ظهر مفهوم الشركات الناشئة وريادة الأعمال على الساحة فى مصر بعد أحداث ثورة 25 يناير 2011 وإطلاق مركز الإبداع التكنولوجى وريادة الأعمال التابع لوزارة الاتصالات برامج تحفيزية وحضانات تكنولوجية لدعم ورعاية المطورين.
وخطفت الأفكار الإبداعية فى قطاع التكنولوجيا أنظار المستثمرين، مع تقديم حلول مبتكرة تتوافق مع تقنيات المستقبل لدرجة دفع أغلب شركات الاستثمار ومديرى صناديق رأسمال المخاطر إلى ترتيب جولات تمويلية لصالح هذه الكيانات تصل إلى ملايين الدولارات.
وبدأ مجتمع المطورين يتخذون من أماكن بعينها مثل الحرم اليونانى (الجريك كامبس) بالجامعة الأمريكية فى القاهرة وغيرها مركزًا لتبادل الأفكار والرؤى وتنظيم حلقات نقاشية فى مجالات الإرشاد والتدريب مع خبراء ومتخصصين.
يشار إلى أن الجامعة الأمريكية وقعت فى نوفمبر 2013 اتفاقية لتحويل الحرم اليونانى إلى مكان لاحتضان أول حديقة تكنولوجية بمنطقة وسط القاهرة.
وبحسب تقرير حصاد وزارة الاتصالات، نجحت الشركات التكنولوجية الناشئة فى جذب صفقات استثمارية وتمويلية خلال 2022 بقيمة تزيد على 600 مليون دولار بنسبة نمو أكثر من %22 عن 2021 الذى جذبت خلاله استثمارات بقيمة 491 مليون دولار.
وعلى مستوى القطاعات، جاء قطاع حلول التكنولوجيا الزراعية فى المركز الأول من حيث التمويل، إذ جمعت شركاته الناشئة 38 مليون دولار، يليه قطاع التكنولوجيا المالية بتمويل 32 مليونا، أعقبه قطاع الموارد البشرية بتمويل 25 مليون دولار، ثم قطاع التكنولوجيا الغذائية بتمويل 22.5 مليون.
ووضعت الحكومة قطاع ريادة الأعمال والشركات الناشئة على خطط التنمية بدعم توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأتاحت تمكين رواد الأعمال من تأسيس شركاتهم من خلال إخطار الحكومة رقميًا عن طريق منصة تقام لهذا الغرض، لإزالة جميع المعوقات أمام الشركات الناشئة ورواد الأعمال، والسماح بإنشاء الشركات الافتراضية دون التقيد بضرورة وجود مقر فعلى لها، وذلك لتسهيل وتوفير التكاليف لتلك الشركات، وتسهيل إجراءات تأسيس شركات الفرد الواحد.
وترتكز إستراتيجية الوزارة فى دعم مجتمع رواد الأعمال على مشروع «مراكز إبداع مصر الرقمية» هو عبارة عن مبادرة أطلقتها الحكومة المصرية ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ويتم تنفيذها عبر مركز الإبداع التكنولوجى وريادة الأعمال.
ويهدف المشروع إلى دعم الطلاب ورواد الأعمال وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة ومساعدتهم للمساهمة بفاعلية فى تحقيق التحول الرقمى فى مختلف قطاعات الدولة.
وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى 8 مراكز إبداع مصر الرقمية فى مدن أسوان، وقنا، وسوهاج، والمنيا، والمنوفية، والإسماعيلية، والمنصورة، والقاهرة ضمن خطة للوصول إلى 30 مركز باستثمارات تصل إلى 5 مليارات جنيه.
وتضم هذه المراكز معامل تكنولوجية متخصصة، وأخرى للتدريب ولعقد الندوات وورش العمل، إضافة إلى حاضنات تكنولوجية لإنشاء وتطوير قدرات الشركات الناشئة والربط بين الشباب والمستثمرين وكبرى الشركات العالمية والمحلية العاملة فى مجالات دعم الإبداع وريادة الأعمال.
واتفقت الوزارة كذلك عبر ذراعها التنموية «إيتيدا» مع شركتين عالميتين فى مجال تمكين الشركات الناشئة وتسريع نموها؛ وهى شركة «بلاج آند بلاى «Plug and Play» لتشغيل مركز إبداع مصر الرقمية قصر السلطان حسين كامل، وشركة 500 جلوبال «Global 500» لتشغيل مركز إبداع مصر الرقمية الجيزة.
وبحسب تقرير أعدته مجلة فوربس الشرق الأوسط، جاءت شركة مكسب فى مقدمة الشركات المصرية الناشئة الأكثر تمويلًا خلال 2022 بقيمة 102 مليون دولار، تليها» باى موب»بحجم تمويلات 68.5 مليون دولار، ثم «خزنة» للحلول المالية بنحو 50 مليون دولار، بينما احتلت «تريلا»المرتبة الرابعة فى القائمة بنحو 49 مليونا، أعقبتها لاكى فاينشال بنحو 48 مليون دولار.
وفى الوقت الذى يتوقع خلاله عدد من مؤسسى الشركات الناشئة فى مصر أن يشهد 2023 تصفية بين الشركات فى الوقت ذاته ظهور كيانات أخرى تفوق قيمتها السوقية المليار جنيه UNICORN.
ويرى آخرون أن الشهور القليلة المقبلة ستشهد ظهور أدوات استثمارية وكيانات تمويلية جديدة، علاوة على زيادة عمليات الاندماج والاستحواذات بين الشركات، ما يعزز من قدراتها التنافسية، ويرفع فرص بقائها فى مواجهة الأزمات.
ورغم ما شهده النظام البيئى لمجتمع ريادة الأعمال فى مصر خلال السنوات الأخيرة من نشاط ملحوظ دفع بعض الكيانات الناشئة وعلى رأسها شركة سويفل لطلب خدمات النقل الجماعى الذكى عبر المحمول للخروج إلى العالمية وطرح حصة من أسهمها فى بورصة ناسداك.
إلا أن العديد من علامات الاستفهام باتت تلوح فى الأفق مع انخفاض القيمة السوقية للشركة مع إمكانية شطبها من البورصة وسط تحقيق سهم أدنى مستوى تداول منذ مارس 2022، إضافة إلى ما ترتب عن أزمة شركة كابيتر الناشئة لخدمات التجارة الالكترونية من فقدان الثقة بين المستثمرين الأجانب ومؤسسى الشركات الناشئة.
