تقف تكنولوجيا التأمين وراء إنشاء وتوزيع وإدارة أعمال التغطيات باستخدام الرقمنة، ففى عام 2015 سُلط الضوء عليها بشكل بارز إذ بلغ تمويل بدء التشغيل للمشروعات العاملة فى أتمتة القطاع 2.65 مليار دولار، وصممت أكثر من 1300 شركة ناشئة عالمية تطبيقات بهدف الوصول إلى العملاء الذين لا تجذبهم التغطيات التقليدية.
وبات من الواضح مؤخرا انحياز شركات التأمين للاستثمار فى التكنولوجيا، لتسهيل العمليات وتقليل التكاليف وتحسين الخدمات المقدمة للعملاء، سواء بإنشاء النظام الرقمى الخاص بها أو بالتعاقد مع كيانات الأتمتة، لتوفير الدعم الفنى اللازم.
وحسب الاتحاد المصرى للتأمين، فإن الاستثمارات فى تكنولوجيا التأمين تضاعفت تقريبا من عام 2017 إلى 2018 على مستوى العالم، إذ وصلت إلى 3.1 مليار دولار، مع عقد 138 صفقة خلال تلك السنة.
وفى هذا الإطار، التقت «المال» مع عمرو درويش؛ العضو المنتدب لـ«استفسر» لخدمات البرمجة والتسويق؛ أول شركة من نوعها فى تكنولوجيا التأمين بمصر والعالم العربي، والتى تعد كيانا ناشئا، إلا أنه سرعان ما تمكن من النمو بشكل ملحوظ خلال السنتين الأخيرتين.
وأفاد بأن شركته حققت خلال النصف الأول من 2023 زيادة فى الإيرادات بنحو %155 مقارنة مع المسجلة فى عام 2022 كاملا بينما تستهدف النمو بحوالى أربعة أضعاف العام السابق مؤكدا أنه لا توجد نية لضخ استثمارات فى العام الحالى لكن الكيان يستعد لخوض جولة جديدة فى 2024.
وأوضح «درويش» أن «استفسر» لخدمات البرمجة والتسويق، شركة ناشئة بالمجال تطمح للوصول إلى أكبر عدد من العملاء المستهدفين بالقطاع، وتساعد كياناته على التوعية وتسهيل تقديم خدماته.
تطبيق «استفسر» مصرى %100
وقال إن شركته بدأت فى نوفمبر 2020 وكانت الانطلاقة مجرد تجهيز للبرامج والمنتجات التى تعمل من خلالها، بالتعاون مع الهيئة العامة للرقابة المالية.
وأضاف أن الشركة بدأت انطلاقها الحقيقى فى مارس 2022، موضحا أنهم يقدمون برنامجا متخصصا (استفسر) فى نشاط التأمين للكيانات والوسطاء، حتى يتمكن الجميع من التحول الرقمى للقطاع، من خلال مميزات متعددة تستطيع المؤسسات الاختيار منها وفق ما تحتاجه عبر التطبيق الإلكتروني.
وأكد أن الواقع الرقمى للبرنامج، يشير إلى أن العميل (شركة التأمين) يستطيع تسعير منتجاته المطروحة على الجمهور، وتمكين الفئات المختلفة من الاطلاع على خدماته بشكل أفضل كيفما يشاء حسب إرادته.
وأوضح «درويش» أن الشركات تستطيع باستعمال البرنامج استهداف عملاء محتملين، أو حجب منتجات عن أشخاص بعينهم وطرحها على آخرين، كما تتمكن الكيانات من متابعة تفاعلات الجمهور مع الخدمات وآرائهم فيها حسب حجم الرضا السوقي.
وكشف أن تطبيق «استفسر» مصرى %100 صممته مجموعة من الشباب البارعين فى مجال البرمجة، ولا إسهام لأى كيان غير وطنى به، حتى ولو بالتوجيه، وأضاف أن الشركة بفريقها دشّنت المنتج دون رأس مال يذكر منذ البداية، لاعتمادهم على الجهد البشرى فى الأساس.
«استفسر» استغرق مدة عمل تجاوزت 6 أشهر
ولفت إلى أن الشركة تطمح إلى التغلب على عقبة انخفاض الوعى التأمينى بالسوق المصرية، عبر عدة آليات، أبرزها تبسيط وثائق التأمين المختلفة الصادرة بالتعاون مع الكيانات المتعاقدة مع «استفسر» والعمل على توصيل المعلومات مبسطة إلى أكبر شريحة من العملاء.
وأوضح أن «استفسر» تساعد شركات التأمين على رقمنة عملياتها وربط المنصات الإلكترونية التابعة لها مع السماسرة والجمهور، كما تتيح أدوات مساعدة، مثل سياسات التسعير التلقائى وإدارة العملاء المتوقعين وخدمات ما بعد البيع.
وأشار «درويش» إلى أن «استفسر» تقدم دليلا إلكترونيا شاملا لجمهور كبير من الأشخاص والمؤسسات الراغبة فى عروض شاملة وتواصل سريع مع مقدمى الخدمات التأمينية فى مصر، لتشجيع الأفراد والشركات على اكتشاف وتحديد ما يناسب احتياجاتهم من عروض التغطيات المختلفة بدقة وسرعة وسهولة.
وأفاد بأن برنامج «استفسر» استغرق مدة عمل تجاوزت 6 أشهر، ولم تتعد 9 لإصدار النسخة الأولى منه.
ولفت إلى أن الشركة حاليا تحدّث البرنامج بشكل دورى كل أسبوعين، عبر إضافة المزيد من البيانات وتوسيع شبكة استهداف الجمهور وترجمة الإحصاءات إلى استثمارات يمكنهم بها زيادة الأقساط.
بينما التحديث يكون وفق ما تراه الشركة من مستجدات، فضلا عن أخذ رأى الجمهور المستخدم للتطبيق فى الاعتبار، بشكل جدي، وربما جاءت الاقتراحات من شركاء العمل، ككيانات التأمين والوسطاء، للحصول على أفضل منتج يؤدى مهمته بشكل منجز.
وأوضح أن خطة تحديثات البرنامج جاهزة فى طرح خيارات بأقسام أخرى فى شركات التأمين، مشيرا إلى أن «استفسر» تطرح تلك التجديدات الكبيرة وفق منهج مدروس مقسم على أرباع السنة، كيلا تُدشن التحديثات مرة واحدة.
نستهدف التعاقد مع 10 شركات فى 2023
وقال «درويش» إن «استفسر» تعاونت مع شركات «جى أى جى مصر»، ورويال، والوطنية، وكاف لتأمينات الحياة، وطوكيو مارين جنرال مصر، وكان أول تعاقد مبرم لها فى مارس 2022 بهدف مساعدة مؤسسات القطاع فى الوصول إلى العملاء والحصول على الجديد منهم وتحسين آلية العمل.
وأكمل أن رأس مال الشركة المبدئى كان 2 مليون جنيه فى 2020 بينما أكملت «استفسر» جولتها الاستثمارية الأخيرة فى نوفمبر 2022 وقادت صناديق رأس مال مخاطر دولية، مثل «First Circle Capital» و”Magic Fund « و”Everywhere Ventures» بالإضافة إلى رجال الأعمال المصريين والإقليميين.
وأضاف أن الشركة فى 2022 تعاونت مع شركتى تأمين، هما «جى أى جى مصر» و«رويال»، بينما فى السنة الجارية استطاع الكيان أن يدشن مشاركات مع 3 مؤسسات تأمينية جديدة، قبل منتصف العام، مشيرا إلى أن «استفسر» تستهدف التعاقد مع 10 شركات بحلول ديسمبر 2023.
وبيّن أن شركته على وشك التعاقد مع إحدى المؤسسات التأمينية العالمية المتواجدة بمصر، لمساعدتها فى عدد من الأنشطة الداخلية لديها، لافتا إلى أن تلك خطوة هامة لكيان «استفسر» الناشئ، الذى يستهدف النمو بنحو 4 أضعاف العام السابق.
«المغرب».. بداية التوسعات الجغرافية
وقال «درويش» إن شركته تستهدف خلال الـ5 سنوات القادمة توسعا جغرافيا فى الدول العربية، مع تحديثات بالبرنامج لجعله شاملا جميع عمليات التأمين.
وأكد أن الشركة غير مستعدة للطرح فى البورصة خلال الفترة الحالية، بينما يمكن الإقدام على تلك الخطوة خلال 5 سنوات، مشيرا إلى أن ذلك يمثل فارقا كبيرا للكيان بعد عملية التداول، مما يتيح زيادة فى رأس المال إضافة للكثير من المميزات.
وذكر أن الشركة لا تهدف إلى الدخول فى أى قطاع آخرغير التأمين، حيث صُممت خصيصا لرقمنة المجال فقط وبث التكنولوجيا فى جميع أواصره، دون النية للبحث عن أذرع أخرى.
وأضاف أن «استفسر» الفريدة من نوعها فى مصر والوطن العربى فى تقديم ذلك النوع من الخدمات التأمينية المؤتمتة، مما يلفت الانتباه إلى أن الحصة السوقية لا يمكن القياس عليها، لعدم وجود تنافس بينها وأى نظير لها.
وبيّن أن الشركة تتعاون مع كيانات التأمين بنظام «الباقة» إذ تشتمل الأخيرة على مجموعة من الخدمات المقدمة، ابتداء من ألفى جنيه للواحدة الأوّلية، وصولا إلى أنظمة متخصصة يُتفق عليها مع المؤسسات الراغبة فى التعاون.
وأوضح أن باقات الوسطاء تبدأ من 200 جنيه للواحدة الأوّلية، والتى يمكن أن تصل إلى نظم متخصصة تُصمم خصيصا للعميل حسب رغبته، بإضافة ما يناسبه من خدمات ومنتجات.
على وشك صفقة كبيرة
وأشار «درويش» إلى أن الشركة تُنهى حاليا الاتفاق مع وسيطى تأمين، وصفهما بـ”الكبيرين» لافتا إلى أن الكيان بات على وشك إتمام عمليتين ضخمتين معهما مؤخرا، مع وجود عدد لا بأس به من الوسطاء الأحرار ضمن عملاء «استفسر».
وأوضح أن أصحاب الشركات المتوسطة أبرز العملاء المتكرر دخولهم على تطبيق «استفسر» بشكل دورى، لافتا إلى أن الجمهور متناهى الصغر فى طريقه للتعرف على البرنامج، من خلال آليات جديدة للتسويق يتبعها الكيان حاليا مع شركات التأمين فى عرض منتجاتها الخاصة بهم.
وكشف أن شركته على وشك التوسع جغرافيا فى شمال أفريقيا، مشيرا إلى أن «استفسر» قاربت على الانتهاء من تدشين فرع لها بالمغرب، وأن الكيان يبحث دائما عن دول شبيهة فى مجاله العام بمصر، ولذلك فإن بلدان الخليج مستبعدة من الخطة حاليا، بينما جنوب القارة السمراء يأتى فى المرحلة القادمة بعد الانتهاء من بلاد الجوار الغربية.
وأكد «درويش» أن إطلاق «استفسر» كان بهدف زيادة مستوى صناعة التأمين فى مصر، باعتماد حلول تكنولوجية مبتكرة، تهدف إلى الجمع بين العملاء والوسطاء والشركات فى منصة رقمية واحدة آمنة للنهوض بالسوق المصرية ودعمها فى أن تصبح أكثر كفاءة وشفافية ومتاحة للجميع.
وأشار إلى أن هدف «استفسر» حاليا توسيع شبكتها من الوسطاء وتعاونها مع شركات التأمين ودمجها فى مجال التغطيات الرقمية، بينما تشمل الخطوات التالية مزيدًا من التطوير للبنية التحتية التكنولوجية، بالإضافة إلى رقمنة جانب عمليات الأشياء بدمج عناصر أخرى، مثل أتمتة التسعير وتسوية المطالبات.
وأوضح أن البروتوكولات الخاصة بـ«استفسر» تستهدف جميعها توسيع قاعدة عملاء شركات التأمين من الأفراد والمؤسسات التجارية والصناعية، بتقديم وشرح التغطيات بصورة مبسطة تلبى احتياجات الجمهور.
وأفصح بأن خطة الشركة تتمثل فى التوافق مع توجه الحكومة للشمول التأمينى، بالوصول بالتغطيات للشرائح الفقيرة ومتوسطة الدخل، فضلا على دعم المشروعات متناهية الصغر، عبر التطبيق الإلكترونى الذى يسهل تعريفهم بالأنواع المختلفة بصورة مبسطة.
