يتجه عدد من الشركات الناشئة المصرية إلى إتمام جولات تمويل معبرية«bridge financing»عاجلة من مستثمريها الحاليين لضمان تنفيذ خططها التوسعية بعد إعلان بنك «سيليكون فاليSVB»الجمعة الماضية عن إشهار إفلاسه، فى الوقت ذاته نجت أخرى من فخ تعثر المصرف الأمريكى وتحويل أموالها ومنها واحدة تعمل بمجال حلول النقل الذكى.
وقدر مصدر مسئول فى إحدى الشركات الناشئة التى حصلت على أموالها من البنك، عدد الكيانات المصرية المتعاملة معه من15-20شركة ناشئة تتوسع خارج مصر فى أسواق هولندا وأمريكا وجزر العذراء البريطانية لافتاً إلى أنها تؤسس قوابض تقوم بفتح حساب بنكى لها فى المصرف الأمريكى للحصول على تمويلات من صناديق أجنبية توظفها فى تمويل عملياتها التشغيلية.
وأوضح المصدر لـ«المال» أن الكيانات التى لم تتمكن من صرف أموالها قبل إفلاس البنك الأمريكى ستتجه إلى تنفيذ جولات تمويلية معبرية عاجلة من مستثمريها الحاليين لضمان استكمال أنشطتها لحين الإفراج عن أموالها المحتجزة فى «سيليكون فالى بنك» لافتا إلى أن نتائج تصفية نشاطه ستتضخ خلال الأسبوع الجاري.
وأكد أن البنك الفيدرالى الأمريكى تعهد بضمان الودائع بحد أقصى 250 ألف دولار لكل مودع، على أن تنتظر المبالغ الأكبر دورها بعد انتهاء عمليات التصفية القائمة حاليا.
وأرجع السبب فى أزمة «سيليكون فالى» إلى استمرار تذبذب سعر الفائدة من قبل البنك الفيدرالى الأمر الذى تسبب فى نقص ودائع الشركات الناشئة وساهم فى تسريع وتيرة الأزمة، منوها بأن المصرف الأمريكى لجأ إلى بيع سندات وأذون خزانة بأسعار غير عادلة، كما أدت عمليات السحب السريع من العملاء خلال اليومين الماضيين إلى خروج موقعه الإلكترونى من الخدمة.
ورأى أن ملابسات انهيار «سيليكون فالى» تختلف عن الأزمة المالية العالمية فى عام2008لأنها تتعلق بعدم قدرة البنك على تغطية السيولة المتاحة واستيعاب الارتفاعات المتلاحقة فى أسعار الفائدة على الدولار.
وتوقع المصدر أن تضطر بعض الكيانات الناشئة خلال الفترة المقبلة إلى إبطاء قيمة الاستثمارات المخطط ضخها تحسبا لما ستؤول إليه التحقيقات وتسفر عنه نتائج التصفية.
وقال الدكتور عمرو محفوظ الرئيس السابق لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» إنه من المتوقع وضوح الرؤية العامة بعد عودة العمل إلى طبيعته وبداية عمليات التداول بعد انتهاء عطلة نهاية الأسبوع.
ورأى أن ارتفاع رفع سعر الفائدة من قبل الاحتياطى الفيدرالى كبد «سيليكون فالى» خسائر فادحة خاصة وأنه استثمر مسبقا فى سندات منخفضة العائد، واضطر لبيعها بسعر متدن لتوفير سيولة لتلبية احتياجات عملائه و ضمان الاستمرارية.
ورجح خروج بعض الكيانات الناشئة من المنافسة، معتبرا أن الفرصة سانحة للشركات المصرية لجذب الاستثمارات لكونها بديلا منخفض التكلفة فى سوق كبير نسبيا و متعطشة للتحول الرقمى.
وتوقع الدكتور هشام عبدالغفار الشريك المؤسس لصندوق «مينا جوروس» لرأسمال المخاطر أن تشهد الفترة المقبلة تأثيرات سلبية على سوق الشركات المصرية الناشئة، خاصة وأن بنك «سيليكون فالى» يمثل أحد الأعمدة الرئيسية فى تمويلاتها عالميا.
وأوضح أن قيمة الأموال المتداولة عبر محفظة بنك «سيلكون فالى» تفوق الـ 220 مليار دولار، مؤكدا أن تداعيات انهيار البنك الأمريكى ستلقى بظلالها على الكيانات الناشئة المصرية خاصة أن المصرف يعد واحدا من أكبر المقرضين لمسرعات الأعمال وشركات رأسمال المخاطر مثل «واى كومبينتور» و«سيكويا كابيتال» وهما من أكبر الممولين فى القطاع.
وتوقع وضوح تفاصيل الأزمة غدا بعد قيام الفيدرالى الأمريكى بإنهاء إجراءات تصفية البنك وتسليم المودعين أموالهم.
وكان بنك«SVB» أعلن بشكل مفاجيء منذ أيام عن قيامه بإصدار نحو2.3مليار دولار من الأسهم لتعزيز قاعدته الرأسمالية نتيجة الخسارة التى منيت بها محفظته الاستثمارية وهوت بأسهمه بنسبة بلغت%60 خلال تعاملات الخميس الماضى ، الأمر الذى تسبب فى حدوث موجة انخفاضات واسعة ضربت أسهم قطاع البنوك الأمريكية وامتدت إلى أسواق آسيا وأوروبا أيضا.
كما يحتل البنك أيضا المركز18بين أكبر المصارف الأمريكية من حيث حجم الأصول ، ويعد انهيار«SVB» بذلك ثانى أكبر مصرف أمريكى يلقى مصيره منذ الأزمة المالية العالمية فى عام2008على خلفية واقعة إفلاس بنك «ليمان براذرز» الأمريكى تاركا وراءه أصولا بقيمة691مليار دولار.
