أكد عدد من المستثمرين وأصحاب المصانع المنضمين إلى مبادرة «ابدأ» التى أطلقها الرئيس السيسى لدعم وتطوير الصناعة المحلية، أن المبادرة لعبت دورًا هامًا فى إنجاز المطلوب إداريًّا من المصانع فى المصالح الحكومية، بالإضافة إلى توفير الجهد على المستثمرين وإزالة كافة العقبات أمامهم، فضلًا على العمل على خفض الفاتورة الاستيرادية.
يذكر أن المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية «ابدأ» انطلقت بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسى لخريجى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة بربط مبادرة حياة كريمة بمشروع متكامل للصناعة، وتنمية العنصر البشرى، وتوطين التنمية بما يضمن استدامة المبادرة.
بداية، قال المهندس محمد ناجح، رئيس مجلس إدارة «ابدأ» لتصنيع قطاعات ومواسير الـ«pvc»، إن الدولة المصرية نجحت فى حل مشاكل المصانع شبه المتوقفة من خلال تقديم الدعم الكافى لها، لافتًا إلى أن كافة المصانع التى عملت عليها مبادرة «ابدأ» كانت متعثرة، واليوم أصبحت تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية.
وأضاف «ناجح» فى تصريحات خاصة لـ«المال»، أن الدعم الحكومى يعمل على سد المطلوب من المنتجات إلى السوق المحلية ومن ثم الانطلاق نحو التصدير وفتح أسواق جديدة خارجيًّا، والمساهمة فى جلب العملة الصعبة إلى مصر، وخفض الفواتير الاستيرادية التى يلجأ إليها المصنعون بالدولار.
وأشار إلى أن أبرز المعوقات التى كانت تواجه المصنعين وقامت الدولة بدعمهم هى عبارة مشاكل فى نقل ملكية المصانع والتراخيص والحصول على المادة الخام، وبعد الدعم أصبحت تلك المعوقات لم تكن موجودة نهائيا نظرا لعمل المبادرة على حلها، لافتا إلى أن هناك دعم من الدولة المصرية للصناعة من خلال توفير الاعتمادات المطلوبة من المصانع إلى الهيئات مثل هيئة المجتمعات العمرانية ومياه الشرب وحياة كريمة.
وتوقع «ناجح» زيادة الصادرات المصرية من الصناعات المختلفة الفترة المقبلة بعد تقديم الدعم اللازم من الحكومة المصرية للمصانع وإنتاجها فى الوقت الحالى بكامل طاقتها الإنتاجية بنسبة تتخطى الـ%60 الفترة المقبلة من خلال التوسع فى السوق الخارجية والدول الأوروبية، لافتًا إلى أن مصنعه يستهدف زيادة إنتاجه خلال الشهرين المقبلين إلى 500 طن شهريًا مقابل 200 طن بزيادة قدرها 300 طن.
وتسعى المبادرة إلى تحقيق 3 أهداف أساسية، وهى توفير فرص عمل، وتوطين الصناعات الحديثة، وتقليل الفجوة الاستيرادية من خلال إضافة استثمارات جديدة لقطاع الصناعة بقيمة 200 مليار جنيه، وتوفير نحو 150 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة خلال السنوات الأربع القادمة.
فى السياق ذاته، قال المهندس وائل فتحى، مدير الإدارة الهندسية بمجموعة «حوا» لتصنيع وسائل النقل الخفيف، إن الدولة المصرية قامت بدعم الصناعة والمصنعين الفترة الماضية من خلال إطلاق أكبر مبادرة لدعم الصناعة وهى مبادرة «ابدأ».
ولفت «فتحى»، فى تصريحات خاصة لـ«المال» إلى أنها لعبت دورًا مهمًّا فى دعم الصناعة والمصنعين من خلال تقليص مدة إنجاز الأوراق المطلوبة من المصانع فى المصالح الحكومية، وتوفير كافة الإجراءات المتعلقة بالتراخيص والمرافق العامة لإتمامها على أرض الواقع، بالإضافة إلى المساهمة الكاملة فى الهيكلة الإدارية للمؤسسة الصناعية.
وأضاف أن المبادرة تعطى حجمًا ووزنًا للصناعة والمصانع أمام الشريك التكنولوجى الأجنبى، مما يساعد على تحقيق أى مفاوضات بسهولة وإنجاز المطلوب إداريا، لافتا إلى أنها تقوم بتحديد مطالب الدول الخارجية من المنتجات المصرية المحلية عبر إقامة معارض لتلك المنتجات فى الدول المزمع التصدير إليها، فضلا عن التنسيق الكامل ما بين الحكومات والمصانع المصرية.
وأشار إلى أن الحكومة قدمت الدعم الكافى للصناعة من خلال توفير بعض احتياجاتهم وإنهاء كافة الإجراءات فى المصالح الحكومية مثل: توصيل الغاز والكهرباء والمياه والصرف الصحى والشوارع والإنارة الكافية للمصانع والشوارع المؤدية إلى المصانع مما يساعدها على زيادة الإنتاج ونمو الصناعة الفترة المقبلة.
وأكد «فتحى»، أن دور المبادرة يتمثل فى مساعدة المصنعين على إنجاز المهام الموكلة إليهم، مما يترتب عليه خفض الفواتير الاستيرادية، بالإضافة إلى العائد التصدير الناتج عن الفائض فى حجم المنتجات عن السوق المحلية.
وأعلن الرئيس السيسى خلال «الملتقى والمعرض الدولى الأول للصناعة» فى 29 أكتوبر 2022 عن إطلاق المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية «ابدأ» مبادرة تعمل بشكل أساسى على دعم وتوطين الصناعات الوطنية للاعتماد على المنتج المحلى، وتقليل الواردات من خلال تعزيز دور القطاع الخاص الوطنى فى توطين العديد من الصناعات الكبرى والمتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر فى مصر.
فى السياق ذاته، قال الدكتور محمد هلال رئيس مجلس إدارة مصنع «فيوتك» لصناعة منتجات ترشيد استهلاك الطاقة، إن الدولة المصرية قدمت الدعم الكافى للصناعة والمصنعين من خلال إطلاق مبادرة «ابدأ» العبقرية، لافتًا إلى أن الهدف الرئيسى لها هو استهداف واختصار كافة الإجراءات والتصدى لجميع التحديات التى تواجه الصانع الوطنى حتى يتفرغ تماما للإنتاج.
ولفت «هلال» فى تصريحات خاصة لـ«المال» إلى أن حرص الرئيس السيسى من إطلاق تلك المبادرة لقيامها بدعم الصانع الوطنى أيضًا عن طريق التعريف والترويج لمنتجاتها فى دول إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا.
وأكد «هلال»، أنه بلا شك أن القيادة السياسية حريصة على دعم الصناعة الوطنية الجادة، بالإضافة إلى تحقيق أمال وطموح المصنعين فى مصر من خلال القرارات الحاسمة التى كلف رئيس الوزراء خلال تواجد رجال الصناعة فى احتفالية عيد العمال.
يذكر أن «ابدأ» تهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص فى توطين الصناعة، وتقليل الفجوة الاستيرادية، وتأهيل العمالة المصرية وتذليل العقبات أمام المصانع المتعثرة وتشييد المصانع الجديدة فى مصر.
وتُعد ذراعًا اقتصاديًا لمبادرة «حياة كريمة» وتتكامل أهدافها مع الأهداف الوطنية للدولة والتزاماتها الدولية وجهودها نحو تحقيق النمو الاقتصادى والاجتماعى المستدام، وتوفير حلول الطاقة النظيفة، والابتكار فى المجال الصناعى، والاستهلاك والإنتاج.
