يعانى القطاع الزراعيحاليًا حزمة تحديات وصعوبات تؤثر بشكل كبير على جودة وإنتاجية عدد من المحاصيل بمختلف المحافظات.
ومن أبرز تلك التحديات ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق وانقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذى يؤخر فترات الرى خاصة لمحاصيل الخضراوات تتصدرها الطماطم والخيار والفلفل، بالتزامن مع تفشى أمراض مثل أعفان الجذور فى الذرة نتيجة سخونة مياه الريواللفحة فى الأرز، وأيضًا انتشار آفة دودة الحشد الخريفية فى القطن والذرة والقصب وأخيرًا تفحم السمسموتعفن ثمار المانجو وإجهاد فول الصويا.
وأكد عدد من المتعاملين فى القطاع الزراعى أن تلك الأمراض تؤدى لتضرر المحاصيل، خاصة مع تعرضها لأشعة الشمس المباشرة لفترة طويلة.
من جانبه، أكد الدكتور محمد على فهيم، مدير مركز المناخ الزراعى بوزارة الزراعة، أن الوزارة أطلقت خدمات فنية لتوعية المزارعين بتوقعات المناخ الزراعى عبر تطبيقات مثل «هدهد» التى ترشد المزارعين بتنبؤات الأرصاد الجوية والمعاملات الزراعية الجيدة خلال تلك المناخات.
بينما قال إبرهيم محمد مستثمر زراعى وتاجر بمحافظة قنا إن أبرز الآفات التى تفشت بفضل الموجة الحارة هو مرض تفحم واسوداد السمسم المخزن لديه، ما أدى إلى خسارته ما يقرب من 500 ألف جنيه؛ إذ خسر فى محصول السمسم الذى يتاجر فيه بعد انتشار هذا المرض، وتطلب منه جهدًا إضافية من خلال فرز السمسم ونخله أكثر من مرة وخسر فى كل إردب 2000 جنيه.
وأضاف محمد أن سعر الأردب الواحد بوزن 180 كجم يتخطى 4500 جنيه من الأرض، مشيرا إلى أن محاصيل القصب والذرة أيضًا تعرضت لمشكلة انتشار حشرة دودة الحشد الخريفية التى تدخل فى ساق النبات وتتغذى على البرعم النامى وتقتل النبات فى النهاية.
وقال إن غالبية المزارعين فى قوص ودشنا وأبوتشت ونجع حمادى قاموا بتغيير مزروعاتهم من القصب إلى الموز، نظرا لأن القصب يتعرض لانخفاض متتالٍ فى الإنتاجية نتيجة تقادم المحصول الذى يستغرق 5 سنوات فى كل دورة.
على صعيد متصل، أكد حسين عبد الرحمن، نقيب الفلاحين لـ«المال»أن الموجة الحارة أدت إلى انتشار مرض اللفحة فى الأرز، نتيجة تعرض المحصول لأشعة الشمس المباشرة، خاصة أنه محصول حساس للجفاف والحر الشديد وأيضًا تضرر محاصيل الخيار والطماطم والباذنجان بشكل حاد نتيجة نضج الثمار قبل الآوان.
وكشف نقيب الفلاحين أن هناك أمراضًا أخرى اشتدت حاليا على محصولى القطن والذرة الشامية وانتشار دودة الحشد الخريفية فيها التى تزداد معدلات تعايشها، فى ظل درجة الحرارة المرتفعة.
وطمأن نقيب الفلاحين المواطنين بأن المزارعين يقومون حاليا بجهود كبيرة لحماية محاصيلهم من هذه الأوبئة، ما يكلفهم مبالغ إضافية وأيضًا يقومون بتغطية ثمار المانجو بواقٍ من الشمس.
وفى سياق موازٍ، أصدر السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى بيانًا يتضمنتعليمات عاجلة بحل مشكلات المزارعين والتواجد معهم على أرض الواقع ومتابعة تطهير وتطوير المساقى والمراوى التابعة للوزارة، وبالتنسيق مع مسئولى وزارة الموارد المائية والريلتسهيل عملية رى المحاصيل خاصة خلال هذه الفترة التى تشهدها البلاد من موجة الحرارة الشديدة.
ويتم تكثيف العمل والمرور على حقول المزارعين بجميع المحافظات لتوعيتهم بأفضل التوصيات الفنية لتفادى التأثير السلبى لموجة الحر التى تمر بها البلاد ولتوعية المزارعين.
ومن أبرز التوصيات الفنية لمواجهة موجهة الحرارة التى تشهدها البلاد تقصير المدة بين الريات خاصة فى مرحلة التزهير، وتنفيذ عملية الرى مساء تجنبًا لرقاد النباتات والاهتمام بمقاومة دودة الحشد الخريفية بالمبيدات الموصى بها من وزارة الزراعة بالتوصيات الفنية لرش المبيد وعدم رش المبيدات وقت الظهيرة.
