الصفقات الحكومية.. «مفتاح سيادي» لتأمين إمدادات الغذاء العالمية

توقع مراقبون أن يسعى مستوردو الأرز العالميون إلى إبرام صفقات مباشرة مع الحكومات فى البلدان المصدرة لأن الحظر الذى فرضته الهند على صادرات السلعة الغذائية يضغط على الإمدادات العالمية ويثير مخاو

Ad

توقع مراقبون أن يسعى مستوردو الأرز العالميون إلى إبرام صفقات مباشرة مع الحكومات فى البلدان المصدرة لأن الحظر الذى فرضته الهند على صادرات السلعة الغذائية يضغط على الإمدادات العالمية ويثير مخاوف بشأن الأمن الغذائي، وفقا لصحيفة “ذى إيكونوميك تايمز” الهندية.

وقال المراقبون إنه من المرجح أن يهرع المشترون من إفريقيا إلى آسيا بحثا عن شحنات الأرز مع تقلص الإمدادات العالمية فى الأشهر المقبلة بعد القرار الهندى.

وقال تجار ومحللون إن الحظر الهندى سيخفض المعروض العالمى من السلعة الأساسية فى الأسواق العالمية بنحو الخمس، مما يدفع المستوردين إلى إبرام المزيد من الصفقات بين الحكومات للتغلب على النقص وكبح الأسعار المتصاعدة.

وقالت شيرلى مصطفى، محللة سوق الأرز فى منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، إن قيود التصدير تقلل بطبيعتها الثقة فى إمكانية الاعتماد على التجارة الدولية، وبالتالى قد تؤدى إلى قيام الدول المستوردة بالنظر فى عقد صفقات بين الحكومات لضمان الإمدادات.

وأشارت الصحيفة إلى أن الهند تركت الباب مفتوحًا لمثل هذه الصفقات أثناء إعلانها عن حظر الصادرات، قائلة إنها ستنظر فى تلبية احتياجات البلدان التى تحتاج إلى إمدادات الأرز.

فى سبتمبر الماضي، حظرت الهند صادرات الأرز المكسور فى محاولة لتهدئة الأسعار المحلية، لكن منذ ذلك الحين أظهرت البيانات الرسمية أن البلاد وافقت على مبيعات حوالى مليون طن من الأرز المكسور إلى إندونيسيا والسنغال وجامبيا ومالى وإثيوبيا.

وقال بى فى كريشنا، رئيس اتحاد مصدرى الأرز فى الهند: “الحظر الحالى يستثنى المبيعات بين الحكومات، ويظل من اختصاص الحكومة”.

وسيتخذ القرار بناء على احتياجات الدول المستوردة وحالة العرض فى السوق المحلية.

وقال تجار إنهم يرجحون أن يتواصل المشترون الأفارقة مع الحكومة الهندية من أجل شحنات الأرز، وقد يوقع المستوردون الآسيويون مثل إندونيسيا والفلبين عقودا حكومية مع أكبر مصدرى المنطقة، تايلاند وفيتنام.

ووقعت إندونيسيا اتفاقية مع الحكومة الهندية لاستيراد مليون طن من الأرز حال تأثر إمداداتها المحلية بسبب الموجة الساخنة.

ووافقت الهند الشهر الماضى على السماح بصادرات القمح والأرز المكسور إلى عدد قليل من البلدان التى طلبت شحنات من الحبوب.

وقالت وكالة الغذاء الوطنية الإندونيسية إن الصفقات التى أبرمتها البلاد منذ نهاية العام الماضى كافية فى الوقت الحالي، فى حين أن هيئة الغذاء الوطنية فى الفلبين يمكنها استيراد الأرز بناءً على موافقة الرئيس فى حالة الطوارئ.

وقال محللون إن الهند لديها مخزون وافر حتى الآن لتلبية مثل هذه الطلبات، بينما من المقرر أن تبدأ فيتنام فى حصاد محصولها الرئيسي.

وقالت الفاو إن مخزونات الحكومة الهندية من الأرز غير البسمتى وفيرة، حيث بلغت حوالى 41 مليون طن فى الأول من يوليو، ولذلك يمكنها تلبية الاحتياجات المحلية والصفقات الحكومية.