يقول الزعماء الغربيون إن موسكو اختارت “تسليح الغذاء” فى محاولة للتخلص من العقوبات التى تحاصرها عبر التهديد بأزمة غذاء عالمية.
وحسب رويترز، حذرت الأمم المتحدة من أن ملايين الأشخاص فى البلدان الفقيرة حول العالم معرضون بشكل أكبر لخطر الجوع والمجاعة من التأثير الضار على أسعار المواد الغذائية.
وقال مارتن غريفيث منسق مساعدات الأمم المتحدة لمجلس الأمن إن “البعض سيصاب بالجوع والبعض سيموت جوعا والكثير قد يموتون نتيجة لهذه القرارات”.
وقد أدت الهجمات على البنية التحتية لتصدير الحبوب والقلق بشأن الشحن إلى دفع أسعار العقود الآجلة للقمح فى شيكاغو نحو أكبر مكاسب أسبوعية منذ الغزو فى فبراير 2022.
ويتهم زعماء غربيون موسكو بالسعى لتخفيف العقوبات المفروضة عليها بسبب غزوها لأوكرانيا التى استثنت بالفعل صادرات المواد الغذائية الروسية، حيث انتقلت الحبوب الروسية بحرية عبر البحر الأسود لتسويقها طوال فترة الصراع.
بريطانيا: موسكو دمرت 60 ألف طن حبوب كفيلة بإطعام 270 ألف شخص لمدة عام
ومنذ انسحابها من صفقة الحبوب فى 17 يوليو الماضي، شنت روسيا موجة من الهجمات على إمدادات الحبوب فى المدن الأوكرانية الرئيسية، بما فى ذلك مدينة أوديسا الساحلية، مما أدى إلى القضاء على 60 ألف طن من الحبوب، وهو ما يكفى لإطعام 270 ألف شخص لمدة عام، حسبما قالت باربرا وودوارد سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة.
وقالت ليندا توماس جرينفيلد سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن هجوم موسكو على ميناء تشورنومورسك الأوكراني، والذى “يسهل ما يقرب من 70% من صادرات القمح الأوكرانى إلى البلدان النامية، تسبب فى أضرار يقول الخبراء إنها ستستغرق عامًا على الأقل لإصلاحها”.
أمر مخيف
وقالت سامانثا باور، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إن رؤية القوات الروسية تستهدف موانئ نهر الدانوب وصوامع الحبوب “أمر مخيف للغاية”.
وفى مقابلة مع “CNN” أكدت باور أنها “قلقة حقًا” بشأن أزمة الغذاء العالمية، مشيرة إلى أنه اعتبارًا من منتصف يوم الأربعاء، ارتفعت أسعار القمح بنسبة %10 منذ أن تخلت روسيا عن الاتفاقية.
واستمر اتفاق الحبوب الذى توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة قرابة عام وسمح بمليارات الدولارات من الحبوب والقمح بالعبور بأمان من أوكرانيا التى مزقتها الحرب عبر البحر الأسود.
وتمثل أوكرانيا أجزاء كبيرة من الإمدادات الغذائية فى العالم، بما فى ذلك %10 من سوق القمح العالمي، و%15 من سوق الذرة، و%13 من سوق الشعير، وفقًا للمفوضية الأوروبية.
وقالت باور إن ثلثى القمح الذى غادر أوكرانيا عبر موانئ البحر الأسود ذهب إلى البلدان النامية.
تسليح الغذاء
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكين، إن روسيا “تفعل شيئًا غير معقول” من خلال تسليح الغذاء، فى حين أوضحت باور: أن ما تفعله روسيا “مقصود للغاية”.
وتابعت: “ليس فقط استخدام الطعام كسلاح فى الحرب، وتسليح الغذاء، بما فى ذلك الغذاء الذى يصل إلى أفقر المجتمعات على المستوى الدولي، ولكن يبدو أيضًا أنه جزء من جهد مستمر لتدمير الاقتصاد الأوكراني”.
