بدأت السفن السياحية العابرة بقناة السويس استعادة حركتها مؤخرا بعد انهيارها إثر انتشار جائحة كورونا عام 2020 واستمرار تداعياتها لفترة قريبة من العام الماضى.
وأكد خبراء النقل البحرى أن رفع قيود السفر والتنقل ساهم فى انتعاش تلك النوعية من السفن مرة أخرى بجانب الحملات الترويجية التى تقوم بها الدولة لتشجيع السياحة، وبدء استقبال الموانيء المصرية للسياحة على سفن الخطوط الملاحية الكبرى.
وكشفت إحصائيات هيئة قناة السويس عن عبور 80 سفينة ركاب خلال عام 2022 مقارنة مع 2021 والذى سجل عبور 44 سفينة، وجمعت الهيئة إيرادات من تلك السفن بلغت 24 مليون دولار مقارنة مع عام 2021 والذى حقق إيرادات 14.4 مليون دولار.
وطبقت هيئة قناة السويس زيادة فى رسوم عبور السفن السياحية تصل إلى %10بداية من ينايرالماضى مقابل زيادة %15 لبقية أنواع السفن المارة بالقناة.
من جانبه، قال القبطان عمرو قطاياخبير النقل البحرى ورئيس مجلس إدارة شركة «لاند مارك» للاستشارات والخدمات البحرية،إن سوق سفن الركاب «الكروز » شهدت انهيارا خلال فترة جائحة كورونا لكن مع رفع القيود على السفرشهدت الموانئ المصرية حالة من الرواج فى حركة السفن السياحية خاصة موانئ سفاجا والسخنة والإسكندرية وبورسعيد.
وأوضح أن جميع السفن قادمة من دول أوروبامتجهة إلى موانئ بعض دول الخليج والشرق الأوسط على رأسها الإمارات وعمان والأردن.
وأضاف «قطايا» أن منظومة السياحة بمصر شهدت انتعاشة قوية بفعل التسويق الجيد لمصر دوليا، من خلال الحملات الترويجية التى دفعت الخطوط الملاحية لوضع الموانيء المصرية فى مسار رحلاتها.
وأشار إلى أن هناك جانباآخر منالرواج السياحى الذى تشهده دول الخليج، وساهم فى جذب مزيد من خطوط السفن السياحية والتى أدت إلىارتفاع معدلات عبور تلك السفن القادمة من شرق البحر المتوسط إلى دول الخليج وآسيا مرورا بقناة السويس.
واتفق معه فى الرأى المهندس وائل قدور خبير النقل البحرى، قائلا إنحركة سفن الركاب بقناة السويس رغم حالة الرواج مؤخرا فهى تمثل أقل من %1 وهى نسبة غير مؤثرة فى حركة التجارة العابرة بقناة السويس بعكس حركة الحاويات والبترول والغاز.
ولفت إلى أنهناك نشاطا سياحيا فى منطقة البحر المتوسط بعد إلغاء بعض الدول لقيود التنقل والسفر بسبب جائحة كورونا مما ينعكس على حركة العبور بالقناة، مشيرا إلى أن قناة السويس قدمت مؤخرا حوافز فى رسوم العبور بنسبة تصل إلى %50 لليخوت التى تبلغ حمولتها 300 طن فأكثر وتتعامل معاملة السفن السياحية، بينما اليخوت التى تقل عن 300 طن تعد وحدات عائمة صغيرة وتسدد رسوما زهيدة.
وقال مصدر مطلع بقناة السويس، إن هيئة قناة السويس تسعى إلى تعظيم الحركة السياحية خاصة السياحة البحرية، تماشيا مع المتغيرات الاقتصادية الدولية من خلال منح «سفن الركاب» و«السفن السياحية» التى تقوم بزيارة الموانئ المصرية على البحرين الأبيض المتوسط والأحمر تخفيضا يصل إلى %50 من رسوم العبور العادية فى كل من رحلتى الذهاب والعودة، شريطة ألا تقل مدة توقفها فى الموانئ المصرية عن 72 ساعة.
وأوضح أن هناك حوافز أخرى مقدمة لسياحة اليخوت وتتعامل مثل السفن السياحية شريطة أن تكون حمولتها 300 طن فأكثر، مشيرا إلى اتجاه هيئة القناة لافتتاح متحف قناة السويس العالمي قريبا ، وجار استكمال أعمال تنفيذه من خلال شركة المقاولين العرب.
وسعت هيئة قناة السويس مؤخراإلى رفع كفاءة مارينا اليخوت الحالى بالإسماعيلية، مستهدفة زيادة الطاقة الاستيعابية له من 12 إلى 60 يختا ، بالتعاون مع القطاع الخاص السعودى.
ويذكر أن مشروع متحف «قناة السويس العالمى »عبارة عن أعمال إنشائية وترميم وإعادة تأهيل لأول مبنى إدارى لقناة السويس وإعادته لسالف عهده إبان الافتتاح التاريخى لقناة السويس عام 1869 وتأهيله ليكون متحفا عالميا يروى تاريخ قناة السويس منذ نشأتها حتى افتتاح قناة السويس الجديدة.
وتشهد موانئ الهيئة الاقتصادية لقناة السويس رواجا فى استقبال السفن السياحية مع بداية عام 2023ووصلت ثلاث سفن سياحية رصيف ميناء «السخنة » فى يوم واحد، محملة بنحو 3 آلاف سائح، بجانب رحلة أسبوعيا تمتد حتى أبريل المقبل للخط الملاحى «MSC» وعلى متنها سائحون من جنسيات متنوعة، بجانب وصول أخرى سياحية بميناء بورسعيد متجهة إلى ميناء سفاجا ، المارة بالقناة.
وأوضح مصدر مطلع بالهيئة الاقتصادية لقناة السويس، أن تلك الانتعاشة بحركة الموانيء ترجع إلى اتفاق إدارة الهيئة ومفاوضاتها مع الخطوط الملاحية للرسو فى الموانئ التابعة للهيئة وعلى رأسها السخنة.
