أكد مسئول حكومى رفيع المستوى أن بدء ارتفاع أسعار الغاز الطبيعى فى أوروبا، والتحوط العالمى لاستقبال موسم الشتاء يبشر بعودة صادرات مصر من الغاز المسال للانتعاش خلال الفترة المقبلة بعد شهور من التوقف.
وتوقفت مصر عن تصدير الغاز الطبيعى منذ يونيو الماضى، تلبية لاحتياجات السوق المحلية وقطاع الكهرباء، وسط مساعٍ لاستئناف التصدير مجدداً بحلول أكتوبر المقبل.
وقال المسئول لـ«المال» إن الفترة المقبلة ستشهد زيادة ملحوظة فى حجم الطلب العالمى على الغاز الطبيعى خلال موسم الشتاء، مما يعنى فرصة لنفاذ كميات كبيرة من الغاز المسال من مصر للقارة العجوز.
وبدأت أسعار الغاز الطبيعى فى الارتفاع فى أوروبا، فيما يستعد العمال فى مشروع تصدير رئيسى فى أستراليا للدخول فى إضراب يمكن أن يسهم فى خفض الإمدادات العالمية فى الفترة التى تسبق الشتاء، حسبما أوردت شبكة «بلومبرج» الإخبارية الأمريكية أمس.
وحذرت النقابات العمالية فى أستراليا خلال عطلة نهاية الأسبوع من أن الإضراب المحتمل من الممكن أن يبدأ فعليا فى 2 سبتمبر المقبل، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق فى محادثات الأجور مع شركة «وود سايد إنرجى».
وأدى ذلك إلى صعود العقود الآجلة للغاز القياسى بنسبة تصل إلى %18 خلال تعاملات أمس الإثنين.
وقال المسئول إن فصل الشتاء المقبل ستتوافر خلاله كميات من الغاز الطبيعى ستكون متاحة للتصدير من مصر إلى الأسواق العالمية.
وأوضح أن الفترة الراهنة تشهد تحسناً ملحوظاً فى درجات الحرارة، ومع حلول فصل الشتاء ستعاود مصر تصدير الغاز لأوروبا، والتى تستحوذ على نصيب الأسد من صادرات مصر من الغاز المسال بنسبة تتجاوز %70.
وحققت مصر إيرادات ضخمة من صادراتها من الغاز المسال العام الماضى بقيمة 8.4 مليار دولار، عندما تراوح متوسط أسعار الغاز بين 25-30 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية.
وأكد المسئول أن صادرات مصر من الغاز الطبيعى ستنخفض من حيث القيمة خلال العام الجارى، لا سيما مع تسجيل متوسط سعره نحو 10 دولارات منذ مطلع 2023.
وشهد النصف الأول من عام 2023 تراجع صادرات الغاز المسال من مصر إلى 2.9 مليون طن مقابل 3.9 مليون فى 2022، بانخفاض %25 على أساس سنوي، وفقًا لبيانات تتبّع السفن التى جمعتها شركة «إنرجى أوتلوك أدفايزرز».
وعن تأثير الإضراب العمالى المرتقب فى استراليا على أسعار الغاز العالمية، قال المسئول إنه فى حال تم تنفيذ الإضراب سترتفع الأسعار بشكل كبير وقد تصل لمستويات قياسية، وستبحث أوروبا عن أسواق بديلة عن أستراليا لاستقبال مزيد من الغاز، ومن ضمنها مصر.
وأكد تقرير بلومبرج أن الاضطرابات فى أستراليا قد تؤثر على ما نسبته %10 من صادرات الغاز الطبيعى المسال العالمية، وهو الاحتمال الذى يثير قلق تجار تلك السلعة الحيوية فى أوروبا، ويجعلهم فى وضع ترقب لما سيحدث فى أغسطس الجاري، منذ بدء محادثات الإضراب فى أستراليا.
ولا تزال أوروبا تتعافى من أزمة الطاقة التى كادت أن تعصف بها فى العام الماضي، عندما خفضت روسيا إمدادات الغاز عن دول القارة العجوز الداعمة لأوكرانيا فى الحرب التى تشنها موسكو على كييف منذ فبراير 2022، بحسب بلومبرج.