«المال» ترصد رحلة قطاع الطيران على مدار 20 عاماً ماضية

شهد قطاع الطيران على مدار 20 عامًا ماضية سلسلة من الأحداث والتحديات التى انعكست تداعياتها على تلك الصناعة المهمة، والتى تُعد من أهم موارد الدخل القومي.

Ad

شهد قطاع الطيران على مدار 20 عامًا ماضية سلسلة من الأحداث والتحديات التى انعكست تداعياتها على تلك الصناعة المهمة، والتى تُعد من أهم موارد الدخل القومي.

ويُعد قطاع الطيران المدنى واحدًا من المحاور الرئيسية فى إنجاح خطط التنمية الاقتصادية، إذ يسهم فى تنشيط الحركة الجوية والسياحية إلى مصر.

أحداث ألقت بظلالها على “الطيران”

فى عام 2003 ألقت الحرب الأمريكية على العراق بظلالها على قطاعى السياحة والطيران، إذ تراجعت نسب الإشغالات الفندقية حينها لأقل من 25 %، ما دفع وزارة السياحة برئاسة الدكتور ممدوح البلتاجى لوضع خطة لتنشيط “الداخلية”، وزيادة برامج الطيران العارض وإطلاق حملة علاقات عامة.

وقالت الحكومة حينها أن حرب العراق ستفقد القطاع السياحى ما يقرب من 2.5 مليار دولار إيرادات كان متوقعا تحقيقها، لذا وضعت الوزارة خطة للخروج من المأزق، منها تنشيط الحركة الوافدة من دول شرق آسيا.

إلا أن تلك الخطة تضررت بسبب ظهور وباء سارس فى هذه البلدان، ما أدى إلى توقف الرحلات الوافدة منها؛ حيث إن “عطسة واحدة من مريض” كفيلة بإصابة مدينة بالكامل، إضافة إلى استمرار توابع أحداث 11 سبتمبر التى ضربت الولايات المتحدة الأمريكية فى عام 2001.

وقدرت شركة مصر للطيران خسائرها من الاضطرابات التى شهدها عام 2003 بنحو 400 مليون دولار، وبالرغم من ذلك قرر وزير الطيران المدنى أحمد شفيق حينها استكمال خطط تطوير المطارات وتحديث أسطول الطائرات الحكومية.

وشهد عام 2005 تفجيرات شرم الشيخ التى ألقت بظلالها على قطاع السياحة، ولكن الحكومة حينها قامت بجهود لعدم تكرار مثل هذا الحادث.

وتضرر قطاعا السياحة والطيران بشدة جراء الأزمة الاقتصادية العالمية فى عامى 2007 و2008 والتى أدت إلى انخفاض الحركة الوافدة لمصر، إضافة إلى تباطؤ نمو القطاعات السياحية المختلفة، وتراجع خطة الدولة فى زيادة الطاقة الفندقية.

وجاء 2010، والذى أطلق عليه عام الذورة لما حققته السياحة المصرية من طفرة كبرى من حيث أعداد السائحين الوافدين، والتى سجلت نحو 14.7 مليون سائح وإيرادات بقيمة 12.5 مليار دولار.

وفى عام 2011، ألقت الأزمة السياسية التى شهدتها مصر وأحداث ثورة 25 يناير بظلالها على السياحة والطيران، إذ عانى القطاع من انخفاض أعداد الوافدين وتراجع معدلات الإنفاق للسائح، ما أسفر عن خسائر كبرى إذ فقدت الصناعة جزءًا كبيرًا من طاقتها خلال عامى 2011 - 2012 بنسبة بلغت نحو 35 %.

فيما شهد 2012 وصول الإخوان لحكم مصر وتسبب الإعلان الدستورى الذى أصدره محمد مرسى رئيس الجمهورية حينها فى صدمة للشارع المصرى وأفرز حالة من الغليان والاحتقان بجانب التخبط السياسى والجدل المتصاعد، ليؤثر سلبًا على السياحة.

وتسببت تلك الأحداث فى هذا الوقت إلى تدنى نسب الإشغال الفندقى فى منتجعات جنوب سيناء، لتصل إلى 50 %، كما بلغت نسبة الإشغالات 69 % فى منتجعات وفنادق شرم الشيخ والغردقة، إلى أن تم عزله فى 2013.

وفى عام 2014 أصبح عبد الفتاح السيسى رئيسًا للبلاد فى انتخابات حاز فيها على أغلبية أصوات الناخبين الذين يتوقون إلى الاستقرار، لكن جماعات مسلحة ظلت تشن عمليات تستهدف قوات الجيش ومنشآت للدولة خاصة فى سيناء وهو ما واجهته الدولة المصرية بكل حسم.

وجاء عام 2015 والذى شهد حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، ما أدى إلى مصرع جميع ركاب الطائرة من بينهم 217 سائحاً و7 أفراد من طاقمها، ما أدى إلى تعليق رحلات الطيران الروسية إلى مصر.

كما قررت حينها بريطانيا بوقف رحلاتها من وإلى شرم الشيخ، وأعلن عدد واسع من دول العالم تحذيرات للسفر الى شبة جزيرة سيناء.

وهوت إيرادات السياحة فى مصر بأكثر من 69 % خلال 2020 والذى انتشرت فيه الإصابات والوفيات جراء وباء فيروس كورونا لتهبط إلى حوالى 4 مليارات دولار، مقارنة مع ما يزيد على 13 مليار دولار فى عام 2019 وذلك بسبب توقف حركة الطيران والسفر على مستوى العالم، وإغلاق الحدود بين الدول لعدة شهور للحد من تفشى العدوى من مرض كوفيد 19، واستمرت تداعيات الجائحة حتى 2021.

وبعد توقف دام لما يقرب من 6 أعوام لحركة الطيران الروسى؟

تلقى الرئيس السيسى فى أبريل 2021 اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسى بوتين إذ تم الاتفاق على استئناف حركة الطيران العاملة بين مطارات البلدين، ولم يمر سوى بضعة أشهر على بدء تعافى القطاع بعد فترة من المعاناة جراء تداعيات جائحة كورونا فى 2020 حتى تلقى ضربة جديدة بفعل الحرب الروسية - الأوكرانية مع بداية 2022.

تطور الحركة الجوية خلال الفترة من 2008 إلى 2020

رصدت “المال» تطور الحركة الجوية خلال الفترة من 2008 إلى 2020، وفقًا للبيانات المتاحة والتى تم الحصول عليها من الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.وكانت كما يلى :

- سجل عام 2019 اعلى عدد ركاب محلى ودولى خلال فترة الرصد بنحو 39.7 مليون راكب.

- عام 2008 وصل العدد الإجمالى المحلى والدولى إلى 14.6 مليون راكب، لتتراجع فى 2009 لنحو 13.2 مليونا، ثم ارتفع مرة أخرى فى 2010 مسجلة 14.4 مليونا.

- فى عام الثورة 2011 وصل إجمالى عدد الركاب إلى 13.7 مليونا، بينما شهد عام 2012 زيادة فى العدد محققا 33.9 مليونا، لتهوى فى 2013 لنحو 31.9 مليونا.

-فيما شهد عام 2014 عدد ركاب وصل إلى 34.5 مليون راكب، وارتفع فى 2015 إلى 34.8 مليونا، ليهبط مرة أخرى فى عام 2016 بعدد 27.2 مليونا.

-سجلت الحركة الجوية فى عام 2017 نحو 30.5 مليون راكب، لترتفع فى 2018 إلى 35.6 مليونا ، ووصلت لاعلى مستوى فى 2019 لتصل إلى 39.7 مليون راكب ، قبل ان تهوى الى 13.5 مليونا فى 2020.

بدأت بـ 32 طائرة.. 91 عاماً

و«مصر للطيران» تحلق فى سماء العالم

بدأت مصر للطيران كشركة وطنية عام 2002 وصل إلى 32 طائرة، واستهدفت الخطة الحكومية حينها مضاعفة حجم الأسطول بحلول عام 2010 ليصل إلى 64 طائرة على الأقل.

وفى عام 2007 وصل حجم الأسطول إلى 50 طائرة بعد أن شراء 12 طائرة من طراز A320وA330-200، بالإضافة إلى 12 طائرة بوينج من طراز B737-800، فضلاً عن 12 طائرة من طراز إمبراير Embraer 170 LR لتكون نواة أسطول الشركة الناشئة آنذاك مصر للطيران للخطوط الداخلية والإقليمية (إكسبريس).

وفى نفس العام وقعت مصر للطيران عقدا مع شركة بوينج لشراء 8 طائرات أخرى من طراز البوينج B737- 800 وصلت أولاها فى مارس عام 2010، بينما وصلت آخر طائرة منها فى عام 2012، وبهذه الصفقة أصبحت الشركة الوطنية تمتلك أكبر عدد من طراز واحد من الطائرات لأول مرة فى تاريخها وهو 20 طائرة.

وخلال العام المالى 2008/ 2009، نجحت الشركة فى تطبيق سياسة الإحلال والتجديد لأسطول الطائرات والذى ارتفع إلى 9 طائرات (3 بوينج 737/800 و6 إمبراير 170)، بالإضافة إلى جهاز السيمليتور طراز بوينج 737/800.

وفى أول يونيو لعام 2011، تسلمت مصر للطيران الطائرة الـ 17 من طراز B737-800 ليصل حجم الأسطول إلى 76 طائرة، وفى 29 يوليو تراجع ليصل إلى 75 طائرة بعد خروج إحدى الطائرات من الخدمة من طراز البوينج B777-200.

وفى 29 يوليو تراجع أسطول مصرللطيران ليصل الى 75 طائرة بدلًا من 76 طائرة، كما تسلمت مصر للطيران بعد ذلك طائرتين من طراز الإيرباصA330-300 ضمن صفقة الطائرات الجديدة المتعاقدة عليها فى 2010 ليصل الأسطول إلى 77 طائرة بنهاية نوفمبر 2011.

واستمرت خطة تحديث الأسطول إذ تسلمت فى 11 فبراير 2012 إحدى طائرات صفقة البوينج B737-800 ليصل بذلك أسطول الشركة إلى 79 طائرة.

ومع احتفال الشركة بعيدها الـ 81 فى السابع من مايو 2012، قامت مصر للطيران باستلام طائراتها الـ 80 وهى من طراز البوينج B737-800 علماً بأن هذه الطائرة هى رقم 11 ضمن الصفقة البالغ عددها 12 طائرة من نفس الطراز التى تعاقدت الشركة على شرائها فى عام 2009.

كما تسلمت أحدث طائراتها من طراز B737-800علماً بأن هذه الطائرة هى رقم 12 والأخيرة فى صفقة الطائرات ليصل أسطول مصر للطيران إلى 81 طائرة من أحدث الطرازات.

ولعل أكبر إنجاز حققته الشركة، هو إعلانها عن صفقة شراء لـ 9 طائرات جديدة تنضم لأسطولها من أحدث طرازات البوينج وهى الـ B737-إذ تم تمويل 8 طـــائرات من هذه الصفقة من قبل شــركة دبى لصناعات الطيران.

وتمكنت مصر للطيران من هذه الصفقة فى استكمال استراتيجيتها نحو تعزيز وتحديث أسطولها بأحدث الطرازات التى تتناسب مع تشغيلها لرحلات متوسطة وطويلة المدى إلى نقاط متعددة بشبكة خطوطها، كما انهت الشركة عام 2016 بإستلام أولى هذه الطائرات.

وشهد نهاية عام 2017 تعاقد مصر للطيران فى معرض دبى للطيران على تأجير وشراء ونية شراء 45 طائرة من أحدث الطرازات بمعدل 24 من طراز الـ CS300s لشركات بومباردييه الكندية والتى استحوذت عليها بعد ذلك شركة إيرباص العالمية لتصبح هذه الطائرات من طراز الإيرباص A220-300 والتى تسلمت مصر للطيران منها 12 طائرة وكذلك التعاقد على 6 طائرات من طراز البوينج دريمــــلاينر B787-9 ، بالإضافة إلى 8 طائرات من طراز الإيرباص A320Neo .

وقد تم بالفعل البدء فى استلام هذه الطائرات اعتبارا من عام 2019 حتى يوليو عام 2020 بالإضافة للتعاقد على 7 طائرات من طراز الإيرباص A321Neo وطائرتين من طراز بوينج دريملاينـــر B787-9 .

كما دخل الخدمة 12 طائرة من طراز الإيرباص A220-300 والتى تتسع لـ 140 مقعدًا، وتعتبر مصر للطيران أول ناقلة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التى تشغل هذا الطراز، وتم أيضًا استلام أول طائرة من طراز A320 NEO فى فبراير 2020، ودخل الخدمة 8 طائرات من هذا الطراز.