توقع عدد من خبراء النقل البحرى والعاملين فى السوق الملاحية أن تشهد أسعار نوالين الشحن مزيد من الانخفاضات خلال الفترة القادمة خاصة مع دخول منافسين جدد إلى السوق.
ورهن البعض استمرار التراجع فى الأسعار بعدة مؤثرات وعوامل أبرزها أسعار البترول ومدى زيادتها أو استقرارها أو تراجعها خلال العام المقبل، لافتين إلى أن نولون النقل البحرى يمثل عنصراً كبيراً فى تكلفة البضائع.
وأرجع الخبراء ومسؤولى بعض الوكالات الملاحية الانخفاضات المتوقعة فى أسعار النوالين لعدد من العوامل الرئيسية منها زيادة أعداد السفن ووجود فراغات للنقل تزيد عن كميات البضاعة المتوفرة من الحاويات، علاوة على تراجع حركة التجارة بين بعض الدولة نتيجة ارتفاع نسبب التضخم فى الأسواق المحلية.
قال أسامة عدلى مدير شركة وكالة الخليج للملاحة إن هناك تراجعاً ملحوظاً فى أسعار النوالين البحرية خلال الأشهر الماضية ، لافتاً إلى أن نسبة الانخفاض فى الأسعار يقدر بنحو %40.
وأشار «عدلى» إلى أنه فى يوليو الماضى تراجعت قيمة النوالين البحرية بنسبة %5 ، لافتاً إلى أن أسعار البترول تعد لاعباً رئيسياً فى الأسعار بشكل عام، كون الناقلات تعمل غالبيتها بالمحروقات.
وأرجع «عدلى» انخفاض الأسعار إلى عدة عوامل منها زيادة العرض فى المساحات المتاحة على السفن، فضلا عن دخول ناقلات جديدة للسوق الملاحية، و تراجع حركة التجارة العالمية بنسب متفاوتة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وتوقع عماد عبدالرحمن المدير العام لشركة انشكيب للملاحة أن يشهد العام المقبل انخفاضا فى أسعار النوالين لنفس الأسباب المذكورة سابقا.
وأكد عبد الرحمن أن دخول منافسين جدد للسوق مع تراجع كميات الوارد والصادر، سيجبر الكثير من العاملين فى القطاع لإعادة النظر فى أسعار الخدمات.
وأشار إلى أنه مع تراجع كميات الوارد القادمة إلى السوق المصرية دفع إلى وجود منافسة قوية من الخطوط الملاحية للفوز بنقل تلك الكميات من البضائع.
وأضاف أن نولون النقل البحرى يمثل عنصراً كبيراً من التكلفة بالنسبة لبضائع الصادر والوارد، وبالتالى فهو يدعم الصادرات والمصدرين مع تراجعه ويؤدى لزيادة تنافسيتها، لافتا إلى أن ذلك يلعب دورا هاما فى انخفاض أسعار السلع بالأسواق .
بدوره قال الربان عبدالرحمن العوا رئيس مجموعة «نيومارين» للنقل البحرى أنه بشكل عام تؤدى الزيادة في أعداد السفن إلى إتاحة أسعار منخفضة للنقل بشكل عام، ، لافتاً إلى أنه مع توقف عدد من الناقلات البحرية نتيجة الحرب انعكس على قفزة شديدة فى أسعار النوالين.
ورهن أن التأكد من تراجع الأسعار أو زيادتها سيتضح بشكل أكثر دقة بعد انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية هذا بالنسبة للخارج ، لكن على مستوى السوق المحلية فإن فئة كبيرة من المستثمرين معرضين لتداعيات تذبذب سعر صرف العملة الأجنبية أمام الجنيه.
بدوره قال شيرين النجار الاستشارى الدولى فى النقل البحرى إن أسعار النوالين البحرية تختلف وتتباين تبعاً للخدمات المتاحة، وبالتالى ليست هناك أسعار موحدة يمكن قياسها.
وأضاف النجار أن نوالين سفن الصب الجاف على سبيل المثال تتراجع فى الفترة الحالية بسبب مشكلة توقف اتفاق الحبوب بين أوكرانيا وروسيا ، حيث أن السفن العاملة فى هذا القطاع أصبحت تبحث عن أماكن أخرى لتشغيل وتحميل البضائع.
ولفت النجار إلى أن سفن الصب الكبيرة التى تقوم بنقل الخامات الرئيسية مثل الحديد وغيرها تراجعت أسعار النوالين الخاصة بها أيضاً ، على خلفية اتجاه الصين مؤخراً إلى خفض استيرادها من بعض الخامات ما أدى إلى تراجع فى أسعار النوالين على تلك الخدمة.
وأكد أن الأسعار بدأت ترتفع بالنسبة لناقلات الغاز الطبيعى نتيجة زيادة الطلب عليها، بسبب تحوط الدول فى توفير مخزون كافٍ لها لتلافى أى تداعيات قد تحدث فى المستقبل.
وأشار إلى أن أسعار النوالين الخاصة بأنشطة الحاويات شهدت انخفاض بعد القفزة الشديدة التى مرت بها إذ وصل سعر شحن الحاوية من 4000 دولار إلى 28 الف دولار، متوقعا تراجعها خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن هناك نوعان من تعاقدات شحن البضائع، الأول مسبق وتكون وفقاً لبرنامج شحن محدد ويتم التفاوض على السعر ويمثل نسبة تتراوح من 65 إلى %70 من جسم السفينة ويطلق عليها كونتراكت كارجو ،ويلتزم طرفى الاتفاق بالأسعار بغض النظر عن التغيرات اللاحقة فى السولار أو خلافه، والثانى فهو سبوت كارجو ويتم تحديد أسعار النوالين بشكل يومى.
