تترقب سوق خدمات المدفوعات الإلكترونية دخول لاعب جديد خلال الفترة المقبلة بعد إعلان شركة اتصالات مصر من e& إنشاء ذراع استثمارية لها بالمجال ذاته خلال الربع الأخير من 2023 .
وتداولت أنباء منذ أيام عن تأسيس الشركة الجديدة مع « بنك مصر » وذلك برأسمال 500 مليون جنيه، ومن المقرر أن تستحوذ شركة اتصالات مصر من e& على %60 من أسهمها.
يعمل بالسوق المصرية نحو 22 شركة فى مجال المدفوعات الإلكترونية، من بينهم شركات “فوري”، “أمان”، “ببساطة”، “الأهلى ممكن”، وتستحوذ فورى على نصيب الأسد من عدد نقاط البيع بأكثر من 300 ألف نقطة.
وأكد عدد من الخبراء والعاملين فى مجال سوق المدفوعات الإلكترونية أن القطاع ما زال يستوعب دخول العديد من اللاعبين الجدد بالتزامن مع اتساع حجم السوق المحلية وزيادة معدل إقبال المستهلكين على خدمات الدفع الإلكترونى.
وأوضحوا أن نوعية الخدمات تعتبر العامل الرئيسى فى مدى تنافسية الشركات الجديدة فى مجال المدفوعات الإلكترونية خاصة مع صعوبة المنافسة مع الكيانات الحالية والبالغ عددها 22 شركة.
وتوقعوا أن يؤثر دخول اللاعبين الجدد على الكيانات الصغيرة ذات الملاءة المالية الضعيفة الغير قادرة على التوسع فى تطوير خدماتها أو الصمود فى مواجهة الشركات الكبرى.
وقال هشام العلايلى الرئيس السابق لجهاز تنظيم الاتصالات إن تأسيس شركات جديدة فى مجال الدفع الإلكترونى يسهم فى تحسن مستوى الخدمات المقدمة سواء للعملاء والشركات لاسيما مع زيادة فرص التحول الرقمى فى العديد من القطاعات.
وأضاف العلايلى أن الشراكة بين اتصالات مصر من e& وبنك مصر تعد علاقة تعاون استراتيجية خاصة مع امتلاك الأولى ملاءة مالية كبيرة تسهم فى تعزيز تنافسيتها محليًا من خلال تنفيذ خطط طموحة وخدمات متنوعة.
وأشار إلى أنه من الوارد الاستفادة من خدمات رخصة البنك الرقمى التى حصل عليه “بنك مصر” فى الشراكة مع “اتصالات مصر من e& بتأسيس شركة للدفع الإلكترونى، موضحا أن ملامح عمل الشركة الجديدة لم تتضح حتى الآن حتى يتم وضع تصور للخدمات المرتقب تقديمها من قبل الأخيرة.
فيما استبعد “العلايلي” احتمالية تأثير دخول الشركة الجديدة على خريطة سوق المدفوعات الإلكترونية خاصة مع اتساع حجم القطاع بشكل ملحوظ، موضحا أن وجود المنافسة فى مجال الدفع الإلكترونى يعزز من تقديم خدمات متنوعة من قبل الشركات العاملة فى القطاع.
وأوضح أسامة ياسين الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب الأسبق للشركة المصرية للاتصالات أن الشراكة بين “اتصالات مصر من e& وبنك مصر لتأسيس شركة متخصصة فى مجال الدفع الإلكترونى تأتى بالتزامن مع اتساع حجم سوق المدفوعات الإلكترونية لاسيما مع دخول العديد من الشركات المحلية التى قامت بتنويع محفظة خدماتها لاستقطاب أكبر قدر من العملاء.
وأكد أن سوق المدفوعات الإلكترونية ما زالت تستوعب العديد من الشركات الجديدة التى تقوم على تقديم خدماتها فى مختلف القطاعات، موضحا أنه لم يتم الإعلان عن ملامح خطة الشركة الجديدة المزمع إطلاقها فى مجال الدفع الإلكترونى فى السوق المحلية أو التوسع خارجيًا.
وتابع أن دخول الشركة الجديدة لم يؤثر على حصة مبيعات المنافسين خاصة مع اتساع حجم السوق وزيادة الفرص المعروضة فى القطاع بالتزامن مع التوجه للتحول الرقمى فى مختلف المجالات.
وأوضح أن نتائج أعمال الشركات الجديدة العاملة فى مجال سوق المدفوعات الإلكترونية تظهر عادة خلال فترة زمنية تصل إلى 6 أشهر خاصة بعد الإعلان عن تقديم معظم خدماتها والبرامج التسويقية لها لاسيما مع الوقوف على مدى معدل إقبال العملاء عليها.
واستبعد احتمالية تأثير دخول أية لاعبين جدد فى سباق المنافسة فى مجال الدفع الإلكترونى خاصة مع تعددية القطاعات وتركيز كل شركة على مجالات متعددة ومنها “التأمين، والتعليم، وغيرها.
وأكد محمد عكاشة الشريك الإدارى لصندوق ديستربتيك للاستثمار فى شركات التكنولوجيا المالية أن سوق المدفوعات الإلكترونية شهدت اتساعًا كبيرا فى حجم المعاملات المالية خلال الفترة الماضية وهو ما شجع دخول أكثر من لاعب فى هذا القطاع مؤخرًا.
وأضاف أن الفترة الماضية شهدت اهتماماً كبيراً من قبل بعض الشركات المحلية على الدخول فى مجال سوق المدفوعات الإلكترونية والتى من أبرزها “فودافون” التى استحوذت على حصة من “بساطة باي” و”مصارى وبي”، علاوة على تواجد العديد من الكيانات الأخرى ومنها “الأهلى ممكن” و”ضامن، وكشكول، وفورى، وأمان” الأمر الذى انعكس بالإيجاب على اتساع سوق الدفع الإلكترونى.
وأشار إلى أن دخول لاعبين جدد فى مجال سوق المدفوعات الإلكترونية يعزز من المنافسة بين الشركات وبعضهم، بالإضافة إلى ارتقاء مستوى الخدمات المقدمة للعملاء وتراجع الأسعار.
وذكر أنه من المتوقع حدوث تشبع فى بعض خدمات الدفع الإلكترونى بالتزامن مع تعددية الشركات العاملة فى هذا القطاع بالإضافة إلى احتمالية انخفاض الأرباح الذى قد يؤثر على خططهم الاستثمارية المستقبلية، مرجحًا خروج الكيانات الصغيرة من مزاولة النشاط خاصة مع اشتداد المنافسة مع الكيانات الكبيرة ذات الملاءة المالية المرتفعة التى تؤهلهم على تنويع وتطوير الخدمات المقدمة للعملاء.
وتوقع توجه عمل الشركة الجديدة التى سيتم إطلاقها بالشراكة بين “اتصالات مصر منe&” وبنك مصر إلى تقديم وتوزيع خدمات الدفع الإلكترونى الحالية بالإضافة إلى منح عمولات للتجار لتحفيزهم على التعاون والعمل معها خلال المرحلة المقبلة.
أكد محمد أبو خضرة الرئيس التنفيذى لشركة «كاوباى» لحلول التكنولوجيا المالية أن وجود المنافسة فى السوق المحلية يسهم بشكل كبير فى إقبال الشركات والكيانات على تنويع خدماتها وتطويرها بما ينعكس بالإيجاب على مستوى الخدمات المقدمة للعملاء، موضحا أن الشركات غير القادرة على المنافسة قد تختفى مع مرور الوقت.
ووصف «أبو خضرة» الاتفاقية بين «اتصالات مصر من &e» وبنك مصر بالشراكة ذات العيار الثقيل خاصة مع توافر الملاءة المالية الضخم لديهما، ووجود القيادات والكوادر القادرة على تأهيل بيئة العمل واقتحام المنافسة فى مجال الدفع الإلكترونى.
وتوقع قيام الشركة الجديدة المزمع إطلاقها على تقديم حزمة من الخدمات والتسهيلات للعملاء، بالإضافة إلى خصومات سعرية على بعض الخدمات بما يعزز من تنافسيتها محليًا.
وأوضح أن سوق المدفوعات الإلكترونية تشهد نموًا على مستوى الساحة العالمية والمحلية خاصة مع تنفيذ خطط التحول الرقمى فى مختلف القطاعات، موضحا أن حجم معدل إقبال المستهلكين على خدمات الدفع الإلكترونى فى مصر شهد ارتفاعًا كبيرًا منذ 2020 وانتشار “كوفيد -19” الذى أسهم فى تسريع خطط الشركات والهيئات الحكومية على التحول لأنظمة التحول الرقمى.
وتابع أن هناك بعض المؤشرات الاقتصادية تشير إلى زيادة حجم سوق المدفوعات الإلكترونية فى مصر لتتراوح بين 36 إلى %50 تختلف من كل قطاع على حدة، قائلاً: “القطاع يشهد معدلات نمو مرتفعة وليس متشبع وقادر على استيعاب العديد من الشركات واللاعبين الجدد”.
وتابع أنه على الرغم من توافر شركات الدفع الإلكترونى بأعداد أقل من البنوك إلا أنها تقوم بتقديم خدماتها لنسبة كبيرة من العملاء مقارنة بالأخيرة.
وعلق على مدى تأثير دخول شركة جديدة تحت مظلة «اتصالات مصر منe&» وبنك مصر فى مجال الدفع الإلكترونى قائلا إن نوعية الخدمات والأنشطة التى سيتم تقديمها من قبل الشركة الجديدة تعتبر أحد المعايير التى ستحدد مدى تنافسيتها محليًا خاصة مع تنوع القطاعات، موضحا أن التقييم العام سيتم تحديده بعد فترة لا تقل عن 6 أشهر منذ الإطلاق الرسمى للشركة الجديدة.
