لجأت شركات الدواجن المًدرجة بالبورصة المصرية إلى استراتيجيات متنوعة لمواجهة الضغوط القوية التى يشهدها القطاع منذ نحو عام على خلفية القفزات الكبيرة فى أسعار المواد الخام، والأزمة الحادة التى مرت بها على صعيد إتاحة الأعلاف بسبب تعطل عمليات الاستيراد نتيجة شح المعروض من العملة الأجنبية.
وتنوعت الاستراتيجيات التى تبنتها الشركات بين تأجير أصول ووحدات مصانع، أو استحداث أنشطة جديدة مثل نشاط التسمين، أو الاستفادة من الحصة السوقية محليا أو خارجيا.
ويضم قطاع الدواجن بالبورصة المصرية 4 شركات هى القاهرة للدواجن، والمنصورة للدواجن، وكلاهما حققت مكاسب، والإسماعيلية للدواجن، والمصرية للدواجن اللتان سجلتا خسارة.
وسجل قطاع الأغذية والمشروبات الذى تنتمى إليه أسهم قطاع الدواجن تعاملات قيمتها 5.45 مليار جنيه بالربع الثانى من العام الحالى بواقع %4.7 من التعاملات.
ورصدت «المال» حركة أسهم القطاع خلال الفترة منذ بداية العام وحتى تعاملات منتصف أغسطس، حيث صعد سهم القاهرة للدواجن بنسبة %60 من مستوى 3.30 مطلع يناير إلى 5.30 جنيه، وسهم الإسماعيلية للدواجن بنسبة %49 من مستوى 5.07 جنيه إلى 5.57.
وفى المقابل تراجع سهمى المصرية للدواجن بواقع %18 من مستوى 3.39 إلى 2.77 جنيه، والمنصورة للدواجن بنحو %18 من مستوى 1.06 إلى 0.87 جنيه.
القاهرة للدواجن
سجلت شركة القاهرة للدواجن صافى ربح 555.34 مليون جنيه خلال الربع الأول من العام الحالى بنمو %941.9 مقارنة بـ53.3 مليون بالفترة المماثلة من العام الماضى.
وارتفع المخزون الخاص بالشركة خلال الفترة المذكورة إلى 1.85 مليار جنيه، مقابل 1.325 مليار الفترة المثيلة.
وشهدت مبيعات قطاعات الشركة نمواً كبيراً حيث تضاعفت مبيعات الداجنى إلى 2.138 مليار جنيه، مقارنة بـ1.088 مليار الفترة المماثلة، ومبيعات الأعلاف إلى 644 مليون ، نظير 367.8 مليون ، بينما ظلت خدمات الأمن والحراسة عند نفس قيمتها تقريبا بواقع 4.29 مليون ، مقابل 4.190 مليون.
وقالت الشركة فى قوائمها المالية عن الفترة المذكورة إن الخفض الذى شهدته العملة المحلية خلال شهرى يناير وفبراير العام الحالى ارتبط بارتفاع منتجات الأعلاف المستخدمة فى تغذية المواشى والدواجن، والزيادة الكبيرة فى أسعار منتجات الدواجن (الكتاكيت عمر يوم واحد، ولحوم الدواجن)، فى السوق المحلية.
وقالت بحوث شركة فيصل لتداول الأوراق المالية إنه من المقرر أن تستفيد الشركة من خطة مصر لحظر نقل الطيور الحية، ومن تبنى الزراعة التعاقدية لمحاصيل الأعلاف فى مصر (مثل فول الصويا والذرة الصفراء وعباد الشمس.. الخ)، ومن خطة خفض الواردات وتحقيق الاكتفاء فى إنتاج الأعلاف والدواجن واللحوم.
وترى بحوث فيصل أن القاهرة للدواجن لديها حصة سوقية كبيرة ومتنامية فى أسواق البيع المحلية والخارجية، فضلا عن استفادتها بقوة من التسعير فى سوق الدواجن المحلية نتيجة الأحداث الأخيرة.
ولفتت إلى أن السهم يتداول عند مستوى 5.03 جنيه فى تاريخ إصدار التقرير فى 18 يوليو الماضى، مما ينطوى على مكاسب رأسمالية محتملة نسبتها %63 مقارنة بالقيمة العادلة المقدرة للسهم عند 8.22 جنيه، وأوصت بشراء السهم.
وتوقعت أن يرتفع إنتاج الشركة من الأعلاف خلال الفترة من 2023 إلى 2027، من مستوى 165 ألف إلى 600 ألف طن، لترتفع مساهمته فى إيرادات الشركة من مستوى %28 فى 2022 إلى %48 فى 2027، وأن تتوقف الشركة عن استيراد المواد الخام لقطاع الأعلاف تماما لأنها سوف تعتمد على تأمين مدخلات فول الصويا والذرة الصفراء المطلوبة من خلال إبرام عقود لاستلام المحاصيل من المزارعين المحليين بموجب نظام الزراعة التعاقدية.
ورجحت انخفاض مساهمة قطاع الدواجن والتصنيع فى إجمالى الإيرادات السنوية للشركة من 31 و%34 على التوالى عام 2022 إلى 28 و%21 على التوالى فى 2027.
المنصورة للدواجن
وحققت المنصورة للدواجن قفزة قوية فى نتائجها خلال النصف الأول من العام الحالى ليصل صافى أرباحها إلى 23.39 مليون جنيه، مقارنة بـ 2.46 مليون الفترة المناظرة من العام الماضى.
وتحولت الشركة للربحية خلال الربع الثانى من العام بصافى 92 ألف جنيه، مقارنة بصافى خسارة 2.8 مليون بالربع الثانى من العام الماضى.
وقفزت الإيرادات خلال الفترة المذكورة إلى 167.109 مليون جنيه خلال النصف الأول من العام الحالى، مقارنة بـ89 مليون الفترة المناظرة، وكانت المساهمة الأكبر لمبيعات الكتاكيت التى قفزت إلى 92.857 مليون ، مقارنة بـ 69 مليون الفترة المناظرة، ومبيعات دجاج التسمين إلى 53 مليون ، مقارنة بلا شيء الفترة المناظرة.
وارتفع مخزون الشركة إلى 116 مليون جنيه خلال الفترة المذكورة، مقارنة بـ66.9 مليون الفترة المناظرة من العام الماضى، حيث قفز مخزون قطاعات الأمهات تحت التربية إلى 93 مليون جنيه، نظير 54 مليون ، والإنتاج غير التام إلى 12 مليون ، مقارنة بـ4.7 مليون الفترة المثيلة.
وفى المقابل سجلت تكلفة المبيعات قفزة كبيرة إلى مستوى 137.86 مليون جنيه، مقارنة بـ 80 مليون الفترة المماثلة من العام الماضى.
وقال المهندس إسلام نجيب رئيس مجلس إدارة الشركة إن الشركة نجحت فى الحفاظ على أرباحها القياسية خلال النصف الأول من العام الحالى رغم الظروف الصعبة التى شهدتها السوق، وتذبذب أسعار الدواجن والكتاكيت بالربع الثانى.
وأكد نجيب أن تنوع الإيرادات ما بين نشاط التسمين والأمهات كان له أثر قوى فى حفاظ الشركة على مكاسبها بالربع الأول، وهو عكس ما كان معتاد عليه فى نتائج الشركة بالسنوات الماضية.
وبلغت مبيعات التسمين 53 مليون جنيه خلال النصف الأول من العام الحالى، مقارنة بلا شيء الفترة المثيلة، كما تم تحقيق مجمل أرباح من النشاط بقيمة 10 ملايين.
ولفت نجيب إلى أن الإيرادات جاءت من تشغيل نصف طاقة التسمين التى كان مخططا لها بالنصف الأول من العام، مرجعا ذلك إلى طول فترة تجهيزات بعض المزارع، متوقعا تضاعف الطاقة التشغيلية قبيل انتهاء العام الحالى، مما يتوقع معه تحقيق نتائج أفضل بالنصف الثانى.
وكشف نجيب عن أن الشركة بصدد بدء توسعات مصنع الأعلاف التابع لها فى مدينة النوبارية، للوصول الى الطاقة القصوى والذى يخدم نشاط الأمهات بالشركة حاليا، كما ستتم إضافة خطوط إنتاج لتخدم محطات التسمين بالشركة خلال الفترة المقبلة مما يساهم فى تحقيق عوائد أكبر للشركة نتيجة انخفاض تكلفة التصنيع عن شراء الأعلاف من الموردين.
وتوقع اكتمال عملية تطوير مصنع العلف مطلع 2024، وتوجيه الإنتاج لسد احتياجات الشركة فى نشاطى التسمين والأمهات.
وكشف عن أن «المنصورة للدواجن» تدرس حاليا 4 عروض لإضافة أحد مزارع التسمين فى جنوب مصر بطاقة تتراوح بين 800 ألف ومليون طائر سنويا.
الإسماعيلية للدواجن
شهدت شركة المنصورة للدواجن تراجعا حادا فى مبيعاتها بالنصف الأول من العام الحالى إلى 118.6 مليون جنيه، مقارنة بـ222.39 مليون الفترة المماثلة، وارتفع مجمل الخسارة إلى 46 مليون ، نظير 12 مليون الفترة المماثلة.
وقفز صافى خسائر الشركة إلى مستوى 55.66 مليون جنيه، مقابل 22 مليون الفترة المثيلة.
وبلغت الخسائر المتراكمة بالقوائم المستقلة للشركة 220.9 مليون جنيه بما يتجاوز نصف حقوق المساهمين، وبناء على ذلك ينبغى دعوة الجمعية العمومية غير العادية للنظر فى استمرارية الشركة.
وأرجع مصدر بالشركة فضل عدم ذكر اسمه خسائر الشركة بالقوائم المالية الأخيرة إلى أوضاع السوق وارتفاع التكاليف، والتحديات التى واجهتها شركات القطاع.
وكشف المصدر عن أن مجلس إدارة الشركة يتفاوض حاليا مع عدد من الجهات للمشاركة أو استئجار بعض أو كل وحدات الإنتاج لمصنع العلف، ومزارع الأمهات، ومعمل التفريخ، ومزارع التسمين، والمجزر الآلى، وذلك فى إطار خطة لتعويض الخسائر المتراكمة، والتحول للربحية بحلول الربع الثالث من العام المقبل.
وأكد المصدر أن الشركة نجحت فى سداد %90 من مديونيات الموردين، وكذلك جزء من قرض كانت حصلت عليه من بنك تنمية الصادرات لتمويل عملياتها التشغيلية.
وأشار إلى أن الشركة تستهدف من خلال هذه الخطة التحول إلى الربحية خلال الربع الثالث من العام المقبل، وتقليص الخسائر خلال هذه الفترة.
المصرية للدواجن
تراجعت خسائر المصرية للدواجن لتسجل صافى 1.49 مليون جنيه خلال النصف الأول من العام الحالى، مقارنة بـ 4.85 مليون الفترة المماثلة من العام الماضى وذلك على خلفية إيرادات نشاط 3.7 مليون، مقارنة بلا شيء الفترة المناظرة.
«المنصورة» تستفيد من نشاط التسمين
«الإسماعيلية» تضع خطة للتحول إلى الربحية