فجرت التقارير حول اقتراب أمير قطرى أو رجل أعمال بريطانى من الاستحواذ على نادى مانشستر يونايتد الإنجليزى، مخاوف جديدة من التأثير المتنامى للمال الأوروبى أو ذلك القادم من الخليج والولايات المتحدة والصين على نزاهة وتنافسية كرة القدم باعتبارهما العنصرين الرئيسيين الأكثر جاذبية فى اللعبة.
والأمر لا يتعلق بجنسية المالك الجديد بقدر ارتباطه بمن هو هذا المالك وما هى استثماراته الأخرى فى عالم كرة القدم، إذ يرتبط الأمير القطرى بالعائلة المالكة لناد أوروبى كبير آخر هو باريس سان جيرمان، فيما يمتلك رجل الأعمال البريطانى نادى نيس الفرنسى.
كصناعة، مرت كرة القدم بتحول عميق منذ أوائل التسعينيات، حيث برز البث الرياضى ليصبح جزءًا مهمًا من مصادر الدخل بدلا من إيرادات التذاكر، ثم مرت اللعبة بطفرة كبيرة خلال العقد الماضى من ناحية إيرادات حقوق البث والرعاية.
ومع تنامى تلك الإيرادات اتسع اهتمام نوع جديد من المستثمرين بالمجال، إذ لم يعد الأمر متعلقا بعائلات «تحب اللعبة وتستثمر فيما تحب» بل انضم إلى المجال صناديق استثمار سيادية وشركات أسهم خاصة، رأت فى الأندية «أصولا منخفضة التقييم» وفى نفس الوقت «ناضجة» توفر فرصًا لتوليد عوائد قوية.
هذه النوعية الجديدة من المستثمرين فضلت اقتحام قطاع كرة القدم على طريقتها ووفق منطقها الذى يسعى بالطبع إلى «خفض التكاليف» و«تعظيم الأرباح»، ودون النظر إلى ما سوى ذلك.
منذ نحو 15 عاما ظهر نموذج «ملكية الأندية المتعددة» كأحد الاتجاهات الصاعدة فى عالم الاستثمار الرياضى، إذ برزت شركات وكيانات استثمارية تهتم بالاستحواذ على أكثر من ناد فى أكثر من دولة، وربما فى أكثر من لعبة.
وفى السنوات الخمس الأخيرة، أصبحت «ملكية الأندية المتعددة» بمثابة اتجاه سائد، إذ قفز عدد الأندية الخاضعة لهذا النوع من الشركات بنسبة %75 فى 3 سنوات فقط، وانتشر النموذج بشكل خاص بين أندية الدوريات الكبرى فى أوروبا.
ووفقا لهذا النوع من الملكية، تعمل الشركة على امتلاك «نادى كبير» ومن ثم امتلاك أندية أصغر ضمن عدة دوريات، على أن تطبق حوكمة مركزية لإدارة كل تلك الأندية من شأنها خفض التكلفة وتدوير اللاعبين وتنمية العلامات التجارية لأندية المجموعة.
ومع تنامى هذا الاتجاه، تنامت المخاوف المتعلقة به، إذ تزايدت الشكوك فى صمود التنافسية مع وجود مالك واحد لأكثر من ناد.
وفى أوروبا على وجه التحديد، تتزايد المخاوف من التأثيرات الناجمة عن استحواذ كيان واحد على أكثر من ناد، حيث ترى أنه يهدد بتنامى التواطؤ داخل ساحات الملاعب وتحديد رسوم انتقال اللاعبين بين الأندية وفقا لأسعار تبخس التقييم العادل لهم، مما يشكل تهديدا لنزاهة المسابقات برمتها.
تحذير من التلاعب بأسعار اللاعبين لتلائم خطط رجال الأعمال
امتلاك كيان واحد لأكثر من ناد.. أوروبا تخشى من «خطر يتعاظم»
يعتبر الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا» أن امتلاك كيان واحد لأكثر من ناد، بمثابة خطر يتعاظم وتهديد جدى للعبة والصناعة ككل.
الاتحاد أصدر تحذيراته الصارمة فى خضم دراسته المالية السنوية للأندية والدوريات، وأكد فيها المخاطر التى يجلبها نموذج تملك مستثمر واحد لعدة أندية على صناعة كرة القدم، والتى تشمل تواطؤ الأندية داخل ساحات الملاعب وفى عقود انتقالات اللاعبين بين الأندية والتى يمكن التلاعب فيها بحيث تتلاءم مع احتياجات رجال الأعمال.
وكشف «يويفا» عن أن تزايد نموذج الاستثمار فى ناديين أو أكثر يشكل تهديدا جديا لنزاهة مسابقات الأندية الأوروبية، مع تنامى خطر رؤية ناديين لهما مالك أو مستثمر واحد يواجه كل منهما الآخر على الملعب.
ورصد الاتحاد ما يزيد على 180 ناديا عالميا منخرطا فى مشاريع استثمارية تقتضى امتلاك أكثر من ناد واحد، بزيادة تصل إلى خمس أضعاف خلال عقد واحد وبمشاركة ما يزيد على 6500 لاعب.
وأضافت الدراسة أن هذا الاتجاه ربما يتسبب فى تدمير نشاط انتقالات اللاعبين، مع تزايد خطر تحديد رسوم الانتقال استنادا إلى أسعار «تلائم المستثمرين على حساب التقييم العادل».
وينخرط الاتحاد الأوروبى لكرة القدم بالفعل منذ 25 عاما ماضية فى نزاعات قضائية مع ملاك يرغبون فى المشاركة فى المسابقات الأوروبية بأكثر من ناد.
صفقة مانشستر
وتأتى تحذيرات الاتحاد بينما يترقب العالم مصير صفقة بيع مانشستر يونايتد والتى ربما تؤدى إلى امتلاك كيان واحد لناديين كبيرين فى أوروبا.
وبحسب صحيفة «واشنطن بوست”، تختبر صفقة بيع نادى مانشستر يونايتد الإنجليزى، القواعد الأوروبية المصممة لحماية كرة القدم من المخاطر المهددة للنزاهة والناجمة عن امتلاك مستثمر واحد لناديين أو أكثر.
وتقول الصحيفة إن هناك رابطة وثيقة تربط العروض المتقدمة أو المتوقع تقدمها لشراء النادى الإنجليزى بأندية مشاركة فى مسابقات الاتحاد الأوروبى لكرة القدم مثل دورى أبطال أوروبا.
والعروض المقدمة، تشمل حتى الآن عرضا من الملياردير البريطانى جيم راتكليف، مالك شركة البتروكيماويات العملاقة «إينيوس» التى تسيطر أيضًا على نادى نيس الفرنسى ونادى لوزان سبورت السويسرى.
أما العرض الثانى فهو من الأمير القطرى جاسم بن حمد آل ثانى رئيس بنك «QNB» ونجل رئيس الوزراء القطرى السابق، والذى ترتبط عائلته بشركة قطر للاستثمارات الرياضية، المالكة لنادى باريس سان جيرمان وحصة أقلية فى نادى «براغا» البرتغالى.
ويصعب إثبات أن الكيان الاستثمارى التابع للأمير جاسم يعد منفصلا بشكل كامل عن مصالح الحكومة القطرية.
وتتحدث تقارير صحفية أيضا عن «اهتمام سعودى» فى وقت يمتلك فيه صندوق الثروة السيادى فى المملكة نادى نيوكاسل الإنجليزى.
وهذه العروض تنضم إلى جانب عروض متوقعة أخرى من رجال أعمال أمريكيين.
فريقان و«راية واحدة».. مفارقات من سجل بطولات «اليويفا»
وضع الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «اليويفا» قواعد لمنع الأندية من المشاركة فى المسابقات التى يشرف عليها فى أى موسم عندما يتضح له أن الملاك يمتلكون تأثيرا نافذا على ناديين اثنين مشاركين فى مسابقة واحدة.
وتنص مادة 5 من التشريعات المنظمة لكل من دورى أبطال أوروبا والدورى الأوروبى ودورى المؤتمر الأوروبى الخاضعة لإشراف الاتحاد الأوروبى، على أهمية مراعاة النزاهة والحد من التواطؤ الذى يجلبه امتلاك ناديين فى مسابقة واحدة.
وبموجب هذه المادة، يتم حرمان الأندية من امتلاك أسهم أو السيطرة على إدارة ناد آخر مشارك فى مسابقات الاتحاد الأوروبى لكرة القدم، وتهدف هذه المادة لضمان «عدم ممارسة أية تأثير نافذ على عملية إصدار القرار داخل النادى».
ويشترط الاتحاد الأوروبى لكرة القدم استبعاد ناد والسماح بمشاركة الآخر المملوكين لجهة واحدة، لكنه يمنح الضوء الأخضر لكلا الناديين عند اشتراك ناد فى مسابقة دورى أبطال أوروبا والآخر إما فى الدورى الأوروبى أو دورى المؤتمر الأوروبى.
ومع ذلك، فى عدد قليل من المناسبات وقعت تلك المفارقات بالفعل وكان الاتحاد الأوروبى لكرة القدم جريئًا فى أفعاله.
وتعود الواقعة الأولى إلى موسم 1997-98 عندما تأهلت 3 أندية مملوكة لشركة الاستثمار البريطانية «ENIC» وهى «أيك أثينا» اليونانى، و«كالتشيو فيتشينزا» الإيطالى و«سلافيا براغ» التشيكى إلى ربع نهائى كأس الكؤوس الأوروبية.
ورغم أن الفرق الثلاثة لم تواجه بعضها فى نهاية المطاف، إلا أن الموقف أقلق الاتحاد الأوروبى بما يكفى لاتخاذ إجراءات تضمن عدم حدوث شيء مشابه فى العام التالى.
لذلك، رغم تأهل أيك أثينا وسلافيا براغ لكأس الاتحاد الأوروبى فى الموسم التالى، لم يُسمح إلا للجانب التشيكى بالمنافسة فى ذلك العام.
ولجأ الفريق المستبعد إلى محكمة التحكيم للرياضة للاستئناف على القرار لكنه خسر مجددا.
ولذلك، قررت شركة «ENIC» وضع كل بيضها فى سلة واحدة عبر بيع الأندية الثلاثة والاستحواذ على توتنهام هوتسبير.
وفى عام 2001، نشب نزاع آخر مع القناة الفرنسية «قنال +» التى تمتلك حصصا فى ناديين مشاركين فى مسابقات الاتحاد الأوروبى لكرة القدم، هما نادى باريس سان جيرمان الفرنسى ونادى سيرفيت (Servette) السويسرى، حيث اضطرت القناة التلفزيونية لبيع النادى السويسرى.
أما أحدث الصدامات، فكانت مع شركة مشروبات الطاقة النمساوية «ريد بول» والتى دشنت نموذجا رائدا لامتلاك أكثر من ناد منذ عام 2005.
فقد اشترت الشركة نادى «ساليزبورغ» النمساوى عام 2005، وبعد 4 سنوات اشترت ترخيص فريق ألمانى صغير وأسست بشكل فعال نادى «آرب بى لايبزيغ» كناد جديد، ولاحقا صعد لايبزيغ بين الأقسام وتأهل إلى دورى أبطال أوروبا فى مناسبات متعددة من خلال احتلاله المركز الأول فى الدورى الألمانى.
ولا يحمل لايبزيغ اسم «Red Bull» ولكن يُطلق عليها «RasenBallsport Leipzig» ، وتعنى حرفياً «رياضة كرة العشب» ، للتحايل على القواعد الألمانية بشأن تسمية الشركات.
وتصادم الاتحاد الأوروبى مع الناديين عام 2017، عندما توصل محققون ماليون تابعون للاتحاد إلى أن «الانتقالات والقروض» تتم بشكل غير معتاد بين الناديين.
ولاحقا قال نادى ساليزبورغ إنه تخلص من أشخاص معينين ممن ثارت مزاعم بشأن ارتباطهم بالشركة المنتجة لمشروب ريد بول التى قررت أيضا إنهاء صفقة تعاون مع نادى لايبزيغ، كما ألغت عقدا لرعاية النادى.
وبعد تحقيق مستفيض بخصوص امتلاك شركة ريد بول الناديين، سمح الاتحاد للناديين فى يونيو 2017 بالمشاركة فى مسابقة دورى أبطال أوروبا التالية.
وتقابل الناديان فى دورى أبطال أوروبا موسم 2018 - 2019 ليفوز نادى ساليزبورغ فى المباراتين ذهابا وإياباً.
نموذج السيطرة المتعددة.. خلطة «رأسمالية» فى لعبة الجماهير

من مجموعة «سيتى» الإماراتية إلى شركة «ريد بول» النمساوية وحتى شركة 777 بارتنرز الأمريكية وغيرها، تزايد امتلاك مجموعات استثمارية لعدة أندية وسط إقبال المزيد من صناديق الثروة السيادية وصناديق الاستثمار المباشر على ضخ استثمارات فى الرياضة.
وتستفيد هذه المجموعات من ميزة تنويع محافظها وتوزيع مخاطر الاستثمار، فى توجه رأسمالى بحت.
وبحسب تقرير لموقع ناشونال لو ريفيو، تستفيد الأندية المملوكة لمجموعة استثمارية واحدة من تحسين البنية التحتية الداعمة لمركزية الحوكمة وإتاحة الفرصة لتطبيق الدروس المستفادة من الأندية الأخرى.
وتؤدى مركزية الأقسام الرئيسية على مستوى المحافظ وتحفيز تبادل المعارف داخل المجموعة الاستثمارية إلى تنفيذ أفضل الممارسات فى كل عملية استحواذ.
وبجانب هذا، تؤدى بنية الحوكمة المركزية داخل المجموعة الاستثمارية الواحدة إلى خلق فرص لزيادة المنافع المالية على شكل توفير التكاليف وزيادة الإيرادات.
الرعاية والصفقات التجارية
يصب هذا النموذج أيضا لصالح الأندية وتحسين استفادتها من الرعاية وغيرها من الصفقات التجارية التى يتم التفاوض بشأنها على مستوى المجموعة الاستثمارية.
وفى إطار هذا النموذج، يتيسر التفاوض بخصوص اتفاق رعاية يضم أندية المجموعة الاستثمارية مع إحدى الشركات المصنعة للقمصان أو الأدوات الرياضية.
وبحسب الموقع، تعد أية اتفاقيات من هذا النوع مفيدة لجميع الأطراف، حيث إنها تفضى إلى تعزيز شهرة ومكانة الشركة صاحبة الرعاية لأنها تساعدها على الارتباط بناد شهير، وتمكينها كذلك من الوصول الفورى إلى عدد من الأسواق عبر الأندية الأخرى المدرجة ضمن الاتفاق.
وعلى مستوى المجموعة الاستثمارية، يسهم الانسجام الناجم عن قيام عدة أندية داخل المجموعة باللعب بأدوات مماثلة فى تعزيز الانتماء لماركة واحدة بجانب الارتقاء بمكانة الماركة لدى الأندية الأصغر حجما عن طريق تعظيم ارتباطها بالنادى صاحب الشهرة الأكبر.
مزايا تنافسية
وبجانب هذا، يؤدى الاتفاق بمشاركة الأندية المملوكة لمستثمر واحدة إلى تحسين التنافسية فيما بينها، وهو ما لا يتيسر توفيره للنادى الذى يلعب بمفرده.
ويضمن النموذج تحقيق مزايا تنافسية ومالية لأنه يسمح للاعبين بالانتقال داخل المجموعة الاستثمارية الواحدة من النوادى الأصغر حجما إلى النادى الرئيسى الأكثر شهرة، كما أنها تضمن عدم لعبهم فى مراكز غير ملائمة لهم وعدم مطالبتهم بتأدية دور مختلف يقلص من قيمتهم وقدراتهم.
ويتيح النموذج كذلك توفير الكثير من الوقت والتكاليف التى يتم بذلها عادة فى البحث عن اللاعبين.
وفى داخل إطار هذا النموذج، يستفيد كلا الناديين اللذين ينتقل اللاعبون بينهما، وعلى سبيل المثال، منذ عام 2015، انتقل 12 لاعبا مباشرة من نادى سالزبورغ إلى لايبزغ المملوكين لشركة ريد بول بسعر يصل إلى 119.75 مليون جنيه استرلينى.
وتم لاحقا بيع ثمانية من هؤلاء اللاعبين نظير 117.50 مليون جنيه استرلينى بعد شرائهم بمبلغ 73.85 مليون جنيه استرلينى، مما ممكن نادى لايبزغ من توليد أرباح تصل إلى 43.65 مليون جنيه استرلينى.
وارتفعت القيمة السوقية لأربعة من اللاعبين الذين لا زالوا يلعبون لنادى لايبزغ بنحو 26.32 مليون جنيه استرلينى منذ انتقالهم.
النزاهة
رغم أن هياكل الحوكمة المركزية تقدم ثروة من المزايا للأندية والملاك داخل المجموعات الاستثمارية المالكة لعدة أندية، فهناك تشريع يقيد الأضرار الناجمة عن الحوكمة المركزية من حيث تأثيرها على نزاهة التنافس.
ويعنى هذا أنه طالما أن الأندية المنضوية تحت ملكية واحدة مستعدة للتضحية بالعمليات المركزية بغرض الوفاء باشتراطات الاتحاد الأوروبى لكرة القدم، فإن هذا يحمل ضمانة كافية لتحقيق النزاهة المنشودة فى المنافسات.
ويرى التقرير أن التوجهات الحالية ترجح استمرار وجود نموذج امتلاك عدة أندية خلال السنوات القادمة، فى حين أن تطور الرياضة جنبا إلى جنب مع العالم التجارى سيؤدى إلى لعب الحوكمة والتشريعات المنظمة لامتلاك أكثر من ناد أدوارا حاسمة فى تحديد نطاق ومدى تطورها على المدى الطويل.
مكاسب وسمعة وأشياء أخرى.. سر جاذبية «القارة العجوز»
ربما تكون المكاسب المالية هى الهدف الرئيسى وراء ضخ أى استثمارات فى أندية كرة القدم الأوروبية، لكن هذا الأمر لا يسرى على كل الصفقات، وفقا لموقع «فوتبول بنشمارك».
وبالنظر إلى الاستحواذات الأجنبية الأحدث فى كرة القدم الأوروبية، يتضح أن العديد من الصفقات رفيعة المستوى قد هيمنت عليها جوانب أخرى ذات طبيعة استراتيجية.
تحسنت مثلا الصورة العامة للدول أو الشركات أو الأفراد بعد إتمام الاستحواذ على أحد نوادى كرة القدم الأوروبية.
ويتم النظر إلى نادى باريس سان جيرمان ومانشستر سيتى بوصفهما سفيران للدولتين المالكتين لهما: قطر والإمارات.
أما ملكية سيلفيو بيرلسكونى المستمرة طيلة 30 عاما لنادى إيه سى ميلان فقد عملت على تحسين صورته الشخصية وعززت أهدافه السياسية.
وضخت الصين أيضا استثمارات فى الأندية الأوروبية بغرض تحقيق أهداف جيوسياسية واكتساب مزايا سياسية وتجارية لأسرع الاقتصاديات نموا فى العالم.
وبدأت الكرة الأوروبية تكتسب هذه الوضعية المميزة فى أعين المستثمرين فى ثمانينيات ومطلع تسعينيات القرن الماضى عندما تحولت هذه الأندية من مشاريع غير هادفة للربح إلى أخرى قادرة على توليد الأرباح.
وفى منتصف التسعينيات، حققت الأندية الأوروبية إيرادات قياسية بفضل الاشتراكات المدفوعة فى القنوات التلفزيونية الناقلة لمباريات كرة القدم، بينما كان نموذج الأعمال السابق يعتمد على التذاكر.
وبداية من القرن الواحد والعشرين، استمر إبرام الصفقات مع القنوات التليفزيونية الناقلة لمباريات كرة القدم، مما ساعد الأندية على تطوير استراتيجيات تجارية جديدة عالمية والتمكن بالتالى من الوصول إلى جمهور عالمى غير مسبوق.
التطور الآخر الذى عزز جاذبية كرة الكرة الأوروبية فى أعين المستثمرين هو إقرار تشريعات اللعب النظيف المالى من قبل الاتحاد الأوروبى لكرة القدم التى تم وضعها بهدف تعزيز الاستدامة الاقتصادية لأندية كرة القدم عن طريق إلزام الأندية بعدم الإنفاق لمستويات تتخطى إيراداتها، مما ساعد 700 نادى أوروبى لكرة القدم على تقليل خسائرها التراكمية المسجلة فى موسم 2011/12 عند 1.7 مليار يورو بعد تطبيق قواعد اللعب النظيف المالى، وفى موسم 2017/18، حققت هذه الأندية أرباحا بقيمة 579 مليون يورو.
وبحسب اتحاد كرة القدم الأوروبى، نمت الإيرادات التشغيلية لسوق كرة القدم الأوروبية بنسبة 65%، من 13 مليار يورو عام 2010 إلى 21 مليار يورو عام 2018.
وتعد الدوريات الأوروبية الـ5 الكبرى لكرة القدم الأسواق الأكثر جاذبية للمستثمرين المحتملين.
ومع ذلك، لا يوفر الدورى الألمانى (البوندسليج) خيارا جيدا للمستثمرين الذين يرغبون فى السيطرة على النادى المستحوذ عليه، لأنه يقر قاعد الـ50+1 التى تضمن احتفاظ أعضاء النادى بإدارة شئونه وحمايته من نفوذ المستثمرين الخارجيين.
ويستحوذ الدورى الإنجليزى (البريمرليج) على جاذبية لافتة، حيث إن تقييم الأندية الإنجليزية من بين الأندية الأوروبية الـ32 الأعلى قيمة يتفوق على ذلك الخاص بالأندية الإسبانية أو الفرنسية أو الإيطالية، بحسب تقرير شركة المحاسبة «كى بى إم جى».
واشترت عائلة جلايزر نادى مانشستر يونايتد فى 2005 مقابل 900 مليون يورو، لكن صفقة البيع لن تقل عن 4 مليارات، رغم أن التقارير الواردة من إنجلترا تتحدث عن رغبة العائلة فى الحصول على 5.5 مليار يورو.
