توقع عدد من العاملين فى مجالات الشحن والتفريغ والنقل واللوجستيات، حدوث ارتفاع شديد فى أسعار الحبوب، نتيجة انسحاب روسيا من مبادرة الممر الآمن للحبوب والمواد الغذائية بالبحر الأسود والتى أصدرتها المنظمة البحرية الدولية وتم التوقيع عليها من قبل تركيا وروسيا وأوكرانيا خلال يوليو 2022.
وأشاروا إلى أن الخطوط الملاحية ستكون مجبرة فى الفترة المقلبة على تعديل المسارات البحرية، ومن ثم زيادة تكلفة تشغيل السفن وفترة وصولها للموانئ النهائية.
وقال محمد عجاب، نائب رئيس مجلس إدارة شركة فينوس لشحن وتفريغ الحبوب، إن انسحاب روسيا من العمل بمبادرة الممر الآمن للحبوب لا يؤثر بشكل كبير على مصر، إذ يتم استيراد الحبوب من روسيا والبرازيل والأرجنتين، وتم تنويع عملية الشراء من الخارج، ويتم الاستيراد من رومانيا وألمانيا وفرنسا كما نعتزم إضافة الهند.
وأوضح أن أسعار الحبوب تشهد ارتفاعًا كبيرًا منذ إعلان روسيا انسحابها، فقد قفز سعر طن القمح من 200 دولار إلى 400 لافتا إلى تراجع حجم شحنات الحبوب المنقولة بحرًا على متن سفن الصب الجاف منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية حيث كان متوسط الصرف من مخازن شركته يقدر يوميا بحوالى 7 آلاف طن انخفض من بعد الحرب إلى 2500 طن.
وأضاف أن ميناء الدخيلة يملك 4 أرصفة مخصصة لتفريغ الحبوب وتلك الأرصفة تستوعب سفينة بحمولة 100 ألف طن،
وغالبًا تلجأ هيئة الميناء إلى تفريغ الحبوب على أرصفة تداول البضائع العامة فى حال عدم وجود تداول سفن عليها، كما أن الهيئة تقوم حاليا بإنشاء رصيفين بجوار رصيفى 92 و100 لم تعلن نوع نشاطها.
وطالب بتخصيص رصيف لتداول الغلال لتوفير مساحات تخزينية تضيف إلى الطاقة الكلية تداول الغلال الذى يعد النشاط الرئيسى لميناء الدخيلة؛ وذلك لسرعة الشحن والتفريغ وتقليل تكاليف تشغيل السفينة التى تظل منتظرة خارج الميناء لأيام وتكلف المستورد غرامات تأخير تصل إلى 20 ألف دولار يوميا، كما يؤدى إلى نقص المعروض من الحبوب بالأسواق وارتفاع سعر الطن.
ولفت إلى أن حزمة التيسيرات التى سبق أن نفذتها الحكومة والمتعلقة بسرعة الإفراج عن البضائع بالموانئ قللت من سعر طن الذرة من 19 ألف جنيه إلى 12.500 ألف فى وقتها.
وأكد عجاب أن هيئة الميناء فى ظل هذه المتغيرات لم تراع حسابات رسوم التخزين على شركات الشحن والتفريغ وتقوم بتحصيل الرسوم على نفس الشحنات الموجودة بمخازن الشركة بالميناء بالرغم من توقف حركة الصرف والإيداع للمخازن بسبب بقاء نفس الشحنات بداخلها لمدد قد تصل لأربعة شهور.
وقال محمد الحبال مدير التشغيل بمجموعة شركات “كايرو ثرى إيه” إن انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب سيؤدى إلى أزمة فى سلاسل الإمداد بما يؤثر على حركة التجارة البحرية وسيدفع الدول إلى البحث عن بدائل جديدة لكنها ستكون مرتفعة الأسعار مثل الهند وأمريكا ورومانيا وألمانيا وفرنسا نتيجة ارتفاع أسعار منظومة سلاسل الإمداد سواء الشحن أو النقل أو التفريغ.
وأضاف أن المشكلة الآن تكمن فى صعوبة تدبير الدولار حتى يتسنى لتلك الشركات الإفراج عن بضائعها وسداد التزاماتها النقدية حيال الموردين سواء الموجودة بالمخازن المملوكة لها أو المؤجرة من هيئة الميناء.
ويرى هانى مكى، نائب رئيس مجلس إدارة شركة يونى جرين لتداول الحبوب، أن شحنات الحبوب تظل حبيسة المخازن حتى يتم سداد مستحقات المورِّدين، ومن ثم تتكدس البضائع نظرًا لتأخر توفير الدولار وهو ما أدى إلى تراجع الشحنات المنقولة على متن السفن، لافتا إلى أن كميات الحبوب تراجعت من 30 ألف طن إلى 3 آلاف.
وأشار إلى أن مخازن الحبوب بموانئ الإسكندرية والدخيلة كافية لاستيعاب أى كميات أو عند حدوث انفراجة استيرادية لها إذ تصل الطاقة الاستيعابية لمخازن شركة الدخيلة 400 ألف طن بجانب الكيانات الأخرىالتى لديها فراغات تخزينية متاحة طوال العام باستثناء الآونة الأخيرة التى أدتإلى صعوبة توفير العملة إلى بقاء البضائع فى المخازن والصوامع لفترات طويلة، بجانب الغرامات التى يسددها المستورد لهيئة الميناء والخط الملاحي.
وأشار على الحايس المستشار الملاحى لشركة “أوشن إكسبريس” إلى أن تأثير توقيف مبادرة الممر الآمن للحبوب بين روسيا وأوكرانيا لن تتضح تأثيراتها على شركات تداول الحبوب والشحن والتفريغ العاملة فى مصر إلا بعد تراجع مخزون القمح الإستراتيجى الذى يكفى لمدة 5 شهور.
وتوقع أن تقوم الخطوط الملاحية المالكة لسفن الصب الجاف بتغيير مسارات خدماتهم الملاحية، وتوقيف بعض خدماتهم بموانئ البحر الأسود الذى أصبح مسارا ملاحيا ملتهبا بعد إعلان روسيا وأوكرانيا معاملة سفن الحبوب كناقلات محتملة لشحنات عسكرية.
وتابع : “ستتأثر حركة الصادر والوارد من وإلى الموانئ المحلية لموانئ البحر الأسود بالسلب حتى الاتفاقيات المصرية الموقعة مع روسيا ستتأثر أيضا بتحويل مسار الخدمات الملاحية القاصدة روسيا عبر المحيط الأطلنطي وبحر البلطيق وهو ما يعد زيادة فى نولون الشحن بشكل عام”.
وطالب “الحايس” بإنشاء محطة غلال رئيسية بميناء أبو قير لتتكامل مع محطات الغلال بموانئ الدخيلة والإسكندرية، لتسريع عملية الشحن والتفريغ ودخول السفن للأرصفة.
