تستهدف شركة ترانسكوم السويدية لخدمات التعهيد اتخاذ مصر مركزًا محوريًا لانطلاق نحو أسواق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا خلال العام الحالى، لما تتمتع به من مقومات نجاح تتمثل فى وجود بنية تحتية متطورة، وانخفاض تكلفة الإيدى العاملة وإتقان الكوادر البشرية أكثر من لغة أجنبية فى الوقت ذاته.
خطة للوصول إلى 2000 موظف خلال 3 سنوات
قال أحمد جمال الدين، المدير الإقليمى ورئيس مجلس إدارة الشركة بمصر، إن «ترانسكوم» أطلقت أعمالها بالسوق المحلية فى 2021 بطاقة 500 موظف وصولًا إلى 700 موظف فى أواخر العام الماضى، ويقترب العدد حاليًا إلى 850 وتخطط للوصول بعدد موظفيها من 1800 إلى 2000 موظف فى 2026.
وكان أحمد الظاهر، القائم بأعمال رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» قد أكد فى تصريحات سابقة أن الهيئة قدمت كل أوجه الدعم اللوجيسيتى لـ”ترانسكوم» فى إنهاء إجراءات تأسيسها بمصر، انطلاقًا من دورها فى استقطاب كبرى شركات التكنولوجيا وخدمات التعهيد العابر للحدود، فى إطار تنفيذ إستراتيجية مصر الرقمية لصناعة التعهيد، والتى أطلقتها وزارة الاتصالات خلال العام الماضى.
دراسة التوسع فى تركيا.. ونبحث الفرص بـ3 دول فى القارة السمراء
وأوضح «جمال الدين» فى حواره مع برنامج «ALMAL CEO LEVEL « الذى يقدمه حازم شريف، رئيس تحرير جريدة المال، ويذاع مساء كل خميس على قناة ALMAL TV عبر موقع «يوتيوب» أن شركته تقدم خدمات التعهيد العابرة للحدود «Off Shoring « عبر 85 موقعًا فى 27 دولة حول العالم، لافتا إلى أن «ترانسكوم» تدرس حاليًا التوسع فى تركيا، علاوة على الفرص الاستثمارية للتواجد فى 3 دول أفريقيا، على أن يتم الإعلان عن كل التفاصيل خلال النصف الثانى من 2023.
وأضاف أن «ترانسكوم إيجيبت» تخدم حاليًا 3 بلدان هى إنجلترا وأمريكا وألمانيا، معتبرا أن مصر هى الأرخص فى تكلفة العمالة، مقارنة بمعظم أسواق أوروبا مثل مقدونيا وكوسوفو، كما تعد أيضًا الأفضل فى مستوى جودة خدمات الأوت سورسينج المقدمة للعملاء، مقارنة بدول أفريقية أخرى، منها جنوب أفريقيا وكينيا وتنزانيا، وكذلك رواندا التى بدأت تخطو أولى مراحل تطوير شبكة بينتها التحتية.
وإلى نص الحوار...
● حازم شريف:ضيف حلقة اليوم من برنامج ALMAL CEO LEVEL من الكوادر الشابة فى قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هو أحمد جمال الدين، المدير الإقليمى ورئيس مجلس إدارة شركة ترانسكوم مصر لخدمات التعهيد.
أحمد جمال الدين: أهلًا وسهلًا أستاذ حازم.
● حازم شريف:من هو أحمد جمال الدين؟ وما مسيرته العلمية والمهنية؟
أحمد جمال الدين: بدأت حياتى العملية فى سن مبكرة خلال شهر أغسطس 2008، عن طريق الالتحاق بمعسكر تدريب صيفى SUMMER TRANING لدى إحدى الشركات العالمية، وكنت حينها فى العام الجامعى الثانى حتى تقلدت منصب financial planning and analysis manager بها.
واكتسبت خبرات كبيرة من العمل فى الشركات الدولية، بداية من إدارة المنظومة نفسها، والتفكير خارج نطاق الصندوق out of the box.
وبعد تخرجى فى الجامعة مباشرة، بدأت التوجه نحو الدخول فى مجال التمويل finance بمصر، خاصة مع ظهور أفكار حول كيفية ترشيد النفقات cut cost دون تسريح الموظفين، وأعددت وقتها تقارير نالت إعجاب المجموعة الأم نفسها، وبدأت تطبيقها فى جميع أسواق منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا MEA ، ثم انتقلت للإشراف على أسواق هولندا وبلجيكا ولوكسمبورج كمدير مالى للعمليات هناك Financial operation manager لمدة عامين.
والتحقت بشركة ترانسكوم فى هولندا خلال عام 2019، وشغلت منصب المدير المالى بها Chief financial officer وأصبحت مسئولًا عن 4 دول هى هولندا وألمانيا وبولندا وكرواتيا، ثم توسعت الشركة بعد ذلك فى أوروبا.
وفى عام 2022 أصبحت المدير المالى CFO لحوالى 10 دول، وبدأنا افتتاح شركات فى أسواق جديدة، ومن ثم وضع خطط مالية financial planning مستهدفة من هذه البلدان.
وفى عام 2020، تمت مناقشة خطط التوسع فى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا خلال اجتماع للقيادات التنفيذية فى لجنة الاستثمار investment committe بمدينة مدريد الإسبانية، وذلك بعد مرور عام تقريبًا على تواجدى بالشركة.
واكتشفت حينها غياب مصر من قائمة الدول المستهدفة، وتساءلت عن دوافع ذلك، خاصة أنها دولة تشهد نموًا فى قطاع الاتصالات وخدمات التعهيد، وتم تبرير ذلك بعدم وجود أى تحليلات للسوق المصرية، وما هى خدمات القيمة المضافة التى يمكن أن تقدمها للشركة؟ وبادرت وقتها بإقناع القيادات بإعداد دراسة جدوى business case عن مصر، لا سيما أنها تمتلك مقومات واعدة وكوادر بشرية مؤهلة.
وقمنا بعملية الفحص النافى للجهالة، وقررنا تأسيس شركة فى مصر، وبدأت رسميًا أواخر 2020، وذلك تزامنًا مع استمرارى فى منصبى كمدير مالى، وفى عام 2022 أصبح يعمل لدى الشركة 850 موظفًا نستهدف زيادتها إلى 1200 موظف خلال العام الحالى.
● حازم شريف:متى تخرجت فى الجامعة؟
أحمد جمال الدين: تخرجت فى كلية التجارة، جامعة حلوان، قسم المحاسبة والتمويل خلال عام 2010/ 2011.
● حازم شريف: هل تم اختيارك رئيسًا تنفيذيًا للشركة فى مصر بالتزامن مع توليك منصب المدير المالى فى «ترانسكوم» العالمية؟
أحمد جمال الدين: بالطبع، ولكن دعنى أوضح أن منصب الرئيس التنفيذى له منظور مختلف فى أوروبا، إذ يوجد المدير الإقليمى regional ceo للمنطقة نفسها، يليه مباشرة المدير المالى CFO الذى يتولى أيضًا مهام الرئيس التنفيذى CEO فى بعض الأحيان، ومنها آلية تأسيس شركة، وبالتالى تصبح مسئولية مشتركة فى هذه الحالة بين الرئيس التنفيذى والمدير المالى للشركة.
كما يعد كذلك مسئولًا عن دراسة الجدوى business case عند الحاجة لافتتاح موقع جديد لتقديم خدمات التعهيد، وتمتلك «ترانسكوم» نحو 85 موقعًا فى 27 دولة حول العالم.
● حازم شريف:ما هى شركة ترانسكوم؟ وما مجالات عملها؟
أحمد جمال الدين: تأسست شركة «ترانسكوم» فى عام 1992، وتعمل فى خدمات التعهيد، ويعمل بها نحو 30 ألف موظف حول العالم، ونسعى إلى مساعدة عملائنا على تحقيق مؤشرات الأداء المطلوبة kpi’s كشركاء عمل لهم.
● حازم شريف:حدثنا عن ترتيب مصر على خريطة التعهيد العالمية عند قرار الشركة الأم التوسع بها؟ وما الخطط المستهدفة للمجموعة؟
أحمد جمال الدين: تمت دراسة الموضوع من أكثر من جانب، أبرزها التواجد الفعلى فى الدولة نفسها footprint وما الخدمات التى يمكن أن تقدمها الشركة لها والعكس؟ يلى ذلك إعداد رؤية مالية financial view، مع مراعاة ضمان وجود أداء مستدام substantial performance، بمعنى وضع رؤية استثمارية طويلة الأمد، تنتهى بالتخارج من الدولة وتصفية النشاط.
وفى هذا التوقيت افتتحت الشركة مقرًا لها فى دولة البوسنة، وأسواق أخرى، إلا أن حجم العاملة talent pool المؤهلة كان محدودًا فى هذه الدول، رغم وجود بنية تحتية متقدمة بها، والذى يمثل الفارق الوحيد بين أسواق الشرق الأوسط وأوروبا، والتى تمنح للشركات الأداء المستدام الذى تحدثنا عنه سابقًا، من خلال وجود مرافق مستدامة مثل خدمات الكهرباء والاتصال بشبكة الانترنت connectivity .
وكانت مصر تشهد طفرة ملموسة فى مستوى تطور شبكة البنية التحتية للاتصالات مع نشر كابلات الألياف الضوئية المبانى التجارية وتجمعات الأعمال BUSINESS PARKS ، علاوة على الاهتمام الملحوظ من قبل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالقطاع، والذى نما خلال العام المالى 2021/2022 بنسبة %17 طبقًا للبيانات الرسمية.
يأتى على رأس العوامل المحفزة لنمو قطاع ICT فى مصر توافر القوى العاملة، إذ تشهد السوق تخريج من 500 إلى 600 ألف طالب سنويًا من الجامعات، والتى لجأت مؤخرًا للاستثمار فى تنمية اللغات لدى خريجيها، بعكس أسواق أوروبا التى باتت تشهد معدلات تضخم كبيرة، تسببت فى ارتفاع تكاليف التشغيل، ومن ثم ضرورة البحث عن تعهيد الخدمة إلى أماكن أخرى من أجل تحقيق التوازن المنشود.
وبدأت «ترانسكوم» تأسيس مواقع لتقديم خدمات التعهيد فى منطقة المعادى ومدينة بنى سويف، وكل هذه المؤشرات أكدت للشركة أن مصر تعد فرصة واعدة promising case لمزاولة النشاط بها.
● حازم شريف:كم يبلغ عدد خريجى الجامعات المؤهلين للعمل بالشركة؟
أحمد جمال الدين: قمنا بعمل زيارة للقاهرة لمدة أسبوع قبل الدخول للسوق المصرية، وتم إعداد دراسة جدوى وتنظيم لقاءات مع بعض الشركات المتخصصة فى مجالات التوظيف والموارد البشرية، وقمنا بإجراء دراسات مبدئية حول أعداد المؤهلين من خريجى للجامعات للعمل فى ترانسكوم؛ اعتمادًا على جراف يوضح أعداد المتحدثين باللغات الأوروبية، مثل الإنجليزية والألمانية والإيطالية، إضافة إلى اللغات الأخرى مثل الهندية والأردية.
وأسفرت الدراسة عن أن نسبة المؤهلين للعمل فى سوق خدمات التعهيد تتراوح من 15 إلى %20من خريجى الجامعات، وهى نسبة مرضية للشركة، خاصة أنها ترغب فى النمو تدريجيًا من خلال بناء علاقات العمل والهيكل التنظيمى لها على غرار النموذج الأوروبى المتعارف عليه European environment .
● حازم شريف: ما هى أبرز الشركات العاملة فى صناعة التعهيد بمصر؟ وكم يبلغ أعداد العاملين بها؟
أحمد جمال الدين: كانت الشركة تستهدف التركيز على تقديم خدمات الأوف شور offshore business وليس الأعمال المحلية local business، وقدرت الدراسات التى أجرتها الشركة خلال الفترة من 2019 إلى 2020 عدد العاملين فى سوق خدمات التعهيد بمصر بنحو 200 ألف موظف لدى شركات BPO ، وهو عدد مقبول ويمكن زيادته، مقارنة بأعداد خريجى الجامعات سنويًا، واستثمارات وزارة الاتصالات فى تأهيل الكوادر البشرية على إتقان اللغات الأجنبية الأكثر طلبًا فى السوق.
كما يقع أيضًا على الشركة العالمية عاتق تدريب خريج الجامعة لمدة تصل إلى أسبوعين، ثم تعريف هؤلاء الطلاب بأنشطة الشركة نفسها وطبيعة عملها خلال مدة تتراوح بين يومين إلى ثلاثة أيام، وقياس مدى احتياجاتهم لتدريبات إضافية مكثفة للوصول إلى المستوى المطلوب، إيمانًا من الشركة بمسئوليتها المجتمعية تجاه الدولة التى تستثمر بها، إضافة إلى عملائها الذين يبحثون عن كوادر مؤهلة تقدم الخدمة لهم بكفاءة عالية.
● حازم شريف: متى بدأت «ترانسكوم» مزاولة نشاطها بمصر؟
أحمد جمال الدين: فى شهر فبراير 2020، وبدأنا بحوالى 20 موظفًا، وكانت لدينا خطة لزيادة العدد فى عامى 2020 و2021، لولا تفشى جائحة فيروس كورونا، ووجود قيود على السفر، الأمر الذى تسبب فى تأخر إطلاق أعمال الشركة بمصر إلى عام 2021 من خلال 500 موظف، ثم ارتفع إلى 700 فى أواخر 2022، ويقترب حاليًا للوصول إلى 850، وتستهدف الشركة 1200 قبل نهاية 2023.
● حازم شريف:ما هو نصيب الشركة الأكبر حجمًا فى سوق خدمات التعهيد بمصر من حيث عدد المقاعد؟
أحمد جمال الدين: هذه الأرقام غير معلنة، إلا أنه يوجد أكثر من لاعب محورى فى السوق، ويعمل لدى أكبر شركتين نحو 6 آلاف موظف أو أكثر.
● حازم شريف:كم يبلغ عدد الأسواق التى تخدمها الشركة من مصر؟ وهل تضم القائمة عملاء محليين؟
أحمد جمال الدين: لا يوجد عملاء محليون فى الوقت الراهن، إذ تخدم «ترانسكوم» حاليًا ثلاثة بلدان هى إنجلترا وأمريكا وألمانيا.
● حازم شريف: هل طرأت أى تعديلات على خطة عمل الشركة خلال جائحة كورونا؟
أحمد جمال الدين: تبحث «ترانسكوم» عن معايير الجودة وليس الكم، بدليل أن الشركة مصنفة فى المركز الأول لدى أحد العملاء الدوليين الذين تتعامل معهم، وبالتالى استقطاب عملاء جدد لن يتحقق دون التركيز على تقديم الخدمة بكفاءة، علاوة على تحسين صورة مصر من مجرد وجهة للاستثمار الأجنبية shape destination investment مع التأكيد على تقديمها العمالة بسعر منخفض وجودة مرتفعة.
● حازم شريف: أيها أفضل لنموذج عمل الشركة: تطبيق معايير الجودة أم الانتشار أم الجمع بين الاثنين معًا؟
أحمد جمال الدين: يتم بناء خطط الأعمال لسنوات طويلة، وتكون نقطة الانطلاق هى تحديد الأهداف المرجو الوصول إليها خلال أول عام من التشغيل وهكذا تباعًا، وتبحث الشركات فى بداية عملها عن كيفية ضمان استمرار نشاطها لضمان عدم وجود أى مخاطر تحيط باستثماراتها المستقبلية.
فعلى سبيل المثال لا يمكن تعيين موظف يتحدث اللغة الألمانية أفضل من المواطن الأصلى نفسه، ونبحث هنا عن الشخص الأقرب لذلك مع تدريبه حتى يصبح سعره رخيصًا، مقارنة بنظيره الحامل للجنسية الألمانية، وهذه فكرة الـ outsourcing نفسها.
وبالتالى فإن تحقيق التوازن بين الجودة والسعر يمنح الشركات ميزة نسبية فى اجتذاب عملاء جدد.
● حازم شريف:كم يبلغ حجم الميزانية المرصودة من الشركة للتوسع فى مصر؟ وما المدة الزمنية للتنفيذ؟
أحمد جمال الدين: لا يمكن الإفصاح عن أى أرقام فى هذا الصدد، نظرًا للمتغيرات التى تطرأ على السوق من آنٍ لآخر، خاصة فى تجهيز البنية التحتية أو شراء واستئجار مبانٍ جديدة، إذ تتباين التكلفة على سبيل المثال من طابق لآخر فى نفس المبنى.
ضخ 40 مليون يورو محلياً حتى 2027.. والمنافسة على المثلث الماسى عالميًا
● حازم شريف: ما حجم الاستثمارات المستهدف ضخها فى السوق المحلية خلال 2022؟
أحمد جمال الدين: تخطط «ترانسكوم» للوصول إلى 1800 – 2000 موظف خلال السنوات الثلاث المقبلة طبقًا للبيانات التى تم الإفصاح عنها لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا»، ونسعى للوصول إلى 1200 موظف خلال 2023.
ومن المتوقع أن تصل حجم استثمارات الشركة بمصر خلال السنوات الأربع المقبلة إلى أكثر من 40 مليون يورو.
«15 - %20» نسبة خريجى الجامعات المؤهلة للعمل فى «الأوت سورسينج»
● حازم شريف: ما هو متوسط رواتب موظفى خدمات الكول سنتر فى مصر مقارنة بالدول الأوروبية؟
أحمد جمال الدين: تعتمد الصناعة على شقين: أولهما خدمات outsourcing، والآخر قطاع تكنولوجيا المعلومات ICT والذى يعد جزءًا لا يتجزأ من الأوت سورسينج.
1600 يورو متوسط الحد الأدنى لأجور Agent شهريًا فى شمال أوروبا مقابل 600 دولار بمصر
ويصل متوسط الحد الأدنى للأجور minium wage طبقًا للحكومة فى أسواق شمال أوروبا، مثل ألمانيا وهولندا وبلجيكا وفرنسا، إلى نحو 1600 يورو.
فى حين أن أغلبية العاملين فى قطاع صناعة التعهيد بمصر من الناطقين باللغة الإنجليزية، كونها اللغة الثانية فى البلاد، ويسهل إتقانها، خاصة أن الدراسة فى معظم الجامعات حاليًا بها، ويتقاضى الموظف نحو 600 دولار شهريًا.
وبناءً على ذلك يمكن القول إن أسواق أمريكا وأوروبا تمثل 3 أضعاف السوق المصرية فى سعر العمالة، كما تعتبر تكلفة البنية التحتية أرخص من البلدان الأخرى.
وأظهرت الدراسة التى أجرتها «ترانسكوم» فى عام 2020 أن سعر إيجار المتر المربع يكاد يلامس مستويات أوروبا وهولندا، غير أن الفترة الماضية شهدت انتشار business parks وتحسن الأوضاع الاقتصادية، ما تسبب فى تراجع هذه الأسعار بعض الشيء، كما انخفضت أيضًا تكلفة خدمات الإنترنت.
خطوط الاتصال الأغلى تكلفة فى استثمارات الشركات العالمية بالصناعة
كل هذه العوامل تمنح مصر فرصة جيدة لخوض المنافسة مع الأسواق العالمية، فى الوقت ذاته تعد صناعة خدمات التعهيد كثيفة الاستثمار فى قطاع التكنولوجيا، وعلى رأسها خطوط الاتصال؛ لذلك تحتاج أى شركة عالمية إلى امتلاك data room يمثل بالنسبة لها مركز تحكم تقوم من خلاله بتعهيد أعمال لمختلف الدول التى تخدمها، ويعتبر هذا الجزء من أكثر العناصر المكلفة فى مصر.
من ناحية أخرى، تتميز الأسواق الناشئة بارتفاع معدلات الربحية لمواجهة أى مخاطر محتملة بعكس نظيراتها المتقدمة.
● حازم شريف: ما الإقليم الذى تتولى الإشراف عليه من مصر؟
أحمد جمال الدين: بدأت عملى مديرًا ماليًا، وتوليت الإشراف على حوالى 11 دولة، من بينها هولندا وألمانيا وكرواتيا وبولندا وصريبا والبوسنة وإسبانيا والبرتغال وسلوفينيا ومقدونيا، وجار التوسع حاليًا فى تركيا، إضافة إلى دراسة دولتين فى أفريقيا وإعداد BUSINESS CASE لهما.
● حازم شريف: ما هى أكبر دولة بالنسبة للشركة فى عدد الموظفين؟
أحمد جمال الدين: الفيلبين، بأكثر من 10 آلاف موظف.
● حازم شريف: هل تقع الفيلبين ضمن نطاق عمل مسئولياتك؟
أحمد جمال الدين: لا.
● حازم شريف: كم يبلغ إجمالى عدد الأسواق التى تتولى متابعتها؟
أحمد جمال الدين: توجد أكثر من منطقة فى الشركة، منها region global English وهى مسئولة عن أسواق أمريكا وشمال الولايات المتحدة، ومنطقة أخرى تعرف بـ Italian cluster وهى مسئولة عن الجانب الإيطالى، مثل إيطاليا وألبانيا والمجر وأسواق أخرى فى أوروبا، ومنطقة ثالثة تتولى الإشراف على أسواق وسط أوروبا central Europe مثل الدول سالفة الذكر، إضافة إلى أسبانيا والبرتغال.
كما توجد أيضًا منطقة مسئولة عن أسواق السويد والنرويج والدنمارك ولاتفيا وليتوانيا، ونسعى حاليًا إلى إنشاء إقليم آخر أقرب للشرق الأوسط وأفريقيا، خاصة أن مصر تقع حاليًا ضمن نطاق عمل منطقة وسط أوروبا.
وبدأنا هذا الإقليم بمصر، وندرس حاليًا الفرص الاستثمارية لثلاث دول أخرى فى أفريقيا.
● حازم شريف: هل تصنف الدول الثلاث ضمن منطقة شمال أفريقيا أم أفريقيا السمراء؟
أحمد جمال الدين: فى المنطقتين.
● حازم شريف: متى سيتم التوسع فى هذه الأسواق الجديدة؟
أحمد جمال الدين: من المتوقع الإعلان عن تفاصيل ذلك خلال النصف الثانى من 2023.
● حازم شريف: كيف أثر قرار الحكومة بخفض قيمة الجنيه أكثر من مرة على استراتيجية «ترانسكوم”؟
أحمد جمال الدين: يعد القرار سلاحًا ذا حدين يحمل جوانب إيجابية وسلبية فى الوقت نفسه، إذ ساهم فى تراجع قيمة الأجور وتكلفة البنية التحتية المقومة بالعملة المحلية، وتحرص الشركة على زيادة الأجور wages انطلاقًا من مسئوليتها تجاه الدولة، فعلى سبيل المثال قامت «ترانسكوم» خلال آخر مرتين لتحرير سعر صرف الجنيه برفع رواتب موظفيها، خاصة مع تراجع القوة الشرائية للرواتب فى ظل ارتفاع معدلات التضخم.
وتسعى «ترانسكوم» للوصول إلى أعلى معدل لإرضاء موظفيها، خاصة أنه أول شخص يتعامل مع العميل مباشرة، لذلك تعمل الشركة على المتابعة المستمرة لحركة الأسواق، وبناءً عليه يتم اتخاذ قرارات لزيادة الرواتب.
وأصبحت مصر أرخص فى الأسعار مقارنة بأسواق أوروبية أخرى، مثل البوسنة وصريبا وكرواتيا التى تعانى أيضًا من ارتفاع معدلات التضخم وتعمل على زيادة الحد الأدنى للأجور.
● حازم شريف: ما الأسواق التى تقدم خدمات التعهيد بأسعار منافسة لمصر؟
أحمد جمال الدين: هذه المسألة معقدة للغاية، خاصة أن أى عميل له متطلبات خاصة وخبرات فنية technical back ground يبحث عنها، وهو أمر يختلف من عميل لآخر حسب احتياجاته، وتعد مصر الأقرب للهند والفلبين فى الصناعة نفسها، مقارنة بـ2021 إذ كانت الأغلى.
كما تعتبر مصر الأرخص، مقارنة بمعظم أسواق أوروبا مثل مقدونيا وكوسوفو، أما بالنسبة لأفريقيا فتعتبر مصر الأغلى فى سعر العمالة، ولكن يبقى السؤال الأهم: هل يوجد فى دول أفريقيا جنوب الصحراء البنية التحتية الملائمة لاستضافة هذه النوعية من الاستثمار فى قطاع التعهيد وضمان استمراريته.
وتحتاج صناعة التعهيد إلى استثمارات كبيرة فى شبكة كابلات الألياف الضوئية والمرافق العامة، وإذا قمنا بإجراء مقارنة مع دول أفريقيا التى تمتلك البنية المؤهلة للصناعة سنكون أغلى منها، بنسبة تتراوح من 5 إلى %10 تقريبًا.
وتعد القاهرة الأفضل فى مستوى جودة الخدمة المقدمة للعملاء مقارنة بدول مثل جنوب أفريقيا وكينيا وتنزانيا، كما بدأت روندا العمل مؤخرا تطوير ورفع كفاءة شبكة بنيتها التحتية، ولكن ما زالت فى المراحل الأولية.
وبناءً على ذلك، يمكن القول بأنه إذ تمت المقارنة بين الأسواق من حيث السعر فقط دون النظر للجودة سيصبح أمرًا غير عادل، خاصة أن السوق المحلية وصلت إلى مرحلة نضوج خلال السنوات العشر الماضية، وأصبح مقبولًا للعملاء الأوروبيين والأمريكيين.
الفلبين الأكبر حجمًا فى عدد الموظفين.. ورفعنا دخول العاملين خلال آخر موجتين من تحرير سعر الصرف
● حازم شريف: لماذا تتجه شركات التعهيد لافتتاح مقرات لها فى أكثر من دولة دون التركيز على الأسواق الأرخص تكلفة؟
أحمد جمال الدين: يوجد سببان لهذا النهج المتبع من قبل شركات التعهيد، أولهما أننا حينما نعكف على فتح أسواق جديدة فإننا نخدم أكثر من لغة، ونضع فى اعتبارنا كيف يمكن الاستفادة من تلك السوق الجديدة، ولكل بلد طبيعة خاصة، فعلى سبيل المثال لا يمكن للهنود إتقان اللغة الألمانية، فى حين قد يوجد البعض هناك يتحدث الإنجليزية بطلاقة، فى حين أن يتقن أغلب سكان الفلبين الإنجليزية، ويصعب عليهم إتقان الفرنسية.
إضافة إلى أن الهدف من فتح مقرات لشركات التعهيد فى أسواق مختلفة هو رغبتها فى تنويع حجم أعمالها، خاصة أنه يجب التحوط من حدوث بعض الكوارث الطبيعية التى قد ينتج عنها انهيار لاستثماراتها.
● حازم شريف: ما هو ترتيب مصر بين قائمة الدول التى تعمل بها الشركة من حيث هوامش الربحية؟
أحمد جمال الدين: ترتكز مهام عملى بشكل أكبر على أوروبا، ولكنى ما أستطيع قوله هو أن مصر تأتى فى المرتبة الثالثة بعد أسواق الهند والفلبين.
● حازم شريف: متى تخطط «ترانسكوم» لاحتلال مصر المركز الأول فى سوق خدمات التعهيد لديها؟
أحمد جمال الدين: يوجد تقييم عالمى يضم كل الشركات العاملة فى مجالات التعهيد على مستوى العالم، ونحن نوجد ضمن قائمة الخمسة لاعبين الكبار، ولدينا رؤية فى مصر لكى نصبح ضمن الخمسة الكبار العاملين فى الصناعة، وعلى وجه الخصوص نستهدف أن نكون فى المراتب الثلاث الأولى.
● حازم شريف: متى تخطط الشركة لكى تصبح ضمن اللاعبين الخمسة الكبار فى صناعة التعهيد المحلية؟
أحمد جمال الدين: تستهدف «ترانسكوم» المنافسة ضمن اللاعبين الثلاث الكبار فى خدمات التعهيد خلال السنوات الأربع المقبلة.
● حازم شريف: كم يبلغ حجم صادرات «ترانسكوم مصر» من خدمات التعهيد خلال 2022؟
أحمد جمال الدين: لا يمكننى الإفصاح عن هذه النقطة تحديدًا، ولكنى ما أستطيع بيانه هو أن ما نقوم به هذا العام هو جزء من حجم الاستثمارات المرصود، وجزء من الأرباح الخاصة بنا، إلا أنه يصعب تقييم كل سنة على حدة.
● حازم شريف: كيف تنهض صناعة خدمات التعهيد فى مصر خلال المرحلة المقبلة؟
أحمد جمال الدين: من خلال رحلتى التى أتاحت لى زيارة ما يقرب من 20 دولة، ولكل دولة مزايا وإيجابيات إلا أن اللافت للنظر فى هذا الصدد هو أن مصر تعد ضمن الأسواق الواعدة فى صناعة التعهيد، خاصة أنها تمتلك العديد من الجامعات الجيدة، وكوادر بشرية مؤهلة على أعلى مستوى، كما أن أغلب طلابنا من خريجى جامعات.
وإذا رغبنا فى تحقيق خطوات بناءة فى صناعة التعهيد فإنه ينبغى العمل على تطوير اللغات المختلفة للطلاب الجامعيين، ولكن الأمر الأهم هو تعليم الطلاب كيفية إتقان اللغة بشكل سليم، وفهم قواعدها، ما ينعكس بالإيجاب على تطوير الصناعة والتوسع فيها.
كما توجد فرص واعدة لمصر فى تصدير خدمات التعهيد فى مجالات الحاسب الآلى والتقنيات، فى ظل احتياج بعض أسواق أوروبا لها.