قال كامل العوضى، نائب الرئيس الإقليمى للاتحاد الدولى للنقل الجوى لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا «إياتا»، إن المنطقة سجلت مؤشرات تعافٍ فى حركة السفر بنسبة %88 خلال النصف الأول، على أن ترتفع إلى %95 فى موسم الصيف الحالى.
وأضاف «العوضي» -فى حوار لـ«المال»- أن التعافى بالكامل والعودة لمستويات عام 2019 (ما قبل جائحة كورونا) فى منطقة الشرق الأوسط ومصر سيكون مع أواخر العام الحالى، فيما ستشهد القارة الأفريقية تعافيًا كاملا فى 2024.
مؤشرات التعافى
وأشار «العوضي» إلى أن حركة الركاب فى إفريقيا سجلت نسبة %16 من مستويات عام 2019 وذلك اعتبارًا من شهر أبريل الماضى.
ونوه بأنه وفقًا لتوقعات الاتحاد الدولى للنقل الجوى، فإن حركة الركاب فى الشرق الأوسط ستتضاعف بحلول 2040، لتصل إلى 515 مليون مسافر، بينما فى إفريقيا ستتجاوز الـ300 مليون مسافر.
وذكر أن العام الحالى شهد بداية قوية فى حركة السفر، على الرغم من الصعوبات التى تواجه الصناعة، من بينها التأثيرات الناجمة عن تداعيات الحرب فى أوكرانيا.
وفى سياق متصل، توقع «العوضي» أن تحقق شركات الطيران فى الشرق الأوسط ربحية تصل إلى 1.4 مليار دولار فى العام الحالى، بعد أن عادت للربحية فى 2022، إذ عاد السفر الدولى فى المنطقة خلال مارس الماضى إلى %98 من مستويات ما قبل الجائحة.
ونوه بأن خسائر شركات الطيران فى إفريقيا سوف تتقلص، إذ تؤثر التحديات الاقتصادية والبنية التحتية والاتصال على أداء الصناعة، وعلى الرغم من هذه التحديات لا يزال هناك طلب قوى على السفر الجوى فى المنطقة، ما يدعم التحرك المستمر نحو العودة إلى ربحية الصناعة الإجمالية.
يشار إلى الاتحاد الدولى للنقل الجوى (إياتا) توقّع أن تصل أرباح شركات الطيران العالمية إلى 9.8 مليار دولار بنهاية عام 2023، وهو أعلى من ضعف التوقعات السابقة البالغة 4.7 مليار، والصادرة فى ديسمبر 2022.
أسعار التذاكر
ولفت إلى أن الأسباب وراء ارتفاع أسعار تذاكر الطيران تتمثل فى زيادة سعر الوقود، وارتفاع تكاليف التشغيل لشركات الطيران، فضلًا عن الرسوم والضرائب المفروضة فى المطارات حول العالم.
وذكر «العوضي» أن هدف الاتحاد الدولى للنقل الجوى هو استمرارية النمو بقطاع الطيران، إضافة إلى الدفاع عن شركات الطيران مع الجهات المعنية.
وحذر «العوضى» من الارتفاع السريع بمستويات الأموال المجمّدة لشركات الطيران فى عدد من الأسواق، مشيرًا إلى أنها قفزت بنحو %47 فى أبريل الماضى، لتصل إلى 2.27 مليار دولار، مقابل 1.55 مليار فى الشهر ذاته من 2022.
ولفت إلى أن %68 من إجمالى الأموال المحتجزة لشركات الطيران تتركز فى 5 دول، تضم نيجيريا بواقع 812 مليون دولار، وبنجلاديش 214 مليونا، والجزائر 196 مليونا، وباكستان 188 مليونا، ولبنان بنحو 141 مليونا.
وحثّ الحكومات على الالتزام بالاتفاقيات الدولية، بما يُمكن شركات الطيران من تحويل هذه الأموال الناشئة عن بيع التذاكر وخدمات الشحن والأنشطة الأخرى إلى حساباتها فى بلدانها الرئيسية.
«صفر» انبعاثات
وعلى صعيد آخر، قال «العوضي» إن الاتحاد الدولى للنقل الجوى يستهدف تحقيق صافى انبعاثات كربونية «صفرية» من صناعة الطيران بحلول عام 2050، وذلك التنسيق مع المنظمة الدولية للطيران المدنى «الإيكاو».
وذكر أن الاتحاد يتوقع أن تصل قدرة إنتاج الوقود المتجدد إلى 69 مليار لتر (55 مليون طن) بحلول عام 2028، وأن يشكل وقود الطيران المستدام جزءًا من هذا الإنتاج المتزايد الذى يتم تحقيقه، من خلال إنشاء مصاف الوقود الجديدة وتوسيع المرافق الحالية.
وتابع إذا وصل إنتاج الطاقة المتجددة إلى 69 مليار لتر بحلول عام 2028 كما هو متوقع، فسنكون على المسار الصحيح لتحقيق الحد المستهدف بالوصول إلى 100 مليار لتر (80 مليون طن) بحلول عام 2030.
ولفت إلى أن وصول نسبة وقود الطائرات المستدام SAF إلى %30 من إجمالى إنتاج الوقود المتجدد يعنى أن القطاع لديه القدرة على تحقيق 30 مليار لتر (24 مليون طن) من وقود الطائرات المستدام بحلول عام 2030.
جاء ذلك على هامش فعاليات انعقاد القمة العالمية للطيران والاجتماع العام السنوى AGM فى دورته الـ 79، والذى تم عقده فى إسطنبول بتركيا على مدار 3 أيام، وذلك فى أكبر تجمُّع لقادة صناعة الطيران حول العالم.
