شركات الشحن تكافح الأزمات العالمية بأساليب جديدة للحفاظ على عملائها

شهد الاقتصاد العالمى عدة أزمات متتالية تأثرت بتداعياتها سلاسل الإمداد، بدءا من جائحة كورونا، ومرورا بالأزمة الروسية الأوكرانية التى زادت الأمر تعقيدا

Ad

شهد الاقتصاد العالمى عدة أزمات متتالية تأثرت بتداعياتها سلاسل الإمداد، بدءا من جائحة كورونا، ومرورا بالأزمة الروسية الأوكرانية التى زادت الأمر تعقيدا، وخلفت وراءها مزيجا من التحديات المرتبطة بالتضخم، وارتفاع تكاليف الشحن وتغير خريطة الموردين والعملاء.

أشار عدد من العاملين فى قطاع الشحن أن هذه الأزمات غيرت من أنماط العملاء ومواقعهم، وفرضت على الناقلين ابتكار آليات جديدة لتلبية متطلبات شريحة كبيرة من العملاء، موضحين أن هذا الأمر كان له عدة مزايا ونفس الوقت مجموعة من الصعاب أمام وكلاء الشحن.

فى البداية، قال عمر الصاحى، المدير العام لشركة أمازون مصر، إن التحديات الاقتصادية العالمية المتتالية التى تواجه سلاسل الإمداد أدت إلى تغير فى نمط استهلاك العملاء ونتيجة للتضخم العالمى أصبح الاستهلاك يتجه إلى المنتجات الأساسية مثل المواد الغذائية والملابس، مشيرا إلى ارتفاع الطلب على بعض السلع ، مما خلق حالة من الغموض لدى الشركة حول إلى أى مدى تستمر تلك الطلبات.

وأوضح أن عدد من العملاء اتجه إلى “التخزين “ مؤخرا بسبب تلك الأزمات بدءا من جائحة كورونا حتى الآن، ومما شكل تحدى أمام الشركة، واضطرها لتوفير تلك الطلبات مع زيادة نقاط التوزيع داخل العديد من الدول.

أشار المهندس مصطفى ابراهيم استشارى سلاسل الإمداد بشركة impact insights أن الشركات تعاملت مع أزمات سلاسل الإمداد المتتالية بطريقتين الأولى من خلال الاعتماد على سياسة حرق أسعار منتجاتها خوفا من الخسائر وتصفية أعمالها موضحا أن تلك النوعية ستجد صعوبة فى التعامل فيما بعد الأسواق حالة استقرارها.

وأوضح أن التعامل الثانى للشركات فى ظل الأزمات المتلاحقة هو تطوير منتجاتها وتصنيع منتجات بديلة لجذب المزيد من العملاء دون حرق للأسعار، مشيرا إلى أنه فى تلك الحالتين اعتمدت على سياسات مالية مرنة من خلال أنظمة التقسيط وخدمات ما بعد البيع.

وقال استشارى سلاسل الإمداد أنه فى ظل تلك الأزمات المتلاحقة شهدت القدرة الشرائية لدى العملاء تراجعا كبيرا تزامنا مع تغير أولويات الاستهلاك نحو المنتجات الأساسية وتقليل الاعتماد على المنتجات الترفيهية.

ومن ناحيته قال يحى أحمد نائب المدير العام لـ”كوسكو لادارة الموانئ ميناء أبوظبى “ أن مواجهة أزمات الإمداد أكبر من تغير اتجاهات العملاء وتلبيتها بسبب الصراع الدولى بين القوى الاقتصادية.

وقال أن خريطة العملاء تغيرت بسبب المشاكل الأوروبية خاصة المتعلقة بالتصنيع والطاقة، مما وجه السوق إلى الشرق الأوسط والخليج وعلى رأسهم السعودية والإمارات وقطر بالإضافة إلى الصين.

وقال أن الحرب الروسية الاوكرانية دفعت روسيا إلى نقل تجارتها إلى تركيا عبر شركات أسستها ودعمتها بعدد من السفن لنقل التجارة الروسية تجنبا للعقوبات المفروضة عليها، ضاربا مثالا بسوق السيارات الذى تراجع شحنات من أوروبا مما دفع الصين إلى التركيز على هذه الصناعة،وتوريدها لدول العالم،مضيفا أن قطاع الشحن واللوجستيات يتحرك طبقا لتلك المتغيرات.

وقال نائب المدير العام لـ”كوسكولادارة الموانيء أن خريطة العالم الاقتصادية تتغير فعلا تنفيذا للمبادرة الصينية “الحزام والطريق “حيث تتجه الدول لوضع مكانها فى تلك المبادرة ومنها “موانئ أبوظبي” والتى توسع نشاطها فى إدارة الموانئ بالسودان ومصر والشرق الأوسط تماشيا مع المتغيرات الحالية.

أشار “يحيى “ إلى أنه نظرا لبناء تكتلات إقتصادية حاليا مثل الصين وروسيا والشرق الأوسط، فأن الحكومات حاليا تقوم بدعم المصدرين ومستوردى مواد الخام وتذليل كافة العقبات حتى تستطيع الاستمرار والتنافس فى السوق الجديد، عبر تسهيل عمليات إجراءات الشحن والجمارك قبل وصول المراكب إلى الميناء وتقليل الغرامات وتوفر السفن الوطنية لنقل تلك التجارة.

وتابع: على سبيل المثال “ روسيا تدعم بكل طاقتها منتجاتها الوطنية من تسهيل عمليات الاستيراد والتصدير من خلال تشغيل شركاتها فى عدة دول وتدعمها بالسفن مما تسهل حركة سلاسل الإمداد لمنتجاتها.

وقال أحمد صديق رئيس مجلس إدارة شركة In&Out Bound للوجستيات أن السوق العالمى يواجه العديد من التحديات أهمها التضخم وسياسات البنك المركزى الأمريكى تزامنا مع وجود تكتلات إقتصادية تجرى حاليا للخروج من الهيمنة الامريكية، وهذا الأمر بمثابة إعادة بناء القوة الاقتصادية العالمية.

ولفت إلى أن الحرب الروسية خلفت وراءها أزمات متلاحقة فى قطاع الشحن ونقص الخامات والتكدس فى الموانئ وارتفاع نوالين الشحن التى بدأت تعاود معدلاتها الطبيعية قبل جائحة كورونا.

وأوضح “صديق “ أنه رغم تأثر قطاع اللوجستيات فى مصر بشكل مباشر بعد تراجع عمليات الاستيراد بعد قرارات الاعتمادات المستندية فى 2022، إلا أن هناك ناحية إيجابية فى اتجاه المصانع إلى إقتحام “التصدير” كوسيلة لتدبير الدولار لاستخدامها لاحقا فى عمليات إستيراد مواد الخام وانعكس ذلك على تطوير تلك المصانع من جودة المنتجات ورفع مستوى التنافسية.

وقال أن القطاع التجارى كان أكثر المتضررين من أزمة تدبير الدولار لعدم قدرتهم خاصة وأن مبيعاتهم تطرح محليا مما دفع شركات كثيرة إلى الاتجاه نحو التصدير وفتح فرص جديدة للمنتجات الزراعية والخامات.

وعن تغير أنماط عملاء شركته قال “صديق” أن أزمة الحرب الروسية دفعت روسيا إلى تأسيس فروع شركاتها فى الصين والهند وتركيا ليكونوا وسطاء بين روسيا ودول العالم مما غير من أنماط العملاء وغير من مسارات السفن نفسها.

واستكمل أنه بسبب تراجع عمليات الإستيراد قل الطلب على العميل الصينى مما انعكس بشكل كبير على نوالين الشحن إلى الموانئ الصينية بمتوسط 1500 دولار للحاوية، مشيرا إلى أن شركته بدأت تركز عملها على القطاع الصناعى.

وأوضح أن شركته تسعى فى خطتها التسويقية إلى الاتجاه نحو العملاء الجدد والذين يتجهون إلى قطاع التصدير لأول مرة ومساعدتهم فى الإستفادة من مميزات الشحن البحرى وإيجاد فرص تصديرية لهم.

- impact insights: الكيانات التجارية تعاملت مع التوريد بحرق الأسعار وتوفير البدائل للقدرة على البقاء

- أمازون مصر: تخزين المنتجات عادة جديدة لدى المستهلك

- «كوسكو لإدارة الموانئ بأبو ظبى»: بعض الحكومات تدعم بضاعتها الوطنية وتمنح تسهيلات للتصدير