أكد عدد من العاملين فى صناعة السكر أن ارتفاع أسعاره عالميا على خلفية أزمة الجفاف التى تشهدها تايلاند - ثانى أكبر دولة منتجة ومصدرة بعد البرازيل- لن يؤثر كثيرا على السوق المصرية، نتيجة التعاقدات الخارجية التى أبرمتها الحكومة، فضلا عن طرح كميات كبيرة من خلال البورصة السلعية، وهو ما خلق استقرارا محليا.
وقالت مصادر مطلعة فى الشركة القابضة للصناعات الغذائية، التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، إن ارتفاع أسعار السكر عالمياً لن يؤثر على تأمين احتياجات البلاد منه.
وأضافت المصادر لـ”المال” أن الحكومة -ممثلة فى وزارة التموين- تستورد سنويا كميات تتراوح من 400 إلى 500 ألف طن سكر خام لسد احتياجات السوق المحلية، موضحة أنه تم التعاقد فى يوليو الماضى فقط على 150 ألف طن من البرازيل.
ولفتت إلى أن السكر الخام المستورد يتم تكريره محليا لطرحه على البطاقات التموينية، ويصل سعره بها إلى 12.6 جنيه للمستفيدين.
وقال اللواء عصام الدين البديوي، الرئيس التنفيذى لشركة السكر والصناعات التكاملية، التابعة لوزارة التموين، فى تصريحات سابقة لـ”المال”، إنه تم التعاقد العام الجارى على استيراد نحو 280 ألف طن سكر خام لصالح عدة شركات من بينها “السكر والصناعات التكاملية”.
أكد حسن الفندي، رئيس شعبة السكر فى غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، أن هناك ارتفاعا عالمياً فى الأسعار منذ نهاية الأسبوع الماضى بأكثر من 80 دولارا للطن ليتراوح بين 730 إلى 758 دولارا غير شامل أسعار الشحن وبعض الرسوم الأخرى، بما يعادل 22500 إلى 23500 جنيه.
ومن الجدير بالذكر أن اسعار السكر العالمى كانت قد سجلت خلال منتصف أغسطس نحو 672 دولارا للطن.
وأضاف الفندي، فى تصريحات لـ”المال”، أن البورصة السلعية أسهمت فى استقرار أسعار السكر فى السوق المحلية ليتم تداوله عند مستويات 24.3 ألف جنيه للطن، فيما يباع فى السوق الحرة بين 26 إلى 28 جنيهاً للكيلو للمستهلكين، بعد إضافة هوامش الأرباح.
وأوضح أن هناك هدوءًا فى الطلب على السكر فى الأسواق بالوقت الحالي، بالتوازى مع وجود وفرة فى المعروض بالأسواق لدى التجار والشركات.
وأكد أن انتهاء المصانع من تجهيز حلوى المولد النبوى ساعد أيضاً على توافر الكميات المطلوبة للسوق، وأن وزارة التموين طرحت الأسبوع الجارى كميات من السكر فى معارض “أهلا مدارس” بسعر 20 جنيها للكيلو لتوفيره للمستهلك.
من جهته، أكد الدكتور مصطفى عبد الجواد، رئيس مجلس المحاصيل السكرية، أن زيادة أسعار السكر محليا نتيجة الغلاء العالمي، إذتجاوز الطن حاجز 700 دولار، مشيرا إلى أنه بعد إضافة تكلفة النقل والشحن وهوامش ربح التجار فإنه يصل إلى السوق المحلية بواقع 26000 جنيه.
وأوضح عبد الجواد أن الغلاء العالمى يرجع إلى التغيرات المناخية التى أدت إلى تذبذب سقوط الأمطار أو الفيضانات أو الجفاف كما حدث فى تايلاند والبرازيل.
ولفت إلى أن مصر لن تشهد أزمة فى توافر المعروض من السكر، إلا أن السعر قد يشهد بعض الارتفاعات نتيجة الغلاء العالمي.
