كشف المهندس أيمن قرة رئيس مجلس إدارة مجموعة «قرة» فى حوار خاص لـ«المال» عن تفاصيل خطة المجموعة التوسعية فى السوق المحلية الفترة القادمة، وأبرز المجالات التى تعمل بها وتعتزم التوسع فيها.
وأكد قرة أن المجموعة منذ تأسيسها عام 1997 كشركة مساهمة مصرية تعمل تحت مظلتها عدة كيانات أبرزها «قرة إنرجى»، و«قرة أجرى»، وتعمل وفق رؤى طموحة لتنفيذ المشروعات التى تخدم مستهدفات الدولة فى قطاعات المقاولات ومجالات تطبيقات حلول كفاءة الطاقة، فضلا عن تصدير الحاصلات الزراعية.
بداية أشار المهندس أيمن قرة إلى أن المجموعة تسعى لتعظيم حجم أعمالها بالسوق المصرية بمختلف الأنشطة والمجالات العاملة بها، وخلق طفرة وقيمة مضافة بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن قرة إنرجى متخصصة فى قطاعات المقاولات وتطبيقات حلول كفاءة الطاقة، والتوريدات، وإدارة المرافق كما تعمل على اقتحام مجالات تحلية المياه، وقرة أجرى متخصصة فى تصدير الحاصلات الزراعية.
على صعيد «المقاولات» لفت قرة إلى أن الشركة تتصدر كبرى الكيانات العاملة بذلك القطاع، حيث أن الشركة مسجلة كمقاول فئة أولى، ولها سابقة أعمال قوية فى تنفيذ مشروعات قومية وعلى رأسها المشروع القومى لتطوير منطقة الفسطاط، وإنشاء مستشفى مغاغه العام ضمن مشروعات “حياة كريمة”، ولديها تاريخ يصل إلى 25 عاماً من الإنجازات بإجمالى 225 مشروعا، منهم 42 فى القطاع الدوائى والصحي، و98 فى القطاعات الصناعية وعلى رأسها الدوائية والغذائية والمستشفيات، وسابقة أعمال فى القطاع الفندقى.
وكشف عن أن الشركة تسعى إلى رفع حجم أعمالها بقطاع المقاولات من مليار جنيه خلال العام الماضى الى 2.5 مليار العام المقبل، عبر التعاقد على حزمة من المشروعات الجديدة.
وقال إن الشركة تقدم لعملائها حلول متكاملة فى الأعمال التى تتطلب قدرات هندسية فائقة كالمشاريع القومية، الأعمال الإلكتروميكانيكية ، والإحلال والتجديد.
وعلى صعيد آخر أوضح أن الشركة تولى ملف حلول الطاقة وإعادة استغلال الطاقات المهدرة ورفع كفاءتها أولوية كبيرة فى خطة عملها الفترة القادمة ، مضيفا أن الشركة تستهدف زيادة حجم أعمالها بقطاع حلول الطاقة لقرابة مليار جنيه.
وأكد أن رؤية مصر لذلك الملف تطورت وتعاظمت خاصة بعد قمة المناخ الأخيرة بشرم الشيخ، التى كشفت مدى اهتمام مؤسسة الرئاسة والحكومة بملف التحول إلى الطاقات النظيفة والمتجددة.
وأوضح أن تخفيض الانبعاثات الكربونية مطلب عالمى ولتحقيقه لابد من العمل على محورين أولهما زيادة إنتاج الطاقات الجديدة والمتجددة والمحور الثانى «كفاءة الطاقة».
وأضاف قرة أن الشركة تعمل منذ بدء عملها على توطين تكنولوجيا رفع كفاءة الطاقة بهدف تحقيق منافع بيئية واقتصادية وتخفيض الانبعاثات والبصمة الكربونية.
ولفت إلى أن الشركة متخصصة فى تصميم وتنفيذ الحلول المستدامة لرفع الكفاءة فى مجالات استعادة الطاقة الحرارية المهدرة، وتوليد الثلاثية، ووقف حرق وإعادة استغلال غاز الشعلة بمواقع إنتاج البترول ومعامل التكرير، وحلول أخرى كثيرة من شأنها رفع كفاءة الطاقة.
وأوضح أن الشركة نفذت حزمة مشروعات لتقليل الانبعاثات الكربونية لصالح شركات أخرى والاستفادة من الطاقات المهدرة وإعادة استغلالها لإنتاج أخرى، ومن أبرز مشروعاتها مشروع محطة الطاقة الثلاثية التى افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى مؤخرا، والتى تعتبر الأولى من نوعها فى مصر وإفريقيا، وهدفها الرئيسى تعظيم الاستفادة من الغاز الطبيعي.
وأوضح أن المحطة الثلاثية تعمل عبر مولدات بالغاز الطبيعي، وتنتج 3 صور للطاقة فى آن واحد، إذ تعمل المولدات لإنتاج الكهرباء ومن عوادمها يتم إنتاج بخار والذى يعمل على تشغيل المبردات، وتوجد بمنطقة صناعية بها قرابة 19 مصنع، مما يضمن تغذية كامل المنطقة الصناعية المحيطة وتوفير احتياجاتها بشكل مباشر، وتوفير %20-17 من الفاقد ، كما تخفض 40 ألف طن من الانبعاثات الكربونية سنويا.
وقال قرة إن تنفيذ تلك النوعية من المشروعات يحقق عوائد مزدوجة على الجانب الاقتصادى حيث يوفر فاتورة استيراد الوقود، وكذلك الآثار البيئية عبر تخفيض الانبعاثات الضارة ويقلل كميات الغاز المستهلكة، كما إنها تعطى الدولة فرصة للتصدير، وتحسين الهدر فى استخدام الطاقة.
ولفت إلى أن المجموعة لها مبادرات لتنفيذ مشروعات وتطبيقات تابعة لها لتمثل تجربة واقعية أمام العملاء توضح لهم عوائد وجدوى مشروعات استغلال وحلول الطاقة باعتبارها حديثة العهد على السوق المصرية.
وكشف عن أن الشركة تعاقدت مع مصنع اسمنت حلوان المملوك لمجموعة هايدلبرج الألمانية لتنفيذ مشروع لاستغلال الطاقات الحرارية المهدرة بالمصنع، حيث سيتم استعادة المهدرة بعوادم الأفران لتشغيل توربينة جديدة بطاقة 20 ميجاوات، تمثل %30 من استهلاك المصنع من الطاقة، ويخفض المشروع 40 ألف طن من الانبعاثات الكربونية السنوية.
وقال إنه يوجد فى مصر عدد كبير من مصانع الأسمنت وتطبيق ذلك المشروع سيحقق عوائد اقتصادية وبيئية ضخمة لكافة الأطراف.
وأوضح أن الشركة نفذت مشروعات ناجحة بمجال وقف حرق غازات الشعلة بمواقع العمل البترولى مع شركة «اشبتكوا» بقدرة 11 طن بوتاجاز يوميا ، واستغلال هذه الغازات واستخراج البوتاجاز والمكثفات منها، فضلا عن استغلال الغاز المتبقى فى توليد الكهرباء.
وتسعى حاليا للتعاقد على مشروعات جديدة بمجال وقف حرق غازات الشعلة حيث أن تعميم تلك التجربة يمكن أن ينتج حوالى %20 من احتياجات مصر من الكهرباء، ويوفر حوالى %25 من استهلاك الديزل، كما يمكن أن يوفر %30 من البوتاجاز المستورد.
وعلى صعيد المشروعات الجديدة أيضا كشف قرة عن أن الشركة وقعت مشروعا جديدا مع إحدى شركات البتروكيماويات لتنفيذ توربينة حديثة وفقا لأعلى المعايير العالمية لاستغلال الطاقات المهدرة بالتعاون مع «سيمنس الالمانية».
وأكد أن التوربينات تختلف عن المولدات حيث أن «الاولى» تنتج طاقات حرارية أعلى وأكبر، موضحا أن الشركة تسعى لتنفيذ أى مشروع يعظم المنافع البيئية والاقتصادية بحسب القدرات والإمكانات المتوافرة وبما يتفق مع مصالح ورغبات العملاء.
وعن أحدث المجالات التى اقتحمتها المجموعة قال «قرة» إن المجموعة تستهدف تنفيذ مشروعات جديدة بمجال تحلية المياه باعتبارها أحد المصادر الهامة للطاقة، ومن أكثر المجالات الواعدة ولها سوقاً كبيرة واهتمام محلى وعربى ودولي.
وأوضح أنه مع تفعيل التطبيقات الحديثة سيتم التغلب على الفقر المائى الذى يمثل تحديا أمام العديد من الدول، وفقا لقرة، كاشفا عن أنه يتم التفاوض حاليا مع أحد الكيانات لتنفيذ محطة جديدة لتحلية المياه فى الساحل الشمالي.
وتم توقيع تعاقد مع كبرى الكيانات اليابانية الأسترالية التابعة لـ «هيتاتشى» العالمية، للتعاون فى هذا المجال.
وقال قرة إن المجموعة تعاقدت مؤخرًا على ثلاثة مشاريع جديدة فى القطاع الدوائى ضمن أنشطة الشركة فى مجال المقاولات المتكاملة.
أكد أن المجموعة تعمل بمجال تسويق المولدات بالتعاون مع أكبر الوكلاء العالميين أمثال ميتسوبيشى وغيرها، وتمتلك تطبيقات وميزات لإدارة المرافق والخدمات بعد البيع.
ومن ضمن القطاعات التى تعمل بها المجموعة وتسعى للتوسع فيها وتطويرها قال “قرة” إن تصدير الحاصلات الزراعية وتحديدا الفراولة المجمدة والطازجة يحظى بتطور ونمو ملحوظ، وتمتلك الشركة فيه كافة شهادات سلامة الغذاء العالمية.
وكشف عن أنه من المخطط زيادة حجم صادرات الشركة من الفراولة المجمدة إلى مليار جنيه سنويا خلال عامين الى ثلاثة.
وأوضح أن الشركة تنفذ كامل مراحل زراعة وتصدير الفراولة حيث تقوم من البداية باستيراد الشتلات الزراعية ومشاركة صغار المزارعين واستيفاء كافة المعايير والمواصفات القياسية العالمية المطلوبة للتصدير حتى وصول المنتج إلى العميل النهائي.
ولفت إلى أن الشركة تصدر إنتاجها إلى العديد من الأسواق العالمية فى الصين والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
وتابع أن مصر أصبحت الأولى عالميا فى تصدير الفراولة المجمدة، ومن هنا قررت المجموعة تصدير المنتج الذى تتمتع فيه الدولة بميزة نسبية وسمعة مميزة فى الأسواق العالمية.
وأوضح أن الشركة تمتلك مصنعاً لتصدير الفراولة وإنتاجها فى منطقة أم صابر بالبحيرة، وتسعى حاليا الى إنشاء آخر جديد فى مدينة السادات بالتعاون مع “بولاريوس”، باستثمارات متوقعة قد تتجاوز 500 مليون جنيه.
وأكد أن الشركة من أنصار الاستدامة وترحب بأى شريك بشرط وجود مصالح متبادلة ومتوازنة.
وطالب قرة بمزيد من التحفيزات والتشجيع للقطاع الخاص لاقتحام قطاع الطاقات النظيفة وتحولها ومنح مميزات لتنفيذ مشروعات اعادة استغلال الطاقة وزيادة كفاءتها.
وأكد أن التحديات الراهنة على المستويين العالمى والمحلى تتطلب شفافية الاستثمار والتنسيق والتعاون بين مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص وتوحيد الرؤى والتركيز على المستهدفات الحقيقية لخدمة الدولة وتطوير قطاعاتها.
وقال إنه لابد من تمكين القطاع الخاص وتشجيع القطاعين المحلى والأجنبى بصورة تستطيع بها مصر منافسة الدول الأخرى واستغلال امتيازاتها وامكانياتها.
وطالب بالاهتمام الجوانب التعليمية وتنمية مهارات العنصر البشرى بمختلف القطاعات العامة والخاصة لمنحهم القدرة على استمرار الانتاج والتطوير فى أصعب التحديات والظروف.
وشدد على امتلاك المجموعة كوارد شابة ومهارات بشرية مميزة وإمكانات وقدرات هندسية تؤهلها لغزو الأسواق الخارجية فى قطاعات المقاولات والطاقة وغيرها، كاشفا عن أن السوقين السعودية والعراقية من أبرز الأسواق التى تضعها المجموعة نصب أعينها للتوسع الفترة القادمة.
وتابع أن المجموعة تخطط بخطوات ثابتة وتستهدف التميز عبر السعى للبحث عن شركاء لديهم رؤى متطورة ومتوافقة مع استراتيجية المجموعة، مؤكدا أن التحضير والتجهيز الجيد يضمن نجاح تنفيذ المشروعات واستمراريتها.
وطالب بالتعاون بين كافة الجهات عند العمل فى الملفات الهامة والمشروعات الحيوية المشتركة لتعظيم الفائدة ، فضلا عن تطبيق منظومة المكافآت والمحاسبات لكل مسئول لضمان التطور فى مختلف القطاعات لضمان التحسين والتطور. وعلى صعيد المسئولية المجتمعية أشار قرة لمجهودات المجموعة فى هذا الملف التى تقوم بها مؤسسة آل قرة بجدارة منذ عام 2011، والتى تهدف لتنمية قدرات الشباب وتشجيعه على ريادة الأعمال والتأهيل لسوق العمل إذ قامت بتدريب حوالى 100 ألف شاب من خلال برامج ومبادرات المؤسسة.
