قال الدكتور على الغمراويرئيس شركة الوجه القبلى للصناعات الدوائية «سيديكو»إنه سيتم طرح 6 مستحضرات تستخدم فى البروتوكولات العلاجية لمرضى الأورام نهاية العام الحالى ضمن خطة لإنتاج 90 مستحضرا بالمصنع الجديد للشركة.
وحول تصنيع المواد الخام للأدوية الجديدة، أوضح الغمراوى فى حوار لـ «المال» أنها غير مجدية اقتصاديًا فى الوقت الحالي، مبينًا أنها ربما تكون ضمن خطة الشركة فى المستقبل تدريجيًا خاصة أنها تحتاج إلى استثمارات ضخمة جدًا.
«الغمراى»: تصنيع المواد الخام غير مجد اقتصادياً فى الوقت الحالى
وعن تسريع آلية طرح الأدوية فى السوق المصري، أشار «الغمراوي» إلى وجود خطوات لتأمين فعالية المنتج لا يمكن تخطيها، إذ يتم التصنيع واختبار جودة وفاعلية المنتج فى ظروف التخزين المختلفة ليكون الدواء فعالًا خلال فترة الصلاحية بنفس الكفاءة، مؤكدًا إنها خطوات تتم بمعايير جودةعالمية.
وأوضح أن «الفاست تراك» الخاص بهيئة الدواء خاص بتقديم الأوراق فقط، لكن الخطوات العلمية الأخرى لا يمكن تخطيها خاصة المتعلقة بأمان المنتج وفاعلية الدواء.
قال «الغمرواي» إنَّ تدشين مصنع لإنتاج أدوية الأورام يوفر بشكل كبير فى فاتورة استيراد هذا النوع من العلاجات خاصة أنه يعتبر من العلاجات الأغلى عالميًا، ويشكل عبئا كبيرًا على الدولة فى توفيره.
وأضاف أن الفكرة كانت منذ عامين ضمن خطة وصفها بالطموحة لتوطين صناعات الأدوية، وبدأ العمل لاستخراج التراخيص اللازمة وحساب تكلفة المشروع الاستثمارية، مشيرًا إلى تعاون كافة الأجهزة بالدولة لإنجاح التجربة.
وأوضح أنه تم الحصول على رخصة التنمية الصناعية فى مايو 2021، وتم افتتاح المصنع الجديد فى غضون عامين مما سيفتح الباب أمام الشركات المختلفة للاستفادة من التجربة وتكرار تنفيذها لتوطين صناعة المزيد من الأدوية للأمراض المختلفة.
وعن حجم الاستثمارات أوضح أنه من المتوقع أن تصل مبيعات أدوية الأورام التى ينتجها المصنع الجديد إلى 1.3 مليار جنيه خلال الثلاث سنوات المقبلة.
1.3 مليار جنيه قيمة المبيعات المتوقعة خلال 3 أعوام
وأكد أن صناعة أدوية الأورام تعد صناعة خطرة إذ تنقل المواد الخام الأورام للعاملين مما دفع شركة «سيديكو» للتعاون مع شركةCVSالإيطالية التى دشنت 75 مصنعًا فى دول مختلفة حول العالم، لنقل تكنولوجيا التصنيع، وبناء كبائن عزل لحماية العاملين خاصة أن المواد الفعالة المستخدمة فى إنتاج أدوية السرطان، من الممكن أن تسبب الإصابة بالمرض فى حال عدم توافر شروط سلامة صارمة إذ يرتدى القائم بالتصنيع واق مخصص من أربع طبقات فضلًا عن توفير ماسكات للتنفس، بالإضافة إلى آلية منظمة للتخلص من النفايات.
وأكد صعوبة وتعقيد صناعة مستحضرات الأورام، إذ يتم تحليل جميع عينات المياه المستخدمة فى الإنتاج بجهازTOCمن شركة سيفر الأمريكية وجهازpH Meterمن شركة ميتلر الألمانية، وكذلك إجراء الاختبارات الميكروبيولوجية للمستحضرات الدوائية والمياه بداية من تحضير المادة وتعقيمها فى جهاز الأوتوكلاف من شركةLASTالإيطالية لضمان خلو المستحضرات من أية تلوث محتمل.
وحول تسعير منتجات علاج الأورام الجديدة، أوضح أن سعر أدوية الأورام غالبًا يكون على نفقة الدولة، خاصة مع ارتفاع فاتورة العلاج للمريض، وهو ما يساهم فى توفير فاتورة الأدوية للدولة، مؤكدًاتوفير عدد من أدوية السرطان بأقل من أسعارها المستوردة من 30 إلى %60 من خلال المصنع الجديد.
وعن استخدام الروبوت للتصنيع بدلًا من العامل البشري، أوضح أن تقنيات التصنيع بأحدث النظم الموجودة العالمية، مشيرًا إلى تدريب العاملين وتوفير أقصى درجات الحماية إذ لا يمكن الاستغناء عن العنصر البشرى.
وأوضح أن إنتاج حوالى %50 من مبيعات الأنسولين لعلاج مرضى السكر فى مصر يتم إنتاجه من مصنع سيديكو، مؤكدًا أن تصنيع الأنسولين يتم وفق أحدث نظم التصنيع فى العالم.
وحول نقص هرمون النمو فى سوق الدواء المصري، أشار «الغمراوي» إلى أنه يتم إنتاج هرمون النمو بشكل كاف للمرضى فى السوق المصري، موضحًا أن أسباب النقص أحيانًا يكون بسبب ما وصفه بسوء الاستخدام لعدد من الرياضين رغم كثرة التحذير من استخدام الهرمونات لبناء العضلات.
إلى جانب إحجام الشركات الأجنبية عن الاستيراد بسبب أزمة تفاوت سعر الدولار، مشددًا أن الكميات الموجودة تكفى للمرضى خاصة مع جهود هيئة الدواء لضبط سوء استخدام الأدوية بشكل عام.
يذكر أن شركة«سيديكو» للأدوية سجلت مبيعات بقيمة 2.4 مليار جنيه خلال عام 2022، مقارنة بمبلغ 1.6 مليار جنيه خلال عام 2021، بنسبة نمو %50 فى سوق الدواء المصري، من خلال مبيعات الصيدليات والمخازن، وفقًا لتقرير شركة الإحصائيات الدوائية «أى كيوفياIQVIA».