انخفضت مبيعات السيارات المستعملة (السكاندهاند) فى المملكة المتحدة خلال عام 2022 بنسبة %8.5 إلى نحو 6.9 مليون وحدة بتراجع يصل إلى نحو 640 ألف سيارة.
ولا تزال الأرقام المسجلة خلال 2022 أقل بنسبة %13.2 من إجمالى مبيعات ما قبل جائحة كورونا لعام 2019 والتى قاربت 7.9 مليون وحدة، ويعود ذلك إلى الضغط على المعروض من السيارات الجديدة بسبب نقص الإنتاج على خلفية النقص العالمى فى أشباه الموصلات وفق رابطة مصنعى وتجار السيارات بالمملكة.
وفى ديسمبر الماضى زادت عمليات البيع بنسبة %0.8 فى أول ارتفاع شهرى منذ فبراير، فى حين انخفض الربع الرابع بنسبة %4.3 وهو ثالث انخفاض ربع سنوى على التوالى، رغم أن التراجع لم يكن حادًا كما فى الربع الثانى الذى هبطت فيه الأرقام بنسبة %18.8 والربع الثالث الذى سجل فيه الانخفاض %12.2 بما يعكس النمو الملحوظ فى سوق السيارات الجديدة، مما يساعد فى تنشيط السيارات المستعملة.
فى المقابل، سجلت السيارات الكهربائية التى تعمل بالبطاريات بيع 71 ألف وحدة تقريبا بزيادة قدرها %37.5، ومن ثم زيادة حصتها الإجمالية فى السوق إلى %1، من %0.7 فى عام 2021.
واستمر الطلب القوى على المركبات الأخرى التى تعمل بالوقود البديل أيضًا إذ ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية الهجينة بنسبة %8.6 وارتفعت مبيعات المركبات الكهربائية الهجينة الموصولة بالكهرباء بنسبة %3.6 وبذلك، فإن جميع فئات المركبات المعتمدة على الكهرباء مثلت %4.1 فقط من السوق ارتفاعًا من %3.3 فى عام 2021.
ورغم انخفاض أرقام سيارات الديزل والبنزين المستعملة بنسبة %11.8 و%7.7 على التوالى، ظلت المحركات المهيمنة مع أرقام وصلت إلى 6.6 مليون وحدة تقريبًا.
وعاد مشترو السيارات المستعملة إلى اللون الأسود بعدما ثبت أنه الأكثر شعبية لعام 2022 إذ يمثل %21.6 من السوق، وجاء «الأزرق» فى المرتبة الثانية بحصة تبلغ %16.4، وعلى الرغم من احتلال اللون الرمادى المرتبة الأولى فى سوق السيارات الجديدة، فإنه احتل المرتبة الثالثة للسيارات المستعملة بنسبة %16.3. وشهدت السوق 4461 معاملة باللون الوردى و6708 فيروزى و18658 برونزيًا من مبيعات السيارات المستعملة.
وقال مايك هاوز، الرئيس التنفيذى لرابطة مصنعى وتجار السيارات فى المملكة المتحدة إن أرقام السوق السلبية تعكس الضغط على المعروض من السيارات الجديدة العام الماضى، ومع ذلك فإن معدل استيعاب السيارات النظيفة ينبئ بنمو هذا القطاع.
وأضاف أنه مع توقع نمو تسجيلات السيارات الجديدة فى 2023 من المفترض أن تصبح أحدث الموديلات منخفضة أو عديمة الانبعاثات متاحة للجميع مما يتطلب تعزيز البنية التحتية للشحن لتلائم الطلب مع قيام المزيد من مشترى السيارات الجديدة والمستعملة بالتحول إلى السيارات النظيفة أكثر من أى وقت مضى.
ومع نمو الطرازات النظيفة قالت شركة فورد الأمريكية المتخصصة فى صناعة السيارات إنها تخطط لإلغاء 3800 وظيفة فى مجال تطوير المنتجات والإدارة فى جميع أنحاء أوروبا فى إطار خططها لتسريع التحول من محركات البنزين والديزل إلى السيارات الكهربائية فضلًا عن ارتفاع التكاليف.
وأضافت «فورد» أنها ستستثمر 50 مليار دولار( 41 مليار جنيه إسترليني) فى إنتاج السيارات الكهربائية بحلول عام 2026 ومع ذلك يجب أن تقرر أيضًا ما يجب فعله بعمليات تصنيع مركبات محرك الاحتراق الداخلى قبل حظر مبيعات الوحدات الجديدة التى تعمل بالبنزين والديزل.
وقالت إحدى النقابات العمالية فى بريطانيا التى تمثل العديد من العمال البريطانيين المتضررين إن خطوة «فورد» سلطت الضوء على المخاطر التى يتعرض لها الآلاف من موظفى صناعة السيارات البريطانية التى تعمل على تقنية الاحتراق الداخلى والتى تشغل حوالى 100 ألف لإحدى المؤسسات المدعومة من الحكومة.
وأضافت «فورد» إنه سيتم إلغاء 2300 وظيفة فى ألمانيا و1300 فى المملكة المتحدة و200 فى بقية أوروبا، مضيفة أنها تعتزم تنفيذ التخفيضات من خلال التسريح الطوعى الذى سيشمل حوالى 2800 وظيفة من الوظائف الهندسية و1000 وظيفة إدارية، وتوظف «فورد» حوالى 34 ألف شخص فى أوروبا منهم حوالى 6500 فى المملكة المتحدة.
ومن المتوقع أن تكون معظم الوظائف التى سيتم خفضها فى المملكة المتحدة فى مركز فورد التقنى المسئول عن تطوير شاحنة ترانزيت.
يأتى ذلك فى وقت يتوقع فيه أن تستمر مبيعات الديزل لعدة سنوات أطول من السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلى ولكن لن تكون هناك حاجة كبيرة لأعمال التصميم لمحركات الديزل بحلول 2025.
ولا يعتبر التحرك لخفض الوظائف فى المملكة المتحدة المرتبطة بالاحتراق الداخلى مفاجئًا لكن النقابات العمالية تنتقد عدم وجود خطة حكومية واضحة لجذب الاستثمار فى إنتاج السيارات الكهربائية لتحل محل تلك الوظائف مع توقعات بمزيد من أعمال التسريح لكن فورد هى الأسرع فى هذا المسار.
وتهدف «فورد» للاحتفاظ بـ 3400 مهندس فى أوروبا سيعتمدون على التكنولوجيا الأساسية المقدمة من نظرائهم الأمريكيين وتكييفها مع العملاء الأوروبيين، وفقًا لمارتن ساندر المدير العام لعمليات فورد للسيارات الكهربائية بأوروبا ومدير أعمالها بألمانيا.
وقال ساندر: «هناك عمل أقل بكثير يتعين القيام به على المحركات التقليدية.. نحن ننتقل إلى عالم به نماذج عالمية تتطلب أعمالا هندسية أقل.. لهذا السبب يتعين علينا إجراء التعديلات”.
ولا يُعتقد أن عمليات تصنيع فورد فى المملكة المتحدة ستتأثر بإعلان التسريح على الرغم من أنها كانت فى السابق فى مقدمة المعارضين للتحول النظيف، ففى ديسمبر الماضى أعلنت الشركة الأمريكية عن خطة بقيمة 350 مليون جنيه إسترلينى لتحديث مصنع صندوق التروس لإنتاج محركات للسيارات الكهربائية- وهو تعزيز مرحب به للصناعة البريطانية، ومع ذلك، فقد أغلقت أيضًا مصنع محركاتها فى «بريدجند» فى جنوب ويلز فى عام 2020 ولا تزال هناك استفسارات حول مستقبل مصنع محركات الديزل فى داجنهام.
يذكر أن المملكة المتحدة حققت أداءً متباينًا فى عمليات التحول للسيارات الكهربائية من قبل الشركات فقد أغلقت هوندا مصنعها للسيارات فى سويندون فى عام 2021، وتخطط «بى إم دبليو» لنقل إنتاج مينى الكهربائية من أكسفورد إلى الصين، فى حين انهارت جهود بدء التشغيل المدعومة من الحكومة البريطانية لبناء مصنع للبطاريات فى وقت سابق من هذا الشهر.
فى المقابل تقوم «ستيلانتس» بتطوير مصنع فوكس هول لإنتاج شاحنات كهربائية وتخطط «نيسان» لتوسيع إنتاج السيارات الكهربائية فى «سندرلاند”.
يذكر أن مبيعات السيارات الملاكى فى الاتحاد الأوروبى انخفضت بنسبة %4.6 خلال 2022 بسبب تأثير نقص المكونات فى النصف الأول من العام فعلى الرغم من تحسن السوق خلال الفترة من أغسطس إلى ديسمبر 2022 فإن الأرقام التراكمية توقفت عند 9.3 مليون وحدة، وهو أدنى مستوى فى المنطقة منذ عام 1993 عندما تم تسجيل 9.2 مليون وحدة.
واستحوذت «فولكس فاجن جروب» على أكثر من ربع المبيعات بحصة تقارب %25.1 فى حين كانت الوصافة لصالح «ستيلانتس جروب» بحصة %19.1 واقتنصت «رينو جروب» المركز الثالث بين كيانات السيارات الأكثر مبيعًا بسوق السيارات الملاكى الجديدة فى الاتحاد الأوروبى، تضم المجموعة العلامات التجارية (رينو وداسيا وألباين).
