بعد فترة ركود.. انتعاش السياحة يكسر حالة الجمود بشركات النقل

تترقب شركات النقل السياحى بمختلف أنواعها الاستفادة من الانتعاشة المتوقعة فى قطاع السياحة خلال الفترة المقبلة،لتعويض ما فقدته خلال العامين الماضيين

Ad

تترقب شركات النقل السياحى بمختلف أنواعها الاستفادة من الانتعاشة المتوقعة فى قطاع السياحة خلال الفترة المقبلة،لتعويض ما فقدته خلال العامين الماضيين، والتى شهدت إغلاقا تاما فى عام جائحة كورونا،مرورا بالأزمة الاقتصادية المحلية،وارتفاع معدلات التضخم والأسعار.

ويبلغ عدد الحافلات المرخصة سياحيا، 718 أتوبيسا على مستوى الجمهورية التى شهدت توقفا كاملا بسبب فيروس كورونا،مما زاد من أعباء الشركات،واضطر بعضها للتحول ونقل العاملين بمؤسسات القطاع الخاص.

توقع تقرير أصدرته وكالة «فيتش سوليوشنز» التابعة لـ مؤسسة فيتش للتصنيف الائتمانى مطلع يناير الماضي،أن يصل إجمالى أعداد السائحين الوافدين إلى المقصد المصرى إلى 14 مليون سائح فى عام 2026،مشرا إلى أنه رغم ذلك لن تصل الحركة السياحية إلى معدلات عام الذروة 2010 والذى سجل قدوم 14.7 مليونا.

توقع أحمدعبدالجواد رئيس شركة الربيع للسياحة إرتفاع أعداد الوفود السياحية،مما ينتج عنه انفراجة كبيرة لأسطول النقل الخاص بالشركة بعد معاناة «كورونا» و«حرب روسيا وأوكرانيا».

وكشف لـ«المال» عن أن إيرادات «شركة الربيع» ستتأثر بالإيجاب ضمن العديد من الكيانات العاملة فى النقل السياحي،موضحًا أن التعويم جعل من مصر وجهة منخفضة التكلفة،لافتًا إلى أن تداعيات الأزمة الاقتصادية وقرارات التعويم المتتالية،نتج عنها ضعف الإيرادات.

أِشار”عبد الجواد” إلى أن الموسم القادم ستكون الواجهات السياحية المصرية ذات أولوية للوافدين، مما يتطلب استعداد تام من جميع شركات النقل العاملة بالقطاع،سواء بزيادة عدد الناقلات أوتطويرها،ورفع مستوى الخدمات المقدمة للسائحين من مختلف الجنسيات.

وأكد أن الموسم الجارى والذى سينتهى مارس المقبل، يعد بمثابة عودة قوية للقطاع السياحى فى مصر،مشيرا إلى توقعات بوصول أعداد الوافدين مثلما كانت فى عام 2010 والتى سجلت أكبرأرقام حينها.

وأشار إلى أن «الربيع للسياحة» متخصصة فى إصدار تذاكر الطيران وحجز الفنادق داخل وخارج مصر،بالإضافة إلى النقل السياحى وتنظيم الرحلات متضمنة الحج والعمرة.

وفى سياق متصل أكدت شاهيناز الشاعررئيس مجلس إدارة مجموعة بلو سكاى للنقل السياحي، إرتفاع إيرادات الشركة نتيجة زيادة أعداد الوافدين إلى مصر فى مختلف المدن وليست الساحلية فقط، كما كان خلال الأعوام الماضية.

وأضافت أن أفضل سبل الاستفادة من ذلك الإنتعاش تكمن فى الاستعداد والتجهيز للأعداد الكبيرة من السائحين،من حيث القدرة الاستيعابية لأسطول النقل الخاص بالشركة،بالإضافة إلى ضرورة تجهيز الدولة لمناطق استقبال السياح من فنادق، مطاعم، محلات سياحية وبازارات.

طالبت بضرورة إقامة حملات توعية للمواطنين والموظفين المباشرين والغير مباشرين، بكيفية التعامل مع السائح وتقديم أفضل خدمة له خلال رحلته، مشيرة إلى أهمية جودة الخدمات والاحتكاك المباشر.

وأوضحت أن مجموعة بلوسكاى تسعى إلى تقديم مجموعة من الخدمات الموسم القادم تتضمن رحلات غير نمطية من خلال مجموعة الشاحنات الخاصة،أذ أن السائح أصبح لديه اطلاع ومعرفة تفصيلية بالرحلات غير التقليدية،كما أن لديه رغبة فى خوض تجارب جديدة.

وقال أيمن عبداللطيف عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية ورئيس مجلس إدارة شركة داون تاون ترافل للنقل السياحى،إن هناك تعاونا بين الغرف الخمس والتى تتضمن “غرفة شركات السياحة، والفنادق والبازارات، بالإضافة إلى غرفتى الغوص والمطاعم السياحية” لتقديم كل ما يحتاجه السائحون بخدمة وجودة عاليتين.

أوضح أن مصر تسعى الوصول إلى 30 مليون سائح فى مستهل 2030 وفقا لمبادرة رئيس الجمهورية بتعزيز مسارات عمل الوزارة،والتنسيق والتكامل بين مختلف الأجهزة المعنية،مع ضرورة التجهيز المسبق من قبل شركات النقل لاستيعاب زيادة أعداد الوفود.

وأكد أن موسم 2023 سيكون من المواسم الجيدة للسياحة المصرية بشكل عام وشركات النقل داخل القطاع بشكل خاص، مشيرًا إلى أن تلك الانتعاشة نتيجة للتوسعات المرورية وبناء الفنادق الجديدة من خلال المستثمرين، بالإضافة إلى عمليات التطوير والتنمية العمرانية فى مختلف القطاعات.

وأكد أن الرواج الحادث مؤخرًا بعد ركود دام لعامين بسبب جائحة الكورونا،أدى إلى انفراجة كبيرة أمام شركات النقل،وانعكس إيجابياعلى إيرادات «داون تاون» وغيرها من شركات السياحة والنقل.

وأشار إلى أن السياحة تعد رافدا هاما من روافد الاقتصاد المصري،وسيؤدى انتعاشها إلى توفير عملات صعبة،لافتًا إلى تأثيراتها على 73 مهنة مرتبطة بشكل عام،وقطاع النقل بشكل خاص،وتندرج تحته العديد من المهن الحرفية الأخرى والتى من المؤكد استفادتها من زيادة الأعداد.

وقال إن المؤشرات تعطى نظرة إيجابية بعودة السياحة الشاطئية بقوة فى معظم الفنادق داخل شرم الشيخ والغردقة وغيرهما من المدن السياحية، بسبب الجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة من تسهيلات، مؤكدًا أن ذلك يستدعى مزيد من التسهيلات لشركات النقل.

وأضاف أنه من الضرورى ترسيخ الثقافة الإيجابية وتجنب جميع السلوكيات غير الحضارية، والتى تؤدى إلى تشويه الصورة العامة للدولة، سواء داخل رحلة النقل أوخارجها فى المناطق السياحية المختلفة.