تبنت مجموعة من الشركات العاملة فى قطاعات متنوعة فى السوق المحلية سياسات انكماشية خلال العام الجاري، بضغط من تأثيرات الظروف الحالية وعلى رأسها تغيرات سعر الصرف.
وقال مسئولو تلك الشركات التيرصدتها «المال» إن الظروف الحالية والتى تؤثر بشكل مستمر على التكلفة، كانت سبباً رئيسياً للتريث لحين هدوء الأوضاع، مؤكدين على وجود مخارج حالية تتعلق بتوفير سيولة دولارية مثل التصدير.
وأكد الدكتور أحمد النايب المؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «ماكرو جروب للمستحضرات الطبية – ماكرو كابيتال» أنها تُخطط للتوقف عن ضخ أى استثمارات جديدة خلال العام الحالى.
وأشار إلى أن شركته تسعىإلى مواصلة التركيز على سوق التصدير لتوفير العملة الأجنبية بغرض مواجهة زيادة أسعار المواد الخام.
وأوضحأن «ماكرو» تواصل أيضًا إطلاق منتجات جديدة بالإضافة إلى تعزيز أنشطة التسويق بغرض زيادة حصتها فى سوق المنتجات التجميلية العلاجية التى تجاوزت %30 فى نهاية2022.
وتابع إن البيئة الاقتصادية الحالية تُعد تحديًا كبيرًا لأى شركة،ولكنها تُشكل أيضاً فرصة للإنتاج والتصديرلأن المنتجات المصرية عالية الجودة أصبحت أرخص دوليًا بعد تخفيض قيمة العملة، كما أن ندرة المنتجات المستوردة فى السوق المحلية يخلق طلبًا على «الأولى» ويجعلها بديلا «للثانية».
فى سياق متصل،قال الدكتور عبد الله محفوظ رئيس مجلس إدارة شركة «المتحدون فارما»إنهاأبطأت خطتها التوسعية خلال العام الجارى والمتمثلة فى تطوير مصنعها للمحاليل الطبية، وافتتاح معمل جديد لقياس جودة المنتجات ومدى مطابقتها للمواصفات العالمية.
وأشار إلى أن عمليات الاستحواذ على كيانات جديدة بالقطاع الطبى تستغرق وقتا كبيرا بسبب طول الإجراءات والبيروقراطية.
من جهته، أكد أحمد حسنيالعضو المنتدب بشركة «إف إم تى ستيل» الصناعية، أنها تُخطط لإرجاء توسعاتها خلال العام الجارى لحين استقرار أسعار الصرف المحلية.
ولفت إلى أن شركته كانت تُخطط لإنشاء مصنع جديد فى أى من المناطق الصناعية محليًا بغرض زيادة نشاطها ولكنها أوقفت تلك المساعى بضغط زيادة التكاليف والتى أثرت على القيمة الاستثمارية.
وأوضح «حسنى» أن تكلفة إنشاء المصنع تم تحديدها سابقًا بواقع 50 مليون جنيه، ولكن عقب الظروف الأخيرة وزيادة التكاليف تضاعفت لأكثر من 100 مليون.
وقال إن التغيرات المتتالية فى سعر الصرف صعبت على الشركة إجراء دراسة الجدوى وحسم التكلفة النهائية للإنشاء، وبالتالى فضلت التريث لحين استقرار الأوضاع.
وكشف أحمد مرشدى مدير علاقات المستثمرين بشركة «السويس للأسمنت» أنها لا تُخطط لضخ أى استثمارات جديدة خلال العام الجارى.
وأوضح أن «السويس للأسمنت» تنوى فقط استكمال الأعمال القائمة، والتى بدأتها منذ العام الماضى وما قبلها، لافتًا إلى أنه لديها 3 مشروعات كبيرة تعمل بها وقد تستمر حتى العام المقبل.
ولفت إلى أنه برغم أن استثمارات تلك المشروعات كان قد تم تحديدها سابقًا إلا أن الظروف الحالية وتغيير سعر العملة عدة مرات أثر على التكلفة وأدى إلى زيادتها، خاصة أن المكون الأساسى فيها الدولار. فى سياق متصل، قال عادل مراد مدير علاقات المستثمرين بشركة الوادى العالمية للاستثمار والتنمية، إن الشركة متحفظة فى ضخ استثمارات جديدة خلال العام الجاري، بضغط الظروف الحالية، والتى رأى أنها غير مشجعة مطلقًا على الاستثمار، فى ظل التغير المتتالى للتكاليف، بما تشمله من أسعار الخامات والعمالة وغيرها، لافتًا إلى أن الشركة كان لديها مخطط لإنشاء مركز طبى فى مساحة أراضى مجاورة لفندق الهرم التابع لها.
