أرجع مجموعة من خبراء ريادة الأعمال والمتخصصين فى الاستثمار فى شركات رأس المال المخاطر أسباب تراجع القيمة السوقية لشركة سويفل هولدينجز كورب لطلب خدمات النقل الجماعى الذكى عبر المحمول وهبوط قيمة أسهمها فى بورصة ناسداك الأمريكية لأدنى مستوى لها إلى غياب التقييم العادل للشركة ، علاوة على عدم توافر بيانات رسمية واضحة من قبل الشركة توضح حقيقة موقفها المالي.
وتباينت الآراء حول سيناريوهات الخروج الآمن للشركة من عثراتها ،ورجح الفريق الأول أن تتجه الشركة لإجراء عملية إعادة هيكلة موسعة تتضمن القيادة التنفيذية وتغيير هيكل مؤسسيها.
أكد الفريق الآخر على ضرورة قيام الحكومة المصرية بمنح سويفل حق تشغيل بعض المناطق والخطوط بالسوق المحلية تجنبا لخروجها من الأسواق، علاوة على تقديم اعفاء ضريبى مؤقت يسمح بانتعاش الشركة خلال الفترة المقبلة.
يُذكر أن التداول على سهم «سويفل» فى بورصة ناسداك الأمريكية بدأ فى مارس 2021 بقيمة 10 دولارات للسهم، وذلك عقب موافقة المساهمين فى شركة كوينز جامبيت، والتى اندمجت معها «سويفل» على الطرح فى البورصة فى صفقة رفعت قيمتها السوقية إلى 1.5 مليار دولار.
وتراجع «سهم سويفل» لأول مرة تحت مستوى 1 دولار، بدءًا من جلسة 20 سبتمبر 2022، التى سجل فيها94 سنتاً وقبل انتهاء المهلة الممنوحة من «بورصة ناسداك» قامت الشركة فى يناير 2023 باللجوء لخيار «تجميع الأسهم» بنسبة 25 إلى 1 سهم.
وتحظر بورصة ناسداك تداول السهم تحت مستوى 1 دولار لمدة 30 يوم عمل متصلة، وفى حالة حدوث ذلك تقوم بإخطار الشركة بضرورة تعديل الوضع خلال مهلة زمنية تصل إلى 180 يوما.
وارجعت كريمة الحكيم الرئيس التنفيذى لشركة بلاج اند بلاى المتخصصة فى الاستثمار فى الشركات الناشئة أسباب تراجع شركة سويفل فى بورصة ناسداك إلى عدم الدراية الكافية بسوق المال الأمريكي، مبينة أنه كان من الأفضل الاتجاه نحو توسيع نطاق الشركة فى السوقين المحلية والعربية .
وأكدت الحكيم على أهمية دراسة الشركات الناشئة الأسواق الخارجية قبل الاتجاه للقيد وعلى رأسها بورصة ناسداك خاصة وأن البورصات الأمريكية تعد الأصعب فى المنافسة بين أسواق المال حول العالم.
ورأت أن تجربة القيد فى سوق المال تمثل عبئا كبيرا على الشركات الناشئة، خاصة وأنه من المتعارف عليه أن تلك الكيانات تشهد تقلبات متعددة والذى يؤكد فكرة صعوبة الاتجاه للطرح.
وتابعت أن العالم يشهد حاليا العديد من التقلبات الاقتصادية وعلى رأسها بورصة ناسداك الأمريكية، مشددة على أهمية أن تتجه الشركات فى حال اهتمامها بالطرح لبورصات قريبة من نطاق عملها .
وأضافت أن استمرار الفيدرالى الأمريكى فى المضى قدما نحو التحريك المستمر لأسعار الفائدة بهدف امتصاص معدلات التضخم عزز من عزوف الشركات الناشئة عن الطرح فى البورصات.
فى سياق متصل أوضح الدكتور خالد اسماعيل الرئيس التنفيذى لصندوق him angels للاستثمار فى الشركات الناشئة أن المشكلة الأكبر التى واجهت سويفل هى السعى الدائم للاستحواذ على كيانات غير ناجحة وبسرعة كبيرة، مشيرا إلى أن سويفل لم تكن مستعدة بالقدر الكافى لطرح جزء من أسهمها فى بورصة ناسداك خاصة وأنها لم تكن قد وصلت للربحية بشكل كامل .
ورأى إسماعيل أن البورصات العالمية وعلى رأسها لندن ونيويورك تحتاج إلى شركات تمتلك الملاءة المالية الكافية والقدرة على مواجهة التقلبات، وإصدار تقارير دورية فى مواعيد دقيقة ، فضلا عن القدرة على استقطاب مستثمرين لهيكل السماهمين بشكل مستمر.
وأوضح أن فكرة الطرح فى البورصة لا تعد هدفا فى حد ذاته ولكن يمثل إحدى مصادر التمويل، مبينا أن الهدف الأكبر من وراء الطروحات هو السعى لوضع الشركات فى مصاف الدول الكبرى،خاصة وأن فورى تعد أحد الامثلة الواعدة على نجاح الطروحات فى سوق الأسهم المصرية، على عكس سويفل التى تعانى فى الوقت الراهن من أزمات .
وعلى صعيد آخر أرجع تامر أحمد خبير ريادة الأعمال ومؤسس شركة فنتتيود سبب الهبوط الحالى فى القيمة السوقية لسويفل إلى المبالغة فى التقييم الأولى للشركة والتى لم تكن مساوية لقيمة الطرح فى البورصة الأمريكية.
وأضاف محمد أن سويفل لم تكن قد وصلت إلى مستوى الربحية قبل عملية الطرح والتى اعتمدت على أسلوب الاستحواذ متعدد الأغراض وهى غير موفقة _على حد تعبيره_ ، الأمر الذى أدى إلى انخفاض ربحية السهم وتراجع قيمتها السوقية بشكل سريع واقترابها من حافة الهاوية.
وأوضح أن تقييم الوضع الحالى لسويفل يخضع لعدد من العوامل وعلى رأسها صدور تقارير تتسم بالشفافية من قبل الشركة، مبينا أنه من الأفضل أن يترك الأمر بعيدا عن تدخل الدولة.
ولفت إلى أن الدور الذى يمكن أن تلعبه الدولة فى الوقت الراهن لانعاش سويفل يتمثل فى منح الشركة حق تشغيل بعض خطوط النقل بالسوق المحلية ، ومنحها إعفاء ضريبى مؤقت دون التدخل فى الإدارة.
وكانت سويفل المصرية العاملة فى خدمات النقل التشاركى قد تلقت إخطارا من قبل بورصة ناسداك الأمريكية بالشطب حال استمرار تهاوى سعر السهم ، وذلك بعد تسجيلها 50 مليون دولار كقيمة سوقية.
ورأى الدكتور هشام عبد الغفار مؤسس صندوق ميناجروس للاستثمار فى شركات رأس مال المخاطر، أنه كان من الأفضل لسويفل اختيار الطرح فى بورصة مصر، موضحا أن التسرع فى قيد الشركة فى ناسداك ساهم فى تفاقم حدة الأزمة .
وأضاف عبد الغفار أن أحد الأسباب الجوهرية التى حالت دون نجاح الطرح هو عدم وجود مستشار لديه خبرة فى أسواق المال العالمية، لافتا إلى أن تجربة فورى تعد مثالا واضحا على نجاح قيد الشركات الناشئة فى البورصات.
ورأى أن نموذج spac لا يعد نموذجا ناجحا ، مشيرا الى ان سويفل شركة تمتلك تكنولوجيا واعدة تمكنها من استعادة قواها خلال الفترة المقبلة.
وألمح إلى أنه كان من الأفضل ان تتجه الشركة لعمل قيد مزدوج فى بورصة أخرى بعيدا عن أمريكا، على غرار التجارب الناجحة مثل شركات أوراسكوم و بنكCIB.
ولفت إلى أنه من المرجح أن تشهد سويفل خلال الفترة المقبلة عملية استحواذ من قبل مستثمرين آخرين سعيا لانعاش الشركة وتقليل حدة الأزمة، مرجحا أن يتجه المستثمرون الجدد للاستفادة من التكنولوجيا التى تقوم بها سويفل على حد وصفه.
