قال خبيران مصرفيان إن إصدار البنك المركزى للقواعد المنظمة لترميز بطاقات الدفع على تطبيقات الأجهزة الإلكترونية جاء متزامنًا مع التوجه العالمى نحو الاعتماد على الترميز والتخلى عن البطاقات التلامسية.
وأضاف الخبيران - فى تصريحات لـ «المال» - أن هذه الخطوة ستسهم فى الحفاظ على بيانات العملاء وسرية تأمينها بشكل أكبر، مشيرين إلى أن اعتماد ترميز بطاقات الدفع سيعمل على تعزيز المدفوعات الرقمية، والمضى قُدمًا فى التخلى عن ثقافة الكاش وتحقيق الشمول المالى.
وأكد محمود أبو العيون، محافظ البنك المركزى سابقًا أن الهدف من خطوة «المركزى» المتعلقة بترميز بطاقات الدفع على تطبيقات الأجهزة الإلكترونية، هو تأمين العمليات التى تتم من خلال هذه البطاقات.
ويعنى «الترميز» استبدال بيانات البطاقة الفعلية برمز فريد يسمى «الرمز» ويكون ممثلًا لمجموعة من البيانات مثل رقم البطاقة وطالب الرمز (Token Requester).
وتتولى أى هيئة من الهيئات الموجودة داخل منظومة المدفوعات والمرخص لها من قبل البنك المركزى المصرى إصدار وإدارة هذه الرموز.
واعتمد مجلس إدارة البنك المركزى المصرى القواعد المنظمة لخدمات ترميز بطاقات الدفع على تطبيقات الأجهزة الإلكترونية، بما يتيح إجراء معاملات الدفع اللاتلامسية باستخدام التطبيقات عبر هذه الأجهزة.
وأضاف «أبو العيون» أن البنك المركزى يسعى إلى تشجيع استخدام البطاقات وتعزيز ثقافة الدفع الإلكترونى، لافتًا إلى أن خدمات الشركات الدولية مثل "أبل باي» و"سامسونج باي» صارت متاحة الآن وآمنة تمامًا.
يأتى إصدار القواعد الجديدة استمرارًا لجهود البنك المركزى الاستباقية فى تعزيز التطور الرقمي؛ حيث يتيح الترميز إمكانية تسجيل بطاقات الدفع على تطبيقات الأجهزة الذكية، واستخدامها لإتمام عمليات الدفع على نقاط البيع الإلكترونية، أو الشراء عبر الإنترنت بطريقة سهلة ومؤمنة ومبتكرة.
تحقيق الشمول المالي
ويسمح إصدار القواعد المنظمة – لخدمات ترميز البطاقات على تطبيقات الأجهزة الإلكترونية – بتفعيل خدمات العديد من الشركات الدولية مثل (أبل باى – سامسونج باى – إلخ) وكذا شركات التكنولوجيا المالية، والذى بدوره سيؤدى إلى خلق فرص هائلة لتقديم حلول مالية مبتكرة تتوافق مع متطلبات العملاء.
وتهدف هذه القواعد، حسب البنك المركزى المصرى، إلى تحديد إطار عمل البنوك وكل الأطراف المشـاركة فـى البنيـة التحتيـة لتقديـم خدمـات ترميـز بطاقــات الدفــع الإلكترونية، وذلــك لإتاحة أقصــى قــدر مــن المرونة والأمن وتقديم الخدمات المصرفية الملائمة لكل فئات المجتمع؛ بهدف نشر وسائل الدفع الإلكترونية وتحقيق الشمول المالى.
من جانبها، أوضحت مروة الشافعى، الخبيرة المصرفية، أن الخطوة التى اتخذها البنك المركزى فيما يتعلق بترميز بطاقات الدفع تعنى التخلص من البطاقات التلامسية «Soft Credit» والاعتماد بدلًا من ذلك، على بعض الرموز، التى يمكن إجراء جميع المعاملات المالية من خلالها.
وأضافت أن هناك توجها عالميا للاعتماد على الترميز، ومن ثم جاءت خطوة البنك المركزى ليكون مواكبًا للتغيرات التى تحدث على الصعيد العالمى.
وقال البنك المركزى، فى كتاب له بهذا الصدد، إنه يمكن لمقدمـى خدمـات الدفـع أو مصنعـى الأجهزة الإلكترونية علـى سـبيل المثـال (Pay Samsung، Pay Google، Pay Apple) توفيـر تطبيقـات لترميـز البطاقـات المصـدرة مـن البنـوك، بعـد الحصـول علـى موافقـته للبنك المصدر للبطاقـات الراغـب فى تفعيـل الخدمـة مـن خلال التطبيقـات الخاصة بهم، علـى أن يتم الالتزام بإبـرام تعاقد مع كل مـن الشـبكات والبنـوك المصـدرة للبطاقـات والمشـتركة بالنظـام، وفى كل الأحوال يلتـزم طالـب الرمـز بإبـرام تعاقـد مع شـبكة منظومة الدفـع الوطنية «ميـزة» لكى يتمكـن مـن إصـدار رمـز إضافـى "Token Auxiliary» لكل البطاقات الدولية.
وفـى كل الأحوال يلتـزم البنـك المصـدر بالحصـول علـى ترخيـص مـن البنـك المركزى المصــرى لإتاحة الدفــع عبــر تطبيقــات ترميــز البطاقــات علــى الأجهزة الإلكترونية للبطاقــات المصــدرة بواســطته لــكل تطبيــق علــى حــدة ســواء كان التطبيــق مملــوكا للبنـك أو لأحـد مصنعـى الأجهزة الإلكترونية مثل:( Pay Apple، Pay Samsung، Pay Google ) أو لأحد مقدمـى خدمـات الدفـع المرخص له مـن «المركزى».
وأشارت «الشافعى» إلى أن البنية التحتية مناسبة تمامًا للسير فى ترميز بطاقات الدفع، لافتة إلى أن شركة بنوك مصر للتقدم التكنولوجى هى التى ستتولى إجراءات عمليات الترميز.
وأوضحت أن ترميز البطاقات أكثر أمانًا، فضلًا عن كونه يحافظ على بيانات العملاء، مشيرة إلى أن العامل الحاسم فى الأمر هو تثقيف العملاء أنفسهم، وإرشادهم إلى الطرق الصحيحة التى يمكن من خلالها حماية بياناتهم؛ كى لا يتعرضون للاحتيال.
وذكرت أن ترميز البطاقات يعنى تأمينًا أكبر، لكن الفكرة فى كيفية الاستخدام، موضحة أن كل معاملة لها» Outopay» معين، كما أن الرمز الذى يحصل عليه العميل سيتغير كل فترة، والهدف من كل ذلك هو ضمان تأمين بيانات العملاء بأقصى درجة ممكنة.
رقمنة بطاقات الدفع
وستساعد المنظومة الجديدة أيضَا على تقليل الوقت وكذلك التكاليف التى تتحملها البنوك العاملة بمصر فى إتاحة الخدمة، وتمكين البنوك المصدرة من رقمنة بطاقات الدفع باختلاف أنواعها.
ويأتى إطلاق الخدمة الجديدة بالسوق المصرفية المصرية ضمن العديد من المشروعات التى أطلقها البنك المركزى المصرى لتعزيز التحول إلى مجتمع أقل اعتمادًا على النقد، ومنها على سبيل المثال: محافظ الهاتف المحمول وشبكة المدفوعات اللحظية، وصولًا إلى إصدار خدمات ترميز البطاقات على تطبيقات الأجهزة الإلكترونية، والتى من المتوقع أن تقوم البنوك بتفعيل خدماتها لعملائها خلال الفترة القليلة المقبلة.
مسارات التطبيق
أما عن مسارات تطبيق هذه الرموز، فقد قال البنك المركزى، فى كتاب له بهذا الشأن، إن هذه القواعد تسرى علـى كل البنـوك العاملـة فـى مصـر ومقدمـى خدمـات ترميـز البطاقـات علـى تطبيقات الأجهزة الإلكترونية المرخص لهـم من قبله، وتعتبـر هـذه القواعـد والضوابـط هى الحد الأدنى اللازم على البنـوك ومقدمى خدمـات ترميـز البطاقـات وعليهـم ألا يكتفـوا بذلـك، وأن يتـم التأكد من اتخـاذ كل ما يلزم نحـو إدارة المخاطـر المرتبطـة بتقديـم هـذا النوع مـن الخدمات.
ولفت إلى أن هذه القواعد تسرى كذلك علـى تقديـم خدمـات ترميـز البطاقـات علـى تطبيقـات الأجهزة الإلكترونية، وذلـك مـع الأخذ بعيـن الاعتبار الضوابـط والتعليمـات الرقابيـة ذات الصلـة والسـابق صدورهـا عـن البنـك المركـزى المصرى وتعديلاتها وكذا الضوابـط الرقابية فى شـأن مكافحـة غسـل الأموال الصـادرة عـن «المركـزى» وإجـراءات العناية الواجبـة الصـادرة عـن وحـدة مكافحـة غسـل الأمـوال وتمويـل الإرهاب وقانـون مكافحـة غسـل الأموال رقـم 80 لسـنة 2002 وتعديلاته واللائحة التنفيذيـة وتعديلاتهـا، وكـذا الالتزام بالقواعـد والمواصفـات الفنيـة لتقديـم تلـك الخدمـات وتحديثاتهـا الصـادرة عـن شـركة بنـوك مصـر والمعتمـدة مـن قبـل البنـك المركـزى المصـرى.
