«أكبر شركة زراعية فى الشرق الأوسط» الهدف الأسمى لـ«لوتس للتنمية والاستثمار» خلال السنوات القليلة المقبلة، كان ذلك عنوان الحلقة الأحدث من برنامج «CEO level» الذى يُذاع مساء الخميس من كل أسبوع على قناة «ALMAL TV» بموقع يوتيوب.
واستضاف حازم شريف، رئيس تحرير جريدة المال، ومقدم برنامج CEO Level، أيمن العبد المساهم الرئيسى والعضو المنتدب لشركة لوتس للتنمية والاستثمار الزراعى، فى حوار تطرق بين رحلة التأسيس والتحول من تجارة الأعلاف الى الزراعة المتخصصة فى بنجر السكر بدرجة كبيرة.
وكشف العبد عن أبرز محطات «لوتس للتنمية والاستثمار» من تأسيسها على يد شقيقه مصطفى العبد فى 2011، إلى تطور رأسمالها من 5.5 إلى 56 مليونًا فى 2017 للتوافق مع شروط مشروع مستقبل مصر والحصول على أرض لاستصلاحها وزراعتها، ومرورا بالقيد فى سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة “النيل” وخطة الانتقال إلى البورصة الرئيسية بنهاية العام الجارى.
وحدد العبد، خطوات تحول «لوتس للتنمية والاستثمار» إلى كيان عملاق خلال السنوات الـ 3 المقبلة، ما بين تعاظم ضخم فى الإيرادات لتصل إلى حاجز المليار جنيه مقارنة مع 118 مليونًا فى 2022، وبمستويات ربحية قد تصل إلى 200 مليون مقابل 12.3 مليون العام الماضى.
واشتملت الخطة على محور زيادة الأرض المملوكة للشركة من 4 آلاف فدان حاليًا إلى 15 ألفا خلال الـ 3 سنوات المقبلة بجانب التوسع فى الأرض المؤجرة أو الزراعة التعاقدية.
وكان أبرز محاور التحول لكيان عملاق، هو بدء إبرام اتفاقات بشأن تصدير كميات ضخمة من مشتقات بنجر السكر مثل «التفل» و«الجزير الحجازى» إلى السوق الخليجية وتحديدًا أسواق السعودية والإمارات، بحجم عقود تصديرية تصل إلى مليار جنيه فى الأعوام الثلاثة المقبلة.
وتطرقت الحلقة الأحدث من برنامج CEO Level إلى وضع صغار المستثمرين ومطالبهم من رئيس الوزراء، وبدء اتخاذ خطوات جادة وفعالة نحو تدشين كيان يمثل مزارعى مصر، وإلى نص الحوار المتاح للجمهور على قناة «ALMAL TV» بموقع يوتيوب:
● حازم شريف: أهلا بكم فى حلقة جديدة من برنامج CEO Level، ضيف اليوم ينتمى لقطاع كلاسيكى لكنه يتسلح بأدوات ونظم حديثة قد تمكنه من تسجيل معدلات نمو وأداء إيجابية خلال الفترة المقبلة، أرحب بالأستاذ أيمن العبد، العضو المنتدب لشركة لوتس للتنمية والاستثمار الزراعى.
أيمن العبد: أهلا بك أستاذ حازم، وبمشاهدى البرنامج.
● حازم شريف: كعادة CEO Level نبدأ بتعريف الضيف، من هو أيمن العبد؟ وماذا عن رحلته الدراسية وتطورها المهنى وصولًا لتأسيس «لوتس للتنمية والاستثمار الزراعي؟
أيمن العبد: تخرجت فى مدرسة «EBS» سابقًا النصر للبنين حاليًا بمحافظة الإسكندرية، والتحقت بكلية التجارة جامعة طنطا، وعملت فى القطاع المصرفى لمدة 20 عاما تقريبًا، فى كل من بنوك أبوظبى الوطنى - وسوستيه جنرال «سابقًا» الأهلى QNB حاليًا- سيتى بنك، ثم انتقلت إلى دبى للعمل كمدير إقليمى لبنك الاتحاد الوطنى، ثم نائب رئيس بنك النور الإسلامى لإدارة الثروات.
وفى 2015، تقدمت باستقالتى من البنك، وكانت تلك اللحظة بداية تحقيق الحلم الزراعى مع أخى «مصطفى العبد»، الذى يمتلك خبرات استثمارية وتمويلية بالعمل فى سوق المال.
وقام أخى «مصطفى العبد» بتأسيس الشركة فى 2011 وانضممت له عام 2015، لتحدث نقلة نوعية فى تاريخ “لوتس للتنمية والاستثمار الزراعي” فى فترة 2016/ 2017.
● حازم شريف: ما هو الغرض والهدف من تأسيس الشركة فى 2011؟
أيمن العبد: بدأنا الشركة بأهداف تجارية تتمثل فى التصدير وتحديدًا لمنتجات «تفل البنجر» و«الأعلاف الحيوانية»، إضافة إلى وجود مزرعة إنتاج حيوانى، فى ظل عمل العائلة بمجال الزراعة.
وفى عام 2015، وجدنا أننا نعمل بقوة فى الإنتاج الحيوانى والتصدير، لكن ليس لنا تواجد السوق المحلية بقوة، ومن ثم كان ذلك بداية التغيير ودخولنا فى زراعة البنجر وإدارة مزارع السكر والزراعات الآلية.
وأعددنا دراسة جدوى فى 2015، لنستقر على أن البنجر من القطاعات الواعدة فى مصر، ولدينا عجز فى الكميات المنتجة من السكر حاليًا، ولكن مع دخول مصنع القناة حيز العمل فإنه سيوفر الفجوة البالغة 900 ألف طن ومن ثم تحقيق الاكتفاء الذاتى.
وبالتركيز على السوق المحلية، رأينا أن المزارعين يهتمون بالشكل التقليدى للزراعة مع ضعف فى استخدام نظم الميكنة الحديثة التى توفر إنتاجا أكبر للفدان يبدأ من 35 طنا مقارنة مع حجم إنتاج الزراعة التقليدية البالغ 19 طنا للفدان الواحد.
قدرات الميكنة تغطى 20 الف فدان ونزرع حاليًا 4 آلاف ونضاعفها العام المقبل

● حازم شريف: كيف تطور رأسمال الشركة مع تغير طبيعة عملها من تجارة البنجر والأعلاف إلى الزراعة، وماذا عن التمويلات المطلوبة؟
أيمن العبد: تم تأسيس الشركة فى 2011 برأسمال 5.5 مليون جنيه، وتمت زيادته بشكل متواصل حتى سجل 56 مليون جنيه فى 2017، بهدف الدخول لمشروع مستقبل مصر، إذ تم تخصيص نحو ألف فدان لشركة «لوتس».
وأثبتنا قدراتنا لنستحوذ على مساحات ضخمة، حيث أصبحنا أكبر مورد لبنجر السكر فى مصر.
ومن حسن حظنا أننا توقفنا عن الزراعة خلال العامين الماضيين فى ظل الآثار السلبية للتغييرات المناخية، إذ قمنا بالتركيز على تطوير وتقوية الميكنة بالشركة، التى باتت أكبر كيان من حيث الطاقة الإنتاجية لزراعة وحصد محصول البنجر بالشكل الآلى بنحو 20 ألف فدان، نستغل منها حاليًا نحو 5 آلاف ونسعى لمضاعفتها العام المقبل.
توريد 3 آلاف طن يوميا من بنجر السكر من إبريل إلى أغسطس كل عام
● حازم شريف: هل نستطيع القول إن «لوتس» شركة متخصصة فى زراعة البنجر؟
أيمن العبد: زراعة بنجر السكر تعد النشاط الرئيسى للشركة، إذ تستحوذ على %70 من الإنتاج مقابل %30 لزراعات القمح والذرة.
تكلفة زراعة فدان البنجر ارتفعت %300 مقارنة مع 2021
● حازم شريف: ما هى مؤشرات الشركة فى 2022 من حيث رأس المال والإيرادات والأرباح؟
أيمن العبد: سجلنا إيرادات بـ 118 مليون جنيه فى 2022، بينما بلغت الأرباح 12.3 مليون، ونسعى لتسجيل نمو فى الإيرادات بنسبة %300 خلال 2023 مقارنة مع 2022، ومعدلات مثيلة لنمو الأرباح.
● حازم شريف: هل ترى أن هامش الربح فى 2023 سيكون مناسباً فى ظل تأثر أرقام العام الماضى بالتغيرات المناخية؟
أيمن العبد: بالنسبة للعام الحالى سيكون مناسبا للغاية، وبالطبع تأثرنا بالتغيرات، ولكننا قمنا بتقوية الميكنة فى الشركة وتهيئة فريق العمل استعدادًا لعودة الزراعة بشكل متسارع خلال الفترة المقبلة.
أجرنا 3 آلاف فدان من كيانات أخرى أبرزها «جهينة» و«العادل» و«المتحدة»
● حازم شريف: نموذج عمل الشركة يقوم على الاستصلاح والزراعة وبيع المحاصيل، هل هناك أنشطة أخرى مثل التصدير والتجارة وتأجير الأراضي؟
أيمن العبد: بالفعل، نقوم على تأجير مساحات أراضى من الغير، فعلى سبيل المثال حصلنا العام الحالى على 1000 فدان من شركة جهينة، ومثلها من «المتحدة» و650 فدانا من «العادل»، إذ لابد من ذلك الأمر حتى نوفر الكميات المطلوبة من العملاء فى ظل امتلاك «لوتس» لـ 4 آلاف فدان فقط.
● حازم شريف: ما هو حجم المساحة التى تمت زراعتها فى 2022 سواء بأراضى الشركة أو المؤجرة من الغير؟
أيمن العبد: زرعنا 4 آلاف فدان فى 2023، ونقوم حاليًا بتوريد المحصول، إذ أبرمنا عقد مع شركة النوبارية للسكر لتوريد بنجر السكر بكمية 115 ألف طن، ومؤشرات عملية الحصد التى وصلت لمنتصفها تشير إلى زيادة الإنتاج عن الكمية المطلوبة بنحو 40 – 60 ألف طن.
● حازم شريف: كيف سيتم استغلال ذلك الفائض من منتج بنجرالسكر؟
أيمن العبد: قد يتم بيعها لشركة النوبارية أو أى شركات أخرى.
● حازم شريف: ماذا عن حجم الاستصلاح من الأراضى المملوكة للشركة البالغة 4 آلاف فدان؟
أيمن العبد: نمتلك 1000 فدان فى مشروع مستقبل مصر تم استصلاحها بالكامل وزراعتها بمنتج بنجر السكر، إضافة إلى استصلاح وتشغيل نحو 800 فدان من إجمالى 3000 بمزرعة «رقية» بالوادى الجديد.
ونسعى لإنهاء %50 من الأرض قبل نهاية ديسمبر المقبل، على أن تُكمل الشركة النصف الآخر من المزرعة خلال أول 6 أشهر من 2024، والتى سيتم توجيهها بالكامل للتصدير لجلب عوائد دولارية.
● حازم شريف: ماذا عن الهيكل التمويلى للشركة وحجم القروض والرافعة المالية؟
أيمن العبد: نسبة الرافعة المالية تقدر بـ 1 : 2 وهو معدل مرتفع بعض الشيء، ولدينا قروض قصيرة الأجل مع البنك الزراعى، ونظيره الأهلى المصرى، حيث سنسدد للأول نحو 70 مليون جنيه بنهاية موسم بنجر السكر الحالى، ونفس الحال مع الثانى.
ومع صدور القوائم المالية للفترات يونيو وسبتمبر 2023، مع زيادة النقدية بالشركة فإن نسبة القروض والرافعة المالية ستنخفض، إضافة إلى خطة زيادة رأس المال ليصل إلى 150 مليون جنيه فى الربع الرابع من 2023.
● حازم شريف: هل سيساهم ذلك فى خفض الرافعة المالية لـ 1 : 1؟
أيمن العبد: بالفعل، سنزيد رأسمال الشركة على مرحلتين، الأولى سنصل لمستوى 150 مليون جنيه فى الربع الرابع من 2023، مما يساهم فى خفض الرافعة المالية بحد أقصى الى 1 : 1.
● حازم شريف: ماذا عن رؤيتك لمستقبل «لوتس للتنمية والاستثمار»؟
أيمن العبد: أود أولاً الإشارة إلى أن أخى «مصطفى العبد» قد تخارج من الشركة فى 2018، إذ كان يتولى منصب العضو المنتدب حتى ذلك الوقت.
وتتمحور رؤيتنا حول تعزيز طاقة ميكنة أنشطة “لوتس للتنمية والاستثمار الزراعي” التى تعد أكبر شركة من القطاع الخاص تورد منتج بنجر السكر لقطاع الأعمال العام، ويتضمن ذلك عمليات ضخمة للغاية تتراوح بين 160 و180 ألف طن، إذ تشهد الفترة من أبريل إلى أغسطس عمل متواصل لـ 40 جرارا زراعيا مع توريد نحو 3000 طن فى اليوم.
ونسعى إلى تنسيق تلك العمليات بالشكل الذى يؤمن استمرارها دون توقف، فى ظل وجود 4 مواقع للعمل والتوريد من النوبارية وأبو منقار ومشروع مستقبل مصر والداخلة فى الوادى الجديد، إضافة إلى الاهتمام بالكوادر البشرية بالشركة والتدريب المستمر للمهندسين الزراعيين ومهندسى قطاع الميكنة.
فعلى سبيل المثال، نعمل بجرارات ألمانية تعمل بشكل ذاتى وحتى 3 أعوام سابقة كانت قيادته تتم بواسطة سائقين أوكرانيين فى ظل عدم وجود مصريين قادرين على ذلك الأمر، إذ قمنا بتدريب العمالة المصرية على يد الأجانب لمدة موسم كامل حتى وصل الحال إلى قيام سائقى «لوتس» بتدريب نظرائهم المصريين فى الشركات الأخرى.
ويعد قطاع سائقى المركبات الزراعية من أكثر القطاعات الواعدة وفقًا لدراسات البنك الدولى، وذلك وفقًا للمشروعات التى تتم فى المناطق المختلفة حول العالم مثل الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية.
● حازم شريف: لماذا تخارج شقيقك “مصطفى العبد” من الشركة فى 2018؟
أيمن العبد: مصطفى العبد لا يحبذ المخاطر، إذ إن شخصيته تعد محافظة بعض الشيء، وذلك بخلاف طبيعتى، لكنه هو من أسس الشركة وتعاظمت على يده.
● حازم شريف: ماذا عن هيكل ملكية الشركة؟ وهل تعد عائلية أم لا؟
أيمن العبد: أملك بشكل شخصى نحو %64.5 من الشركة، بجانب هبة العبد “شقيقتي” تساهم بنحو %11.5، ونيرمين وهند الطيرى بنسبة %13 لهما، والباقى أسهم حرة التداول.
● حازم شريف: نعود إلى الرؤية المستقبلية.. ما هى أهدافك خلال الفترة المقبلة؟
أيمن العبد: نستهدف أن تصل «لوتس للتنمية والاستثمار الزراعى» إلى أن تكون أكبر شركة زراعية فى الشرق الأوسط، ووضع نموذج جديد للزراعة، إذ نمتلك دورا فى الزراعات التعاقدية خاصة فى بنجر السكر، ونتمنى أن يكون هذا حال باقى المحاصيل مثل القمح والذرة والبطاطس.
الخلط بين الفكر المالى والزراعى ينتج عنه منتج جيد للغاية، إذ كلما حاولت خفض المخاطر كلما كانت بيئة العمل أكثر تناسبًا وتهيأ لتحقيق الأهداف.
● حازم شريف: الزراعة التعاقدية بنظم الميكنة الحديثة قد تمكنك من استغلال جميع الطاقات وزراعة مساحات أكثر، لكنها لا تؤدى إلى استصلاح الأراضى، إذ ترتكز الأهداف على تعزيز القدرة والطاقة الآلية والحصول على أراض عبر التعاقد أو تأجير مساحات من الغير.
أيمن العبد: «لوتس» تستصلح الأراضى لنفسها وليس للغير، إذ نعمل على استصلاح 3000 فدان فى مزرعة «رقية» بالوادى الجديد.
● حازم شريف: وفقًا للأرقام التى أشرت إليها، فإن النسبة الأكبر من محفظة الأراضى تميل أكثر للتعاقدات مع الغير، إذ إن الشركة تمتلك 4 آلاف فدان حاليًا منها 1000 مستصلحة بجانب 3 آلاف تحت الاستصلاح، فى حين أن المساحة التى تم التعاقد عليها من الغير تقدر بـ 3000، وتسعى الشركة لزيادة رقعة الأراضى إلى 20 ألف فدان، ومن ثم فإن الكفة قد تميل أكثر إلى الأراضى المؤجرة لتصبح نسبة الأرض المملوكة إلى المؤجرة بنحو 1 إلى 4.
أيمن العبد: دائما نسبة الأراضى المملوكة للشركة إلى نظيرتها المؤجرة تبلغ 1 : 2، إذ تقدر مساحة الأراضى تحت يد الشركة بنحو 8000 فدان، 4 منها بنظام التملك ستستصلح بالكامل بنهاية العام الجارى، والـ 4 الأخرى مؤجرة من الغير.
ولكن فى لحظة ما سيتوقف نشاط الاستصلاح لأنه لا توجد شركة لديها القدرة المالية على شراء 30 ألف فدان على سبيل المثال، بتكلفة تتعدى مئات الملايين والمليارات.
ونسير فى «لوتس للتنمية والاستثمار الزراعى» خطوة بخطوة، ونقوم بضخ أية سيولة فى الاستثمارات مرة أخرى.
● حازم شريف: أحد مخاطر الزراعة التعاقدية حال انتشارها، يتمثل فى انخفاض حجم المساحة المتاحة من الأراضى الزراعية بنظام التعاقد فى المستقبل أمام الشركات الاستثمارية مثل «لوتس» ومن ثم قد يؤدى ذلك إلى ارتفاع تكلفة الحصول عليها مما يؤثر سلبًا على هوامش الربحية، كيف يمكن مواجهة هذا الأمر؟
أيمن العبد: تلك المخاطر موجودة بالفعل، لكن النموذج الذى ذكرته سيكون صحيحًا بشأن ارتفاع التكاليف حال توجه كافة الشركات إلى الزراعة التعاقدية دون استصلاح، لكننا نقوم باستصلاح وزراعة %50 من أراضينا و%50 من أراضى الغير.
وحتى إن تملكت الشركة مساحة أراضى تقدر بـ 20 ألف فدان، لن تستطيع زراعتها بأكملها بمحصول البنجر حفاظًا على جودة خصوبة الأرض والدورة الزراعية، ومن ثم لابد من زراعة أراضى الغير لتوفير الكميات المطلوبة من المصانع والعملاء.
وقد ارتفعت تكلفة فدان بنجر السكر فى 2023 بنسبة %300 مقارنة بأعوام 2020/ 2021، وأصبحت زيادة التكاليف عائقًا أمام استمرار الشركات الزراعية التى باتت مطالبة بحصد محصول أكبر من الطبيعى حتى تحقق المكسب الذى يضمن لها الاستمرارية، وهذا يعد أحد أبرز المخاطر التى تتعامل معها «لوتس» بخطوات مدروسة.
تسعى للحصول على 2000 فدان بنظام الإيجار بغرض التملك
● حازم شريف: أشرت إلى أنك تستهدف الحفاظ على نسبة 1 : 2 بشأن الأراضى المملوكة إلى نظيرتها المؤجرة، فهل تسعى «لوتس» إلى شراء مساحات جديدة خلال الفترة المقبلة؟
أيمن العبد: بالفعل، نسعى حاليًا للحصول على 2000 فدان بمنطقة الداخلة بالوادى الجديد، بنظام الإيجار بغرض التملك، الذى يتيح مهلة زمنية تصل لعامين حتى تنتهى الشركة من تجهيز المنشآت المطلوبة، ثم التقدم بطلب تملك الأرض.
وأود الإشارة إلى ضرورة حصول المستثمر المصرى على الميزة النسبية إن وجدت مقارنة بالمستثمرين الآخرين، إذ يتحصل نظيره العربى على عقود أفضل من تلك التى نبرمها مع الجهات الحكومية.
● حازم شريف: ما هى الأزمات التى تواجهك كمستثمر عند التعامل بنظام الإيجار بغرض التملك؟
أيمن العبد: الأزمة تكمن فى البيروقراطية وطول المدة التى تحتاجها لإنهاء الإجراءات.
● حازم شريف: ما هى اقتراحاتك للقضاء على البيروقراطية؟
أيمن العبد: أتمنى أن يهتم رئيس الوزراء بمقابلة كبار وصغار المزارعين لبحث مطالبهم والاستماع إليهم، بالشكل الذى يوفر الحل النهائى لتلك المعضلات.
استصلاح %50 من أرض «مزرعة رقية» قبل نهاية ديسمبر 2023
● حازم شريف: نعود إلى الرؤية المستقبلية.. ما هى الخطوة الأولى التى تسعى لتحقيقها الفترة المقبلة؟
أيمن العبد: الهدف الرئيسى هو تعظيم العائد عبر زيادة المتحصلات من العملة الأجنبية من خلال الصادرات، فى ظل امتلاكنا لفرص قوية فى قطاعات مثل الأعلاف الزراعية، والنخل المجدول.
فعلى سبيل المثال مشروع “مزرعة رقية” يحتوى على 1500 فدان لزراعة النخل المجدول، بجانب بمحطة فرز وتعبئة ومصنع، بينما سيحتوى النصف الثانى من الأرض على المحاصيل التى سيتم توجيهها أيضًا للتصدير.
وبالتالى لابد أن يكون رجال الأعمال الزراعيون يسعون إلى توجيه 30 - %40 من محفظتهم للتصدير، إلا أن الأزمة تكمن فى غياب الكيان الذى يُمثل المزارعين المصريين.
والدليل على أهمية وجود كيان ممثل للمزارعين، وجود منتجات يتم تصديرها بأسعار أقل كثيرًا عن نظيرتها المنافسة لدول أخرى، مثل محصول الفول السودانى الذى يُصدر بأقل %50 من سعر نظيره الإسرائيلى رغم مستوى الجودة المتقارب بين المنتجين إن لم تكن الأفضلية للمصرى.
● حازم شريف: وجود كيان يُمثل المزارعين هو أمر يخص العاملين فى هذا القطاع وليس الحكومة، ومن ثم فالمهمة تقع على عاتقكم؟
أيمن العبد: بالفعل، نعمل على تدشين كيان يُمثل المزارعين.
● حازم شريف: ماذا عن تفاصيل تدشين ذلك الكيان؟
أيمن العبد: نعمل حاليًا على تدشين أول جمعية لمستثمرى ومزارعى بنجر السكر فى مصر، لحماية صغار المستثمرين، إضافة إلى السير فى إجراءات جمعية مستثمرى ومزارعى الوادى الجديد بمشاركة كيانات كبيرة وعملاقة فى هذا المجال.
● حازم شريف: هذا يأتى فى إطار تجمع أصحاب المصالح المشتركة والمشروعة بكل تأكيد لإنشاء كيان يضغط لتنفيذ مطالبهم.
أيمن العبد: بالفعل، وبهدف حماية صغار المزارعين فى ظل المشكلات التى تعرضوا لها خلال الفترة الماضية من قبل أصحاب مصانع السكر.
● حازم شريف: ما هى أبرز الأزمات التى تعرض لها صغار مزارعى البنجر؟
أيمن العبد: أبرز الأزمات هى تعرض صغار المزارعين لعدم الحصول على علاوة لسعر البنجر من قبل بعض المصانع، بما يمثل 20 - %25 من الإنتاجية، لعدم وجود جهة أو كيان يتحدث باسمهم.
● حازم شريف: هل حدث ذلك لجميع المزارعين أم صغارهم فقط؟
أيمن العبد: وفقًا للمعلومات التى تحصلت عليها، تعرض صغار المزارعين لعدم صرف العلاوة عقب توافر كميات جيدة من محصول بنجر السكر، بهدف تعظيم أرباحها، وما سيؤكد ذلك الارتفاع الكبير الذى ستسجله أرباح مصانع السكر.
وأتحدث عن ذلك ولم أتعرض لتلك المشكلة فى ظل العلاقة الجيدة التى أتلقاها من مصنع النوبارية للسكر الذى أتعامل معه، ولكنى حريص على مصالح صغار المزارعين.
زيادة الأرض المملوكة إلى 15 ألف فدان وإيرادات بمليار جنيه وأرباح تصل لـ 200 مليون.. أهداف 3 أعوام
● حازم شريف: كيف ترى شركة “لوتس للتنمية” بعد 3 أعوام من حيث الإيرادات والأرباح ومحفظة الأراضى وتوزيع المبيعات محليًا وخارجيًا؟
أيمن العبد: نستهدف زيادة محفظة الأراضى المملوكة للشركة من 12 إلى 15 ألف فدان، بإيرادات لا تقل عن مليار جنيه وبأرباح تدور حول مستويات الـ 200 مليون جنيه.
وبالنسبة للمشروعات، فإن مزرعة الوادى الجديد ستكون منتجة خلال عامين أو ثلاثة بأقصى تقدير، وسيكون إنتاجها بالكامل للتصدير، ونعمل على اتفاقات تصديرية خلال الفترة المقبلة.
● حازم شريف: ماذا عن تفاصيل تلك الاتفاقات؟
أيمن العبد: نعمل على تصدير كميات ضخمة وكبيرة من “تفل بنجر السكر” و”الجريز الحجازي” لكل من الإمارات والسعودية.
● حازم شريف: ما حجم عقود تلك الاتفاقيات؟
أيمن العبد: نستهدف تصدير كميات من “الجريز الحجازي” بنحو مليار جنيه خلال 3 سنوات مقبلة بدءًا من العام المقبل وحتى 2026، ونسعى لتسجيل صادرات بنسبة 30 - %40 من إجمالى الإيرادات وذلك بدءًا من 2024.
● حازم شريف: ماذا عن حصة البنجر ومشتقاته من محفظة منتجات الشركة بعد 3 سنوات؟
أيمن العبد: نحو 50 - %60، إذ تعد مشتقات البنجر كثيرة منها «تفل» و«المولاس» وأخيرًا السكر والذى من الممكن أن نقوم ببيعه ونعمل على ذلك، وهذه منتجات صالحة للتصدير وللبيع.
وستتوزع المبيعات بين %40 عبر الصادرات و%60 للسوق المحلية، وتعد تلك نسبة ضخمة.
● حازم شريف: أشرت فى حديثك لإمكانية بيع السكر، هل هناك خطة لدخول «لوتس» لمجال توزيع السكر؟
أيمن العبد: ندرس مع شركة «النوبارية» الحصول على حصة من منتج السكر، لتوزيعها فى السوق المحلية.
● حازم شريف: هل ستؤسس شركة جديدة لتوزيع السكر؟
أيمن العبد: بالفعل، سندشن شركة تابعة تحمل اسم «لوتس».
● حازم شريف: هل هناك خطة للتوسع الخارجى خلال القترة المقبلة؟
أيمن العبد: درسنا ذلك الأمر بالفعل، إذ استهدفنا التواجد فى السودان نظرًا لكثرة الأراضى الصالحة للزراعة، ولكننا لم نتخذ خطوات فعلية بسبب الأحداث الأخيرة، حيث خططنا لزراعة عباد الشمس والصويا، تلك المنتجات التى لدينا بها نقص فى السوق المحلية.
● حازم شريف: ننتقل إلى ملف التحول للبورصة المصرية، فى ظل تأكيد المسئولين على ضرورة قيام الشركات المطروحة فى «النيل» بدورة سريعة ثم التواجد فى السوق الرئيسية.. فهل ستستطيع «لوتس» تحقيق ذلك؟
أيمن العبد: سنعلن عن إيراداتنا وأرباحنا فى القوائم المالية المقبلة «يونيو» و«سبتمبر»، والتى ستسمح لنا بالانتقال إلى السوق الرئيسية، إذ نستهدف الطرح فى البورصة أكتوبر المقبل.
● حازم شريف: ماذا عن شكل التواجد فى السوق الرئيسية؟
أيمن العبد: الانتقال للبورصة الرئيسية سيكون عبر زيادة رأس المال.
● حازم شريف: كم سيبلغ حجم الطرح عند الانتقال للبورصة الرئيسية؟
أيمن العبد: ندرس حاليًا التفاصيل الخاصة بالطرح مع المستشار المالى للشركة «أودن للاستثمارات المالية»، أيمن ياسين، المستشار القانونى.
