تتبنى السعودية خطة استثمارات جريئة فى كرة القدم خصوصا والرياضة بشكل عام، وهى تحلم بمردود حقيقى من هذا الإنفاق الضخم.
رغم المغامرة، تبدو السعودية وكأنها تسير وفق خطة محكمة ومعقدة، يرتبط فيها الاستثمار الرياضى بطموحات جامحة لتنويع الاقتصاد وفتح قنوات جديدة داخل المملكة لاستيعاب فوائض النفط الضخمة.
فى هذه الخطة، تتقاطع كرة القدم مع السياحة ومشروعات البنى التحتية، وتحسين جودة الحياة وتوطين الوظائف، وجذب الاستثمارات الخارجية، وبناء هوية بصرية عالمية، وتعزيز العلامات التجارية المحلية.
تعاقدت السعودية مع كريستيانو رونالد ليلعب فى نادى النصر الذى أصبح مملوكا للصندوق السيادى الذى يعد المستثمر الإستراتيجى فى مشروع نيوم أضخم المدن السعودية الجديدة والتى تستضيف بدورها الأوليمبياد الآسيوى فى شتاء 2029.
فى الآونة الأخيرة، تصدرت السعودية عناوين صحف عالمية كثيرة عقب نجاحها فى جذب الكثير من نجوم كرة، فضلا عن البطولات الدولية الجديدة التى استضافتها فى المصارعة والملاكمة والتنس وسباق الخيول وسباق السيارات والجولف، وهذا فى حد ذاته يعد نجاحا أوليا عبر تحقيق هدف اكتساب سمعة دولية براقة.
ومع ذلك، لا تكتفى السعودية بمكاسبها «الناعمة» أو الحسابات بعيدة المدى لمكاسبها من الاستثمار الرياضى، بل تعمل أيضا على تحقيق الأرقام التى تثبت كونها مستثمرا عاقلا.
فبمجرد النجاح فى التعاقد مع المزيد من اللاعبين المشاهير، تحركت المملكة سريعا لتسويق منتجها الأبرز «دورى روشن»، على الساحة الدولية، وسط توقعات بطلب قوى فى عشرات الدول فى جميع القارات.
من الصعب التكهن بالنتيجة النهائية لتلك المغامرة الاستثمارية، لكنها على أى حال ليست محكومة بنتائج مخيبة على غرار ما حدث فى الصين مثلا، فى ظل امتلاك السعودية لمقومات عديدة تدعم احتمالاتها فى النجاح.
سر الإنفاق السخى الرياضة.. حصان أسود فى اقتصاد أسير للنفط
يقول المسؤولون السعوديون إن الاستثمارات الرياضية ليست سوى جزء من رؤية 2030، وهى خطة حكومية واسعة لتنويع اقتصاد البلاد ودعمه لتجاوز الاعتماد على النفط.
وبدا أن الرياضة بمثابة حصان رابح حقيقى فى الاقتصاد، إذ تضاعفت مساهمة القطاع فى الناتج المحلى الإجمالى للمملكة ثلاث مرات تقريبًا بين عامى 2016 و2019، محققا نموا لم تنجح فيه العديد من القطاعات البارزة الأخرى فى البلاد، وفقا لمجلس العلاقات الخارجية cfr.
وعلى مستوى كرة القدم، تخطط السعودية لزيادة الإيرادات المتحققة من الدورى بحلول عام 2030 إلى 480 مليون دولار من 120 مليون دولار حاليا.
بخلاف ذلك، يتوقع السعوديون أيضا أن ترتفع القيمة السوقية للدورى إلى أكثر من 2.1 مليار دولار.
وتامل السعودية فى ترسيخ مكانة الدورى كواحد من البطولات المحلية الرئيسية لكرة القدم على مدار العقد المقبل أو نحو ذلك من خلال الاستثمار على المستوى الشعبى.
فقد قامت وزارة الرياضة فى البلاد بتنسيق إستراتيجية وطنية لكرة القدم بالاشتراك مع الاتحاد السعودى لكرة القدم ورابطة الدورى وأصحاب المصلحة الآخرين، ومن من المتوقع أن يتم الإعلان عن خطوات جديدة فى هذا الصدد خلال الأشهر المقبلة.
مفتاح خطة النمو هذه هو تطوير لاعبين محليين للعمل جنبًا إلى جنب مع التعاقدات ذات الأسماء الكبيرة والاستثمار فى هيكل هرمى لجعل اللعبة المحلية مستدامة.
وحسب ما نقلته مجلة “ذا أثليتيك” عن مصادر، فإن هذا هو الدافع الرئيسى وراء استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودى على أكبر أربعة أندية فى السعودية: النصر، والهلال (كلاهما مقرهما فى الرياض، العاصمة)، والاتحاد والأهلى (كلاهما من جدة، ثانى أكبر مدينة فى البلاد).
والفكرة هى بناء العلامات التجارية لتلك الأندية، ثم جلب مستثمرين من القطاع الخاص لشرائها.
إذا أثبتت هذه الخطة نجاحها، فقد يكون هناك سيناريو يتولى فيه صندوق الاستثمارات العامة بعد ذلك السيطرة على أكبر أربعة أندية تالية ومحاولة تكرار العملية.
من خلال القيام بذلك، يمكن أن يتغير الدورى من 18 ناديًا مملوكًا للدولة إلى 18 ناديًا مملوكًا للقطاع الخاص، وهذا بدوره يعنى أنهم لن يضطروا إلى الاعتماد على الحكومة فى التمويل.
وقال مصدر “فكر فى مقدار الأموال التى يمكن أن تدرها من بيع النصر لمستثمرين من القطاع الخاص”.
ومن المرجح أن يكون هذا الصيف مجرد بداية لخطة نمو قوية ستستمر لسنوات، وليس هناك من ينكر أن المملكة العربية السعودية لديها رأس المال الهائل لتحويل دورى روشن إلى واحدة من أفضل المسابقات المحلية فى كرة القدم العالمية.
استثمارات مليارية فى 5 سنوات
● أبريل 2018
توقيع عقد استضافة بطولات WWE للمصارعة مقابل 100 مليون دولار سنويا
● ديسمبر 2019
أول نزال لبطولة ملاكمة عالمية “وزن ثقيل” فى السعودية بجوائز 60 مليون دولار
إقامة “بطولة الدرعية” للتنس بجوائز 3 ملايين دولار
● فبراير 2020
إقامة “كأس السعودية” بطولة سباق الخيول الأعلى قيمة للجوائز فى التاريخ بقيمة 20 مليون دولار
● يناير 2021
ليونيل ميسى يوقع عقدا مدته 3 سنوات للترويج للسياحة فى السعودية مقابل 25 مليون دولار
● أكتوبر 2021:
الصندوق السيادى السعودى يستحوذ على نادى “نيوكاسل” الانجليزى مقابل 400 مليون دولار
● ديسمبر 2021:
إقامة أول بطولة “فورمولا 1” لسباق السيارات
● يونيو 2022:
عقد أول بطولة لدورى الجولف LIV المدعومة سعودياً باستثمارات 2 مليار دولار
● ديسمبر 2023:
كريستيانو رونالدو يوقع لنادى النصر مقابل 600 مليون دولار
● يونيو 2023:
نقل ملكية أندية الأهلى والاتحاد والهلال والنصر للصندوق السيادى
جلب كريم بنزيمة ونجولو كانتى مقابل 500 مليون دولار
«حقوق البث».. اختبار سريع لشبكة استثمارية معقدة
كرة القدم صناعة عالمية تقدر قيمتها بالمليارات، وبطبيعة الحال، تسعى الدول التى تمتلك ميزات نسبية فى أى صناعة إلى توسيع حصتها العالمية فى السوق، عبر تقديم منتج أكثر جودة وتنافسية أو تطوير السوق وتطعيمه بالمحفزات ليصبح أكثر جذبا للمستثمرين.
فى كرة القدم، تبدو عناصر المنافسة واضحة، وعلى رأسها الجذب الجماهيرى والتقنيات المتقدمة والبنية التحتية القوية، بينما أحد أهم عوامل التقييم يتمثل فى حقوق البث التى يبدو أن المملكة تسعى لتحقيق طفرة فيها خلال أقرب وقت ممكن.
من هذه الزاوية، يمكن تفهم حجم الإنفاق القوى من جانب السعودية على جذب لاعبين مشاهير برغم كبر أعمارهم مثل رونالدو أو كريم بنزيمة، إذ يبدو أن تأثير هؤلاء “فورى” فيما يتعلق بعدد المتابعين للدورى السعودى، وبالتالى حقوق البث التلفزيونى.
وتقول السعودية إنها تخطط لجعل الدورى السعودى من بين أفضل 10 بطولات دورى فى العالم، تقنيًا وتجاريًا وماليًا وإعلاميًا.
ومع ذلك، هناك تفهم داخل رابطة الدورى السعودى بأن القفز إى مراكز أفضل الدوريات فى العالم لن يحدث بين عشية وضحاها، وعليه تم وضع خطة مدعومة برأس مال هائل لتسريع التنمية على مدى السنوات الخمس إلى السبع المقبلة.
وتعد أكبر خمس بطولات دورى محلية فى كرة القدم هى الدورى الإنجليزى الممتاز، والدورى الإسبانى، ودورى الدرجة الأولى الإيطالى، ودورى الدرجة الأولى الألمانى، ودورى الدرجة الأولى الفرنسى.
فى المقابل، صنفت وكالة الاستخبارات الرياضية Twenty First Group الدورى السعودى فى المركز 54 عالميا فى يونيو الماضى.
ومع ذلك يمثل هذا تصنيفا جيدا للدورى السعودى بالنظر إلى أنه كان يحتل المركز 58 عالميا قبل 6 أشهر فقط (قبل حضور كريستيانو رونالدو).
كذلك، تتوقع الوكالة أن يحقق الدورى السعودى تقدما سريعا فى تصنيفه مستقبلا مع حضور المزيد من المشاهير.
التفاؤل بقيمة حقوق البث، يدعم على سبيل المثال الثورة التى حدثت فى حساب نادى النصر السعودى على إنستجرام، إذ قفز عدد متابعيه بعد التعاقد مع رونالدو، من 850 ألف متابع إلى قرابة 16 مليون حاليا.
وكبروفة صغيرة، تعاقدت المملكة بعد جذب رونالدو فى يناير الماضى مع شركةIMG العالمية (التى تلعب دورا حاسما فى توزيع الدورى الانجليزي) لبيع حقوق بث الدورى السعودى عالميا لمدة 6 أشهر، وخلال أسبوع واحد فقط نجحت الشركة فى إبرام تعاقدات مع تلفزيونات دولية فى 45 دولة بينها بريطانيا والبرازيل والبرتغال وإيطاليا وفرنسا واليونان وألمانيا والنمسا وسويسرا واستراليا ونيجيريا ورومانيا والصين وتركيا، وفقا لصحيفة “آس”.
كما حصلت شركة “سونس بيكتشرز الهند “ على حقوق الوسائط الحصرية لبث الدورى السعودى للمحترفين 2022 - 2023 فى شبه القارة الهندية.
ووفق مجلة “ذا أثليتيك”، أصدرت رابطة الدورى السعودى للمحترفين (SPL) تعليماتها لشركة IMG بتأمين صفقات البث الدولية لموسمى 2023 - 24 و2024 - 25.
ومع ذلك، لا يزال الوصول إلى إيرادات دولية معتبرة أمرا صعبا، بالنظر إلى أن الشركة السعودية للرياضة (SSC)، التى تسيطر عليها الدولة، حصلت على حقوق البث المحلية للدورى السعودى لمدة ثلاث سنوات من 2022 - 23 إلى 2024 - 25 فى صفقة تبلغ قيمتها 10 أضعاف المبلغ الذى يولده الدورى من الحقوق الدولية.
ومن غير المحتمل أن تتغير هذه المعادلة على الأقل خلال العامين المقبلين.
جذب النجوم.. حجر زاوية فى إستراتيجية النمو الفورى
يتفهم السعوديون ضرورة ضمان بنية تحتية عالية الجودة وملاعب تدريب حديثة لتطوير الدورى، لكنهم متأكدون أيضا من أن جذب اللاعبين المشاهير هو حجر الزاوية فى نجاح خططهم.
لاعبون رفضو الإغراءات
وعلى الرغم من الإغراءات المالية الكبيرة التى تم تقديمها صممت بعض الأسماء الشهيرة فى كرة القدم على الاستمرار فى أوروبا، وعدم الانضمام لدورى روشن برواتبه الفلكية، مثل محمد صلاح الذى رفض فكرة الانتقال إلى الدورى السعودى، بعد أن ربطته الأنباء بالانتقال إلى الهلال أو النصر، فى الميركاتو الصيفى الجارى، وفقًا لصحيفة ميرور البريطانية.
صلاح أكد لمسؤولى ليفربول أن لديه الرغبة فى الاستمرار داخل صفوف الريدز، وهو نفس الشعور لدى مجلس الإدارة.
كذلك، على الرغم من أن لوكا مودريتش، لاعب ريال مدريد الإسبانى، هو أكبر اللاعبين سنًا من بين الأسماء التى فاوضتها السعودية مؤخرًا، لكنه رفض قطعًا فكرة اللعب فى الدورى السعودى، وفقًا لما جاء عبر شبكة سكاى سبورتس العالمية.
وأضافت الشبكة أن الكرواتى وافق على تخفيض راتبه وتمديد عقده مع ريال مدريد موسم إضافى، رغم الإغراءات الكبيرة له من النصر وأهلى جدة.
فيما يعتبر ليونيل ميسى هو المفاجأة الأكبر التى راوغت كافة مشجعى كرة القدم حول العالم فى مستقبله - كما اعتاد على ذلك منذ رحيله عن برشلونة فى 2021 - حيث رفض الأرجنتينى الفائز بكأس العالم مؤخرًا الانتقال للدورى السعودى رغم عرض راتب ضخ يقارب مليار دولار فى عامين.
إلكاى جوندوجان أيضا كان بين القائمة، حيث كان نجم مانشستر سيتى واضحًا بشأن مستقبله منذ اللحظة الأولى، وقالت إذاعة كادينا سير الإسبانية أنه يستبعد الرحيل إلى الدورى السعودى، ورفض أكثر من عرض وصل له من نادى الهلال، وانتقل إلى برشلونة فى النهاية.
وانضم ليون جوريتزكا نجم منتخب ألمانيا ونادى بايرن ميونخ الألمانى للنجوم التى رفضت الانتقال إلى الدورى السعودى، قائلا إنه بفضل الانتقال إلى بوخوم أو شالكة - فرق تنافس على الهبوط بشكل مستمر فى الدورى الألمانى - عن الانتقال إلى اللعب فى الخليج.
رونالدو يقود المنضمين
كان انضمام البرتغالى كريستيانو رونالدو إلى نادى النصر “درة التاج” فى تعاقدات الأندية السعودية خلال موسم الانتقالات الماضى، ما سهل لاحقا حصول اتحاد جدة على خدمات الفرنسى كريم بنزيما فى صفقة انتقال حر قادمًا من ريال مدريد وبراتب يصل لـ 620 مليون يورو خلال 3 مواسم.
اتحاد جدة أيضا نجح فى الحصول على خدمات نجولو كانتى فى صفقة انتقال حر قادمًا من تشيلسى.
أهلى جدة هو الآخر نجح فى الحصول على خدمات السنغالى إدوارد ميندى، حارس تشيلسى الإنجليزى، مقابل 18.5 مليون يورو، وبراتب قد يصل لـ9 ملايين يورو فى الموسم، وفقًا لما ذكرته صحيفة ديلى ميل.
أيضًا روبيرتو فيرمينو، مهاجم ليفربول السابق، سيدافع عن ألوان أهلى جدة فى الموسم المقبل، بعد التعاقد معه فى صفقة انتقال حر، وبراتب 20 مليون يورو سنويًا.
وفى الرياض، لم يهدأ الهلال السعودى حتى تعاقد مع البرتغالى روبن نيفيز قادمًا من ولفرهامبتون الإنجليزى مقابل 55 مليون يورو، إضافة إلى المدافع السنغالى كاليدو كوليبالى، قادمًا من تشيلسى الإنجليزى مقابل 23 مليون يورو.
وفى الأخير استطاع الحصول على خدمات ميلينكوفيتش سافيتش، لاعب وسط لاتسيو الإيطالى، مقابل ما يقرب من 40 مليون يورو وفقًا لصحيفة توتو ميركاتو الإيطالية.
النصر هو الأخر لم يكتفى بوجود كريستيانو رونالدو، بل سعى لتعزيز وسط ملعبه هذا الموسم بصفقة أخرى كان يزاحم خلالها برشلونة الإسبانى، وهو مارسيلو بروزفيتش، ولكن الفريق السعودى استغل الظروف المالية السيئة التى يعيش فيها النادى الكتالونى، وخطف لاعب إنتر مقابل 18 مليون يورو، وبراتب يصل لـ100 مليون يورو يحصل عليهم خلال 3 سنوات، وفقًا لما ذكرته شبكة سكاى إيطاليا.
قائمة المطلوبين
وهناك بعض اللاعبين الذين يقتربون من الدورى السعودى خلال الفترة المقبلة، وعلى رأسهم البرازيلى فابينهو فى خط الوسط، والسنغالى ساديو مانى والجزائرى رياض محرز والإنجليزى جوردان هندرسون.
كأس القارات.. نجاح دولى قديم للرياض
فى منتصف التسعينات، أطلقت السعودية واحدة من أنجح تجاربها الرياضية التى تركت بصمة عالمية استمرت حتى وقت قريب.
وفقا لموقع playthegame، يتذكر العديد من مؤرخى وعشاق كرة القدم كأس الملك فهد، الذى انطلق فى منتصف التسعينيات، وسمى على اسم الحاكم السعودى آنذاك فهد بن عبد العزيز آل سعود.
دفعت المملكة فى البداية جميع نفقات الدول المشاركة ونجحت فى جلب ستة أبطال قاريين إلى العاصمة السعودية الرياض فى النسخ الثلاث الأولى من البطولة.
وفى عام 1997 أحكم الفيفا سيطرته على البطولة وغيّر الاسم إلى كأس القارات وانتظمت البطولة لتصبح مرة كل 4 سنوات، وتم اعتبارها ثانى أهم بطولة بعد كأس العالم، وكانت تحظى باهتمام عالمى متزايد فى نسخها الأخيرة.
وبرعاية الفيفا، كانت البطولة تنظم بحضور أبطال القارات (كأس أمم أوروبا، كوبا أمريكا، كأس آسيا، كأس الأمم الأفريقية، كأس الكونكاكاف الذهبية وكأس أوقيانوسيا للأمم) بالإضافة إلى الفائز بآخر نسخة من بطولة كأس العالم والمستضيف لبطولة كأس العالم القادمة.
وفى 2005، اعتمد الفيفا هذه البطولة كبطولة تمهيدية لكأس العالم، يتم تنظيمها فى البلد المستضيف لكأس العالم.
وفى مارس 2019، أعلن الفيفا إيقاف هذه البطولة والاستعاضة عنها بتوسيع بطولة كأس العالم للأندية لتصبح مكونة من 24 ناديُا.
التجربة الصينية.. شبح لا تخشاه الدولة الخليجية
هناك مقارنات طبيعية يمكن أن تظهر حاليا لتحذير السعوديين، بالنظر إلى الصعود والسقوط الأخير للدورى الصينى الممتاز، وما يحدث الآن فى الدورى السعودى الممتاز.
ففى 2011، تبنى الزعيم شى جينبينغ، رؤية لتحويل البلاد إلى قوة عالمية عظمى فى كرة القدم بحلول 2050، ولاحقا، ارتفع الإنفاق على كرة القدم فى البلاد وأصبح دورى السوبر الصينى مرتعا للنجوم الأجانب الذين تعاقدت معهم الأندية فى صفقات ضخمة، وفقا لموقع “الحرة”.
وفى موسم الازدهار 2016-2015، تم إنفاق 451 مليون دولار على سوق الانتقالات، مما جعل الدورى الصينى ضمن أكبر خمس بطولات إنفاقا فى العالم.
ولكن بعد أكثر من عقد على إطلاق الخطة، تراجعت كرة القدم فى الصين بالسرعة التى ارتفعت بها من قبل، بينما تكافح الأندية لدفع الأجور، مما أدى لاستقالة العديد من اللاعبين والمدربين الأجانب الذين تم التعاقد معهم.
لكن المقربين من الدورى السعودى يشيرون إلى أن الوضع فى المملكة مختلف بالنظر إلى تاريخ البلاد الطويل فى كرة القدم، والتأهل لستة من الثمان نهائيات الماضية لكأس العالم للرجال والتغلب على الأرجنتين بطلة النسخة الأخيرة.
وعلى النقيض من ذلك، تأهلت الصين لكأس العالم مرة واحدة فقط، حيث خسرت جميع المباريات الثلاث.
