رحب أصحاب شركات الأعلاف فى السوق المحلية بقرار الحكومة ممثلة فى وزارة التموين والتجارة الداخلية والبورصة المصرية للسلع بشأن إدراج الذرة الصفراء بكمية 110 ألف طن والمستوردة من رومانيا والتى تدخل ضمن العلف الداجنى ضمن قائمة السلع التى يتم طرحها من خلال منصة البورصة المصرية للسلع، مشيرين إلى أن تلك الخطوة من شأنها تخفيض أسعار الأعلاف والتى ساهمت بشكل كبير فى زيادة أسعار الدواجن والبيض.
وكانت الهيئة العامة للسلع التموينية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية طرحت الذرة الصفراء فى النصف الأول من شهر أبريل الجارى على منصة البورصة المصرية للسلع، وتم عقد جلستين تداول ومن المنتظر أن يتم عقد الثالثة بعد عيد الفطر.
وفى هذا السياق قالت مصادر فى الهيئة العامة للسلع التموينية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية لـ”المال”، أن طرح 110 ألف طن ذرة صفراء رومانى مستوردة فى البورصة المصرية للسلع جاء بعد توجيهات الدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية.
وأضافت المصادر أن تلك الكميات يتم طرحها بكميات تتراوح من 500 إلى 1000 طن فى كل جلسة يتم عقدها من خلال جلسات تداول الذرة الصفراء على منصة البورصة المصرية للسلع.
لفتت إلى أن الغرض من طرحها هو إتاحة الذرة الصفراء لصغار مربى الدواجن عبر شركات ومصانع الأعلاف المتوسطة والصغيرة والتى تكون طاقتها الإنتاجية من 20 إلى 100 طن علف يوميا..
تركي: تساعد فى ضبط مدخلات الإنتاج ومن ثم الدواجن
قال عبد الله تركى مدير مبيعات شركة المرعى للأعلاف والدواجن إن هذه الخطوة ستساعد نوعًا ما فى ضبط أسعار الأعلاف -والدواجن تباعًا- فى الأسواق، موضحا أن نسبة الانخفاض التى قد تحدث فى الأسعار تتوقف على الكميات التى تطرحها الحكومة فى البورصة السلعية وهل ستكون كافية لتوفير احتياجات منتجى الأعلاف وصغار المربين أم لا.
وأضاف «تركي» لـ «المال» أن استمرار طرح الحكومة للذرة الصفراء أو غيرها من أنواع الأعلاف سيؤدى إلى ضبط الأسعار فى الأسواق، معبرًا عن تخوفه من عدم إمكانية توفير هذه الأعلاف بشكل دائم نظرًا للظروف التى تطرأ على عمليات الاستيراد من الخارج، والتى تهدد استمراريتها .
ونوه «تركي» أنه حال حدوث توقف فى ضخ الحكومة للأعلاف فى السوق عبر البورصة السلعية ستظهر الأزمة من جديد ونعود إلى نقطة البداية مرة أخرى، مشيرًا إلى أن مصانع إنتاج الأعلاف تحدد السعر بناءً على أسعار الخامات التى تستخدمها فى عمليات الإنتاج.
وأوضح أن اشتراط الحكومة توزيع الكميات المعروضة فى البورصة السلعية على صغار المربيين الذين لا تتخطى طاقتهم الإنتاجية 20 ألف طائر سنويًا خطوةً من شأنها مساعدة هذه الفئة فى توفير الأعلاف اللازمة لتسمين الدواجن بسعر منخفض.
وتابع «تركي» : تلك الفئة ستطرح المنتج أمام المستهلك بسعر منخفض كذلك وذلك بخلاف ما ستطرحه شركات القطاع الخاص التى تتخطى طاقتها الإنتاجية 200 طن يوميًا؛ إذ تتحمل تكلفة أكبر فى الحصول على خامات الأعلاف، وبالتالى تطرحها بسعر أعلى أمام المزارع والمربيين ومن ثم يزداد سعرها عند وصولها للمستهلك الذى انخفضت قوته الشرائية.
وعن إمكانية توجه أصحاب الشركات والمصانع إلى شراء خامات الأعلاف من الحكومة والبعد نسبيًا عن القطاع الخاص خلال الفترة المقبلة، بسبب هذه الخطوة قال «تركي» إن الأمر من المؤكد حدوثه إذا تيقن أصحاب المصانع والشركات المنتجة لأعلاف الدواجن أن فيه نفع لهم، بمعنى أنه يمكنهم الحصول على الخامة بشكل دائم وبسعر أقل من المعروض فى القطاع الخاص شريطة استمرارية طرح هذه الخامات بما يجبر القطاع الخاص على خفض أسعار منتجاته ليتمكن من منافسة الحكومى وبالتالى ضبط الأسعار فى السوق والتحكم بها كليًا.
ممدوح: الخطوة قد تؤثر بشكل عكسى
قال مينا ممدوح صاحب مصنع علف دهب إنه تقدم بأوراقه للتسجيل فى البورصة السلعية ليتمكن من الاستفادة من الكميات التى طرحتها وزارة التموين من الذرة الصفراء، مضيفًا أنه فى انتظار قبوله من عدمه.
يذكر أن هناك 60 شركة ومصنع أعلاف قامت بالتسجيل فى البورصة المصرية للسلع عقب توافقها مع اشتراطات العضوية ،وتم بالفعل تنفيذ عدد 16 عملية وجار التسجيل من قبل شركات أخرى عاملة فى السوق المحلية.
وذكر «ممدوح » لـ«المال»، أن طرح الحكومة -ممثلة فى وزارة التموين والتجارة الداخلية- للذرة الصفراء بالبورصة السلعية قد يساعد فى ضبط الأسعار فى السوق بشكل كبير إذا تم وفق الشروط التى أعلنتها الحكومة أو قد يؤدى إلى تفاقم الأزمة إذا تم استغلاله من قبل التجار، بما يمكنهم من تحديد السعر بأنفسهم مرة أخرى عند توزيع الأعلاف على المربيين وأصحاب المزارع.
ولفت إلى أن أصحاب المصانع الصغيرة يواجهون أزمة نقص المبيعات خلال الأشهر الِأخيرة بما يجعلهم غير قادرين على مواجهة المصانع الكبيرة نظرًا لقدرة الأخيرة على استيراد خامات من الخارج، بما يمكنهم من السيطرة على السوق وتضييق المجال على أصحاب الطاقة الانتاجية الأقل، معربا عن أمله فى أن تستطيع وزارة التموين بهذه الخطوة السيطرة على السوق وخلق فرصة للمنافسة بين كافة المنتجين.
عشماوي: 10 شروط يجب توافرها عند التقدم لعمليات الشراء
قال الدكتور إبراهيم عشماوى رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية للسلع لـ”المال” إنه تم وضع 10 شروط يجب توافرها فى الشركات الراغبة فى شراء سلعة الذرة الصفراء المستوردة والتى تم طرحها على منصة البورصة، مشيرًا إلى أن تلك الشروط من شأنها التأكد من وصول السلعة إلى الشركات المستحقة وعدم تسريبها للسوق السوداء.
وأضاف عشماوى أن الشروط تتمثل فى التسجيل فى البورصة المصرية للسلع، وعدم صدور أية أحكام قضائية على الشركة، وأن يكون النشاط الأساسى للشركة هو أعلاف للدواجن وألا تكون قد عملت فى مجال تربية الدواجن أو أى أنشطة داجنة أخرى.
وتابع عشماوى أنه يجب أن يكون مصنع الأعلاف صادر له ترخيص بالنشاط ومصنف من أنه ذو طاقة إنتاجية متوسطة تتراوح من 20 إلى 100 طن علف يوميا، مع إيداع مبلغ مالى 50 ألف جنيه فى حساب البورصة المصرية للسلع كضمانة تداول يتم استردادها فى نهاية فترة عمليات تداول الذرة الصفراء.
وأشار عشماوى إلى أنه يجب أيضا تصنيع الذرة الصفراء المشتراه كعلف للدواجن وذلك خلال مدة لا تزيد عن أسبوع من وقت عملية الشراء عبر البورصة المصرية للسلع، وأن يتم البيع فقط لصغار مربى الدواجن وطبقاً للكشف المعلن عنه من خلال البورصة المصرية للسلع ويحظر تداولها فى الأسواق لغير ذلك الغرض.
وأوضح عشماوى أنه يجب تحرير إقرار يوقع من البائع والمشترى للعلف وطبقاً للنموذج المعد من قبل البورصة المصرية للسلع وترسل صورة الإقرار بعد تحريره ومرفق به بيان أسبوعى بكافة المعاملات التى تمت فى هذا الشأن من الشركة على البريد الاليكترونى للبورصة المصرية للسلع.
واستكمل قوله أنه يجب قبول الشركة لكافة الجهات المختصة بوزارة التموين والجهات الأخرى ذات الصلة للتفتيش على أعمال المصنع للتأكد من التزام الشركة بكافة الشروط الواردة فى هذه القائمة وصحة البيانات المقدمة منها، وتحرير إقرار بالموافقة على الشروط السابق الإشارة إليها وطبقا للنموذج المعد من قبل البورصة المصرية للسلع..
