مر العالم فى الأسبوع الأول من يوليو الجارى، بأكثر الأسابيع الحارة التى تم تسجيلها على الإطلاق فى أى يوليو من أى عام بسجلات منظمة الأرصاد الدولية، وهى حرارة ارتبطت بعودة ظاهرة مناخية تدعى "النينيو" ويعتقد أن تداعياتها ستستمر لأسابيع وسنوات قادمة.
وفى خضم تلك الموجة الحارة، تتعرض الاقتصادات حول العالم إلى تداعيات سلبية مقيتة وفى توقيت صعب للغاية، ومن شأن تلك التداعيات أن تحفز التضخم وتكبح النمو وتعزز الركود وتعطل سلاسل التوريد وترفع تكاليف الشركات.
كذلك، تؤدى الحرارة الشديدة إلى إعاقة شبكات النقل، وإرهاق إمدادات الطاقة، والإضرار بإنتاجية العمال، وإتلاف المحاصيل، بينما تشير كلية لندن للاقتصاد إلى أن مواجهة هذه التداعيات تتطلب استثمارات ضخمة فى تطوير البنية التحتية أو الاضطرار لتحمل تكاليف أعلى فى المستقبل.
وحسب "بلومبرج"، تتسم الحرارة الشديدة بتأثيرات أكبر على الاقتصادات الناشئة سريعة النمو، حيث يتكرر انقطاع التيار الكهربائى وتزداد حالات الطوارئ الصحية العامة ومخاطر الحرائق.
وفى الأثناء، يواجه الفقراء عبئا جديدا يفاقم من مآسيهم، سواء من ناحية ارتفاع أسعار الغذاء، أو الاضطرار للعمل الشاق فى طقس قاس، أو تحمل انقطاع التيار الكهربائى فى منازلهم لفترات طويلة، وحتى التعرض لمخاطر صحية خارجة عن احتمالات مقاومتهم.
وفقًا لبلومبرج إيكونوميكس، أدت ظاهرة النينيو السابقة إلى تأثير ملحوظ على التضخم العالمى، حيث أضافت 3.9 نقطة مئوية إلى أسعار السلع غير المتعلقة بالطاقة و3.5 نقطة إلى النفط، كما أثرت على نمو الناتج المحلى الإجمالى، لا سيما فى البرازيل وأستراليا والهند وغيرها من البلدان الضعيفة.
بلــومبرج: أزمــة مؤلمــة فى توقيت صــعب
تعيد الموجة الحارة مخاطر الركود التضخمى إلى الواجهة مجددا، إذ تأتى بينما يكافح العالم للتعافى من تداعيات الحرب الروسية فى أوكرانيا، وبقايا الجائحة، وفى وسط اقتصاد عالمى هش بالفعل، وفقا لوكالة بلومبرج.
وحسب بلومبرج، تزيد ظاهرة النينيو ودرجات الحرارة المرتبطة بها من المخاطر المخيفة للركود التضخمى، حيث يظل التضخم مرتفعا حتى مع انكماش الاقتصاد.
كما تظهر مجموعة كبيرة من الأبحاث، أن الحرارة الشديدة تشكل عبئًا على الاقتصاد العالمى، إذ وجدت دراسة نُشرت فى مجلة “ساينس أدفانسيز” أن الحرارة الشديدة التى يسببها الإنسان كلفت الاقتصاد العالمى ما يصل إلى 29 تريليون دولار بين عامى 1992 و2013.
ووجدت دراسة مختلفة من مركز “مختبر تأثير المناخ” أن درجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تقلل متوسط الدخل على مستوى العالم بنحو الربع بحلول عام 2100 مقارنة بسيناريو عدم تغير المناخ.
اقتصاد هش
وقال بهارجافى ساكثيفيل، الخبير الاقتصادى فى “بلومبرج إيكونوميكس” إنه فى ظل صراع العالم مع ارتفاع معدلات التضخم ومخاطر الركود، يأتى وصول ظاهرة النينيو “فى الوقت الخطأ تمامًا”.
وأوضح: “بينما تميل تدخلات السياسة النقدية إلى التلاعب بالطلب، تؤثر ظاهرة النينيو عادة على العرض.. ولذلك فإن البنوك المركزية أكثر محدودية فيما يمكنها القيام به”.
فى تشيلى، على سبيل المثال، يمكن أن تؤدى ظاهرة النينيو إلى هطول أمطار غزيرة، والتى بدورها يمكن أن تقيد الوصول إلى المناجم التى توفر ما يقرب من %30 من النحاس فى العالم، ويؤثر انخفاض الإنتاج وتأخر الشحنات على سعر هذا المعدن المستخدم فى سلع مثل رقائق الكمبيوتر والسيارات والأجهزة المنزلية.
وفى الصين، تؤدى درجات الحرارة المرتفعة بالفعل إلى قتل الماشية وتعطيل شبكات الكهرباء، وقد دفع الجفاف فى الصيف الماضى مسؤولى الحزب الشيوعى إلى قطع التيار الكهربائى عن العديد من المصانع فى الصين لما يقرب من أسبوعين، مما أدى إلى تعطيل الإمدادات لعمالقة التصنيع بما فى ذلك شركتى أبل وتسلا.
وتتوقع السلطات الصينية المزيد من نقص الطاقة هذا الصيف، حتى أن سعر فنجان القهوة يمكن أن يرتفع إذا تضررت البرازيل وفيتنام وكبار الموردين الآخرين.
ضربة للإنتاج
فى 2019، حذر الاقتصاديون فى مجلس الاحتياطى الفيدرالى بدالاس من أن الأضرار الناجمة عن دورات ظاهرة النينيو “من المرجح أن يكون لها تأثير سلبى مستمر على نمو الإنتاج” ويمكن حتى أن تغير مسارات الدخل بشكل دائم.
وقد وجد باحثو المناخ أيضًا آثارًا اقتصادية مركبة، إذ قدر علماء كلية دارتموث أن ظاهرة النينيو فى 1997 - 1998 أدت إلى خسارة 5.7 تريليون دولار من الناتج المحلى الإجمالى فى السنوات الخمس التالية.
وتشير تقديراتهم إلى أنه بحلول نهاية هذا القرن، ستكون ظاهرة النينيو قد أعاقت حوالى 84 تريليون دولار من الناتج المحلى الإجمالى.
وتكون المخاطر الاقتصادية أكثر حدة فى المناطق الاستوائية ونصف الكرة الجنوبى، إذ يمكن لظواهر النينيو أن تخفض ما يقرب من نصف نقطة مئوية من نمو الناتج المحلى الإجمالى السنوى فى الهند والأرجنتين، وفقًا لبلومبرج إيكونوميكس، كما يمكن أن تشهد بيرو وأستراليا والفلبين تخفيضات بنحو 0.3 نقطة مئوية.
ظروف أكثر قسوة تنتظر «الأقل دخلا»
تواجه الفئات الأقل دخلا، خاصة فى الدول النامية، أسوأ العواقب الناتجة عن موجات الحرارة الشديدة، فى ظل حقيقة عجزهم عن التكيف مع تداعيات هذا الحر.
وعادة ما يكون الفقراء أول من يتلقى نتائج الصدمات الاقتصادية المرتبطة بالمناخ، إذ وفق “بلومبرج” يؤدى ارتفاع السلع الضرورية إلى تفشى سوء التغذية وتفاقم الأوبئة بين الطبقات الأدنى.
وتؤثر الحرارة بشكل مباشر على أسعار الغذاء، إذ تتضرر المحاصيل الأساسية بما فى ذلك زيت النخيل والسكر والقمح والكاكاو والأرز فى مناطق يحتمل أن تواجه ظروف نمو أكثر صعوبة.
وبينما يعجز الفقراء عن الوصول إلى حلول التبريد، وبينما تتكرر انقطاعات الكهرباء، تزيد درجات الحرارة المرتفعة جدًا من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والإصابات فى العمل.
وبالنسبة للعمال الذين تضطرهم وظائفهم للعمل فى الهواء الطلق، فإن ضربة الشمس يمكن أن تؤدى إلى أضرار عصبية شديدة وقد تكون قاتلة.
ومع ارتفاع درجات الحرارة، تبذل شبكات الكهرباء فى جميع أنحاء العالم جهدًا لمواكبة ذلك، ما يؤدى إلى زيادة الطلب على الوقود، وهو ما يقود فى النهاية لارتفاع الأسعار فى هذا القطاع الحيوى.
وتشير الدراسات إلى أن حوالى %30 من سكان العالم يعيشون حاليًا فى مناطق يمكن أن تكون فيها مستويات الحرارة والرطوبة قاتلة لمدة 20 يومًا على الأقل فى السنة، وأن الخطر آخذ فى الازدياد.
«تايم»: أصول ثلثى الشركات الكبرى فى خطر
تشكل ظواهر الطقس المرتبطة بالتغيرات المناخية خطرا على أصول ثلثى الشركات الكبرى فى العالم، وفقا لما نقلته مجلة "تايم" الأمريكية عن مجموعة "إمباكس" لإدارة الأصول.
وحسب تقرير صادر عن المجموعة، فإن ثلثى الشركات الكبرى على مستوى العالم لديها أصل واحد على الأقل معرض بشكل كبير للمخاطر المادية لتغير المناخ ؛ ومن المحتمل أن تزيد تلك النسبة مع الوقت.
وقال لى بريان ديس، كبير المستشارين الاقتصاديين السابق للرئيس بايدن، إن التغير المناخى يؤثر على كل القطاعات، وتتسارع مخاطره فى المستقبل، وهو أمر أضحى مفهوما لدى معظم اللاعبين فى السوق حاليا.
ومن بين الظواهر الخطرة المرتبطة بتغير المناخ كالأعاصير وحرائق الغابات والفيضانات، تظهر درجات الحرارة المرتفعة كأحد أبرز المخاطر فى حد ذاتها.
وقد حدد تقرير صادر عن وكالة "موديز" فى عام 2021 الموجات الحارة كأحد المخاطر المادية التى تؤثر على كل قطاع تقريبًا، ففى الزراعة يمكن للحرارة أن تقضى على المحاصيل، ويضر ذلك أيضًا تجار التجزئة الذين يعتمدون على المحاصيل فى سلسلة التوريد الخاصة بهم.
بالنسبة لصناعة السياحة والسفر، يمكن للحرارة الشديدة أن تتلاعب فى طلب المستهلكين، إذ تجعل بعض الوجهات مرغوبة والبعض الآخر "لعنة".
وفى العديد من القطاعات، يؤدى الإجهاد الحرارى إلى صعوبة - وفى بعض الأحيان استحالة - العمل فى الخارج بالنسبة للعمال والموظفين.
زيادة التكاليف وكبح الطلب
وتُظهر نظرة سريعة على الإفصاحات المالية أن العديد من الشركات الكبرى تشير بالفعل إلى أن الحرارة تشكل خطرًا ماليًا ماديًا على عملياتها، حيث تقول سلسلة متاجر "وول مارت"، على سبيل المثال، إن الشركة معرضة لارتفاع تكاليف تبريد منشآتها الضخمة؛ فيما تقول شركة "ديزني" إن الحرارة المفرطة قد تؤثر على الطلب على منتجاتها السياحية.
ولفتت مجلة "تايم" إلى أن الشركات التى تمتلك موارد كافية هى فقط من ستتمكن من بناء برامج لمواجهة مخاطر الحرارة، إذ تقوم "وول مارت"، على سبيل المثال، بتقييم سلسلة التوريد الخاصة بها للتأكد من قدرتها على التعافى من الطقس القاسى - بما فى ذلك الإجهاد الحرارى - كجزء من برنامج مناخى شامل.
البنك الدولى: الناتج المحلى للدول ينخفض فى السنوات الحارة
ينخفض الناتج المحلى الإجمالى للدول فى السنوات الحارة، بينما تقل إنتاجية العمال ويتراجع النشاط الاقتصادى، وفقا لتقرير نشرته مدونة البنك الدولى.
ولفت التقرير إلى أن العالم شهد فى يوليو الجارى أكثر الأيام سخونة على الإطلاق، مع الارتفاع الشديد والخطير لدرجات الحرارة فى الولايات المتحدة، وشمال إفريقيا، وجنوب أوروبا، والهند.
وأشار إلى أن الحر الشديد يؤثر على مليارات الأشخاص حول العالم فى العقود القادمة، كما ستشتد الحرارة فى بعض المناطق الأكثر اكتظاظًا بالسكان فى العالم، مع عواقب سلبية على حياة الناس بما فى ذلك ارتفاع معدل الوفيات والمرض.
وبحسب التقرير، فإن الآثار الصحية لموجات الحر الشديد أكبر فى البلدان الفقيرة، وهى أكثر عرضة للارتفاعات المستقبلية فى درجات الحرارة.
وأوضح التقرير أن عواقب التعرض للحر الشديد لا تقتصر على الآثار الصحية، بل يتأثر العمال بشكل مباشر بطرق تضر بإنتاجيتهم وتقلل فى النهاية من النشاط الاقتصادى.
وفقا للتقرير فإن للحر الشديد تأثيرات على إنتاجية العمال، وحضورهم وانتظامهم علاوة على سلامتهم.
وتظهر الأبحاث أن التعرض للحر الشديد يقلل من إنتاجية العمال، ليس فقط للمهن الخارجية مثل الزراعة والبناء، ولكن أيضًا للصناعات الداخلية مثل التصنيع والنقل إذ تتم العديد من وظائف التصنيع فى بيئات غير خاضعة للسيطرة المناخية، مما قد يؤثر سلبًا على إنتاجية العمال.
وتؤثر الحرارة على الإنتاجية فى البلدان المرتفعة والمنخفضة الدخل على السواء، مع تأثيرات أكثر حدة فى المناطق ذات الدخل المنخفض، وتؤدى هذه الانخفاضات فى الإنتاجية إلى انخفاض أجور العمال.
ذوى الياقات البيضاء
وأشار التقرير إلى أن الموظفين ذوى الياقات البيضاء يتأثرون سلبًا بالحرارة، إذ يكون القضاة والعاملون فى تجارة الأوراق المالية والمسؤولون الحكوميون أقل كفاءة فى الأيام الحارة.
كما تعمل الحرارة الشديدة على تقليل ساعات العمل لبعض الأشخاص، إذ يقوم العاملون فى الصناعات الخارجية بتقليل ساعات العمل بحوالى %13 فى الأيام الحارة.
وأوضح التقرير أن التعب الناجم عن الحرارة قد يؤدى إلى زيادة الإصابات فى مكان العمل، بما فى ذلك الإصابات غير المرتبطة بالحرارة مثل السقوط من على السلم أو الإصابة بالآلات.
وأظهرت بيانات أن العمل فى أيام تزيد فيها درجة الحرارة عن 100 فهرنهايت (38 درجة مئوية) يزيد من حدوث الإصابات غير المرتبطة بالحرارة بنسبة تصل إلى %6.
ولفت التقرير إلى أن تغيير السياسة الذى يتطلب من الشركات توفير استراحات فى الظل والماء والراحة اعتمادًا على درجة الحرارة العظمى، يؤدى إلى الحد بشكل كبير من تأثير ارتفاع درجة الحرارة على إصابات مكان العمل.
ناتج أقل
وحسب التقرير، وجدت العديد من الدراسات أن الناتج المحلى الإجمالى يكون أقل فى السنوات الحارة وأن هذه الآثار تستمر مع مرور الوقت.
فى حين تتفاوت تقديرات تأثيرات الحرارة، هناك بعض التقارب مع التقديرات التى تشير إلى أن ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة يؤدى إلى انخفاض بنسبة %2 فى النشاط الاقتصادى الكلى.
وقد يكون الانخفاض فى إنتاجية العمال مكونًا كبيرًا لهذه الخسارة فى الإنتاج.
وفى الأثناء، حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، من أن موجة الحر التى تؤثر على البحر المتوسط ستشتد ومن المرجح أن تستمر حتى الشهر المقبل فى بعض أجزاء أوروبا.
كما تشهد بلاد شمال إفريقيا درجات حرارة عالية، وسجلت الصين «مؤقتا» أعلى درجة حرارة لها على الإطلاق وهى 52.2 درجة مئوية فى شينجيانغ مؤخرا.
وفى الوقت نفسه، يشهد عشرات الملايين من الأشخاص فى جنوب غرب الولايات المتحدة أيضا حرارة شديدة، حيث لاحظ الخبراء طول موجة الحر وكذلك شدتها.
كما تم تسجيل درجات حرارة مرتفعة فى مناطق شمال الكرة الأرضية، حيث حذر مسؤولون من مخاطر البقاء فى الظروف الحارة.
وشهد جنوب إسبانيا أعلى درجة حرارة فى أوروبا، حيث وصلت فى أندوخار إلى 44.8 درجة مئوية.
أما صقلية فلم تبتعد عنه بكثير مع وصول الحرارة فيها إلى 43.5 درجة مئوية، كما تجاوزت درجة الحرارة فى دول مثل إيطاليا واليونان وتركيا الـ40 درجة مئوية.
تقييد التجارة وعرقلة الاستثمار
«نيويورك تايمز»: المزيد من التداعيات الاقتصادية فى الطريق
وجد باحثون أن الحر الشديد يعطل التجارة العالمية ويضعف الاستثمار، بحسب صحيفة “ ذى نيويورك تايمز” الأمريكية.
وبحسب الصحيفة، قد يكون التأثير الاقتصادى لموجة الحر القاسية التى تجتاح جنوب أوروبا والولايات المتحدة وجزء كبير من نصف الكرة الشمالى قصير الأجل فى معظم المناطق.
وأوضحت الصحيفة أن التأثير الاقتصادى قصير الأجل يتمثل فى الإغلاق المؤقت للمواقع السياحية، وعدم ارتياد المطاعم، وزيادة استهلاك الكهرباء لتشغيل أجهزة التكييف، ولكن على المدى الطويل، فإن التداعيات الاقتصادية الناجمة عن تغير المناخ قد تكون شديدة مثل الحرائق المدمرة والفيضانات والجفاف التى أصبحت تسيطر على عناوين الأخبار.
وبحسب تحليل أجراه باحثون بمركز أبحاث السياسة الاقتصادية فإن أوروبا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا ورومانيا وألمانيا كانت الأكثر تضررًا من الكوارث المتعلقة بتغير المناخ على مدار العشرين عامًا الماضية، ومع ذلك تعرضت بلدان وسط وشرق أوروبا لمشاكل مناخية بشكل متزايد.
وقد فرضت هذه التطورات ضغوطًا إضافية على الإنفاق العام، إذ يُطلب من الحكومات استبدال مرافق البنية التحتية المتضررة وتقديم الإعانات والإغاثة.
ويشير التحليل إلى أن الحصيلة الضريبية قد تنكمش حال تعطل النشاط الاقتصادى بفعل التغيرات المناخية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن ترتفع الخسائر الاقتصادية الناجمة عن التغيرات المناخية بشكل كبير فى المستقبل، وفقًا لتقديرات الاتحاد الأوروبى رغم عدم وجود آلية فى معظم الدول الأعضاء لجمع وتقييم التكاليف الاقتصادية.
وقدر المحللون فى بنك باركليز أن تكلفة كل كارثة مرتبطة بالمناخ قد زادت بنحو %77 خلال نصف القرن الماضى.
وذكرت الصحيفة أنه على الصعيد العالمى، ستتسع الخسائر.
وقال جاستن مانكين، عالم المناخ فى كلية دارتموث: “ما هو غريب حقًا بشأن موجات الحرارة التى نعيشها الآن، ليس فقط حجمها، ولكن عدد الأشخاص الذين تؤثر عليهم فى آن واحد”.
وأضاف: “ فى الولايات المتحدة وحدها، هناك 32 مليون شخص يعملون فى الهواء الطلق”.
وأشار إلى أن نسبة العمال المتواجدين فى الهواء الطلق أعلى بكثير فى البلدان النامية، لافتا إلى أن الحرارة الشديدة تؤدى أيضًا إلى إجهاد محطات توليد الطاقة، مما يتسبب فى انقطاع التيار الكهربائى بشكل متواصل.
