تدرس شركة لونجى الصينية العاملة فى مجال تصنيع خلايا ومكونات الطاقة الشمسية المنافسة على توريد الألواح الشمسية لصالح أكثر من 7 محطات شمسية بقدرات مختلفة جار العمل على تنفيذها فى السوق المصرية.
«المال» حاورت قيادات شركة لونجى الصينية التى تعد الشركة الأولى عالمياً فى مجال تصنيع الخلايا الشمسية، بعدما أكد المهندس أحمد زيادة، المدير التقنى للشركة فى الشرق الأوسط، أن شركته تتفهم تراجع حجم الطلب على منتجات الطاقة الشمسية بالسوق المصرية مؤخرًا، نتيجة وجود أولويات تدبير العملة فى السلع الأساسية.
وأضاف «زيادة» لـ«المال» أن السوق المصرية تعد الحصان الأسود فى الطاقة المتجددة بالمنطقة، ورغم كل التحديات إلا أنه ما زال هناك طلب واهتمام كبير بالسوق المصرية، نظراً لإمكانياتها التى تتمتع بها، إضافة إلى الطلب وضخامتها، ونسبة السطوع ومكانة مصر كمركز إقليمى لتبادل الطاقة والاتفاقيات التى وقعتها مؤخرًا لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.
وكشف عن خطة كبيرة لدى «لونجي» للاهتمام والتوسع فى السوق المصرية كمركز محورى فى المنطقة، لاسيما أن مصر تتمتع بأهمية خاصة على خلفية أنها من كبرى الأسواق على مستوى العالم، بالتوازى مع الاتفاقيات التى تتمتع بها فى مجال التجارة، ما يسهل إمكانية التصدير للسوق الأفريقية.
وأشار زيادة إلى أن الاتفاقيات الخاصة التى وقعتها مصر بإنتاج الهيدروجين الأخضر يجعلها من أهم الأسواق على مستوى العالم فى تلك المجال، موضحاً أن الهيدروجين الأخضر يتطلب الطاقة النظيفة، ما يشجع الطلب على الطاقة الشمسية خلال الفترة المقبلة والمتجددة بشكل عام.
وقال إن «لونجى» تدعم خطط مصر فى الطاقة النظيفة لإنتاج 2 جيجاوات طاقة شمسية فى الفترة المقبلة عبر وضع تفضيلات للسوق المصرية من خلال توريد التكنولوجيا الأفضل فنيا وبأفضل أسعار يمكن تركيبها، نظرًا لأهمية السوق المصرية فى زيادة حجم أعمال الشركة خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن حجم الطلب على خلايا الطاقة الشمسية فى العالم خلال العام الماضى بلغ نحو 240 ألف ميجاوات، موضحًا أن الشرق الأوسط استحوذ على نحو 6000 ميجاوات من الطلب العالمي، رغم حجم الطلب على الطاقة فى دول الشرق الأوسط على الطاقة فى دول مثل حجم السوق المصرية والسعودية وغيرها من الأسواق الهامة.
وأضاف أن الشركة تستحوذ على نحو %35 من مبيعات الطاقة الشمسية على مستوى العالم كحصة سوقية تسعى لزيادتها خلال السنوات المقبلة فى ظل توقعات بمزيد من الطلب على الطاقة، مضيفًا أن ألواح «لونجي» الشمسية من نوع HI-Mo5 حقق مبيعات تصل لنحو 150 ألف ميجاوات فى الفترة من 2020 وحتى 2023 كأكثر منتج تم بيعه على مستوى العالم.
وكشف أن الحرب الروسية الأوكرانية ساهمت فى زيادة الطلب على الطاقة الشمسية، بما يصل لنحو %40 نتيجة أزمة الوقود فى القارة وقطع إمدادات الغاز الروسى عنها.
وأوضح أن هبوط أسعار الخامات إضافة إلى انتهاء أزمة سلاسل الإمداد العالمية وسهولة الاستيراد وحركة التجارة العالمية بالتزامن مع عودة كل الاقتصاديات للعمل بالطاقة الكاملة هما أبرز أسباب تراجع سعر تكنولوجيا الطاقة الشمسية مؤخراً بما يصل لنحو %30 موضحًا أن شركته تسعى لخفض تكلفة منتجاتها لتشجيع الطلب بشكل أكبر على الطاقة النظيفة.
وأكد زيادة أنه كلما ارتفع درجات الحرارة انخفض كفاءة الخلايا الشمسية، موضحًا أن خلايا الطاقة الشمسية التى تقوم لونجى بتصنيعها تتمتع بالأعلى كفاءة وتعمل فى درجة حرارة تصل إلى 85 درجة مئوية، ويصل حجم إنتاج الخلية %88 حينها، مشيرًا إلى أن الخلايا سجلت أعلى درجة مئوية فى مصر بلغت نحو 73 درجة حرارية خلال الصيف الجاري.
من جانبه، قال عمرو بيبرس، وكيل شركة لونجى فى مصر ورئيس شركة ماريزاد، أن شركته تسعى للتوسع فى السوق المصرية خلال الفترة المقبلة، وزيادة حجم أعمالها فى عدة مجالات، أبرزها تدشين محطات طاقة شمسية لرى الأراضي.
وأوضح «بيبرس» -فى حواره مع المال- أن مصر تمتلك فرصة ذهبية لتكون لاعبا أساسيا بمجال الطاقة على مستوى العالم، عبر التوسع فى الطاقات النظيفة والمتجددة فى ظل إمكانياتها والمساحات المتوافرة والاتفاقيات الموقعة مع الدول الأوروبية لتصدير الطاقة الكهربائية، بالتزامن مع نقص الوقود والكهرباء فى القارة العجوز.
وأشار إلى أن شركته تسعى للتوسع فى المشروعات، إضافة إلى توسيع قاعدة العملاء التابعيين للشركة عبر تقديم تسهيلات جديدة فى السوق المصرية بالتزامن مع تحرك الطلب فى السوق نتيجة ازمة انقطاعات التيار الكهربائى مؤخرا ونقص الوقود فى بعض الدول المجاورة، مشيراً إلى أن أزمة الانقطاعات يمكن أن تنتهى بالتوسع فى الطاقة الشمسية وتحويل المستهلك إلى منتج للطاقة ما يساهم فى توفير الوقود والاستثمارات الحكومية.
وطالب رئيس شركة ماريزاد الحكومة بضرورة رفع الجمارك المفروضة على منتجات الطاقة الشمسية، فى ظل الأعباء التى يعانى منها البعض حاليا، واعتبار المنتجات والمكونات الشمسية كمنتجات استراتيجية، ومنحها أولوية فى تدبير الدولار من أجل وضع مصر على طريق الريادة بمجال الطاقة المتجددة مما يسهم فى تنفيذ استراتيجية مصر 2035 التى تستهدف الوصول بإجمالى حجم الطاقة المتجددة المنتجة إلى %42.
وقال «بيبرس» إن الطاقة الشمسية ستساعد فى الحفاظ على البيئة والمناخ ومنع استنزاف مزيد من الوقود الأحفورى للأجيال القادمة، كما أنها ستخفض سعر الطاقة لكل الدول خلال الفترة المقبلة.
وأكد أن مصر تقع فى المرتبة الأولى بأسواق شمال أفريقيا فى الطلب على الطاقة الشمسية، متفوقة على السوقين المغربية والجزائرية، خاصة أن القاهرة لديها خطة للوصول إلى %42 طاقة متجددة بحلول عام 2035، وهو ما ظهر فى قمة المناخ COP27 عقب توقيع اتفاقيات ضخمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وطاقة متجددة تصل إلى 27 جيجاوات.
فيما كشف المهندس أحمد المسلمي، مدير مبيعات شركة لونجى فى شمال أفريقيا خلال الحوار، أن الشركة تستهدف الوصول بإجمالى مبيعاتها خلال العام الحالى، بما يتخطى 60 ألف ميجاوات على مستوى العالم، مقارنة بنحو46.7 ألف ميجاوات عالمياً عام 2022.
وأشار إلى أن «لونجي» استحوذت على المركز الأول على مستوى العالم منذ عام 2020 بمجال تصنيع انظمة الطاقة الشمسية وحتى الآن فى حجم المبيعات وفقًا لآخر إحصائيات عالمية من مؤسسة PV Tech والتى أظهرت أنها تتصدر الشركات عالمياً.
وقال «المسلمي» إن كل الشركات تأثرت على مستوى العالم نتيجة الأحداث السياسية والاقتصادية التى يمر بها الاقتصاد العالمي، وعلى رأسها الحرب الروسية الأوكرانية، لكن ساهمت تلك الأزمة فى زيادة الطلب على الطاقة الشمسية، فى ظل نقص الوقود فى قارة أوروبا واحتياج القارة للطاقة الكهربائية وهو ما استفادت منه الشركة فى زيادة حجم مبيعاتها.
وكشف عن انخفاض أسعار أنظمة وخلايا الطاقة الشمسية بنحو %30 منذ الربع الأخير من 2022 وحتى الآن، كما أن الطاقة الشمسية ليست رفاهية فى الفترة الأخيرة، خاصة أنها الأسرع فى توليد الطاقة والتدشين والأقل سعراً بين مثيلاتها من الطاقات الأخري، خاصة الأحفورية.
وأشار «المسلمي» إلى أن حجم أعمال شركة لونجى يصل لنحو 18 مليار دولار العام الماضي، ولديها نحو 5000 عميل على مستوى العالم، فيما يصل إجمالى استثمارات الشركة فى مجال البحث والتطوير لنحو مليار دولار، إذ يتم تخصيص نحو %5 من استثماراتنا لصالح البحث والتطوير، كما تمتلك الشركة نحو 30 مصنعا على مستوى العالم الغالبية منها بالصين، إضافة إلى أخرى فى فيتنام والولايات المتحدة الأمريكية.
6000 ميجاوات الطلب على خلايا الطاقة فى الشرق الأوسط من إجمالى 240 ألفًا عالمياً خلال 2022
بيبرس: نركز فى السوق المحلية خاصة بمجال رى الأراضى بـ«الشمسية»
«المتجددة» تسهم فى حل أزمة انقطاعات التيار ويجب الغاء الجمارك عليها
المسلمي: %30 تراجعاً بأسعار الخلايا.. والحرب «الروسية – الأوكرانية» رفعت الاقبال %40 على «الجديدة»
