أرجع عدد من مسئولى شركات السيارات والصناعات المغذية، نمو واردات مكونات إنتاج المركبات بنسبة %4 خلال 2022 إلى تسهيل إجراءات الاستيراد، وقيام بعض البنوك بتمويل الشحنات الخاصة بعمليات التصنيع، إضافة إلى قيام المصنعين المحليين بزيادة الحصص المستوردة من المكونات والمواد الخام بعد ارتفاع الطلب على الطرازات المجمعة محليًا.
وسجلت واردات مصر من مكونات إنتاج السيارات ارتفاعًا بنسبة %4 لتصل إلى 675 مليون و876 ألف دولار خلال العام الماضى، مقابل 648 مليون و235 ألفًا فى 2021، وفقًا للتقرير الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
قال إيهاب أبو العنين، مدير أعمال التطوير برابطة الصناعات المغذية للسيارات، إن بعض المصانع المحلية عادت تعمل بطاقة إنتاجية تتراوح من 25 إلى %30 خاصة مع تحسن إجراءات الاستيراد وجلب شحنات من المكونات من الأجزاء والمواد الخام المستخدمة فى عمليات التصنيع.
وأضاف «أبو العنين» أن البنوك بدأت تسهيل إجراءات استيراد وتمويل شحنات مكونات الإنتاج بالنسبة للشركات والمصنعين البارزين فى قطاع السيارات فى ضوء تنفيذ التعليمات الصادرة عن رئاسة الجمهورية والبنك المركزى الخاصة بتدعيم المنتجين المحليين، والعمل على حل العقبات التى يواجونها فى مشروعات التصنيع المحلى.
وأشار إلى أن الرابطة تبحث مع شركات الصناعات المغذية فرص التوسع فى إنتاج الأجزاء والمكونات الجديدة، خاصة فى ظل اهتمام العديد من شركات السيارات بالتصنيع المحلى خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، أكد عمرو سليمان، رئيس شركة «الأمل لتصنيع وتجميع السيارات» الوكيل المحلى للعلامات التجارية «BYD، ولادا» ومنتج ميكروباصات «كينج لونج»، أن الفترة الماضية شهدت ارتفاع معدل استيراد شحنات مكونات الإنتاج من الخارج، بالتزامن مع ارتفاع حجم الطلب على شراء الطرازات المنتجة محليًا.
وأوضح أن نقص المعروض من المركبات المستوردة وارتفاع أسعارها عزز من فرص تنافسية الطرازات المصنعة محليًا.
وتوقع أن تقبل العديد من شركات السيارات على مشروعات التصنيع المحلي، فى ظل تشديد الضوابط على استيراد الطرازات كاملة الصنع وعدم قدرتهم على جلب الكميات التى تتناسب الطلب محليًا، فضلًا عن الاستفادة من التيسيرات الممنوحة للمنتجين المحليين التى تتمثل فى التخفيضات الجمركية على مكونات الإنتاج.
وتابع أن شركته قررت تركيز خططها التسويقية على الطرازات المجمعة محليًا نظرًا لارتفاع فرص تسويقها فى مصر، خاصة مع نقص الكميات المعروضة من الطرازات المستوردة وارتفاع أسعارها لمستويات غير مسبوقة.
وبحسب التقرير الصادر عن مجلس معلومات سوق السيارات «أميك»، استحوذت الطرازات المجمعة محليًا على %61.9 مسجلة نحو 2124 مركبة من إجمالى مبيعات سيارات الركوب «الملاكي» فى مصر خلال يناير الماضى، مقابل حصة قدرها %38.1 بواقع 1305 وحدات فى الشهر ذاته من 2021.
وهيمنت العلامة التجارية «نيسان» على الحصة السوقية الأكبر من مبيعات السيارات المجمعة محليًا، بعدما اقتنصت حصة سوقية %43 بإجمالى نحو 906 مركبات خلال يناير الماضى.
وحلت «شيرى» فى المرتبة الثانية بحصة %31 مسجلة بيع 661 سيارة، تلتها «BYD» فى المركز الثالث بنسبة %19 بواقع 408 وحدات.
وحصدت «تويوتا» المرتبة الرابعة بعدما استحوذت على حصة سوقية %3 مسجلة بيع 71 مركبة، تلتها «هيونداي» فى المركز الخامس بنسبة %3 بواقع 60 وحدة.
واقتنصت «جيب» المرتبة السادسة، مستحوذة على حصة سوقية %1 محققة بيع 18 مركبة خلال يناير الماضى.
فى سياق متصل، قال علاء السبع، نائب رئيس الشعبة العامة للسيارات بالغرفة التجارية، ورئيس شركة «السبع أوتوموتيف» الموزع المعتمد للعديد من الماركات التجارية ومنها «نيسان، وكيا، وفولكس فاجن، وسيات، وهوندا، وستروين» إن الفترة الماضية شهدت ارتفاع حصة الطرازات المجمعة محليًا من جملة مبيعات قطاع سيارات الركوب على حساب المستوردة جراء الصعوبات التى تواجه الشركات المحلية فى جلب الوحدات كاملة الصنع من الخارج.
وأكد أن القرارات الشرائية للمستهلكين شهدت تغيرات كبيرة فى عملية اقتناء الطرازات الجديدة، وذلك من خلال الإقبال على الفئات المجمعة محليًا نظرًا لتراجع أسعارها مقارنة بالوحدات المستوردة، قائلاً: «العميل اللى كان يقوم بشراء السيارات المتوسطة «المستوردة» أصبح يتجه للفئات الاقتصادية المصنعة محليًا».
واتفق معه محمود حماد، نائب رئيس رابطة تجار السيارات، على تزايد الطلب على شراء الطرازات المجمعة محليًا خلال الفترة الماضية على خلفية نقص الكميات المعروضة من المركبات المستوردة وارتفاع أسعارها.
وأوضح أن العامل السعرى لعب دورًا فى تغير القرارات الشرائية للمستهلكين، من خلال ارتفاع معدل الإقبال على اقتناء الوحدات المصنعة محليًا، خاصة بعد ارتفاع أسعار الطرازات المستوردة ووصولها لمستويات غير مسبوقة.
وطبقًا للبيانات الصادرة عن المجمعة المصرية للتأمين الإجبارى للمركبات، فإن الطرازات المجمعة محليًا انتزعت المراكز الأربعة الأولى بقائمة الطرازات الأكثر ترخيصًا فى مصر خلال فبراير الماضى.
وتصدرت «BYD F3» قوائم تراخيص السيارات «الملاكي» بعدما تمكنت من تسجيل 314 مركبة فى مختلف وحدات المرور خلال الشهر الماضى.
وحلت «شيرى أريزو 5» فى المرتبة الثانية مسجلة نحو 265 مركبة، أعقبتها «نيسان صني» فى المركز الثالث بواقع 232 سيارة.
وحصدت «شيرى تيجو 7» المرتبة الرابعة بترخيص 191 مركبة بمختلف وحدات المرور.
