أكد عدد من مسئولى الحديد ومواد البناء أن تراجع الطاقة الإنتاجية لمصانع حديد التسليح خلال الربع الأول من العام الحالى لأقل مستوياتها منذ عامين، وفقًا لبيانات البنك المركزي، يرجع إلى عدم توافر مستلزمات الإنتاج نظراً لصعوبة تدبير العملة الصعبة، وتوفير الخامات.
قال طارق الجيوشي، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، ورئيس مجموعة الجيوشى للصلب، إن الطاقات الإنتاجية لمصانع حديد الصلب منخفضة للغاية فى الوقت الحالى، وتعانى من شح فى المستلزمات.
وأضاف «الجيوشي» -فى تصريحات لـ«المال» - أن انخفاض إنتاج الحديد يتزامن أيضًا مع ركود كبير فى مستويات الطلب، ما يضع المصانع بين سندان نقص الإنتاج ومطرقة تراجع المبيعات.
من جانبه، قال أيمن العشري، رئيس مجموعة العشرى للصلب وعضو غرفة الصناعات المعدنية، أن الطاقات الإنتاجية لمصانع الحديد والصلب حاليًا لا تتجاوز حالياً %25.
وإلمح «العشري» إلى أن هناك نقص كبير فى المواد الخام ومسلتزمات الإنتاج المستوردة من الخارج نتيجة صعوبة تدبير العملة الأجنبية.
وأشار إلى أن بعض المصانع متوقفة حاليًا عن الإنتاج بشكل جزئى لعدم وجود خامات وانخفاض الطلب أيضًا، والبعض ربما يتكبد خسائر ضخمة لصعوبة وفائه بالطلبيات والتعاقدات التى وقع عليها لتوريد كميات من الحديد.
وطالب بضرورة البحث عن بدائل، وخفض الغرامات على المصانع أو إلغائها، مع تقديم تيسيرات وتسهيلات فى استيراد المواد الخام من الخارج، ما سيسهم فى زيادة الطاقة الإنتاجية.
من جانبه، قال محب شفيق أحد تجار مواد البناء، إن السوق تعانى من حالة ركود تضخمى ونقص فى معروض الحديد أيضًا، بالتزامن مع زيادة الأسعار بشكل متواصل.
وأضاف «شفيق» لـ«المال» أن بعض المصانع لا تقوم بتسليمات، كما تعانى السوق من انخفاض الطلب بشكل قوى منذ شهور طويلة، وسط تحرك فى سعر العملة الأجنبية وزيادة فى التضخم.
وأظهرت بيانات البنك المركزى عن تراجع كميات حديد التسليح المنتجة خلال الربع الأول من العام الحالي، لتسجل 1.74 مليون طن، وهو أقل مستوى منذ 2020 والبالغ 1.78 مليون طن.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية المتاحة من حديد التسليح فى مصر حوالى 15 مليون طن، فيما يسجل الاستهلاك الفعلى 7.5 مليون طن، ويتربع «حديد عز» على رأس أكبر المصانع إنتاجية فى مصر والشرق الأوسط وأفريقيا.