حظرت الهند مؤخرا صادرات الأرز الأبيض (غير البسمتي)، مما أثار مخاوف من ارتفاع أسعار الغذاء العالمي، مثلما أدى استهداف روسيا لسفن الحبوب إلى ارتفاع أسعار القمح والذرة، بحسب صحيفة “ فاينانشيال تايمز” البريطانية.
وكانت وزارة شؤون المستهلك الهندية قد أعلنت أنها ستحظر الصادرات لخفض أسعار الأرز وضمان توافره فى الأسواق المحلية.
وذكرت الصحيفة أن أسعار الأرز فى الهند ارتفعت بنسبة %11.5 خلال العام الماضى و%3 خلال الشهر الماضي، وفقًا للوزارة، مما يعكس ارتفاعا بنسبة %35 على أساس سنوى فى أحجام صادرات الأرز بين شهرى أبريل ويونيو.
وأشارت إلى أن الهند هى أكبر مصدر للأرز فى العالم، إذ تستأثر بحوالى %40 من الصادرات العالمية، تليها تايلاند وفيتنام، حيث ارتفعت أسعار الأرز بنسبة %5 هذا العام، مما يعنى ارتفاع التكاليف بالنسبة للبلدان التى تأمل فى التحايل على حظر نيودلهي.
وقال محللون إن ارتفاع أسعار الحبوب التى تعتبر عنصرًا أساسيًا لمليارات البشر فى جميع أنحاء العالم من المرجح أن يؤدى إلى ارتفاع التضخم العالمى لأسعار الغذاء.
فى سبتمبر، فرضت الهند رسومًا بنسبة %20 على صادرات الأرز ولم تمتد الرسوم لتشمل الأرز البسمتي، أشهر أنواع الحبوب فى الهند.
وتعانى الهند من ارتفاع أسعار المواد الغذائية فى الأسابيع الأخيرة بعد أن دمرت الأمطار الغزيرة المحاصيل وتعطل النقل، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الطماطم وغيرها من السلع الأساسية.
وقال أشوك جولاتي، من المجلس الهندى لأبحاث العلاقات الاقتصادية الدولية: “هذا رد فعل غير عادي، خاصة بالنظر إلى حقيقة أنه اعتبارًا من الأول من يوليو، كانت احتياطيات الحكومة من الأرز ثلاثة أضعاف المخزون الاحتياطى القياسي”.
وأوضح جولاتى أن هذه الخطوة ستدفع أسعار الأرز العالمية للارتفاع وستؤثر بشكل خاص على البلدان الأفريقية، ومع ذلك، أشار إلى أنه لا يزال من الممكن السماح بالتصدير إلى البلدان التى تقدمت بطلب للحصول على إذن من الحكومة الهندية لتلبية احتياجات الأمن الغذائى الخاصة بها وبناءً على طلب حكوماتها.
وقالت زانا ألكساهينا، محللة الحبوب فى مجموعة أبحاث السلع الأساسية “مينتيك”: “حظر التصدير” موضوع كبير بالنظر إلى أن الهند بلد مهم للغاية لإنتاج الأرز، كنت آمل أن نشهد ذروة تضخم أسعار الغذاء، لكننى قلقة من أن الأمر ربما ليس كذلك.
وأضافت ألكساهينا أنه من المتوقع أن تنخفض احتياطيات الأرز العالمية إلى أدنى مستوى لها فى ست سنوات عند حوالى 170 مليون طن بحلول نهاية العام، مع احتمال أن يتسبب الحر الشديد فى مزيد من الفوضى خلال الأشهر المقبلة.
قالت كونا هاك، رئيسة قسم الأبحاث فى “ED&F Man” إن ضيق سوق الأرز يمكن أن يكون له تأثير غير مباشر على القمح لأن الاثنين وكلاهما من المواد الغذائية الرئيسية قد يكونا بديلين تقريبًا.
بدوره قال عارف حسين، كبير الاقتصاديين فى برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة، إن البلدان تتعامل بالفعل مع تضخم أسعار المواد الغذائية، خاصة البلدان الفقيرة.
وأضاف أن عندما تعتمد بشكل خاص على الواردات الغذائية ويكون عبء دينك كبيرا، تنخفض قيمة عملتك وترتفع أسعار الفائدة، إذا كنت بلدًا فقيرًا يستورد الغذاء أو السماد، فأنت فى ورطة.
وتابع حسين أن منظمة التجارة العالمية أعفت العام الماضى برنامج الغذاء العالمى من حظر التصدير.