قفزات جديدة فى «البن»

شهدت أسعار البن قفزات متتالية فى الأسعار مؤخرا على صعيد كافة الأنواع متأثرة بقيود الاستيراد، واحتجاز بعض البضائع فى الجمارك، فضلًا عن انخفاض قيمة الجنيه

Ad

شهدت أسعار البن قفزات متتالية فى الأسعار مؤخرا على صعيد كافة الأنواع متأثرة بقيود الاستيراد، واحتجاز بعض البضائع فى الجمارك، فضلًا عن انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار، الأمر الذى ترك الكثير من محبى القهوة فى حيرة بين الحصول على بديل، أو تقليل الكمية المستهلكة أو حتى العزوف عنها تمامًا.

رصدت «المال» فى جولة لها على بعض المحال والتجار والموزعين حال سوق البن فى مصر الفترة الراهنة وما الذى ينتظره خلال الأيام المقبلة؟.

قال مصطفى عباس أحد موزعى البن لـ «المال» إن أسعار العبوات -على اختلاف وزنها وكذلك الشركات المنتجة لها- قفزت خلال الأشهر الـ3 الأخيرة فقط بما يتراوح بين 5إلي10 جنيهات لكل عبوة، وهو ما يقارب %30 من قيمة كل منها.

وأضاف عباس أن ارتفاع أسعار البن لم يؤثر بشكل كبير على شرائها، نتيجة ارتفاع أسعار البدائل بنسبة تكاد تفوق البن بكثير، لافتًا إلى أن شركة من أكبر الشركات المنتجة على سبيل المثال - رفعت أسعار أحد منتجاتها من 200 إلى 364 جنيها خلال 90 يومًا فقط بنسبة زيادة تقارب %82.

وذكر مصطفى أنه حال وجد المستهلك مُحب القهوة كلًا من المنتج الأصلى والبديل له بسعر أعلى أحيانًا؛ فإنه يفضل إنفاق ماله فيما يحب بدلًا من الحصول على أغلى يمنحه نتيجة غير مرضية بالنسبة له.

وقال رضا طه أحد المتعاملين بسوق البن والقهوة إن الأسعار أصبحت خارج متناول أيدى الكثيرين، فى ظل اتجاه المستهلك للاهتمام بشراء السلع الأساسية فقط، مبينًا أن كافة الأنواع شهدت زيادة بما فيها الشعبى المصنوع داخل المحمصات، والذى قفز من 70 إلى 250 جنيهًا للكيلو خلال 4 أشهر، أى بنسبة زيادة %257.

وتابع رضا أن الشركات الكبرى فى صناعة البن ومنها عبد المعبود وشاهين، قامت بزيادة أسعار منتجاتها من 140 إلى 300 جنيه للكيلو خلال 4 أشهر، فيما قفز سعر المحوج خلال نفس الفترة من 150 إلى 350 جنيهًا مسجلًا زيادة تقارب %133.

ذكر أنه نتيجة لهذا الارتفاع قفز سعر الكوب القهوة من 5 إلى 10 جنيهات على فترات متتالية.

كما صعد سعر كوفى ميكس السادة بمقدار 5 جنيهات، ليسجل 10 جنيهات خلال الـ3 أشهر الماضية، مبينًا أن الإقبال على الشراء انخفض إلى %50 فى الفترة الأخيرة بفعل الزيادة فى الأسعار.

قال أحمد فتحى مالك محل ركن البن فى الجيزة إن الشركات رفعت أسعار منتجاتها خلال الأشهر الأربعة الأخيرة بشكل كبير، لافتًا إلى أن هناك زيادة منتظرة خلال الفترة المقبلة، تقدر بـ20 جنيه على جميع الأنواع، منها السوبر السادة والمحوج، والمخصوص ، واليمني، والكولومبي، الوسط والغامق، والحبشى ، والأرابيكا الهندي، وروبستا، فضلًا عن الأوغندي.

واستطرد أن سعر الاسبريسو سيرتفع بمقدار 50 جنيهًا عند تطبيق الزيادة الجديدة التى وصفها بالـ «القريبة».

وأشار إلى أن أسعار النسكافية تحديدًا تشهد زيادة مستمرة بشكل أصبح يؤرق المستهلك إلى حد العزوف عن الشراء أحيانًا، مبينًا أنه على سبيل المثال ارتفع سعر كيلو نسكافيه جولد خلال 5 أشهر من 400 إلى 750 جنيه فى حالة البيع بالجملة.

أوضح أن %50 من المستهلكين اتجهوا إلى شراء نصف الكمية التى كانوا يبتاعونها فى الماضى قبل زيادة الأسعار فى محاولة لتخفيف حدة الاستهلاك، مقابل تثبيت الإنفاق مع تقليل الكمية المشتراة.

لفت إلى أنه من النادر أن يخرج أحد دون شراء معللًا بأن التخلى عن البن صعب جدًا بالنسبة لمن اعتاد عليه.

وفى يونيو الماضى رفعت شركة بن عبد المعبود -للمرة الرابعة خلال 8 أشهر فقط- سعر كيلو البن ما بين 40 إلى 60 جنيها للكيلو فى الأسواق المصرية، مقارنة مع أسعار أبريل من نفس العام.

وكشف مستند مرسل بقوائم أسعار البن والقهوة من شركة عبد المعبود للتجار والموزعين، ارتفاع سعر كيلو البن السادة الفاتح والغامق، بنحو 40 جنيها، ليسجل 338 جنيها بدلا من 298 جنيهًا للكيلو فى أبريل الماضي، كما رفعت الشركة سعر كيلو البن والقهوة الدُبل، بنحو 60 جنيها ليسجل 517 جنيها بدلا من 457.

وقفز سعر كيلو البن المحوج بكافة أصنافه فاتح وغامق ومحوج ووسط، إلى مستوى 420 جنيها للكيلو، كما صعدت أسعار البن المحوج السوبر الفاتح والغامق إلى 549.

ورفعت شركة العروبة للبن أسعار منتجاتها ليسجل سعر كيلو البن المخصوص 552 جنيهًا، والقهوة الخضراء 340.

واستهجن حازم المنوفى رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة الإسكندرية التجارية رفض جميع التجار الممارسات التى يتعامل بها بعض منتجى البن فى المرحلة الحالية التى يمر بها العالم من أزمة اقتصادية ألمّت بالعالم أجمع، موضحا أن قرار شركة العروبة جاء بعد يومين فقط من تصريحات وزير المالية حول أن إحدى الشركات رفعت أسعار البن بنحو %10 مرة واحدة.

وذكر رئيس الشعبة أن الرفع جاء رغم أن الشركة لم تقم باستيراد أو شراء أى شيء من الخارج بما لا يتناسب مع الوضع الاقتصادى الحالي، مؤكدا أنه من منطلق الأمانة والأخلاق يجب أن لا يجرى رفع أسعار البضائع الموجودة بالمخازن وأن تتطبق الزيادة فقط على المستورد.