قال الدكتور شيرين حلمى، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة فاركو للأدوية، إن مصنع المجموعة بالمدينة المنورة، فى المملكة العربية السعودية، سيبدأ العمل بالإنشاءات فى الأول من يوليو المقبل، بعد استلام الأرض والانتهاء من جميع التراخيص، متوقعًا بدء الإنتاج خلال ثلاث سنوات.
وأضاف حلمى فى حوار خاص لـ«المال» أن الشركة تعمل على تطوير خطوط الإنتاج الموجودة بجميع المصانع المختلفة التابعة لفاركو، لتواكب أحدث آليات التصنيع الموجودة عالميًا.
وأكد أن عدم استقرار سعر الصرف يؤثر على تكاليف صناعة الدواء، وبالتالى تزيد النواقص لعدم قدرة الشركات على تلبية الزيادة المتسارعة فى سعر الدولار، مع ثبات أسعار الدواء.
وشدد على ضرورة دراسة الأمر بطريقة مختلفة ووضع آلية أسرع لمواكبة الزيادة السريعة تجنبًا للدخول فى أزمة نقص كبيرة لعدد كبير من الأدوية، خاصة أن توافر مخزون للأدوية ومستلزمات الإنتاج يكفى لمدة عام تقريبًا، متسائلًا عن جدوى وجود خامات ومستلزمات إنتاج بالموانئ المصرية لمدة تزيد عن أربعة أشهر.
وأشار إلى أن دخول مستلزمات الإنتاج لا يسير بالشكل المطلوب رغم جهود مؤسسات مختلفة من الدولة المصرية، مبينًا ضرورة توفير العملة الصعبة لقطاع الدواء بشكل مختلف عن باقى القطاعات الاستثمارية الأخرى، خاصة مع تحمل الشركات ضغوط كبيرة خلال العامين الأخيرين.
وحول مشاركة «فاركو» فى المؤتمر الطبى الأفريقى بالنسخة الثانية، أوضح أن قارة أفريقيا بشكل عام لديها تحديات كبيرة علما بأن القارة السمراء تستورد %70 من الأدوية.
وبين ضرورة التعاون مع الدول المختلفة لتحقيق التكامل الصناعى بداية من مراحل البحث العلمى، وتصنيع المواد الخام للوصول لمنتج نهائى مصنع بالكامل داخل القارة الإفريقية ما سيشكل فارقًا اقتصاديًا فى تكلفة المنتج النهائي.
وشدد على اهتمام الشركة بضمان إمداد الأدوية فى القارة الإفريقية، إذ تعاونت «فاركو» بشراكة مع برنامج «نيباد»، والذى يهدف للتنمية الاقتصادية تحت مظلة الاتحاد الإفريقى، واقترحت خطة للتغلب على الأزمة من خلال مبادرة للإمداد الطبى المستمر لإفريقيا.
وأشار إلى اقتراح شركة «فاركو» عملية شراء مجمعة تستخدم التكنولوجيا والمعلومات المشتركة بشكل أفضل لضمان تصنيع وتوزيع الطلبات على الأدوية والمعدات الطبية فى الوقت المناسب وبشكل آمن.
وأوضح أن المبادرة تسمح بالشراء المجمع للبلدان الأفريقية، والبحث عن أفضل المنتجات المتاحة وأكثرها فعالية من حيث التكلفة والجودة العالية فى الوقت المحدد.
ولفت إلى إطلاق مبادرة خلال وباء كورونا، وتم تطويرها تحت مظلة الاتحاد الإفريقى، وهى منصة اللوازم الطبية الأفريقية (AMSP) وهى مبادرة لا تهدف للربح.
وتم إطلاق منصة اللوازم الطبية الأفريقية AMSP كقناة سوق عبر الإنترنت لتخفيف وإدارة العرض والطلب العالميين للإمدادات ذات الصلة خلال جائحة كورونا، مثل أجهزة التنفس الصناعى والمعقمات والماسكات، عبر الدول الأعضاء فى الاتحاد الأفريقي.
وأشار إلى نجاح الدولة المصرية فى تحدى القضاء على فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى سى، وتمكن الدولة من صناعة نفس المنتج بسعر أقل من النصف، لافتًا إلى أن تكرار التجربة ممكن إذا توافرت نفس العوامل لإنجاحها.
وأكد عزم فاركو المضى فى تصنيع الأدوية البيولوجية خلال الفترة القادمة، متوقعًا التعاون مع شركات عالمية من خلال مصنع الشركة بمدينة العاشر من رمضان لنقل خبرات التصنيع، والبدء فى الإنتاج خلال العام الحالى بعد تلقى فريق الشركة تدريبات مكثفة فى دولة جنوب إفريقيا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
وأشار إلى أن تعاون الشركات المصرية فى تصنيع المواد الخام يساهم فى تقليل الوقت اللازم لإنتاجها بالجودة المطلوبة، ويسمح بتبادل الخبرات لصالح صناعة الأدوية وريادة الدولة والشركات المصرية فى العالم، مبينًا أنه إبان توليه مجلس التصدير عام 2005، صنف أكثر 30 شركة تصديرًا للدواء، واقترح اختيار 10 أصناف لكل شركة، ليصبح الإجمالى 300 صنف يشتملون على 6 مثائل فقط، وبالتالى يكون هناك قائمة كاملة لشركات مختلفة لا تتنافس مع بعضها؛ بل تتكامل لصالح الصناعة واسم المنتج المصرى فى النهاية.
وأكد أن أول خامة دوائية أنتجت من مصنع فاركو لعلاج فيروس سى، وسجلت لعدة دول بينها البرازيل والأرجنتين وماليزيا وتايلاند، وتم اعتمادها دوليًا.
وأعرب حلمى عن تطلعه لإنتاج السوق المصرية خمس خامات دوائية لعلاج أمراض: الضغط، والسكرى، والمضادات الحيوية، وخافض الحرارة، القلب، حتى اذا واجه العالم ضغوطًا لسلاسل الإمداد كما حدث إبان أزمة كورونا أو الحرب الروسية يمتلك السوق المصرى إمكانيات التصنيع بشكل متكامل.
وذكر توقيع مجموعة شركات فاركو للأدوية، شراكة مع شركة روساتوم للرعاية الصحية؛ لإطلاق جيل جديد من الأدوية الإشعاعية فى مصر وروسيا تعتمد على الجزيئات البيولوجية ذات آثار جانبية منخفضة، وستكون هذه الأدوية مخصصة لمرضى الأورام فى المرحلتين الثالثة والرابعة.
وأكد أن إنتاج المضادات الحيوية بمصنع شركة فاركو بى العالمية ببرج العرب بالإسكندرية ساعد على تأمين الاحتياجات المحلية من هذه الأدوية وبنفس جودة وكفاءة المنتج المستورد، خاصة أن المضادات الحيوية واسعة المجال من مجموعة «الكاربابينيم» ضرورية فى علاج الحالات الحرجة إذ يتم توفيرها فى جميع المستشفيات العامة والخاصة من خلال مجموعة فاركو.
يذكر أن الدكتور حسن عباس حلمى أسس فاركو مجموعة للأدوية، إذ بدأت الإنتاج عام 1987، وتتكون من 9 شركات تعمل فى المجال الدوائى، إذ تقوم بعمليات إنتاج وتصنيع وتسويق وتوزيع وتصدير أكثر من 600 مستحضر ومجموعة دوائية، إضافة إلى إنتاج مجموعة كبيرة من المستحضرات الخاصة بالشركات العالمية ويعمل بها أكثر من 7000 موظف.
وتتكون المجموعة من عدة شركات وهى شركة فاركو للأدوية (الشركة الأم) شركة العامرية للصناعات الدوائية، الشركة الأوروبية المصرية للصناعات الدوائية، وشركة سيف فارما، شركة تكنو فارما إيجيبت، وشركة فاركو بى، وشركة فاركو بى العالمية لصناعة الكيماويات، وفاركو إيمبكس رومانيا، وشركة أبوقير تريدنج، وضمن المجموعة عام 2020 مصنع بيوجنيركس للمستحضرات الحيوية، وهى شركة دولية تتمثل أنشطتها الرئيسية فى تطوير وإنتاج وتسويق منتجات الأدوية الحيوية والأمصال.