أكد سيد غالب، رئيس شعبة مقاولى أعمال الفراشة بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن العاملين بالنشاط كانوا يعولون على موسمى المولد النبوى والعام الدراسى الجديد لإنعاش أعمالهم بقدر كبير، ولكن الارتفاعات السعرية والتكاليف الحالية أحالت دون تحقيق ذلك، وذلك عكس المتوقع.
فى البداية، وعلى صعيد موسم المولد النبوى المنقضى، أكد غالب أن نشاط الفراشة كان طفيفا خلال تلك الفترة، وهى ذات الفترة التى كانت تشهد فى الغالب حدوث طفرة نوعية فى الأداء، قد تتضاعف مقارنة بالأيام العادية، على خلفية نصب العشرات من الشوادر بمختلف المناطق والأحياء بالقاهرة، لبيع حلوى المولد للمواطنين.
وصرح “غالب” لـ«المال»، بأن موسم المولد النبوى المنقضى شهد انتعاشًا ضعيفا فى أداء أعضاء الشعبة، قدرت نسبته بحوالى %20 فقط، بانخفاض %80 مقارنة بالزيادة التى كانت تحدث فى الغالب فى نفس الفترة من كل عام.
وأشار إلى أن السبب فى هذا الانخفاض الحاد فى الأداء الذى يعانى منه أصحاب الفراشة منذ أشهر عديدة، يرجع فى المجمل إلى ارتفاع أسعار السلع الذى تسبب فى النهاية فى تقليل قدرة المستهلك الشرائية، وبالتالى لم تعد فكرة إقامة أصحاب المحال للشوادر والمعارض بغرض بيع السلع، مرجحة لديهم.
وكان المهندس حسن الفندى، رئيس شعبة الحلوى والسكر باتحاد الصناعات المصرية، قال لـ«المال» فى تصريحات سابقة، إن هناك انخفاضاً فى كميات الحلوى المصنعة العام الحالى، بما يصل لنحو %30 مقارنة بالعام الماضى، مستندًا إلى عدة أسباب أبرزها ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج، وعلى رأسها السكر، إضافة لزيادة تكلفة الطاقة فى المصانع والعمالة والإيجارات وغيرها من الأعباء.
وقبل بدء الموسم، توقع “الفندي” تراجع القوى الشرائية مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى نتيجة زيادة التضخم، وارتفاع سعر الحلوى، ما ينعكس سلبًا على السوق ويخفض حركة المبيعات، لا سيما وسط انشغال الأسر بتدبير احتياجاتهم فى الموسم الدراسى.
وأوضح رئيس شعبة مقاولى أعمال الفراشة بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن من ضمن أسباب العزوف عن فكرة إقامة الشوادر لبيع السلع المختلفة بشكل عام، ارتفاع أسعار الخدمات اللازمة لإقامة الشوادر، الأمر الذى يجعل من الصعب على أصحاب المحال تحمل التكلفة، خاصة أن أسعار حلوى المولد النبوى الشريف هذا العام كانت مرتفعة.
وبحسب عدد من العاملين بمحلات الحلوى، بدأ سعر علبة حلوى المولد لهذا الموسم فى متاجر لابوار من 275 جنيها للعلبة “الصغيرة”، و600 للحجم الأكبر، لترتفع إلى 2450 جنيهاً لصينية حلوى المولد أرابيسك.
فى حين سجل سعر علبة حلوى المولد “العبد” مشكل 105 جنيهات عند أدنى قيمة لها، ارتفاعًا إلى 1950 لعلبة المولد الأكبر حجما.
كما بدأت أسعار حلوى المولد لدى مونجينى من 195 جنيهاً للعلبة 30 قطعة، وتصل إلى 650 لعلبة حلوى المولد “57 قطعة “، فيما تسجل أعلى سعر للعبوة فى مونجينى 1800 “ 85 قطعة”.
وكانت وزارة التموين والتجارة الداخلية ممثلة فى الشركة العامة لمخابز القاهرة، والتى تعد من أكبر الشركات القابضة للصناعات الغذائية، قد طرحت حلوى المولد بالمنافذ التابعة للشركة بمحافظات القاهرة والجيزة، خلال فترة الموسم، إذ جرى طرحها بتخفيضات تراوحت من 20 إلى %25 بالمقارنة مع أسعار نفس المنتجات فى الأسواق الأخرى.
وطرحت الشركة عبوات مختلفة من حلوى المولد بالمنافذ التابعة لها، إضافة إلى منافذ المجمعات الاستهلاكية بأسعار تبدأ بـ85 جنيها لعلبة الحلوة السادة زنة كيلو جرام، فى حين بلغ سعر علبة الحلوى السادة لوكس زنة 1 كيلو 100 جنيه، و350 جنيهًا لعلبة الحلوى سادة لوكس 3 كيلو بأصناف مميزة، مواصلة الارتفاع حتى 750 جنيه لعلبة الحلوى المكسرات الفاخرة زنة 5 كيلو.
وبالحديث عن إقامة الشوادر والمعارض لعرض المنتجات المدرسية، خاصة مع دخول موسم المدراس، قال سيد غالب، إن شوادر الأدوات المدرسية فى الغالب ما تقام بعد طلب أحد المتبرعين، بهدف تقليل الأسعار، وتخفيف الحمل عن كاهل المواطنين، لافتًا إلى أن الشعبة أقامت عدة شوادر بالفعل فى هذا المجال خلال هذه الأيام.
كما كشف رئيس الشعبة عن تخارج عدد كبير جدًا من العاملين فى القطاع خلال الفترة الأخيرة، مبينًا أن نسبة المتخارجين تختلف من مكان لآخر حسب درجة رقى الأحياء، واعتمادها على الفراشة أم الأماكن المخصصة للبيع، مشيرًا إلى أن %70 من أصحاب الفراشة فى المناطق الراقية خرجوا بالفعل من القطاع بسبب الركود الذى تعانى منه أعمالهم، فى حين تخارج من 20 إلى %25 من العاملين فى الفراشة داخل المناطق الشعبية، وذلك على خلفية قلة الطلب على إقامتها.
ولفت رئيس شعبة مقاولى أعمال الفراشة إلى أن بقية الأعضاء يلجأون إلى أعمال أخرى لكسب الرزق، ولا يعتمدون بشكل كلى فى معيشتهم على مهنة الفراشة؛ ذلك أنها لم تعد كافية لسد الاحتياجات المعيشية فى الفترة الحالية، خاصة مع تراجع الطلب عليها بشكل مميت خلال العام ونصف الماضيين.
