تبنى المملكة المتحدة أول وأكبر مصفاة لليثيوم فى أوروبا لإنتاج المواد المطلوبة بشدة، حسبما ذكر تقرير نشره موقع “يورو نيوز”.
وارتفع الطلب على المعدن الخام فى السنوات الأخيرة، حيث سرع العالم وتيرة تحوله إلى مصادر الطاقة المتجددة.
ويعتبر الليثيوم مكونًا رئيسيًا فى تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية.
وقال التقرير إن ما يصل إلى %60 من مبيعات السيارات الجديدة بحلول عام 2030 سيستخدم بطاريات الليثيوم أيون.
فعلى سبيل المثال، تستخدم البطارية المستعملة فى طراز “تسلا موديل إس” Tesla Model S، حاليًا حوالى 12 كجم من الليثيوم.
ومع ذلك، فإن الطفرة المتحققة فى صناعة السيارات الكهربائية تعنى أن الشركات المصنعة تعتمد على شرق آسيا، بما فى ذلك الصين، حيث يتم حاليًا تكرير %89 من الليثيوم فى العالم.
وأعطت حكومة المملكة المتحدة الآن الضوء الأخضر لشركة جرين ليثيوم Green Lithium التى تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها لبناء مصفاة تكرير فى تيسايد، بالمملكة المتحدة، فى محاولة لتوفير دفعة حيوية لشركات صناعة السيارات فى المملكة المتحدة وأوروبا.
وقال شون سارجنت، الرئيس التنفيذى لشركة جرين ليثيوم إن النمو فى مواد البطاريات هو المطلوب لتشغيل الثورة الكهربائية، ونحن نحتاج حقا إلى سيارات كهربائية، كما أننا نحتاج إلى شبكة تخزين محلى ينتج عنه طلب كبير على المواد الكيميائية للبطاريات فى أوروبا ونعتقد أنه بحلول عام 203 سنحتاج إلى حوالى 800000 طن سنويًا.
عائد كبير فى الحد من الكربون
وعلى صعيد متصل ذكرت جرين ليثيوم أن المصنع سيبدأ عملياته فى عام 2027، مضيفة أنه من المتوقع أن تبلغ طاقته الإنتاجية السنوية 50 ألف طن من كيماويات الليثيوم المستخدمة فى البطاريات، وهو ما يكفى من الليثيوم لتوفير بطاريات لمليون سيارة كهربائية.
ووفقًا للشركة، ستستورد المصفاة فى تيسايد الإسبودومين، وهو معدن صلب من الصخور الصلبة، من غرب أستراليا ومعالجته فى المصفاه لاستخراج الليثيوم فى النهاية وتنقيته إلى مادة كيميائية يمكن استخدامها فى البطاريات.
ومع ذلك، من المعروف أن تعدين الليثيوم يسبب تلوث الهواء وتلوث التربة.
وعلاوة على ذلك، أشارت الشركة إلى أنها تخطط لتقليل البصمة الكربونية لتكرير الليثيوم باستخدام عمليات منخفضة الطاقة، والكهرباء المتجددة، وغاز الهيدروجين، وتكنولوجيا احتجاز الكربون لخفض انبعاثات كربونية بنسبة %80 من المصافى التقليدية.
وقال سارجنت: “لذا فإن السعر الصغير الذى تدفعه مقابل شحن المواد إلى المملكة المتحدة تفوقه تمامًا فوائد عملية إزالة الكربون التى نستخدمها فى المملكة المتحدة”.
وفى هذا الصدد، ذكر سارجنت: “لذلك، نبدأ على الفور بمكاسب ضخمة فى الحد من الكربون، لكننا ننتج أيضًا مواد كيميائية على نحو مستدام”.
زيادة فى مبيعات السيارات الكهربائية
أشارت إحصاءات نُشرت فى العام الماضي، إلى أن بريطانيا شهدت زيادة فى عدد السيارات الكهربائية على الطرقات، حيث شكلت السيارات الكهربائية 1 من كلّ 6 سيارات بريطانية جديدة.
وفى حين أشاد الخبراء بإقبال السائقين المتزايد على المركبات النظيفة، قال رئيس جمعية مصنعى السيارات البريطانية وتجارها مايك هاوز إن أمام البلاد طريقًا طويلًا للتخلص نهائيًا من انبعاثات الكربون.
وأعلن وزير النقل البريطانيّ غرانت شابس عن مخطط حكوميّ بشبكة من نقاط شحن السيارات الكهربائية، موضحًا أنَّ نقاط الشحن ستعمل على الخدمة الذاتية حتى يتمكن السائقون من إعادة شحن سياراتهم بسهولة عن طريق الهاتف أو البطاقة الائتمانية.
وأضاف شابس أنه يسعى لوضع حوالى 300 ألف نقطة شحن فى جميع أنحاء البلاد بحلول عام 2030، وذلك بدعم حكوميّ قدره 1.6 مليار باوند.
