القطار السريع يفتح طريقًا جديدًا من الاستثمار أمام المهمات والكابلات الكهربائية

فرص استثمارية كبيرة تنتظر الشركات العاملة فى قطاع الطاقة مع بدء تنفيذ مشروع القطار الكهربائى السريع، فى ظل احتياجات المشروعات القومية طاقات إنتاجية

Ad

فرص استثمارية كبيرة تنتظر الشركات العاملة فى قطاع الطاقة مع بدء تنفيذ مشروع القطار الكهربائى السريع، فى ظل احتياجات المشروعات القومية طاقات إنتاجية، بالإضافة إلى أنواع جديدة من المهمات والكابلات التى تستخدم فى تلك المشروعات، ومن ثم مساهمتها فى زيادة خبرة الكيانات المحلية خلال الفترة المقبلة.

أكد عدد من المستثمرين والمسئولين بقطاع الطاقة المصرى أن المجال يستطيع تلبية احتياجات المشروعات القومية من المهمات الكهربائية خلال الفترة الحالية والمستقبلية، فى ظل التوسعات التى تتم بشكل دورى فى تلك الشركات، بالتزامن مع قيام الدولة المصرية تحقيق نقلة نوعية، فى كافة المجالات وعلى رأسها قطاع النقل شبكة القطار السريع، والمونوريل، وخطوط مترو الأنفاق باستثمارات تقارب الـ تريليونى جنيه وفقًا للمعلن.

وقال الدكتور أيمن حمزة، المتحدث الرسمى لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، إن دور الوزارة يتمثل فى توفير التغذية الكهربائية لكافة المشروعات القومية التى تنفذها الدولة طوال الوقت، بالإضافة إلى إمدادها بالقدرات اللازمة للمشروعات الصناعية التى تساهم فى نمو الاقتصاد المصري.

وأوضح حمزة لـ«المال» أن وزارة الكهرباء تمتلك القدرات الكافية لتلبية الطلب على الطاقة خلال الفترة الحالية والمستقبلية فى ظل وجود احتياطى ضخم من الطاقة الكهربائية بما يصل إلى 25 ألف ميجاوات، تستطيع معها تحقيق التنمية المستدامة للاقتصاد، كما أن الوزارة ستقوم بدور الأشراف والاختيار والاختبارات لكافة المهمات لمشروع القطار السريع.

وأشار حمزة إلى أن القطار الكهربائي، بمثابة فرصة كبيرة لتنمية القطاع الخاص والاستفادة منه بشكل كبير، لاسيما وأنه يتيح حجم أعمال ضخم بالتزامن مع باقى المشروعات التنموية التى تنفذها الحكومة المصرية فى مجالات أخرى، مثل البترول والزراعة والصناعة، وغيرها ما يساهم فى اكتساب الشركات المحلية لمزيد من الخبرات، يؤهلها لخوض مشروعات خارج مصر وتصنيع المهمات بالمواصفات المطلوبة.

وأوضح أن القطار السريع له العديد من الجوانب الإيجابية على رأسها التحول إلى وسائل النقل النظيفة، والتى تعتمد على الطاقات النظيفة بدلا من الوقود الأحفورى الملوث للبيئة، مشيرًا إلى أن تحقيق التنمية والمشروعات الضخمة يحتاج للاستقرار فى الشبكة الكهربائية بشكل مستمر، وهو ما حققته وزارة الكهرباء حاليا.

وأكد المتحدث الرسمى للكهرباء أن القطار السريع يساهم فى خفض الانبعاثات الكربونية، لاسيما أنه سيعتمد على الطاقة الكهربائية بديلاً للوقود الأحفوري، كما أنه يوفر فى استهلاك الغاز والبنزين وغيرها المستخدم فى وسائل النقل والمواصلات، بالإضافة إلى توجيهه إلى مشروعات أخرى ذات قيمة مضافة أكبر مثل الصناعة وغيرها أو تصديره للخارج.

وأشار حمزة إلى أن وزارة الكهرباء ستستفيد فى بيع الطاقة إلى منظومة القطار السريع؛ لأنها تستهلك قدرات كبيرة ما يشجع الاستثمار فى الطاقة فى ظل النمو فى الطلب على الطاقة، كما يساعد أيضًا فى نقل المنتجات الصناعية بشكل أسرع ما يساعد على تشجيع الاستثمار خلال الفترة المقبلة، وتخفيف الضغط على الطرق.

من جانبه، قال هيثم على، المدير التجارى لشركة جيزة باور للكابلات الكهربائية، إن تدشين القطار الكهربائى سيساعد على نمو حجم أعمال الكيانات المحلية العاملة فى مجال المهمات الكهربائية، نظرًا الانتعاشة المرتقبة من تنفيذ المشروع على أرض مصر خلال الفترة الحالية.

وأضاف أن المشروع سيكون له تأثير إيجابى فى قطاع الكابلات بشكل خاص، نظرًا للاحتياجات الضخمة فى المحطات، وبطول مسار القطار بالمحافظات المختلفة، موضحًا أن المشروع يحتاج لأنواع مختلفة ومتخصصة من الكابلات، ما سيؤدى إلى نمو كبير فى الاستثمار فى المجال خلال السنوات المقبلة.

وأشار إلى أن الشركات يمكنها تصنيع كافة أنواع المهمات الكهربائية اللازمة للمشروع، بالإضافة إلى أن هناك جزءًا من الكابلات المتخصصة لا تُصنع فى السوق المصرية، نظرًا لعدم تدشين مشروعات مماثلة مسبقًا، بالإضافة إلى احتياجات القطار لكابلات نمطية بطول المسار.

وأكد المدير التجارى أن المشروع يساعد على نمو الطلب على الكابلات بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن هناك جزءًا من الكابلات الكهربائية المستخدمة فى المشروع يتم إنتاجه خارج مصر والمتبقى يصنع محليًّا، ما يؤكد على قدرة المنتجات المصرية على المساهم فى المشروعات الاستراتيجية داخل وخارج مصر.

وأوضح أن الشركات تدرس الكميات المطلوبة والمواصفات فى المهمات للبدء فى زيادة طاقتها الإنتاجية، بالإضافة إلى إمكانية تصنيعها محليًّا وفقًا للطلب عليها.

وأشار «على» إلى أن الكيانات المحلية تمتلك الطاقات الإنتاجية بعد قيام شركة الجيزة باور بعمل توسعات كبيرة الفترة الماضية لتغطية الطلبات المرتقبة، ما يساعد على زيادة حجم أعمال الشركات الوطنية فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية عالميا.

من جانبه، قال مصدر مسئول فى شركة السويدى للكابلات، إن مشروع القطار الكهربائى يُعَدّ نقلة نوعية فى مجال المهمات الكهربائية نظرًا لما يتطلبه المشروع من مواصفات جديدة فى الكابلات والمهمات المطلوبة لتلك المشروعات العملاقة التى يتم تدشينها لأول مرة فى مصر وشمال إفريقيا.

وأوضح المصدر لـ«المال» أن المشروع سيساعد على زيادة الطاقات الإنتاجية للمصانع فى ظل تنفيذ الجزء الأكبر لمشروعات الكهرباء مؤخرًا، ويمكن أن يجذب أيضًا استثمارات أجنبية ومحلية فى لتدشين مصانع جديدة حال وجود مواصفات جديدة مطلوبة للمشروع، وعلى غرار مشروع الضبعة النووى والذى يحتاج لمواصفات محددة.

وأشار إلى أن الكيانات الوطنية قادرة على تغطية طلبات المشروع من المهمات الكهربائية خلال الفترة المقبلة، كما أنه يبرز قوة الكيانات المصرية، ويفتح الباب لإمكانية دخول مناقصات فى مجالات مختلفة خارج مصر فى المستقبل بعد اكتسابهم الخبرات الكافية فى تلك المشروعات داخل مصر.

أكد جمال عبدالرحيم، رئيس مجلس إدارة شركة هايديليكو، أن افتتاح مشروع القطار الكهربائى السريع سيخلق فرص استغلال الشبكة الكهربائية فى مصر، مشيرًا إلى أن هناك فائضًا يسمح بالتصدير بفضل المشروعات الكبرى، مع وصول قيمة الاستثمارات فى مجال إنتاج الكهرباء إلى 355 مليار جنيه منذ العام 2014 وحتى نهاية العام الماضي.

يشار من خلال التقرير الذى أصدره المركز الإعلامى لمجلس الوزراء المصري، إضافة 30 ألف ميجاوات كقدرة كهربائية بعد الانتهاء من تنفيذ 31 محطة إنتاج طاقة كهربائية.

وأوضح «عبدالرحيم» أن أبرز فرصة يتيحها مشروع القطار السريع هى الاستفادة من الطاقات الإنتاجية الفائضة، سواء من المواصلات أو الصناعة فى حد ذاتها.

وتشتمل شبكة القطارات السريعة على 3 خطوط، الأول الذى تم توقيع عقده فى سبتمبر 2021 ويمتد بطول 660 كيلومترا من العين السخنة على البحر الأحمر مرورًا بمدينة العلمين ثم محافظة مرسى مطروح على البحر الأبيض المتوسط، والثانى بطول 1100 كيلومتر من القاهرة الكبرى مرورًا بمحافظات الصعيد حتى أبو سمبل بالقرب من الحدود الجنوبية، والأخير بطول 215 كيلومترًا، ويمر بمحافظات الأقصر وسفاجا والغردقة على البحر الأحمر.

ويستغرق القطار الكهربائى السريع الذى سيكون بديلًا عن شبكة سكك حديد مصر الحالية، أقل من ساعة تقريبًا لنقل الركاب بين القاهرة والإسكندرية، ونحو 4 ساعات بين القاهرة وأسوان، وسيقوم التحالف المكون من «سيمنز» و«أوراسكوم» و«المقاولون العرب» بأعمال التصميم والتركيب والتشغيل والصيانة لمدة 15 عامًا.

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة شركة هايديليكو، إنه من المؤكد استثمار خبرات الشركات العالمية المشغلة لمشروع القطار السريع، مع ضرورة أن يتم نقل وتوطين هذا النوع من الصناعة فى مصر.