هل تصلح «الخرسانة» كبديل مؤقت لـ«الأسفلت» لعبور أزمة «البيتومين»؟

شهدت الفترة الماضية قيام الجهات الحكومية بإعادة ترتيب الأولويات لاستكمال مشروعات الطرق والكبارى باستخدام الخرسانة، نتيجة نقص مادة البيتومين المستخدمة

Ad

شهدت الفترة الماضية قيام الجهات الحكومية بإعادة ترتيب الأولويات لاستكمال مشروعات الطرق والكبارى باستخدام الخرسانة، نتيجة نقص مادة البيتومين المستخدمة فى تبطين عملية الرصف الأساسية،وكذلك السولار المستخدم فى تشغيل المعدات، خاصة أنهما سلعتان يتم استيراد جزء كبيرا منهما بالعملة الصعبة.

أكد عدد من خبراء رصف الطرق أن اعتماد البلاطة الخرسانية كبديل لوسائل الرصف التقليدية،أصبح توجه استراتيجى فى السنوات الأخيرة من قبل جهات الإسناد وعلى رأسها وزارة النقل، موضحين أن عمرها الافتراضى أكبر، وصيانتها أقل بالإضافة إلى أن الرصف بالخرسانة يستثمر الفائض من الأسمنت.

أوضح الخبراء أن الرصف الخرسانى على الرغم من ارتفاع تكلفته فى جميع الأعمال التى تتم تحت إشراف الهيئة العامة للطرق والكبارى التابعة للوزارة، إلا أن معدل إهلاكه أقل بكثير من الطرق التى تحتوى على مادة «البيتومين» المستخدمة فى تبطين عملية الرصف الأساسية.

يشار إلى أن متوسط الفائض السنوى من الأسمنت يبلغ حوالى 30 مليون طن،وتمتلك مصر 23 شركة بطاقة إنتاجية تصل إلى 80 مليون طن، بينما يتم استيراد جزء كبير من البيتومين بالعملة الصعبة،بالإضافة إلى استيراد السولار المستخدم فى تشغيل معدات الرصف الإسفلتى، مما دفع إلى التوجه إلى «الخرساني» ،لاسيما فى ظل صعوبة الاستيراد فى الفترة الحالية نتيجة أزمة الدولار.

بداية قال المهندس صفوت صبحى مدير عام شركة أوراسكوم، إن مصر انتهجت خطة الطرق الخرسانية مستهدفة بذلك عمل مسارات للنقل الثقيل، مشيرًا إلى أنه تم تنفيذها فى مشروع طريق السويس، والصعيد الحر من القاهرة إلى أسيوط،بالإضافة إلى طريق وادى النطرون العلمين.

وأشار إلى أن تكلفة الخليط الخرسانى أعلى من الأسفلت، نظرًا لإرتفاع سعر الأسمنت، مقارنة بما يقابله فى حجم المتر مربع من مادة الأسفلت، لافتا إلى أن الفترة التى يتم خلالها إهلاك الطريق الخرسانى تمثل عشرات السنين، بعكس الأسفلت الذى تتراوح مدة صيانته من سنتين إلى ثلاث سنوات.

وتابع:أن مميزات استخدام الخرسانة فى الطرق تظهر على المدى البعيد لكونه أكثر تحملا وأقل صيانة، وبسبب تماشيه مع كثافة الأحمال المرورية للشاحنات، موضحًا أن مادة البيتومين المستخدمة فى الطرق الأسفلتية يتم استيرادها بنسبة %20 من الاحتياجات المحلية.

وأشار «صبحي» إلى أن عنصر البيتومين يمثل %45 من تكلفة الطريق، مؤكدًا أن الكمية المستخدمة منه تتغير وفقا لحجم المشروعات والأعمال المخطط لها، لافتًا إلى أنه يتم توفير %80 من احتياجات البيتومين فى مصر من خلال شركتى «السويس، والإسكندرية للبترول.

وأوضح أن مشاريع الرصف داخل المدن الجديدة تستخدم مادة البيتومين فى الأسفلت لكونه مرن، ولكن عمره الافتراضى أقل من نظيره الخرسانى، مؤكدًا أن مصر تمتلك كوادر وإمكانيات مؤهلة على درجة كبيرة من الكفاءة،إضافة إلى إمتلاك المعدات والأفكار المتطورة لتنفيذ مشاريع الدولة.

و قال حسن مهدى أستاذ النقل والطرق بكلية الهندسة جامعة عين شمس،إن هناك أنواعا عديدة لرصف الطرق ،موضحًا أن منها الترابية وآخرى أسفلتية بالإضافة إلى الطرق الخرسانية.

وأضاف «مهدي» أن مصر استطاعت إدخال وسائل جديدة معتمدة على تقنيات إعادة التدوير من خلال استخدام مواد الرصف القديمة وخلطها بمواد جديدة ذات خواص معينة، مشيرًا إلى أن تلك التقنية تم تنفيذها فى مشروع حياة كريمة.

وأوضح أن كل طن من الخلطة الأسفلتية يتضمن %4 من مادة البيتومين،والتى تعمل على تلاحم مكونات الخليط معًا و يتم إنتاجهامن مشتقات البترول.

وأشار إلى أن توافر «البيتومين» فى مصر يعد محدودا، نظرًا لاقتصار إنتاجه على شركات تتبع وزارة البترول،مؤكدًا أن حجم استيراد تلك المادة متغير حسب احتياجات المشروعات المدرجة، لافتًا إلى أن ذلك يؤثر بالسلب على معدل إنجاز مشاريع الطرق المستهدفة فى خطة الدولة.

وفى سياق متصل أوضح دكتور أحمد محمدى الاستاذ المتفرغبقسم هندسة التشييد والمرافق بجامعة الزقازيق، أن السبب الرئيسى لتوجه الدولة لاستخدام الطرق الخرسانية هو تقليل الحوادث الناتجة عن تواجد الشاحنات الثقيلة والسيارات الخاصة وغيرها من المركبات.

أشار إلى أن الطرق تنقسم الى عدة مجموعات حيث منها السريع أو الرئيسى وهناك طرق داخلية، موضحا أن هناك رؤى تفضل استخدام الرصف الأسفلتى فى الطرق الداخلية الرئيسية، بينما أشار إلى أن هناك استخداما للإنترلوك كبديل فى الشوارع الجانبية داخل المدن وبين المبانى.

وأشار «محمدي» إلى أن الإنترلوك يحتاج إلى كنترول عالى،وتكلفته أقل من الرصف الأسفلتى،ويستخدم فى الطرق الضيقة التى يصعب فيها استخدام الآلات اللازمة للرصف الأسفلتى الذى ينتج عنه بعض الانبعاثات الملوثة.