لخطط إطلاق أكثر من 150 منتج دوائى يغطى مجالات الأدوية الحيوية واللقاحات ومثبطات المناعة وعلاجات الأورام التى تتطلب تقنيات حديثة.
وعلمت «المال» من مصادر مطلعة أن الاتفاق الذى وقعته «إيفا فارما» مع الهيئة السعودية يقدر بقيمة 110 مليون دولار، جزء منه سيتم الحصول عليه من خلال بنوك محلية سعودية، كما أن حصة الشركة من المشروع تقدر بنسبة %40 فقط. وأضافت المصادر أن الشركة ستضع حجر أساس المشروع بنهاية العام الجاري، على أن تبدأ المرحلة الأولى من عملية التصنيع أبريل 2025 ، وستصل للقدرة التشغيلية الكاملة فى عام 2026 لإنتاج 990 مليون وحدة سنويا.
