أسفرت ندوة قطاع الاتصالات التى عقدتها جريدة «المال» بمناسبة مرور 20 عاما على تأسيسها بمشاركة المهندس هانى محمود وزير الاتصالات والتنمية الإدارية الأسبق وعدد من القيادات ورؤساء الشركات عن الخروج بمجموعة من التوصيات و المطالب المهمة.
وجاء على رأس قائمة المطالب التى تقدم بها المشاركون إلى وزارة الاتصالات والجهات التابعة ومنها هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» وجهاز تنظيم الاتصالات؛ ضرورة إعادة طرح ترددات الاتصالات غير المستغلة على شركات المحمول، علاوة على سرعة استكمال عملية إحلال وتجديد شبكة الخطوط النحاسية الأرضية بكابلات الألياف الضوئية .
وقالوا إن مصر تحتاج إلى بناء من 50 - 60 ألف برج محمول جديد لتشغيل خدمات «4G» بكفاءة ، كما تمتلك فرصا استثمارية واعدة للدخول فى صناعة مراكز البيانات العملاقة والمنافسة بقوة على خريطة سوق خدمات التعهيد لما تتمتع به من عوامل جاذبة للاستثمارات الأجنبية.
وأكدوا أن القطاع بحاجة إلى مزيد من البرامج التدريبية لتأهيل أكبر عدد من الكوادر البشرية لمواكبة احتياجات سوق العمل، بالإضافة إلى ضرورة دراسة التجارب الناجحة بالمنطقة وعلى رأسها «تركيا» و«الجزائر» فى توطين صناعة الإلكترونيات وعلى رأسها الهواتف المحمولة.
كما طالبوا أيضا بأهمية تعديل الأطر التشريعية المنظمة لعمل القطاع والقائمة فعليا أسرع من إصدار قوانين جديدة.
وقال هانى محمود وزير الاتصالات الأسبق إن القطاع فى مصر شهد خلال الفترة الماضية طفرة نوعية على مستوى الدولة و الشركات، فى الوقت ذاته توجد حزمة تحديات تقف حائلا أمام تحقيقه معدلات النمو المرتقبة، لافتا إلى أن مصر لديها فرصة واعدة لجذب استثمارات بالعملة الصعبة، وهو الأمر الذى يراه مرهونا باتجاه الدولة لوضع خطط إستراتيجية تكفل تحقيق ذلك .
وأوضح أنه يمكن للحكومة زيادة الحصيلة الدولارية من خلال محورين أولهما: تصدير العقار المصرى للخارج و ثانيهما : تعزيز تصدير خدمات التعهيد وهو الأمر الذى يهمنا فى هذه الندوة كمجتمع اتصالات وتكنولوجيا معلومات للأسواق الخارجية، معتبرا أن مجال التعهيد و«الأوت سورسينج» لا يقتصر فقط على خدمات «الكول سنتر» كما هو متعارف عليه.
وطالب أيمن عصام رئيس قطاع العلاقات الخارجية والشئون القانونية فى شركة فودافون مصر الدولة بإعادة طرح الترددات غير المستغلة لصالح المشغلين من أجل رفع كفاءة جودة الخدمة .
وأضاف أن «فودافون مصر» ترحب بالمنافسة على شراء ترددات جديدة بشرط أن تكون متوافقة فنيا مع احتياجات الشبكة ويتم طرحها بالقيمة العادلة.
وألمح الدكتور ناجى أنيس نائب رئيس مجموعة «بنية» للإستراتيجيات والتخطيط إلى أن مصر لديها العديد من المقومات والبنية التحتية المؤهلة للاستثمار فى صناعة مراكز البيانات فائقة القدرة «hyper scaled data centers» خاصة وأنها تعد خامس أرخص دولة على مستوى العالم فى تسعير الطاقة للنشاط الصناعى، مطالبا بأهمية الاستفادة من التجارب الخليجية فى هذا الصدد وعلى رأسها الإمارات والبحرين .
وأضافت ماجدة السبع ، رئيس مجلس إدارة شركة «ساميت» للحلول التقنية أن القطاع مازال يعانى من انخفاض عدد الكوادر البشرية المؤهلة رغم جهود وزارة الاتصالات و«إيتيدا» مبينة أنه يجب تعديل البنية التشريعة الحالية للقطاع بما ينعكس على جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية خلال المرحلة المقبلة .
وأكد أسامة سرور رئيس شركة «جيزة سيستمز» للحلول الرقمية أن مصر لديها القدرة على تنفيذ برنامج شامل لتأهيل العناصر البشرية ورفع القدرات اللغوية للعاملين فى قطاع التكنولوجيا، بالإضافة إلى منح الشركات الأجنبية فرص ذهبية لامتلاك فروع لها بالبلاد من خلال توفير بيئة عمل جدية من قوانين متعلقة بهذا الشأن.
على صعيد آخر، استشهد أحمد قنديل المدير الإقليمى لشركة «لافا» الهندية للهواتف فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالتجربتين التركية والجزائرية فى توطين صناعة الإلكترونيات إذ تلجأ الدولتان إلى فرض ضرائب %26 على الأجهزة المستوردة ومنها المحمول بهدف جذب العلامات التجارية الكبرى للتصنيع بها.
واقترح تدشين نقاط تجميع للمواد الخام المستخدمة فى صناعة أجهزة المحمول فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بهدف توفير وقت تجميع أجزاء منها فى الصين يصل إلى شهر.
وتطرق محمد وهبى الرئيس التنفيذى للمنتجات والتكنولوجيا فى شركة أمان القابضة للخدمات المالية إلى أن البيانات أصبحت تمثل مدخلا أساسيا فى صناعة التكنولوجيا المالية عالميا إلا أن التحدى الأكبر يتمثل فى مدى إتاحتها للشركات من عدمه إذ يوجد مؤشر عالمى يسمى «data open index» يقيس قدرة حكومات الدول على توفير بيانات للمواطنين والشركات .
وأكد طارق شبكة، رئيس مجلس إدارة شركة «MCS» لأنظمة الاتصالات أن لدينا فرصة عظيمة لإعادة تصدير العقول؛ وهى منبع الخدمة الأساسية، مضيفًا أن تكلفة تصدير المهندس ذى الكفاءة تصل إلى 1000 دولار يوميًا وقد تتجاوزها فى بعض الأحيان.
وقال إنه تم وضع برنامج مع معهد تكنولوجيا المعلومات الـ«ITI» لإعادة استخدام الأدوات المتاحة لديه والمهارات المتوافرة بالشركة، بالإضافة إلى الموردين الموجودين فى المنطقة؛ إذ يمكن من خلاله تخريج مجموعة من المهندسين تقديم خدمة بشكل أكثر كفاءة .
وشدد أحمد عنايت، العضو المنتدب لشركة «الأهلى ممكن» لحلول المدفوعات على أن قطاع التكنولوجيا المالية يبحث عن جودة العنصر البشرى وليس الكم، لافتا إلى أن شركته تسعى إلى الوصول إلى شريحة العملاء غير المغطاة بنكيا خلال المرحلة المقبلة.
ولفت أحمد بهجت المدير التنفيذى لشركة «VXI» لخدمات التعهيد إلى أن مصر مرشحة للمنافسة بقوة على الاستحواذ على نصيب كبير من كعكة إيرادات سوق خدمات التعهيد عالميا والذى من المتوقع وصوله إلى 492 مليار دولار فى عام 2028 منوها بأن عائدات الفلبين على سبيل المثال من خدمات «الأوت سورسينج» تبلغ 22 مليار دولار تمثل 3 أضعاف إيرادات قناة السويس – على حد تقديره رغم أن عدد سكانها يماثل مصر.
وألمح مالك سلطان، الشريك المؤسس لصندوق «ديسربتيك»للاستثمار فى التكنولوجيا المالية، إلى أن مجال نمذجة وتحليل البيانات أصبح من أكثر المجالات المطلوبة حاليا فى قطاع الأنشطة المالية غير المصرفية، كما أصبحت تمثل حاليا فرصة استثمارية واعدة جاذبة لصناديق الاستثمار ورأسمال المخاطر.
