ارتفعت مبيعات السيارات الملاكى فى ألمانيا إلى نحو 282 ألف سيارة جديدة فى مارس 2023، بزيادة 17 %عن نفس الشهر من العام الماضى، فيما بلغت المبيعات الإجمالية للشهور الثلاثة الأولى من العام 667 ألف وحدة بنسبة نمو 7 %مقارنة بنفس الفترة من 2022.
على الرغم من معدل النمو القوى فإن الفجوة مازالت كبيرة مع مستوى ما قبل الأزمة (مقارنةً بالربع الأول من عام 2019) إذ تقل أرقام الربع الأول من العام الحالى عنها بمقدار %25 تقريبًا بحسب الرابطة الألمانية لصناعة السيارات.
فى المقابل انخفضت التسجيلات الجديدة للسيارات الكهربائية (الهجينة والكهربائية الكاملة) فى مارس بنسبة %1 مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضى فتم تسجيل ما يقرب من 61 ألف مركبة. وكان الانخفاض كبيرًا فى السيارات الهجينة مع تسجيل نحو 17 ألف وحدة، ما يعنى انخفاضًا بنسبة %39 مقارنة بشهر مارس من العام السابق، فيما ارتفعت التسجيلات الجديدة لسيارات الملاكى الجديدة التى تعمل بالبطاريات الكهربائية (السيارات الكهربائية الكاملة) بنحو %28 مقارنة بشهر مارس 2022 لتصل إلى مستوى 44 ألف وحدة. وخلال الربع الأول تم بيع نحو 132 ألف مركبة كهربائية وهجينة بانخفاض نسبته %13 عن الربع الأول من العام السابق.
فى مارس الماضى، كان مستوى الإنتاج فى المنشآت الألمانية لصناعة السيارات أعلى من نفس الشهر من العام السابق للمرة الحادية عشرة على التوالى، إذ صنعت 442 ألف سيارة بخطوط الإنتاج بما يزيد بنسبة %67 عن مارس 2022. ومع ذلك فإن قاعدة المقارنة فى نفس الشهر من 2022 منخفضة للغاية حين سجل أضعف إنتاج منذ ما يقرب من 50 عامًا.
تم إنتاج إجمالى 1.1 مليون سيارة ملاكى جديدة فى الربع الأول من العام الجارى بزيادة نسبتها %39 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، على الرغم من الاتجاه الإيجابى فى الأشهر الأخيرة- والذى يرجع بشكل خاص إلى التحسن التدريجى للمعروض من مكونات الانتاج- يظل مستوى الإنتاج أقل بكثير من مستوى ما قبل الأزمة، إذ تقل الأرقام بنحو %9 عن الربع الأول من 2019.
بعد زيادة إنتاج سيارات الملاكى فى ألمانيا بأكثر مما كان متوقعًا فى الربع الأول من هذا العام، عدلت الرابطة الألمانية لصناعة السيارات توقعاتها الإنتاجية لعام 2023، فقد كان المتوقع 3.69 مليون سيارة بزيادة %6 مقارنة بعام 2022 لكن التوقعات الجديدة تشير لإنتاج 3.79 مليون سيارة بنمو %9 مقارنة بالعام السابق. وحتى بعد تعديل التوقعات، لا يزال مستوى الإنتاج أقل بكثير من مستوى ما قبل أزمة كورونا ففى عام 2019 تم إنتاج 4.66 مليون سيارة فى ألمانيا. ووفقًا لتوقعات الرابطة الألمانية لصناعة السيارات سيظل مستوى الإنتاج للعام الحالى أقل من أرقام عام 2019 بنسبة %21.
تطورت الصادرات بشكل مشابه للإنتاج فى مارس إذ تم تسليم 339 ألف سيارة لجميع أسواق العالم بنمو %64 أكثر مما كان عليه فى نفس الشهر من العام الماضى. فى الربع الأول من العام الحالى شهدت صادرات الملاكى زيادة كبيرة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى لتصل إلى 839 ألف وحدة بنسبة نمو %37.
وتنتظر ألمانيا كغيرها من أسواق الاتحاد الأوروبى تغيرات كبيرة فى خريطة السوق مع الإجراءات المتخذة لتعزيز التحول نحو الطاقة النظيفة، فقد أصبح مستقبل الصناعة فى أوروبا وتخضيرها أولوية رئيسية مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الأوروبية فى ربيع 2024. وفى الشهر الماضى، قدمت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين خطة أوروبا الصناعية الخضراء بغرض تعزيز ريادة الاتحاد الأوروبى فى مجال التكنولوجيا الخضراء، وتسريع تصنيع التقنيات النظيفة، وتتمثل الأهداف الاستراتيجية لهذه المبادرة فى تقليل الاعتماد على واردات الطاقة، وخلق وظائف المستقبل فى أوروبا، وتحقيق أهداف الاتحاد الأوروبى المتعلقة بالمناخ. كما تعتبر السيارات الكهربائية، وتحديدًا تسريع الإنتاج المحلى للبطاريات ومكوناتها، من الأولويات الرئيسية لهذه الخطة الصناعية، ويعتبر قطاع السيارات أحد أكبر المجالات الصناعية فى أوروبا.
ويراهن البعض على “كهربة” أساطيل النقل التابعة للكيانات التجارية فى أوروبا للإسراع بالانتقال إلى أهداف “صفر انبعاثات” باعتبار أن الشركات تستحوذ على غالبية مبعيات السيارات الجديدة من جهة، وتحتفظ بها لفترات قصيرة تصل لنحو 4 سنوات فقط، وتقوم بإعادة بيعها للأفراد كمركبات مستعملة، ومن ثم فإن كهربة أسطولها سينعش التنقل النظيف، كما يعتبر النقل البرى أيضًا أكبر مستهلك للنفط فى أوروبا وأحد أكبر العوامل المسببة للتلوث، ومن ثم فإن كهربة أساطيل الشركات ستكون ذات تأثيرات مزدوجة.
وتستحوذ الشركات على 6 من كل 10 مركبات جديدة فى الاتحاد الأوروبى ومن ثم فإن كهربة هذا الجزء من السوق من شأنه أن يخلق طلبًا مضمونًا على السيارات الكهربائية والبطاريات، مضيفًا أن كهربة أسطول الشركات تعد أداة دعم مهمة لكيانات صناعة السيارات الأوروبية فى انتقالها نحو الكهرباء، وسيدفع تزويد أساطيل الشركات بالكهرباء بشكل كبير العلامات التجارية الأوروبية الكبرى مثل فولكس فاجن وستيلانتيس ورينو، والتى التزمت بتحويل ما بين 80 و%100 من مركباتها للكهرباء بحلول عام 2030، كما يعتبر تحول أساطيل الشركات للطاقة النظيفة أيضًا سياسة اجتماعية إذ يشترى ما يقرب من 8 من كل 10 أوروبيين سياراتهم مستعملة، معتمدين بشكل رئيسى على تجديد أساطيل الشركات التى تحتفظ بسياراتها لمدة تتراوح بين 3 و4 سنوات فقط - مقارنة بـ 8 إلى 10 سنوات للسيارات الخاصة- قبل بيعها فى سوق السيارات المستعملة ومن ثم سيؤدى تزويد أسطول الشركات بالكهرباء إلى دخول الطرازات الكهربائية المستعملة ذات الأسعار المعقولة إلى السوق، مما يجعلها فى متناول العديد من الأسر الأوروبية.
