شركات التأمين توجه أنظارها نحو سياحة اليخوت

تعد سياحة اليخوت نوعا جديدا من أنماط السياحة الرياضية، باعتبار أن البحر المتوسط يعبره أكثر من 30 ألف يخت سنويا وحظى هذا النشاط باهتمام قوى

Ad

تعد سياحة اليخوت نوعا جديدا من أنماط السياحة الرياضية، باعتبار أن البحر المتوسط يعبره أكثر من 30 ألف يخت سنويا.

وحظى هذا النشاط باهتمام قوى خاصة فى ظل تواجد عدد من المارينا، ومنها خليج نعمة فى شرم الشيخ، والغردقة بمساحة 60 ألف متر مسطح، لتستوعب 188 يختا، إضافة إلى “مارينا طابا”، التى تسع 50، و”مارينا مرسى أبو تيج” بالجونة و”بورتو مارينا”، وفقًا لبيانات هيئة الاستعلامات.

“المال” بحثت مع خبراء التأمين مدى إسهام القطاع فى تخفيف عبء ما يقع على عاتق أصحاب اليخوت من خسائر، خاصة الصيانة، أو النقل والتخزين وتوفير تغطية تأمينية تناسب كل عائمة على حدة.

وبرهن الخبراء ورواد المجال على أن تأمين الوحدات البحرية يفتح آفاقًا جديدة أمام السياحة بجميع أنواعها، إذ تعد جزءًا مكملا لأنشطة السياحة.

وأشار العضو المنتدب لإحدى شركات الوساطة التأمينية إلى اختلاف أسباب شراء وثيقة التأمين البحرى على القوارب إذ يتعلق بعضها بطبيعتها كمنتج، وأخرى بمميزات وخصائص التغطيات إذ تصمم عروض أسعار البوالص بناء على عدة عوامل، منها نوع القارب، وعمره، وحالته، وحجم استخدامه، ومكان تخزينه، ومدة إبحاره.

وأضاف أن اليخوت منتجات باهظة الثمن، ويحتاج الاستثمار فيها إلى مزيد من الحماية التى توفرها التغطيات، فضلا على أن معظم المراسى المائية والمارينا تتطلب توفير التأمين حتى تسمح لها بالرسو بها.

وأوضح أن تغطيات اليخوت تشمل الحرائق، والفيضانات، والأعاصير، وغيرها، من جراء الكوارث الطبيعية، حتى وإن كانت الوحدة فى المخزن أو الميناء، فشراء البوليصة يضمن الأخطار المحتملة بجميع أنواعها.

ولفت إلى أن المخاطر المحتملة تشمل السرقة، والحريق، والتلف، وغيرها من الكوارث التى قد تحدث عند ترك القوارب دون مراقبة، ومن ثم فإن التأمين عليها يضمن الحماية منها.

وأوضح أن بوليصة التأمين توفر تغطية مسئولية النفقات التعويضية فى حال الأضرار اللاحقة باليخت، والإصابات الجسدية أو التى تلحق بالممتلكات الشخصية على متن القارب أو ما يخص الآخرين، فضلا على ما يلحق بالوحدة ومعداتها من كوارث.

وأشار إلى أن تأمين اليخوت يهدف بشكل أساسى إلى حمايته بتقديم الدعم المادى فى حال التعرض للخسارة الشخصية، أو لقاء طرف ثالث يتقدم ضد حامل الوثيقة بإبلاغ إثر إصابة مركبته، أو الخسارة الناجمة عن إصابة أحد الركاب.

وألمح إلى أن التغطية تتكون من جزأين رئيسيين، هما التأمين على الهيكل، والحماية والتعويض (P&I)، على الرغم من عدم وجود طول قانونى متفق عليه يفصل بين اليخوت والقوارب، إلا أنه بشكل عام يعد ما بين 27 و30 قدمًا.

وأكد أن تأمين هيكل اليخت أو القارب يغطى جميع المخاطر المباشرة إذ تتضمن مبلغًا متفقًا على الأضرار اللاحقة بالسفينة، وتُسوّى التكلفة عند كتابة الوثيقة، لدفع قيمة البوليصة كاملة حالة حدوث خسارة كلية.

وذكرأن الوثيقة تغطى تكلفة استبدال الخسائر الجزئية، على الرغم من عدم تضمنها بعض أجزاء القارب، مثل الشراع أو القماش أو والبطاريات، وأحيانًا الرحلات الخارجية، وبدل من ذلك تخضع لقائمة المستهلكات.

ولفت إلى أن تأمين الحماية والتعويض (P&I) هو النوع الأوسع بين تغطيات اليخوت، ويشمل نفقات الأحكام التى قد تتعرض لها.

وأفصح عن أن وثيقة تأمين القوارب بمصر لا تغطى العطل الميكانيكى إذا كان عمر اليخت قد تخطى أكثر من 3 سنوات، كما لا تشمل “الحوادث الشخصية” الأفراد الذين تعدت أعمارهم 76 عامًا، بينما تظل تغطية الحوادث المتعلقة باليخت سارية.

وأكد أن التأمين على اللنشات داخل مصر لا يكون إلا للقوارب المحلية أو الأجنبية التى يملكها مصريون، بينما لا يتعامل القطاع مع أطراف خلاف ذلك.

وقال إن أهم المؤسسات التى تقدم ذلك النوع من التأمين، شركات “مصر للتأمين” و”GIG” و”أليانز” و”المصرية للتأمين التكافلي” و”المهندس”.

من جانبه، قال الدكتور علاء العسكرى؛ أستاذ التأمين بكلية التجارة بجامعة الأزهر إن ما يخص النشاط السياحى منها هو ما يتعلق بأجسام السفن والمسئولية المدنية تجاه الغير فى حالة التصادم أو الخسارة بأنواعها.

وأشار إلى أن تأمين الوحدات البحرية الموجودة داخل المناطق الساحلية والأقاليم التى تتمتع بإطلالة على المياه البحرية إنما يزيد من فرص السياحة بها أو المناطق الموصلة إليها، فمن الجيد أن يكون لدى ملاكها وعى بأهمية تلك الخطوة.

ورأى أن تأمين تلك الوحدات البحرية والنهرية تضيف قسطا من الصيانة والإصلاح على تلك المنشآت المائية، ويتضمن الحفاظ عليها من الأضرار.

وأشار إلى ضرورة إحكام الرقابة على تلك الوحدات البحرية، وعدم إصدار أى ترخيص بمزاولة المهنة إلا باشتراط ترخيص التأمين من أساسياته مما يعزز تكثيف السياحة.

وقال الدكتور شريف محسن؛ مدير عام التأمين البحرى بشركة المهندس للتأمين وعضو اللجنة العامة للتأمين البحرى بالاتحاد المصرى للتأمين، إن اليخوت غالبا ما تغطّى بموجب شروط المجمع لتأمين السفن التى تشمل أخطار البحار والأنهار والبحيرات وغيرها من المياه الملاحية.

وأضاف أن التغطيات تشمل أخطار الحريق والانفجار والسرقة بالإكراه من خارج السفينة والرمى فى البحر والقرصنة والاحتكاك بالطائرات أو الأشياء المشابهة أو ما يسقط منها أو وحدات النقل البرى أو الأرصفة البحرية أو معدات ومنشآت الموانئ.

وضم إلى المخاطر المغطاة أضرار الزلازل أو ثورة البراكين أو الصواعق والحوادث الناجمة عن الوقود مثل انفجار الغلايات وكسر عمود الإدارة أو العيوب الخفية فى الآلات أو جسم القارب، وإهمال الربان أو الضباط أو البحارة أو المرشدين أو القائمين بالإصلاح أو المستأجرين.

وثمّن دور ذلك النوع من التأمين فى رواج السياحة، لتغطية مسئولية صاحب المركبة تجاه السياح وما يصيبهم من تلفيات مادية وإصابات جسمانية، فضلا عن أخطار الشغب والاضطرابات الأهلية والإرهاب، بموجب شروط المجمع لتأمين السفن فى زمن الحرب والاضطرابات.

وتابع “محسن” إن تغطيات شروط المجمع لتأمين اليخوت تشمل، فضلا عن ذلك، الحوادث الناشئة عن الشحن أو التفريغ أو التحريك للمخازن أو المهمات أو المعدات أو الماكينات أو الوقود أو الانفجارات أو الأفعال الضارة من الغير.

وذكر أن أخطار المسئولية تجاه الطرف الثالث، تعد تغطية مقابل قسط إضافي، فتسرى فى حالة تحديد مبلغ محدد لذلك الغرض بجدول الوثيقة، إذ توافق شركة التأمين على تعويض العميل عن أى مبلغ يكون مسئولا عن دفعها قانونا بسبب مصلحته فى السفينة المؤمنة والناجمة عن حوادث تقع فى محيطها.

وألمح إلى أن ذلك النوع من التأمين يعوّض خسارة فقد الأرواح أو الإصابات الشخصية أو الأمراض، وتشمل ما دفع لإنقاذ الأرواح على القارب أو بالقرب منه، أو ما أصاب أى مركبة أخرى بسببه، مثل محاولة رفع أو إزالة حطامه.

وأشار أيمن ناصف رئيس قطاع أجسام السفن بشركة قناة السويس للتأمين إلى إمكانية تغطية أخطار الشغب والاضطرابات الأهلية والإرهاب، بموجب شروط المجمع بلندن لتأمين الحرب والإضرابات، وكذلك خسائر فقد الإيراد الناتج عن التوقف نتيجة حادث مؤمن ضده، لمدة محددة.

وأوضح أن التأمين يشمل الخسائر أو الأضرار التى تلحق الشيء موضوع التأمين، باستثناء الموتور ومتعلقاته، والمعدات الكهربائية والبطاريات بسبب العيوب الخفية فى الجسم أو الماكينات أو كسر الأعمدة أو انفجار الغلايات، باستثناء مصاريف الإصلاح.

ولفت إلى أن شركات تأمين اللنشات واليخوت والفنادق العائمة والمراكب التجارية تغطي، المخاطر المختلفة التى تتعرض لها تلك السفن، وتشمل وثيقة تأمين اليخوت أخطار التصادم والغرق، وكذلك الاحتكاك بأجسام صلبة والشحوط والجنوح، فضلًا عن تعطل الماكينات، ويمكن تعويض خسائر الحرب.

وتابع: “يختلف سعر التأمين طبقًا لنوع التغطية المطلوبة، حسب الرحلة خارج حدود الدولة أو الفقد الكلى، إضافة إلى نوع اللنش ومجال عمله، وكذلك حالته الفعلية، التى تؤثر على قرار قبول التأمين وتحديد السعر والشروط المناسبة لكل وحدة على حدة.