أكد مطورون أن الاستدامة لم تعد اختيارًا بل أصبحت ضرورة حتمية لمواجهة التغيرات المناخية التى يعانى منها العالم، وطالبوا بضرورة العمل على تطبيق مبادئ الاستدامة فى جميع مشروعاتهم.
قال صلاح الحجار رئيس ومؤسس المجلس المصرى للعمارة الخضراء، إن تطبيق مبادئ الاستدامة يجب ألا يكون فى المبانى بل فى كل مناحى الحياة، وهو أمر يحتاج إلى جهود الجميع، مؤكدًا أن تطبيق نظم الإدارة المستدامة يضمن تحسين مستوى الخدمة المقدمة مع الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية، كما يمكن أن يحقق وفرا فى استهلاكات الطاقة يتراوح ما بين 40 و %50 إلى جانب الوفر فى استهلاك المياه قد يصل إلى %40 من الاستهلاك السنوي، وخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة %30 على الأقل.
وأشار إلى أن بريطانيا فيها 700 ألف أمريكا فيها 2 مليون مصر فيها 100 فقط، ونسعى لأن نصل إلى 100 ألف خلال الخمس سنوات المقبلة.
كما أكد المهندس عبدالله سلام، الرئيس التنفيذى شركة مدينة مصر، أن الاستدامة بمفهومها الأشمل لم تعد اختيارا بل أصبحت ضرورة بسبب التغيرات المناخية الكبيرة التى يعانى منها العالم.
وتابع: الاستدامة لها بُعد بيئى واجتماعى واقتصادى وفى شركة مدينة مصر غيرنا الرؤية والرسالة ونستثمر فى هذا الأمر وهناك نقطة تحول فى العالم، فالمنظومة بدأت تكتمل والناس بدأت تلمس المردود، وأصبح هناك مستشارون ومتخصصون فى الاستدامة، متوقعًا أن يحرص كل المطورين العقارين على الالتزام بهذا الاتجاه فى المستقبل القريب.
وقال أحمد العتال، رئيس مجلس إدارة العتال هولدنج: “عندما ذهبنا للعمل فى العاصمة الإدارية الجديدة وجدنا حرصا على تطبيق مبادئ الاستدامة، وبعد دراسة الأمر تبين أن تطبيق معايير الاستدامة فى أول مشروعاتنا بالعاصمة ستزيد التكلفة من %7 إلى %10 فعملنا على تطبيق فكرة مبتكرة وهى “تسويق الاستدامة”.
وأوضحنا للعملاء أن مصروفات صيانة المبانى الخضراء أقل بنحو %40 من المبانى العادية، وهو ما يزيد من قيمة العقار نفسه، وقد تعاقدنا مع شركة سيمنز العالمية لاستقدام أحدث تكنولوجيا للمبانى الخضراء.
وأشارت ولاء الحسيني، المدير التنفيذى شبكة الميثاق العالمى للأمم المتحدة، إلى أن تحقيق الاستدامة فى القطاع العقارى المصرى يحقق العديد من العوائد الإيجابية، فعلى سبيل المثال يوجد شروطًا تضعها الأمم المتحدة على الشركات المصدرة فيما يخص الاستدامة، وهو ما يجعل الشركات تحرص على تحقيق مبادئ الاستدامة فى مقارها.
وأكد محمود فاروق، رئيس قسم التصميمات والشريك المؤسس لشركة INNOVATION Design Studio – أن فلسفة “wellness architecture” تركز على استحداث منهج متكامل للتصميم المعماري، إذ نأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل مثل الضوء الطبيعي، وجودة الهواء، واستخدام المواد المستدامة ومزج الهندسة المعمارية والتصميمات الداخلية بشكل متكامل مع البيئة المحيطة.
وقال: نتبنى التركيز على تطوير “عمارة الرفاهية” أو “Wellness Architecture” بهدف خلق قيمة مضافة لتصميماتنا، وإقامة أنظمة ذات وعى اجتماعى تعزز التوازن المتناغم بين الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية، وفى الوقت نفسه الحفاظ على البيئة الطبيعية.
لقد رأينا احتياجا للمزج بين تحقيق الكفاءة، وخلق تصميمات تعزز الصحة النفسية، وتضيف بُعد جمالى للمبانى على اختلاف أنواعها واستخداماتها، لذا قمنا بالتركيز وإعطاء الأولوية لهذه العناصر فى التصميمات الخاصة بمشروعاتنا على مدى العشر سنوات الماضية، وهو ما مكننا من تصميم مشروعات سكنية وإدارية تعزز الصحة البدنية، وتدعم تحقيق التوازن العملى والحياتى معًا.
بينما أكدت الدكتورة هند فروح، مدير معهد العمارة والإسكان، أن المجلس المصرى للعمارة الخضراء يلعب دورًا كبيرًا ومهمًا فى تعزيز المبانى والمجتمعات المستدامة فى مصر، إذ يستهدف المجلس وضع سياسات وقواعد قابلة للتطبيق فى مجال العمران الأخضر والمدن المستدامة على أرض الواقع لما له من أهمية كبرى فى ضوء رؤية مصر 2030 ومواجهة التغيرات المناخية.
وأوضحت فروح أن المجلس يترأسه الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان ويضم تشكيل المجلس كل من الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، ويقوم المجلس بوضع قواعد البناء بالتنسيق مع هيئة المجتمعات العمرانية، وكذلك إعداد الكوادر بالنسبة للمهندسين، ووضع وسائل تحفيزية للمطورين للتحول إلى البناء الأخضر.
وأعلنت أن المجلس سوف يطلق الأسبوع الجارى مسابقة كبرى لتقديم تصميمات جديدة ومختلفة للمبانى والمدن المستدامة، مشيرة إلى أن مصر يوجد بها نظام تقييم الهرم الأخضر المصرى للمبانى الجديدة المستدامة، بالإضافة إلى عدد من النظم الأخرى أشهرها نظام تقييم المبانى الخضراء الأمريكى leed، ويتضمن نظام تقييم الهرم الأخضر عدة أكواد تتعلق باستخدام مواد البناء وكفاءة الطاقة والتهوية والإضاءة والموقع المستدام والعزل الحرارى وغير ذلك مما يجعل المبنى مستدام، إلا أن هذه الأكواد مازالت حتى الآن لم تطبق بالصورة المرجوة، ويعمل المجلس على تجميعها وإصدار دليل للمطورين العقاريين فى نهاية أكتوبر المقبل، خاصة أن نظام تقييم الهرم الأخضر يمنح 5 شهادات متنوعة للمبانى المستدامة.
وأشارت إلى أن هذه الاشتراطات قابلة للتنفيذ فى كل أنحاء الجمهورية، خاصة فى ظل وجود شبكة من محطات الطاقة الشمسية فى 17 محافظة بقدرات تصل إلى 18 ميجاوات.
كما لفتت إلى أن تطبيق أسس العزل الحرارى توفر نحو %40 من تكلفة صيانات المبنى، موضحة أن عزل الأسقف موجود من الأساس، أما عزل الحوائط هو الجديد فى مصر، وأن العزل الحرارى يرفع من قيمة الوحدة، ويعمل المجلس المصرى للعمارة الخضراء على تضمين هذه الاشتراطات بتراخيص البناء مع وضع عوامل تحفيزية لتشجيع المطورين العقاريين على تنفيذ هذه الاشتراطات بمشروعاتهم.
وأوضحت أن هذه الاشتراطات الخاصة بالمبانى المستدامة تم تطبيقها فى عدد من المبانى فى مصر مثل بنك الـ cib الذى كان من أوائل المبانى التى طبقتها، وكذلك المتحف المصرى الكبير الذى حصل على الشهادة الذهبية، وكذلك بنك مصر فرع جامعة عين شمس.
