أصبح قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أحد الروافد الهامة التى يتهافت عليها المستثمرون من كافة الأجناس لاقتناص حصص استراتيجية ، فى الوقت ذاته تتوقع مؤسسات بحثية تنامى محفظة وأصول الصناديق الخليجية إلى 4 تريليون دولار خلال الفترة المقبلة.
و تمتلك الصناديق العربية على وجه التحديد تطلعات واضحة فى قطاع الاتصالات، خاصة فى الدول التى تشهد تقلبات فى سعر الصرف وهو الامر الذى اتضح خلال العام الماضى بعد أن اتجهت بعضها لاقتناص حصص فى شركات التكنولوجيا المصرية مثل فورى لحلول المدفوعات الإلكترونية وإى فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، ومن المرجح ان تتواجد كيانات اخرى فى قطاع الاتصالات على رادار تلك الصناديق.
استطلعت «المال» آراء مجموعة من خبراء ومسئولى قيادات الاتصالات والاستثمار حول الدور المنوط أن يلعبه الصندوق السيادى المصرى فى دعم القطاع والترويج للفرص الواعدة على مختلف المجالات التابعة.
قال خالد نجم وزير الاتصالات الأسبق إن الصندوق السيادى المصرى يمكن أن يلعب دورا بارزا فى استقطاب مستثمرين استراتيجيين يستطيعون جلب أحدث الحلول الرقمية للسوق المحلية ، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة اتجاه الصندوق نحو تأسيس شركات فى نشاط صناعة مراكز البيانات العملاقة.
وأوضح نجم أن الصندوق يضم كوادر مؤهلة على درجة كبيرة من الكفاءة تتيح جذب استثمارات تمثل نقلة نوعية للقطاع والذى يسجل حاليا أعلى معدل نمو بين مختلف المجالات الاقتصادية ولديه مساهمة قوية فى الناتج المحلى الإجمالى.
وكانت الدكتورة هالة السعيد رئيس مجلس إدارة صندوق مصر السيادى قدرت فى تصريحات سابقة خلال يوليو الماضى حجم أصوله بنحو 12 مليار دولار ، مؤكدة أن الصندوق لديه فرص كبيرة لزيادة حجم أصوله ،كما أن لديه خطة طموحة للتوسع فى الشراكات مع القطاع الخاص فى مجالات الطاقة المتجددة وتحلية المياة وقطاعات التعليم والزراعه والتكنولوجيا المالية و البنية التحتية و المنشآت السياحية.
كما أعلنت أيضا عن انضمام الصندوق إلى قائمة أكبر 50 صندوقاً سيادياً ، واحتلاله المرتبة 47 عالميا والـ12 عربيا، وذلك وفقا للتحديث الأخير لصناديق الثروة السيادية الذى نشرته مؤسسة SWF Institute.
وأضاف أسامة ياسين الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب الأسبق للشركة المصرية للاتصالات أن السيادى المصرى لا يمتلك محفظة أصول كبيرة فى قطاع الاتصالات تتيح له إمكانية بيعها لمستثمرين آخرين على غرار نموذج عمل الصناديق الأخرى عالميا.
وقال ياسين إن اهتمام الصندوق السيادى حاليا خلال مباحثاته مع نظرائه من دول الخليج ينصب على بيع جزء أو كامل حصة الشركة المصرية للاتصالات والبالغ نسبتها %45 فى فودافون إلا أنه يجب دراسة تأثير هذا القرار على الدخل السنوى للمشغل الوطنى بما يدعم مصالح الشركة.
فى سياق متصل أضاف مصدر مسؤول فى قطاع الاتصالات أن الصندوق السيادى ينتظر تدفقات نقدية تتيح له تنفيذ عمليات استحواذات كبيرة الحجم فى قطاع الاتصالات الأكثر زخما فى الوقت الراهن نظرا لارتباطه باستراتيجية التحول الرقمى والشمول المالى ورؤية مصر 2030.
وأكد المصدر أن حكومة مدبولى تنتهج حاليا استراتيجية لاستقطاب استثمارات دولارية تستهدف من خلالها زيادة حصيلة البلاد من النقد الأجنبى ودعم الموازنة العامة.
وتابع أن قطاع الاتصالات يحتاج لرؤوس أموال ضخمة و يسعى الصندوق السيادى إلى تحقيقه الفترة الراهنة، مرجحًا أن يتجه الصندوق للاستثمار فى قطاعات واعدة على رأسها حلول التكنولوجيا المالية.
و طالب أيمن أبو هند الشريك المؤسس ومدير الاستثمار لشركة «Advisable» الأمريكية ضرورة أن يتبنى البرلمان مبادرة قومية تستهدف تحفيز شركات التكنولوجيا على تطوير حلول متكاملة قادرة على استقطاب مستثمرين ماليين لسوق الاتصالات من الخارج ، بعكس شركات المحمول والتى تواجه حاليا شبح تراجع هوامش الربحية مع ارتفاع تكاليف التشغيل على خلفية الظروف الاقتصادية الصعبة.
وأضاف عقيل بشير رئيس مجلس الإدارة الأسبق للشركة المصرية للاتصالات أن مهمة الصندوق السيادى تتمثل فى استغلال أصول الدولة وتوظيفها بالشكل الأمثل بما يعظم عائداتها، مبينا أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يعد أحد الروافد التى تتسم بضخامة العائد على الاستثمار.
وألمح مصدر مسئول فى قطاع الاتصالات أن وظيفة الصندوق السيادى يجب أن تعمل على استقطاب استثمارات ذات ربحية مرتفعة فضلا عن تعظيم موارد الدولة.
واقترح المصدر قيام السيادى المصرى بفصل نشاط خدمات المحمول عن الثابت والإنترنت داخل الشركة المصرية للاتصالات وطرحها على مستثمرين أجانب الأمر الذى يسهم فى زيادة أرباح المشغل الحكومى ورفع قيمته السوقية.
وتابع أن يمكن أن يتجه الصندوق أيضا لبحث الفرص الاستثمارية الواعدة فى قطاع التكنولوجيا المالية ويعمل على دمج مجموعة من الشركات العاملة بالنشاط ذاته وإعداد دراسات الجدوى الاستثمارية لها بما يسهم فى رفع ملاءتها المالية ومن ثم تطوير منظومة المدفوعات الرقمية تماشيا مع رؤية مصر 2030.
واستشهد بالتجربة الناجحة للصندوق السيادى الإماراتى والذى يستحوذ على حصة من مجموعة اتصالات e& أتاحت للأخيرة قدرات مالية ضخمة مكنتها من تنفيذ استراتيجية توسعية خارج حدود البلاد وزيادة أعداد مستخدمى الشبكة.
يشار إلى أن أصول السيادية الخليجية سجلت نموًا كبيرًا خلال العاميين الماضيين بنسبة بلغت %20 لتصل إلى 4 تريليون دولار، لتستحوذ بذلك على نحو %37 من إجمالى أصول الصناديق العالمية ويكاد حجمها يعادل نظيرتها فى دول آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، وذلك وفق تقرير أصدرته مؤسسة الأبحاث «إس أند بى جلوبال».
ورجح محلل فى إحدى بنوك الاستثمار عدم اتجاه الصندوق السيادى المصرى لشراء حصص فى قطاع الاتصالات خلال الفترة المقبلة، مبينا أن الدور الذى يلعبه الصندوق هو دور تنموياً وطرفا قويا فى عمليات التفاوض أمام الكيانات الراغبة فى شراء حصص فى الشركات العاملة بالقطاع على حد وصفه.
وأضاف المصدر أن السيادى المصرى هو اللاعب المحورى فى تنفيذ صفقة استحواذ إحدى الصناديق الخليجية ومنها السيادى القطرى على حصة المصرية للاتصالات فى فودافون.
نجم: صناعة مراكز البيانات العملاقة مرشحة بقوة
ياسين: يحتاج إلى مستثمرين استراتيجيين فى الوقت الراهن
أبوهند: شركات المحمول تعانى من تراجع الربحية مع ارتفاع تكاليف التشغيل
بشير: يمثل موردا خصبا لزيادة حصيلة الدولة وينبغى استغلاله
محلل مالى : يشكل طرفا قويا فى المفاوضات ودوره تنموي
