كشف عدد من العاملين فى قطاع المحاصيل السكرية أن رفع سعر توريد القصب والبنجر يمثل طوق النجاه لهما بعد لجوء الكثير من المزارعين لزراعة محاصيل بديلة كالقمح والذرة، والمحاصيل الزيتية، عقب قرارات الحكومة برفع أسعار توريد الأخيرة مؤخرًا.
وأوضح مجلس المحاصيل السكرية أن وزارة الزراعة تستهدف إنتاج2.57 مليون طن سكر من محصول بنجر السكر وقصب السكر خلال الموسم الجارى 2023، وهى أقل قليلًا من الموسم الماضى فى ظل تقلص المساحات نسبيًّا، كما يبدأ جمع وحصر إنتاج المحصولين فى الفترة من يناير حتى أغسطس من كل عام.
وكشف الدكتور مصطفى عبد الجواد، رئيس مجلس المحاصيل السكرية لـ”المال”، أن قرارات رفع أسعار توريد قصب السكر والبنجر تمثل طوق النجاه لهما بعد تراجع مساحتى القصب والبنجر لحساب محاصيل أخرى مثل البطاطس والسمسم والذرة والقمح أيضًا، مشيرًا إلى أنه تم إنتاج 770 ألف طن سكر من القصب، وجارٍ حصر إنتاجية البنجر إلا أنه توقع أن تصل إلى 1.8 مليون طن.
كانت النقابة العامة للفلاحين قد أعلنت مؤخرًا عن موافقة الحكومة على رفع سعر طن توريد محصول القصب بقيمة 400 جنيه ليصل السعر إلى 1500 جنيه استجابة لمطالب المشاركين فى لجنة الزراعة والأمن الغذائى خلال جلسات الحوار الوطنى بضرورة النهوض بالقطاع لدعم الأمن الغذائي.
كما تم زيادة سعر توريد البنجر إلى ما بين 1500 و2000 جنيه للطن فى خطوة موازية، وذلك لتشجيع المزراعين لزراعة واستمرار مساحات البنجر كذلك طبقًا لتصريحات مسئولين لـ”المال” ويتم زراعة القصب بشكل مستديم فى الأراضي، بينما يتم زراعة البنجر خلال العروتين الخريفية والشتوية، والحصاد ينطلق فى الفترة من مارس إلى يوليو من كل عام .
وأوضح عبد الجواد أن هناك ما يقرب من 240 ألف فدان من قصب السكر متعاقد أصحابها مع مصانع السكر فى الصعيد، كما يوجد 60 ألف فدان يتم التعاقد عليها بين المزارعين وأصحاب العصارات ومصانع إنتاج العسل، ومن المتوقع أن تشهد هذه المساحات زيادات جديدة فى ظل رفع سعر التوريد .
وتستورد مصر نصف مليون طن من السكر سنويًّا لتغطية العجز الإنتاجى الذى تشهده السوق المحلية، والتى تستهلك 3.2 مليون طن.
ومن جانبه، طالب النوبى أبو اللوز، أمين صندوق نقابة الفلاحين الزراعيين، باستمرار الاهتمام بزراعة محصول قصب السكر، خاصة أنه محصول استرايتيجى فى الصعيد، مضيفًا أن خطوة الزيادة الجديدة تنقذ المحصول من خطر التراجع والانقراض فى ظل الإقبال الكبير على زراعات بديلة أكثر ربحية .
وكشفأنه تم رفع سعر توريد القصب طبقًا لمطالب الحوار الوطنى الذى تم إطلاقه مؤخرًا وشاركت فيه نقابة الفلاحيين وغيرها، مضيفًا أن تكلفة الإنتاج ارتفعت إلى ما يقرب من 35 ألف جنيه للفدان الواحد حاليًّا فى ظل المغالاة فى النقل والفواتير، وأيضًا التسميد والرعاية والإيجارات وغيرها .
وأضاف أبو اللوز أن محصول القصب يعانى خلال الفترة الماضية من تراجع فى المساحات، لاسيما مع استمرار انقطاع التيار الكهربائى لأنه محصول شره للمياه وارتفاع تكاليف الإنتاج مقارنة بغيره من المحاصيل الأخرى التى تستمر شهور أقل وعائدها أعلى مثل الذرة.
وطالب أبو اللوز بالاهتمام بالزراعات الإسترايتيجة وعلى رئيسها القصب الذى ينتج منه ما لا يقل عن 21 منتجًا ليس أقلها أهمية الخشب الحبيبى والمولاس والخل والورق .
وقال الأمين العام لنقابة الفلاحين، فى تصريحات له السبت الماضى، إن هذا القرار يصب فى صالح الفلاحين وبصفة خاصة منتجى قصب السكر، للمساهمة فى تحسين دخولهم وتعويض مجهوداتهم طوال موسم الزراعة، مشيرًا إلى أن الدولة بدأت تتجه للعمل على حل المشاكل التى تواجه الفلاحين وإزالة المعوقات التى تواجههم، مرحبا بقرار وزير التموين، حول زيادة سعر طن قصب السكر، وذلك حتى يستطيع الفلاح تغطية تكاليف الزراعة التى أرهقت المزارع، وكانت تعرضه للخسارة بعد انتظار عام كامل للمحصول لتسديد التزاماته.
ومن جانبه، طالب عبد الرؤوف سليم صالح من كبار مزارعى قصب السكر فى الأقصر من وزارة التموين بتخصيص 5 كيلو جرامات للمزارعين عن كل فدان، لاسيما فى ظل ارتفاع أسعار السكر فى الأسواق، وفى خطوة لجذب المزارعين نحو مزيد من التوريدات.
وأكد سليم أن رفع سعر التوريد يوقف نزيف مساحات قصب السكر لصالح محاصيل أخرى أكثر ربحية وأقل فى مدة البقاء مثل الذرة والسمسم وعباد الشمس وغيرها.
وطالب سليم أيضًا بتوفير خدمات إرشادية للمزارعين فى الصعيد والاهتمام بمقاومة دودة الحشد الخريفية التى تهاجم القصب بضراوة، وأيضا تهاجم الذرة فى نفس الوقت.
وكشف سليم الذى يمتلك 20 فدانًا فى الظهير الصحراوى فى الأقصر، أن الفترة المقبلة ستشهد تحسنًا فى إعادة زراعة القصب، لاسيما مع الزيادات الأخيرة التى تبشر بإقبال من المزارعين على اختيار وزراعة قصب السكر.
كانت نقابة الفلاحين الزرعيين قد أعلنت مؤخرًا استجابة وزارة التموين والتجارة الداخلية لمطالب الفلاحين بزيادة سعر طن قصب السكر، بناء على توجيهات وزير التموين الدكتور على مصلحى، الذى عقد اجتماعًا مع رئيس مجلس إدارة شركة السكر اللوء عصام البديوى، ورئيس جمعية منتجى القصب اللواء هشام الشعينى عضو مجلس النواب، والدكتور مصطفى عبد الجواد رئيس المحاصيل السكرية، وكذلك هيئة السلع التموينية.