شهدت مصر خلال السنوات الأخيرة التوسع فى إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية المتخصصة فى مجال التطوير العقاري، بعد أن أطلق عدد من المطورين، مدارس للتعليم ما بعد المرحلة الإعدادية، بغرض توفير يد عاملة مؤهلة للتطورات التى تشهدها السوق العقارية.
وفى يناير الماضى شهد الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى توقيع بروتوكول تعاون بين الوزارة، ومجموعة شركات طلعت مصطفى القابضة؛ لإطلاق مدرسة صناع الغد للتكنولوجيا التطبيقية، أول مدرسة تكنولوجيا تطبيقية متخصصة بمجال تنسيق الحدائق.
ووقع حينها البروتوكول الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، لشئون التعليم الفني، وهشام طلعت مصطفى، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لمجموعة طلعت مصطفى القابضة.
وقال الدكتور رضا حجازي، إن البروتوكول يأتى فى ضوء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتوسع فى إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية، ونشر الوعى المجتمعى بأهميتها، كنموذج ناجح للمدارس المتخصصة التى تعتمد على التعاون مع القطاع الخاص لتلبية احتياجاته من الكوادر الفنية المتخصصة
وأكد، أن الوزارة تعمل على إنشاء شبكة من مدارس التكنولوجيا التطبيقية كشراكة بين القطاعين العام والخاص ، وتعمل المدارس وفقًا لأفضل الممارسات المعترف بها دوليًا فى التعليم والتدريب التقنى والمهني؛ لتخريج فنيين ذوى مهارات وكفاءات متوافقة مع احتياجات سوق العمل المصرى والإقليمى والدولي، وقادرين على الالتحاق بسوق العمل فور تخرجهم، بما يمكنهم من دفع عجلة التنمية الصناعية بمصر ودعم الاقتصاد القومي.
وأوضح أن الوزارة تسعى دائمًا إلى تطوير منظومة التعليم الفني، والتدريب المهني، بهدف تحسين نوعية المخرجات، ومستويات المهارات المهنية؛ حتى تواكب المستويات العالمية، مشيرًا إلى أن ثلث احتياجات سوق العمل من المهن، والتخصصات الجديدة.
من جهته، قال الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفني، إن مدرسة صناع الغد للتكنولوجيا التطبيقية الكائنة بمحافظة القاهرة والتابعة لإدارة الشروق التعليمية هى أول مدرسة تكنولوجيا تطبيقية متخصصة بمجال تنسيق الحدائق.
وأضاف، كما أنه ثانى تعاون مع مجموعة طلعت مصطفى القابضة، حيث تم التعاون أول مرة بمدرسة الإمام محمد متولى الشعراوى للتكنولوجيا التطبيقية المتخصصة بمجال التشطيبات والصيانة المعمارية، وتبريد وتكييف الهواء، وشبكات متخصصة للمنشآت، ونظم الكهرباء المتكاملة، وتم تخريج أول دفعة منها بالعام الدراسى 2020/2021.
وأشار «مجاهد» إلى أنه بجانب سعى الوزارة إلى التوسع وزيادة عدد مدارس التكنولوجيا التطبيقية، فإن جودة مدارس التكنولوجيا التطبيقية تعد أولوية قصوى، حيث يتم تحليل أداء العاملين والطلاب بشكل دوري، ومتابعة مسارات الطلاب عقب تخرجهم.
بالإضافة إلى تطبيق مناهج دراسية قائمة على نظام الجدارات، والموازنة بين الجانبين العلمى والعملي، حيث يتم إكساب الطلاب المعارف الأساسية من خلال المواد الثقافية والفنية، والمهارات التقنية من خلال التدريبات العملية داخل المدارس وبمصانع الشركاء الصناعيين.
فيما قال الدكتور عمرو بصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني، ومدير وحدة تشغيل وإدارة مدارس التكنولوجيا التطبيقية، إن عدد مدارس التكنولوجيا التطبيقية وصل إلى 46 بـ 14 محافظة هى القاهرة، الجيزة، القليوبية، الإسكندرية، الشرقية، المنوفية، أسيوط، المنيا، بنى سويف، الوادى الجديد، بورسعيد، السويس، الدقهلية، سوهاج.
وتضم المدارس أكثر من 70 تخصصا، آخرهم تنسيق الحدائق المطبق بمدرسة صناع الغد للتكنولوجيا التطبيقية، و 6860 طالبا من مختلف محافظات الجمهورية، يشرف على دراستهم 692 معلما وإداريا، يتم تدريبهم بشكل دورى على أحدث النظم التعليمية، ومعايير الجودة، ونظام الجدارات، وذلك بالإضافة إلى توفير حوافز مادية لهم بشكل شهري.
من جانبه، أكد هشام طلعت مصطفى، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لمجموعة طلعت مصطفى القابضة حرص المجموعة على المساهمة فى برامج التعليم الفني، واستكمال دورها المجتمعى فى دعم التعليم الفنى والارتقاء بالكوادر البشرية.
وأضاف أن المجموعة تؤمن بضرورة تجسيد مسئوليتها المجتمعية كقيمة أخلاقية ومهنية، بحيث تتضمن تنمية حقيقية للمجتمع وتطوير حياة المواطن، حيث رصدت خلال آخر 5 سنوات أكثر من 5 مليارات جنيه فى مجال التنمية المجتمعية.
وقد ارتقت المجموعة بمفهوم المسئولية المجتمعية من خلال تحويلها لاستثمارات طويلة الأجل تضمن تحقيق النفع المستدام عبر تبنى وتنفيذ مبادرات تساهم فى بناء الإنسان وصناعة المستقبل وخدمة المجتمع فى جميع المجالات، خاصة قطاعات التعليم والصحة والتمكين الاقتصادى وتأهيل الطلاب لخدمة المجتمع والتنمية المجتمعية.
تجربة ماونتن فيو
وفى يونيو الماضى، أعلنت شركة «ماونتن فيو» عن استقبال مدرسة ماونتن فيو الدولية للتكنولوجيا التطبيقية الطلاب بداية من العام الدراسى المقبل 2024/2023 وفتح باب القبول للطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية للالتحاق بالمدرسة.
وقالت الشركة حينها: يأتى ذلك فى إطار إستراتيجية مؤسسة ماونتن فيو للتنمية إلى تقديم منظومة تعليمية متكاملة لتطوير التعليم الفنى فى مصر من خلال أحدث أنظمة التعليم الفنى التى تتماشى مع المعايير العالمية.
وأكدت أن المدرسة تهدف إلى تطوير مستوى العمالة الفنية فى مصر بما يسهم فى تأمين وظائف للخريجين فى كبرى الشركات فى مجال إدارة المنشآت والمرافق.
وأضافت من خلال ما تقدمه للطلاب، تسعى المدرسة لتوفير بيئة تعليمية ملائمة ومتطورة، تمكنهم من اكتساب المهارات والخبرات اللازمة لمواكبة التطورات الحديثة فى سوق العمل، وهو ما يتماشى مع خطة وزارة التربية والتعليم لزيادة أعداد مدارس التكنولوجيا التطبيقية إلى 100 بحلول عام 2030.
ومن المقرر أن تستغرق الدراسة فى المدرسة ثلاث سنوات على أن يتم منح الطلاب بعد إتمام الدراسة شهادة معتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وهى شهادة دبلوم المدارس الثانوية الفنية لتكنولوجيا إدارة المنشآت.
ويمكن للطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية للعام الدراسى 2023/2022 والحاصلين على مجموع 220 درجة أو أكثر التقدم للالتحاق بالمدرسة بدون مصاريف دراسية من أى مكان فى مختلف محافظات الجمهورية وذلك عبر الموقع الرسمى لوزارة التربية والتعليم الفني.
وأضافت، يجب أن يكون الطالب حاصلا على درجة لا تقل عن 48 فى اللغة الإنجليزية، وأن يكون عمره أقل من 18 عامًا، كما يتطلب الالتحاق اجتياز اختبارات القبول والمقابلة الشخصية ومقياس الميول المهنية والكشف الطبي.
وكشفت الشركة عن أن الدراسة تتم فى بيئة تربوية تساعد على تنمية مهارات الطلاب ومواكبة أحدث التطورات العالمية، وتشمل الأنشطة الدراسية دعم بناء الشخصية فى ريادة الأعمال والإرشاد والتوجيه المهني، بالإضافة إلى الموسيقى والدراما والرسم.
كما يتم تزويد الطلاب بمستويات متقدمة فى اللغة الإنجليزية، بالإضافة للتدريب عمليا فى كبرى الشركات براتب شهري، يأتى ذلك بهدف تأهيل الطلاب للعمل فى القطاع العام أو الخاص، وتمكينهم من تحقيق نجاحات مهنية فى مجالاتهم المختلفة.
وتقع مدرسة ماونتن فيو الدولية للتكنولوجيا التطبيقية فى مدينة العبور، وتتوفر وسائل مواصلات تصل إليها من مختلف الأنحاء، لتسهيل وصول الطلاب إلى المدرسة بكل يسر وسهولة.
جدير بالذكر أن مدرسة ماونتن فيو الدولية للتكنولوجيا التطبيقية تُعد أحد إسهامات مؤسسة ماونتن فيو للتنمية والتى تأتى ضمن رؤية المؤسسة لإتاحة فرص عمل لائقة للشباب من خلال التعاون مع المؤسسات الحكومية لتطوير مهارات ورفع قدرات الطلاب والخريجين.
كما أنها وبحسب الشركة، تأتى تماشيًا مع رؤية مصر 2030 عبر إتاحة نظام تعليمى عالى الجودة ومطابق للمعايير الدولية بمدرسة ماونتن فيو الدولية للتكنولوجيا التطبيقية.
عمار العقارية
وفى أكتوبرالماضى بدأت الدراسة فى أولى مدارس عمار العقارية للتكنولوجيا التطبيقية بمنطقة الشيخ زايد، التى تأتى فى إطار إستراتيجية شركة عمار العقارية للاستثمار فى قطاع التعليم الفنى والتكنولوجيا التطبيقية.
وقالت عبير عصام الدين مؤسس مدرسة عمار العقارية وعضو مجلس إدارة غرفة التطوير العقارى باتحاد الصناعات المصرية، إن مدرسة عمار العقارية بالشيخ زايد ، بدأت بطاقة 400 طالب.
وأكدت أنه من المقرر بدء الدراسة فى مدرسة أخرى لعمار العقارية بالسادس من أكتوبر خلال العام الجاري، كما نستهدف فى المرحلة المقبلة إنشاء مدرستين فى أسوان والأقصر.
وأوضحت أن توجه عمار العقارية للاستثمار والتوسع فى إنشاء المدارس التكنولوجية التطبيقية يأتى من منطلق دورنا فى تطوير التعليم الفنى باعتباره جزءًا من التعليم، بجانب دعم سياسة الدولة واهتمامها بالتكنولوجيا التطبيقية خلال المرحلة الحالية.
وأكدت أهمية تشجيع المستثمرين ورجال الأعمال وخاصة بالقطاع العقارى للاستثمار فى قطاع التعليم والتعليم الفنى من خلال التوسع فى إنشاء مدارس الفنية والتكنولوجيا التطبيقية حسب نوع استثماراتهم واحتياجاتهم من التعليم الفنى والعمالة الماهرة.
ولفتت إلى أنه تم عرض تجربة شركة عمار العقارية فى الاستثمار فى التعليم الفنى على المستثمرين خلال المشاركة فى جلسات النقاش الوطنى فى قطاع التعليم والتى تعد تجربة ناجحة ومحفزة لدخول المستثمرين فى شراكة مع الدولة فى تطوير قطاع التعليم الفني.
وأضافت، علينا دور وطنى ومسئولية مجتمعية كمستثمرين عقاريين وأعضاء بمجلس إدارة غرفة التطوير العقارى باتحاد الصناعات وكذلك فى شعبة الاستثمار العقارى بالاتحاد العام للغرف التجارية وهو الترويج لوثيقة سياسية ملكية الدولة فى قطاع التعليم تحديدا لأنه من وجه نظرى هو المسئولية المجتمعية الجديدة لرجال الأعمال وسيدات الأعمال.
وشددت، عضو غرفة التطوير العقاري، على ضرورة أن يوجه كل رجل وسيدة أعمال جزءا من استثماراته فى قطاع التعليم الفنى والتكنولوجى لدعم ثقافة التدريب من أجل التشغيل، لأنها بحق المسئولية المجتمعية المطلوبة والتى تقع على عاتق كل مستثمر فى مصر، خاصة وأن الدولة تستهدف 100 مدرسة فنية تكنولوجية فى حين يوجد حاليا 40 فقط.
