اتجه عدد من المصريين لاستثمار مدخراتهم فى شراء سيارات فى ظل الارتفاعات السعرية المتتالية التى تتخطى فى بعض الأحيان زيادات العملة الأجنبية، وحتى الذهب، خاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وفق ما أكده موزعون.
قال الدكتور صلاح الكموني، عضو الشعبة العامة للسيارات، ورئيس شركة الكمونى موزع العديد من العلامات التجارية، إن السيارات أصبحت أحد الملاذات الآمنة للاستثمار والاحتفاظ بقيمة الأموال بعد الارتفاعات الكبيرة التى سجلتها الأسعار خلال الفترة الماضية، والتوقعات باستمرار الاتجاه الصعودى خلال المرحلة المقبلة.
وأرجع ذلك إلى صعوبات الاستيراد وعدم الإفراج عن شحنات باسم الوكلاء منذ ما يزيد على العام، باستثناء كميات محدودة، سواء كانت مخزنة فى الموانئ أو تم الإفراج عنها بأسماء أشخاص من المناطق الحرة، موضحًا أن نقص المعروض تسبب فى زيادة أسعار السيارات المستعملة مع إمكانية بيعها بأعلى من قيمة شرائها لأول مرة.
ولفت إلى أن ذلك ينطبق على الوحدات المستوردة، وكذلك المركبات المجمعة محليًا، مضيفًا أنه لا يتم فتح اعتمادات مستندية لاستيراد الوحدات الكاملة مع السماح بالإفراج عن شحنات من المستلزمات والمكونات اللازمة لخطوط التجميع المحلية لكنها غير كافية لتدبير كل احتياجات السوق.
وأضاف أن منتجى المكونات يواجهون صعوبات فى تدبير احتياجاتهم من الخامات ومستلزمات الإنتاج أيضًا، وهو ما يلقى بظلال سلبية على قطاع تجميع المركبات أيضًا لنقص بعض الأجزاء، وعدم قدرة الموردين على تلبية الطلبات عليها فى بعض الأحيان.
وأشار إلى ضرورة توفير العملة الأجنبية لصالح قطاع التصنيع سواء لإنتاج المكونات أو لتجميع المركبات، وهو ما سيسهم فى إنعاش السوق والحفاظ على الأيدى العاملة.
وفى نفس السياق، كشف الدكتور إبراهيم القاضى، رئيس شركة «القاضى موتورز»، موزع عدد من الماركات، عن اتجاه مستهلكين للبحث عن مخزن آمن لمدخراتهم كبديل عن الشهادات البنكية أو الذهب أو الاحتفاظ بالدولار، موضحًا أن الزيادات التى سجلتها بعض السلع والبضائع حفزت الاستثمار فيها.
وتابع أن التضخم تسبب فى تآكل فوائد الشهادات التى طرحتها البنوك خلال الفترة الماضية، وهو ما أدى إلى الإقبال على الاستثمار فى السلع والأصول بداية من العقارات ومن ثم السيارات وبعض المنتجات الاستهلاكية لمن يمتلكون قدرة على التخزين.
وأوضح أن السيارات مرتفعة القيمة مثل العلامات الفاخرة مرسيدس ولاندروفر وbmw هى أكثر الموديلات إقبالًا من المستهلكين للاحتفاظ بقيمة مدخراتهم.
وأشار إلى أن بعض السيارات سجلت زيادات ربما تتخطى ارتفاعات الدولار والذهب وعوائد الشهادات، مؤكدًا أنه مع انخفاض الكميات داخل السوق تتعاظم أرباح الوحدات المبيعة بفعل القفزات السعرية المتتالية التى تقرها الشركات لتحمل التكاليف وتعزيز عوائدها مع الاحتفاظ بالأيدى العاملة، وهو ما يعود بالنفع على الملاك المستثمرين.
