شهدت مبيعات «الفيب» رواجا ملحوظا خلال الأشهر الأخيرة، على خلفية أزمة نقص المعروض من السجائر وارتفاع أسعارها، الأمر الذى دفع العديد من المدخنين للإقلاع عن التدخين، أو استعمال البدائل التى تعتبر أقل ضررًا، وفقًا لتأكيدات عدد من المتعاملين بالقطاع فى جولة قامت بها «المال».
بداية، قال كريم أبو عسل، مالك متجر «هاب ستور» لبيع «الفيب» والسجائر الإلكترونية إن مبيعات «الأول» ارتفعت بما يعادل %50 خلال الشهرين الماضيين، مشيرًا إلى أن أزمة السجائر الأخيرة ساهمت فى تنشيط حركة بيعها بشكل ملحوظ، وسط رغبة الكثير من المدخنين فى تنفيذ قرارات الإقلاع.
وخلال شهر أغسطس الماضي، ارتفع سعر علبة السجائر المحلية والمستوردة بنسبة تتخطى %100 إذ بيعت السجائر محلية الصنع بأسعار تتراوح من 55 - 60 جنيها على الرغم من أن السعر الرسمى يبلغ 24 جنيهًا فقط.
وكان الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب للشركة الشرقية للدخان، المهندس هانى أمان، صرح حينها بأن الشركة ضخت كميات إضافية من السجائر فى السوق، بالاتفاق مع الأجهزة الرقابية، ومباحث التموين، فى محاولة لإنهاء الأزمة، بالإضافة إلى رفع الشركة نسبة الكميات الموزعة على السوق المصرية، بين 25 مليون سيجارة وحتى 30 مليونا، ليصل الإجمالى إلى مستوى قريب من الـ 150 مليون سيجارة يوميا، مشيرًا إلى أن الأزمة الماضية كانت مفتعلة، من خلال تجار يتحكمون فى السوق لغرض محدد.
وأضاف «أبوعسل» لـ «المال» أن كثيرًا من المدخنين فى الغالب يلجأون لقرارات الإقلاع عن التدخين لأسباب صحية أيضًا، إذ يقل أثر «الفيب» السيء بكثير عن السجائر العادية.
وأوضح أن «الفيب» بديل عن السجائر، يحتوى على نيكوتين، ويبدأ سعره من 700 إلى 2500 جنيه، بينما يبدأ سعر الجهاز بديل الشيشة من قرابة 2000 إلى 4000 جنيه.
فى السياق ذاته، قال محمود نور مدير محل «بيرفيكت» لبيع الفيب والسجائر الإلكترونية والفلاتر، بمنطقة المهندسين ، إن مبيعات «الفيب» ارتفعت نسبيًا خلال الشهرين الماضيين، إلا أن القطاع بشكل عام يعانى من قلة الإقبال منذ بداية عام 2023.
وأضاف «نور» لـ «المال» أن الإقبال على شراء السجائر الإلكترونية انخفض بما يعادل %70 منذ بداية العام، متأثرًا بارتفاعات الأسعار التى وصلت إلى أكثر من %150 لبعض الأنواع ، بالإضافة لصعوبات الاستيراد التى يواجهها بعض التجار منذ أِشهر، والتى تتسبب أحيانًا فى نقص المعروض بالسوق، وزيادة الأسعار بشكل مرحلى لحين انفراج الأزمة.
وأشار «نور» إلى أن الفترة الأخيرة شهدت أيضًا نقصًا فى بعض قطع الغيار المستوردة، الأمر الذى أدى بدوره إلى ارتفاع المعروض منها داخل السوق.
و أكد أن «الفيب» أقل ضررًا من السجائر، لافتًا إلى أنه يصادف فى بعض الأحيان مشتريين مع وصفة طبيب للإقلاع عن التدخين واستخدام «الفيب» كبديل، مبينًا أن أسعار الفيب بديل السجائر تبدأ فى محله من 800 إلى2500 جنيه، فى حين يسجل سعر «الفيب» بديل الشيشة 2000 جنيه عند أدنى قيمة له، ويصل إلى 5000 حسب ميزات الجهاز.
وكشف أن أكثر الأنواع المباعة هى التى يمكن استخدامها كبديل لكل من السجائر والشيشة معًا، ويبدأ سعرها فى الغالب من 2000 جنيه.
ويرى حسن محمد مالك محل «الأنوار» لبيع السجائر الإلكترونية أن مبيعات «الفيب» شهدت طفرة خلال الشهرين الماضيين، بما يلامس %30 تقريبًا، مقارنة مع المبيعات التى حققها المحل خلال الفترة من يناير وحتى يونيو 2023.
وأكد أن أسباب اتخاذ قرارات الإقلاع عن التدخين فى الغالب ما تكون صحية أو مادية، مشيرًا إلى أن أزمة نقص المعروض من السجائر وتضاعف أسعارها التى حدثت فى السوق المصرية الشهر الماضي، كان لها دور فى تنشيط حركة مبيعات السجائر الإلكترونية، فى حين لم يكن تدخين الشيشة بديلًا للسجائر على حد قوله.
وعملت شركة الشرقية للدخان الفترة الماضية على إنهاء أزمة السجائر فى مصر، وكان منصور عبد الغني، المتحدث الرسمى باسم وزارة قطاع الأعمال، أكد فى أحدث تصريحات له انتهاء أزمة السجائر كليًا خلال أسبوع، مشيرًا إلى استحواذ شركة «جلوبال «للاستثمار القابضة المحدودة الإماراتية على %30 من إجمالى أسهم الشركة الشرقية للدخان «إيسترن كومباني»، والتى ساعدت فى انفراج الأزمة، إذ بلغت قيمة الصفقة 625 مليون دولار.
